هل القطرة تفطر خلال الصيام؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
هل القطرة تفطر؟، سؤال يشغل بال كثير من الناس أثناء الصيام، وذلك عند استعمالهم القطرة، وذلك لحرصهم الشديد على إتمام صيامهم على أكمل وجه، خاصة ونحن في شهر شعبان، الذي يستحب فيه الصيام، سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتمهيدا لشهر رمضان المبارك.
ويرصد «الوطن» في السطور التالية، إجابة سؤال هل القطرة تفطرة أم لا؟.
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، خلال إجابتها عن سؤال حول: «هل القطرة تفطر؟»، عبر موقعها الإلكتروني، يسأل فيه أحد المتابعين: «ما حكم قطرة العين وهي مضاد حيوي وليست غذاءً؟».
وأجابت «الإفتاء» على هذا السؤال، قائلة: إن التقطير في العين بدواء أو محلول لا يفسد الصوم، وإن وجد الصائم طعم القطرة في حلقه، وذلك لأن العين ليست منفذا مفتوحا.
وأشارت الدار، إلى أن العلماء اختلفوا في حكم قطرة العين، وهل تفطر أم لا؛ إذ ذهب الحنفية في الأصح والشافعية في ظاهر كلامهم إلى أن قطرة العين لا تفسد الصوم، وفسروا ذلك بأن التقطير في العين لا ينافي الصوم، لأن الأخير هو الإمساك عن الطعام والشراب، وحتى إذا وجد الصائم طعم القطرة في حلقه، وذلك لأن العين ليست منفذا مفتوحا عندهم.
وضع قطرة العين أثناء الصياموأكدت «الإفتاء» أن المعمول به حاليا، فيما يخص هل القطرة تفطر، أن الصوم لا يفسد بالتقطير، سواء بدواء أو محلول في العين، موضحة أنه في حالة إذا وجد الصائم قطرة في الحلق، فهذا لا يعنى أنه وصل من خلال منفذ مفتوح، فقد يصل إلى الحلق عن طريق الجلد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء قطرة العین
إقرأ أيضاً:
بالناس المسرة| «المجد لله في الأعالي» تُستخدم لخلق جو من الفرح والتأمل في حدث الميلاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح راعي كنيسة مار مرقس الرسول بالجلاوية – ساقلتة - سوهاج "الصوم هو تقليد من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، لكنه أيضًا ممارسة تطورت وتنوعت بحسب الزمان والمكان".
صوم الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية هو صوم يمتد من 1 ديسمبر حتى 24 ديسمبر، ويعرف بصوم “التحضير لميلاد المسيح” وفق العقيدة المسيحية ويهدف هذا الصوم إلى تحضير المؤمنين روحيًا للاحتفال بميلاد المسيح في عيد الميلاد.
ونشأة صوم الميلاد تعود لتاريخ صوم الميلاد إلى القرن الرابع في الكنيسة الغربية (أي الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية)، حيث بدأ الاحتفال بعيد الميلاد في 25 ديسمبر من هذا القرن ففي البداية، كان الصوم مرتبطًا بالتحضير للعيد من خلال الصلاة والتوبة والتأمل في السر الذي حدث بميلاد المسيح.
وكان يُعتبر فترة زمنية للتركيز على التأمل في الله من خلال الصلاة والعمل الخيري، وتجنب المغريات مثل الطعام الزائد.
معاني الصوم
يتميز صوم الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية بروح التوبة والتأمل، حيث يُشجَع المؤمنون على التوبة والاعتراف والقيام بأعمال خيرية ويُشدد على التقليل من الطعام والشراب والاهتمام بالصلاة والقراءة الكتابية، خاصة تلك التي تتعلق بتنبؤات الميلاد في الكتاب المقدس ويهدف هذا الصوم إلى تنقية القلب والروح استعدادًا للاحتفال بعيد الميلاد، الذي يُعتبر عيدًا لفرح تجسد الله في المسيح.
قد يختلف التطبيق الدقيق لصوم الميلاد حسب التقاليد المحلية. في بعض المناطق، يُنصح بتقليل الطعام أو الامتناع عن تناول اللحوم أو تناول الطعام الخفيف، بينما قد يُسمح في أماكن أخرى بعدد معين من الوجبات اليومية وبيتم تشجيع المؤمنين على حضور القداسات اليومية والتوبة الروحية، بالإضافة إلى أعمال الخدمة والتضامن مع المحتاجين.
صوم الميلاد يشبه إلى حد بعيد صوم الأربعين المقدسة (الصوم الكبير)، لكنه يختلف في توقيته والمحتوى الروحي المرتبط به.
صوم الميلاد في الكنيسة الكاثوليكية (كما في العديد من الكنائس المسيحية الأخرى) يختلف في طقوسه عبر مختلف المناطق الثقافية والكنسية. لكن هناك بعض الممارسات العالمية الموحدة التي تعكس روح هذا الصوم والتحضير لميلاد المسيح. في هذا السياق، يمكننا الحديث عن أبرز الطقوس العالمية المرتبطة بصوم الميلاد.
يبدأ صوم الميلاد عادةً في 1 ديسمبر ويستمر حتى 24 ديسمبر، أي لمدة 24 يومًا ويُعتبر هذا الصوم فترة تحضير روحي وعاطفي لعيد الميلاد، ويختلف عن صوم الأربعين (الصوم الكبير) في الكنيسة الكاثوليكية، والذي يكون أطول ويصاحبه طقوس أخرى مثل القداسات اليومية حيث تركز الكنيسة الكاثوليكية في صوم الميلاد على الصلاة اليومية والقداسات الخاصة. يمكن أن تكون هناك قداسات صباحية أو مساءً في بعض الأماكن لتشجيع المؤمنين على الصلاة والتوبة والطقوس الخاصة ففي بعض الدول، يقام قداس خاص يُسمى “قداس ليلة الميلاد” في 24 ديسمبر (مساء 24)، وهو واحد من أهم الطقوس الاحتفالية. في هذه الليلة، يتم الاحتفال بميلاد المسيح من خلال قداس يشارك فيه غالبية المؤمنين.
ويزداد في فتره الصوم أعمال المحبة والخدمة
ففي صوم الميلاد، يتم تشجيع المؤمنين على القيام بأعمال خيرية مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين. تُعتبر هذه الأعمال جزءًا أساسيًا من الروح المسيحية في هذا الصوم، وهي وسيلة للتقرب إلى الله من خلال الخدمة للآخرين والتضامن مع الفقراءفكثيرًا ما يتم جمع التبرعات من أجل العائلات الفقيرة والمحتاجين خلال فترة صوم الميلاد، وتوزيع الهدايا والموارد على من لا يملكون والامتناع عن اللحومففي بعض الأماكن، يُطلب من المؤمنين الامتناع عن تناول اللحوم أيام معينة من الصوم، خاصة في أيام الجمعة. يُعتبر الامتناع عن اللحوم رمزًا للتضحية والتوبة وتقليل الطعامحيث يقبل المؤمنون على تناول الطعام البسيط وتجنب الأطعمة الفاخرة. يتم استبدال الأطعمة الدسمة بالأطعمة النباتية أو البسيطة، مما يساعد في ممارسة الانضباط الذاتي.
وذكر البابا فرنسيس في عظته الخاصه بصوم الميلاد قائلا: بقدر ما سيكون زمن الصوم هذا زمن ارتداد، ستشعر البشريّة الضّائعة بارتكاض الإبداع، وبإشراق رجاء جديد.
إنّه زمن العمل، وفي زمن الصّوم العمل هو أيضًا أن نتوقّف. أن نتوقّف لنصلّي، لنقبل كلمة الله، ونتوقف مثل السّامري، في حضرة الأخ الجريح. إنَّ محبّة الله ومحبّة القريب هي محبّة واحدة. وألا يكون لدينا آلهة أخرى يعني أن نتوقّف في حضرة الله وبالقرب من جسد القريب. لهذا، فالصّلاة والصّدَقَة والصّوم ليست ثلاث ممارسات منفصلة، بل هي حركة انفتاح واحدة، وإخلاء للذات: لنُخرج الأصنام التي تُثقلنا، ولنُبعد الأمور التي نتعلّق بها وتقيّدنا. عندها ستستيقظ قلوبنا المُرهقة والمنعزلة. لنُبطئ الخطى إذًا ولنتوقّف.
وسيحرك فينا البعد التأمُّلي في الحياة، الذي نستعيده في زمن الصوم، طاقات جديدة وفي حضرة الله، ننصبح إخوة وأخوات، ونشعر بالآخرين بقوّة جديدة: وبدل التّهديدات والأعداء، نجد رفاق سفر. هذا هو حلم الله، وأرض الميعاد التي نتوق إليها، عندما نخرج من العبوديّة.
إن الشكل السينودسي للكنيسة، الذي نعيد اكتشافه وعزيزه خلال هذه السّنوات، يقترح علينا أن يكون زمن الصّوم أيضًا زمن قرارات جماعيّة، وخيارات صغيرة وكبيرة عكس التّيّار، قادرة على تغيير حياة الأشخاص اليوميّة والحياة في حيٍّ ما: العادات في الشِّراء، والعناية بالخليقة، وإدماج الأشخاص الذين لا نراهم أو نحتقرهم. أدعو كلّ جماعة مسيحية لكي تقوم بما يلي: أن تقدّم لمؤمنيها أوقاتًا يعيدون فيها التّفكير في أساليب حياتهم، وأن تأخذ الوقت لكي تتحقق من حضورها في المنطقة ومساهمتها في جعلها أفضل.
والويل لنا إذا كانت التّوبة المسيحيّة مثل تلك التي كانت تحزن يسوع فهو يقول لنا أيضًا: "لا تُعبِّسوا كالمُرائين، فإِنَّهم يُكلِّحونَ وُجوهَهُم، لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهم صائمون". بل، ليظهر الفرح على وجوهكم، وليَفُحْ منكم عِطر الحريّة، ولينبعث منكم ذلك الحب الذي يجعل كلّ الأشياء جديدة، بدءًا من تلك الصغيرة والقريبة. يمكن لهذا أن يحدث في كلّ جماعة مسيحيّة.
وقال مطران السريان المطران ايلي ورده مطران السريان بمصر صوم الميلاد في الكنائس الكلدانية والسريانية والأرمنية الكاثوليكية له خصائصه المميزة التي تختلف قليلًا عن التقليد اللاتيني في الكنيسة الكاثوليكية الغربية، ولكنها تشترك في الهدف الروحي، وهو التحضير لعيد الميلاد من خلال التوبة والصلاة والتأمل في تجسد المسيح. إليك لمحة عن كيفية ممارسة صوم الميلاد في هذه الكنائس:الكلدان الكاثوليك
الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية تتبع الطقس الشرقي (السرياني) ولها تقاليد خاصة فيما يتعلق بالصوم:مدة الصوم: صوم الميلاد لدى الكلدان يمتد عادة من 1 ديسمبر حتى 24 ديسمبر. وهذا يشمل الأربعين يومًا التي تسبق عيد الميلاد والطقوس والممارسات وهي هي التوبة والصلاة فهي كما هو الحال في الكنائس الشرقية، يتم التركيز على التوبة، والاعتراف، والصلاة اليومية. كما يتم الإشارة إلى الصوم باعتباره وقتًا لتحضير القلب لاستقبال المخلص والامتناع عن الطعام فيلتزم المؤمنون بالامتناع عن اللحوم في أيام الصوم، والابتعاد عن الأطعمة الدسمة. يُشجع على تناول الأطعمة النباتية والأطعمة الخفيفة وايضا القداسات ففي بعض الأبرشيات، يقام قداس خاص بمناسبة صوم الميلاد، ويُشجع المؤمنون على حضور قداس يومي. يُحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر عبر قداس احتفالي مهيب وعن الاحتفال بمغارة الميلاد فقال غالبًا ما يتم وضع مغارة الميلاد في الكنائس والمنازل، ويُحتفل بميلاد المسيح في ليلة 24 ديسمبر مع قداس عشية الميلاد.
اما السريان الكاثوليك فالكنيسة السريانية الكاثوليكية، التي تتبع الطقس السرياني الشرقي، لديها تقاليد مشابهة للكلدان في صوم الميلاد، ولكن مع بعض الاختلافات الطفيفة في الطقوس والممارسات فمدة الصوم: ويمتد صوم الميلاد عند السريان عادة من 15 نوفمبر حتى 24 ديسمبر. يُطلق عليه أحيانًا “الصوم الكبير” أو “الصوم الاستعدادي” لميلاد المسيح والطقوس والممارسات وعن الامتناع عن الأطعمة قال يُمتنع عن تناول اللحوم في أيام الصوم، ويشمل ذلك أيام الاثنين والأربعاء والجمعة. في بعض الأماكن، يُسمح بتناول الأسماك، ولكن يُشجع المؤمنون على أن يكون غذاؤهم بسيطًا ونباتيًا والتركيز على الصوم الروحي حيث يولي السريان اهتمامًا كبيرًا للصوم الروحي من خلال الصلاة والاعتراف وأعمال الرحمة. يتم التشديد على أهمية التوبة والمصالحة وعن القداسات فيُحتفل بالصلاة اليومية والقداسات الخاصة في فترة الصوم، وخاصة في الأيام التي تسبق عيد الميلاد. تقام قداسات خاصة في 24 ديسمبر، حيث يتم الاحتفال بقداس عشية الميلاد وعن طريقه الاحتفال بمغارة الميلاد بيتم إنشاء مغارة الميلاد في المنازل والكنائس، ويُحتفل بهذه المناسبة من خلال الترانيم السريانية الخاصة بعيد الميلاد. تُستخدم الترانيم الكنسية السريانية القديمة التي تروي قصة الميلاد.
واضاف ان الأرمن الكاثوليك تتبع تقاليد خاصة بها فيما يتعلق بصوم الميلاد، وهي متميزة عن الكنائس الغربية في طريقة احتفالها فمدة الصوم يالميلاد لمدة 40 يومًا، ولكن هناك بعض الاختلافات بين الطقس الأرمني الكاثوليكي والطقس الأرمني الأرثوذكسي. يبدأ الصوم عادة في الاثنين الأخير من نوفمبر (أو بداية ديسمبر حسب التقليد المحلي) ويستمر حتى 6 يناير، حيث يحتفل الأرمن الكاثوليك بعيد الميلاد في هذا اليوم (بخلاف معظم الكنائس الغربية التي تحتفل في 25 ديسمبر) والطقوس والممارسات تتمثل في الامتناع عن الطعام: يتم الامتناع عن اللحوم ومنتجات الألبان في أيام الصوم، وكذلك تقليل الطعام والشراب، خاصة في الأيام المتقدمة من الصوم والتركيز على الصوم الروحي: الأرمن الكاثوليك يركزون أيضًا على الصوم الروحي من خلال الصلاة، والاعتراف، والتأمل في المعاني الروحية لميلاد المسيح والقداسات بيتم الاحتفال بالقداسات اليومية خلال فترة الصوم، وتُقام قداسات خاصة بمناسبة صوم الميلاد ويُحتفل بعيد الميلاد بشكل مميز في 6 يناير، حيث يقام قداس كبير في الكنائس وختما الاحتفال بالعيد بيكون في عشية عيد الميلاد (5 يناير)، يُقام قداس “التهليل” الكبير في الكنائس الأرمنية. هذا القداس يتضمن تلاوة الترانيم الأرمنية الخاصة بميلاد المسيح ويُعد من أبرز المظاهر الاحتفالية في 6 يناير، يتم الاحتفال بعيد الميلاد من خلال قداس يتضمن تلاوة الإنجيل، وتوزيع المياه المقدسة، التي تُعتبر رمزية لتعميد يسوع.
وقال الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح راعي كنيسة مار مرقس الرسول بالجلاوية – ساقلتة - سوهاج الصوم هو تقليد من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، لكنه أيضًا ممارسة تطورت وتنوعت بحسب الزمان والمكان، فمنذ بداية المسيحية كان الصوم متنوعًا ومختلفًا من منطقة إلى أخرى بل وضمن المنطقة نفسها. حتى أن الباحثين في عصرنا يعتقدون بأن الصوم الأربعيني جاء تدريجيًا، وأنه لم يكن ثابت المدة دائمًا، إذ يستشهدون في ذلك برسالة ايرينيوس إلى البابا فكتور في القرن الثاني، المذكورة في كتاب التاريخ الكنسي لأوسيبيوس القيصري: «يعتقد البعض أن عليهم الصوم ليوم واحد، وغيرهم ليومين، بل وغيرهم لعدة أيام، بينما يحسِب آخرون أربعين ساعة، ليل نهار، لصيامهم».
واضاف قائلا تُعلمنا الكنيسة في تعالميها الوصية الرابعة من وصايا الكنيسة عن الصوم تحت بند 2043 «انقطع عن أكل اللحم وصُم الصومَ في الأيّام التي تُقرُّها الكنيسة تؤمّن أوقات الجهاد والتوبة التي تُهيّئُنا للأعياد الليترجية، وتمكّنُنا من التسلّط على غرازنا ومن حرية القلب».
ويكتب الطيب الذكر مثلث الرجمات البابا بندكتوس 16 «إِنَّ الصَّومَ يَدعونا إلى تغذيةِ الإيمانِ من خِلالِ إِصغاءٍ أَكثَرَ ٱنتباهًا ودَيمومةً لكلامِ اللهِ، وإِلى الإِشتراكِ في الأَسرار، وفي الوقتِ عينِه، إِلى النُّموِّ في المَحبَّةِ، في مَحبَّةِ اللهِ ومحبَّةِ القَريب».
واستطرد هل الصوم غاية وهدف أم هو وسيلة للوصول إلى غاية؟ البعض يصومون على اعتبار أنه فرض عليهم، وآخرين يصومون لأن هناك غرضًا من الصيام.
هل عَلَّم يسوع شيئًا بخصوص الصيام، ماهيته وكيفيته؟
ليس الصوم غاية بحدّ ذاته. لا قيمة له منفردًا لأننا إذا أكلنا لا نزيد وإذا لم نأكل لا ننقص. ماذا ننتفع من الصحن إذا غسلناه ولم نجعل فيه طعامًا لنأكل؟ فالصوم مرتبط بالصلاة والصدقة أيّ له جناحان يطيران به نحو السماء هو الصلاة والصدقة.
فالصوم الحقيقي بحسب كلمة الله هو:
١. الامتناع الكامل عن كلّ شيء: سواء كان طعام أو شراب أو تسليه، لفترة محددة، للتفرغ فيها أمام الرب والتأمّل في كلمة الله وما أجمل ما نصليه في ذوكصولوجيّات وبالأخص الذوكصولوجية الثالثة لرفع البخور العشيّة لأيّام سبوت الصوم: «المتمسِّكون بالصوم والصلاة دائمًا بأيديهم، سيوف وأسلحة»
٢. الصوم مرتبط بالتذلل والتوبة: لا قيمة لصوم دون انكسار أمام الرب «أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي» (مزمور٣٥: ١٣).
٣. الصوم مرتبط بالصلاة: لا بد أن يُصاحب الصوم تضرع وصلاة وشركه أمام الرب «فَصَامُوا حِينَئِذٍ وَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ ثُمَّ أَطْلَقُوهُمَا» (أعمال١٣: ٣).
٤. الرب ينظر لحالة القلب وليس المظهر الخارجي: «وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ» (متى٦: ١٧، ١٨).
أزمتنا كشرقيين هي التدين في كلّ شيء ويسوع المسيح لم يتعرّض لنظام الصوم لدى اليهود، بل انتقد روح ممارسة صومهم، فعلى سبيل المثال كان هناك صوم اسمه الصوم الكامل ويبدأ من الغروب حتى حلول ظلام اليوم التالي أيّ غروب الشمس فكان اليهودي عندما يصوم يظهر بثياب غير منسقّة وشعر غير مدهون ليظهروا للناس صائمين وينالوا مجدا من الناس، «وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ» (متى٦: ١٧، ١٨)
فزمن الصوم هو زمن الرياضات الروحيّة وحياة التوبة ومسيرة مقدّسة إلى يسوع المسيح، فتعلّمنا الكنيسة في تعالميها تحت بند 1438 «أوقات التوبة وأيّامها على مدار السنة الليترجية زمن الصوم وكلّ جمعة تذكارًا لموت المسيح كلّها أوقات مكثّفة لممارسة التوبة في الكنيسة. هذه الأوقات تناسب، بطريقة خاصّة الرياضات الروحيّة وليترجيات التوبة، والحجّ في سبيل التوبة والتضحيات الطوعيّة كالصوم والصدقة، والمشاركة الأخوية (الأعمال الخيرية والرسوليّة)»
فالصّوم المقبول لدى الله هو صوم مقترن بالاعتكاف مع الصلاة والتذلّل إلى الله من أجل تحقيق هدف صالح أو رفع ضيق مُعيّن. أيّ أن نُكرّس صومنا للرب، وللرب وحده. لأن الرب لا يُعطي مجده لآخر
أخيرًا مكافأة الصوم
هناك من تظاهر بالصوم فنال أجرته من الناس «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ»، لكن ما أروع ما يوجه الرب يسوع أنظارنا إليه «فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً» (متى٦: ١٦، ١٨).
ولنا في دانيآل المحبوب مثال رائع لاستجابة الرب، فيقول دانيآل «فَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَى اللَّهِ السَّيِّدِ طَالِبًا بِالصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ بِالصَّوْمِ وَالْمَسْحِ» ثم جاءت الاستجابة «وَأَنَا مُتَكَلِّمٌ بَعْدُ بِالصَّلاَةِ إِذَا بِالرَّجُلِ جِبْرَائِيلَ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الرُّؤْيَا فِي الاِبْتِدَاءِ مُطَارًا وَاغِفًا (طائرًا بسرعه) لَمَسَنِي عِنْدَ وَقْتِ تَقْدِمَةِ الْمَسَاءِ. وَفَهَّمَنِي وَتَكَلَّمَ مَعِي وَقَالَ: يَا دانيآل إِنِّي خَرَجْتُ الآنَ لِأُعَلِّمَكَ الْفَهْمَ» (دانيآل٩: ٣-٢٢).
إذا الصوم مرتبط بالصلاة والإنكسار أمام الرب. لقد مارسها واختبرها كل رجال الله، وعاشها الرب يسوع أيام تجسده، فكان للصوم أثر كبير في شركتهم مع الرب، واستجابات الصلاة، وحياة النصرة والقوة وضبط النفس. هل نعود للصوم والصلاة، أفرادًا وجماعةً؟ دعونا لا ننسى المكتوب القائل «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مزمور١٢٦: ٥)
فدعونا في زمن الصوم نفكر في 4 أشياء مهمين ما لي في السماء غيرهم:
1-اسمي «افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ» (لو10: 20)،
2- كنزي «وَلَكِنْ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا» (2كو4: 7)،
3-بيتي «لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ» (2كو5: 1)،
4- ميراثي «لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ» (1بط1: 4)، «عَالِمِينَ انَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ» (كو3: 24).
والجدير بالذكر ان الصوم الميلادي ينتهي بتقليد “مغارة الميلاد”ففي الكنائس الكاثوليكية حول العالم، يتم بناء “مغارة الميلاد” (أو “المذود”) التي تمثل مشهد ولادة يسوع وتحتوي المغارة على تماثيل تمثل مريم ويوسف والمولود الجديد يسوع، بالإضافة إلى رعاة وأحيانًا حكماء المجوس مع التراتيل الميلاديةوالتي تقام بعيد الميلاد في قداسات وصلوات خاصة الترانيم مثل “المجد لله في الأعالي” تُستخدم لخلق جو من الفرح والتأمل في حدث الميلاد