«عملية رفح» تهدد الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في غزة
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلة المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لـ«الاتحاد»: «عواقب كارثية» جراء تعليق الدعم الدولي لـ«الأونروا» «الصحة العالمية»: اكتظاظ المستشفيات كافة في رفحلاتزال التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، تهدد بإفشال الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة في القطاع واستئناف مفاوضات إطلاق سراح الأسرى والرهائن، وسط تأكيد إسرائيلي على الالتزام بتأمين «ممرات أمنة» لخروج أكثر من 1.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن جيشه سيضمن «ممراً آمناً» للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح. وتضاعف عدد سكان هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الساحلي، بأكثر من 5 أضعاف في الأسابيع الأخيرة، مع وصول مئات آلاف الفارين من الحرب.
وقال نتنياهو في مقابلة ضمن لقاء تلفزيوني أمس: «سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة، نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي».
وذكر نتنياهو «مناطق في شمال رفح تم تطهيرها، ويمكن استخدامها مناطق آمنة للمدنيين»، حسب قوله.
أمنياً، أفادت الوكالة الفلسطينية للأنباء، بسقوط 25 ضحية على الأقل، وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين شرقي مدينة رفح.
وأضافت الوكالة، أن «القوات الإسرائيلية مستمرة في شن غارات عنيفة في منطقة رفح، والتي تكتظ بأكثر من 1.3 مليون نازح».
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن منخرطة مع الوسطاء للوصول إلى التهدئة في غزة وصفقة التبادل.
وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ، في لقاء مع قناة «العربية»، أمس «لدينا قلق شديد من أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح»، مشيراً إلى أن إسرائيل عليها مسؤولية في تجنيب المدنيين مزيداً من الخسائر.
وأضاف أنه ليس هناك مكان آمن لاستيعاب أكثر من مليون فلسطيني برفح.
كما حذرت سلطنة عُمان، أمس، من «التداعيات المتفاقمة والخطيرة»، لتوجه القوات الإسرائيلية نحو اقتحام، واستهداف مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وقال بيان لوزارة الخارجية العُمانية: «حذرت وزارة الخارجية من التداعيات المتفاقمة والخطيرة لاستمرار القوات الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، وتوجهها الآن نحو اقتحام واستهداف مدينة رفح التي باتت تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين النازحين من شمال القطاع».
بدوره، حذر مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن هجوماً إسرائيلياً محتملاً على مدينة رفح سيشكل «كارثة إنسانية تفوق الوصف».
وقال بوريل في منشور على منصة «إكس»: «أكرر تحذير العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق الوصف».
وأضاف أن «استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن ووقف الأعمال العدائية هو السبيل الوحيد لتجنب وقوع مذبحة».
كما أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، قلقه الشديد، إزاء احتمال شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على رفح، «حيث يتواجد تقريباً نصف سكان القطاع».
وقال كاميرون عبر منصة «إكس» «إن الأولوية يجب أن تكون لوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتحرير المحتجزين، والمضي قدماً نحو هدنة دائمة».
وحذرت وزيرة الخارجية الهولندية هانكي برونز سلوت، أمس، من الأوضاع المتردية في رفح، وسط احتمالات متصاعدة لشن هجمات إسرائيلية.
وقالت وزيرة الخارجية الهولندية، في سلسلة تصريحات عبر منصة «إكس»، إن الوضع في رفح «مقلق للغاية، ومن الصعب أن لا تؤدي العمليات العسكرية على نطاق واسع في منطقة مكتظة بالسكان إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية كبيرة، هذا لا يمكن تبريره».
وقف القتال
حضت فرنسا، أمس، إسرائيل على وقف المعارك في قطاع غزة تجنباً لـ«كارثة»، مبدية قلقها الشديد بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت مدينة رفح.
وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان «إن هجوماً إسرائيلياً واسع النطاق على رفح سيؤدي إلى وضع إنساني كارثي ذي أبعاد جديدة وغير مبرر»، مضيفاً «بهدف تجنب كارثة، نكرر دعوتنا إلى وقف المعارك».
وأشارت باريس إلى أنّ «رفح هي اليوم مكان يلجأ إليه أكثر من 1.3 مليون شخص»، موضحة أنّها «أيضاً نقطة عبور حيوية لإيصال المساعدات الإنسانية لسكّان غزة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رفح فلسطين إسرائيل غزة مدینة رفح قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
الغارات الإسرائيلية جعلت صور اللبنانية مدينة أشباح / سوسن كعوش
#الغارات #الإسرائيلية جعلت #صور_اللبنانية #مدينة_أشباح
#سوسن_كعوش
صحفية فلسطينية
أصبح دوي الانفجارات وما يعقبه من تصاعد أعمدة الدخان الأسود الناجم عن الحرائق والدمار الذي تحدثه الغارات الجوية الصهيونية، لا يفارق سماء مدينة صور اللبنانية الساحلية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وتحول المدينة الجميلة إلى أطلال قديمة، وهجر الناس والصيادين شواطئ المدينة التي تحولت بفعل العدوان الصهيوني إلى مدينة أشباح.
مقالات ذات صلة نعم سنقسو على المنتخب من محبتنا لهم 2024/11/20صور المدينة اللبنانية واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان بشكل مستمر في العالم وتضم مواقع أثرية مهمة، حولتها أيادي الغزاة إلى ساحة حرب.
صور المدينة الخلابة التي هجرها معظم سكانها إلى أماكن أخرى يحملون مخاوفهم من أن أي مكان في لبنان لم يعد آمنا بعد توسع جغرافية القصف المدفعي، والغارات التي تشنها الطائرات الحربية الصهيونية غي أكثر من مكان، وبالتالي تؤدي إلى موجات نزوح جديدة للسكان الآمنين الذين يخشون أن يواجهوا دماراً يشبه الدمار الذي أحدثه الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
في صور، لا يوجد سوى النازحين والعاملين الطبيين. أولئك الذين بقوا هنا موجودون هنا لأنهم لا يستطيعون المغادرة. لم تعد صور تتمتع بأي من هدوء المنتجع الصيفي. يبدو الهدوء أشبه بمقدمة للمأساة.
في الطريق إلى صور، يزيد الدخان المنبعث من غارة جوية على تلة من هذا الشعور، تماماً مثل الحفرة التي تستقبلك عند مدخل المدينة الجنوبية. ليست هذه المرة الأولى التي تخلو فيها الشوارع في صور رابع أكبر مدينة في لبنان، التي عانت من الحروب الحديثة والقديمة، حيث كانت مأهولة بالسكان منذ العصر البرونزي.
لا يوجد أحد خارج مباني المدينة. قبل أيام قليلة، لم يكن بإمكانك التحرك في هذه الشوارع بسبب ازدحام السيارات، ولكن الآن لم يبق فيها روح. بالقرب من المباني السكنية التي تحولت إلى أنقاض في مدينة صور تحمل الأسر المتعبة والخائفة أمتعتها في سيارات وسط الزجاج المكسور والحطام. ويكدسون بعض الأمتعة التي انتشلوها من تحت ركام منازلهم على سقف السيارات.
لقد مزقت الغارات واجهات المباني المحيطة، وكشفت عن أنابيب الحمامات والمطابخ بالكامل في الهواء الطلق. كانت المتعلقات الشخصية متناثرة في كل مكان – أحذية، وصور، وألعاب أطفال، أواني المطبخ، وملابس.
شواطئ مدينة صور الخلابة خالية من الناس. في الشهر الماضي فقط، كان خبراء الحفاظ على البيئة يساعدون السلاحف البحرية المهددة بالانقراض على وضع بيضها على طول الساحل، ولكن منذ ذلك الحين، حذر الجيش الإسرائيلي من الأنشطة البحرية، قائلاً إنها قد تكون مستهدفة.
يقوم الجيش الإسرائيلي بأصدر أوامر بالإخلاء لمناطق في المدينة، مدعيًا وجود أصول لحزب الله في المنطقة دون توضيح أو تقديم أدلة. واستهدفت ضربات المعتدي الصهيوني عدة مواقع تراثية، بما في ذلك ميدان سباق الخيل ومجموعة من المواقع الساحلية المرتبطة بالفينيقيين القدماء والصليبيين. وتسببت الهجمات في دمار هائل وأضرار جسيمة في المنازل والبنية التحتية، والمباني، والمتاجر، والسيارات. والكثير من مباني المدينة سويت بالأرض بالكامل وتضررت الكثير من الشقق في محيطها.
يشعر ما تبقى من سكان المدينة بالقلق للغاية. متخوفين من أن الوضع قد يكون مثل غزة، وأن تصدر إسرائيل المزيد من أوامر الإخلاء التي ستجبرهم على مغادرة مسقط رأسهم ومدينتهم التي يحبوها.
رئيس بلدية صور حسن دابوق يقول إن ربع سكان المدينة فقط بقوا، ويخشى الكثيرون أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة الفلسطيني قادم إليهم أيضاً. ويضيف إنهم نفس الأشخاص، نفس الحرب، نفس العقلية، نفس المسؤولين الصهاينة، مع نفس الدعم من الأميركيين والأوروبيين. العناصر هي نفسها، فلماذا يكون الأمر مختلفاً في لبنان؟
كانت ترسو في ميناء صور عشرات السفن. وكانت هذه المنطقة تعج بالنشاط عادة حيث كان الصيادون يحضرون صيدهم لبيعه للتجار، لكنها الآن هادئة بشكل مخيف. ويمكن ملاحظة عدد قليل من الصيادين يمرون، ليس للصيد، ولكن للتحقق من قواربهم. وأغلقت المحلات التجارية والمطاعم، وكانت الثلاجات التي كانت تحتوي على الأسماك الطازجة فارغة ومغلقة.
لم يبق سوى أولئك الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه وأولئك الذين شعروا بواجب البقاء. قالت إحدى سكان صور إنها تفضل البقاء في مسقط رأسها على الموت كلاجئة. لقد خلقت الحرب فراغاً هنا – امتصت الحياة من هذه المدينة القديمة الفخورة بأطلالها الرومانية وشاطئها الرملي الذهبي. الشوارع خاوية، والمحلات مغلقة. والشاطئ مهجور. والنوافذ تهتز بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية.
اختار بعض الأطباء في مستشفى جبل عامل، البقاء. وهو واحد من ثلاثة مستشفيات فقط لا تزال تخدم جنوب لبنان. ويمكن رؤية الفرش والمتعلقات الشخصية ملقاة في ممرات المستشفى. ولإقناع بعض موظفيه بالبقاء، سمح مروة لهم بالعيش هناك مع عائلاتهم.
ومثل المدينة نفسها، لم يبق في المستشفى سوى ربع أطباء المستشفى. كما بقي أكثر من ثلث الممرضات. ولكن مع استمرار العدوان، يجهز المستشفى ويستعد للأسوأ. حيث إن هناك أنماطًا مقلقة في تصرفات الجيش الإسرائيلي في لبنان تشبه غزة، وخاصة فيما يتعلق باستهداف عمال الإغاثة والأطباء والمستشفيات. وتقول لبنان إن 13 من مستشفياتها وأكثر من 100 منشأة صحية أخرى أصبحت خارج الخدمة بسبب الضربة الإسرائيلية.
مدينة صور التي كان يعيش فيها ما لا يقل عن 50 ألف شخص، وهي مدينة نابضة بالحياة موطن للمسيحيين والمسلمين. عمرها 2500 عام، وتقع على بعد حوالي 80 كيلومترا (50 ميلا) جنوب العاصمة بيروت، صامدة في وجه العدوان الصهيوني الغاشم. ويرى أهلها الذين يشعرون بالغضب والحزن أن هذه الضربات الإسرائيلية محاولة لضرب الروح المعنوية للناس. ويقول الباقون في المدينة: إذا غادر الجميع، فلن يبقى أحد. هذا جزء من مقاومتنا.
صور المدينة الفينيقية العظيمة التي حكمت البحار وأسست مستعمرات مزدهرة مثل قادس وقرطاج، ووفقاً للأسطورة، كانت مكان اكتشاف الصبغة الأرجوانية سوف تعيد صباغ وجه المدينة بالسلام والفرح بالانتصار على برابرة القرن الواحد والعشرين.