تقديراتها تشير إلى أن ثلث السكان يواجهون نقصا كارثيا في الغذاء

الثورة /متابعة/ناصر جرادة
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن هناك زيادة حادة في عدد شحنات الإغاثة التي منعت من الوصول إلى شمال غزة في ظل منع وصول 56 % من الشحنات في يناير، مقارنة بـ 14 % في أكتوبر إلى ديسمبر “.
وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، “مات هولينجورث” : ” نعلم أن هناك خطرا جسيما من حدوث مجاعة في غزة إذا لم نقدم كميات كبيرة جدا من المساعدات الغذائية على أساس منتظم”.


ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة منعت من الوصول الشهر الماضي، وأن هناك تدخلا متزايدا من القوات الإسرائيلية في كيفية ومكان تسليم المساعدات.
ويضيف بأن ما يقدر بـ300 ألف شخص يعيشون في المناطق الشمالية محرومون إلى حد كبير من الحصول على المساعدات، ويواجهون خطر المجاعة المتزايد.
تحدث سكان يعيشون في شمال غزة المعزول لوسائل الإعلام إن “الأطفال يبقون بدون طعام لأيام عدة، حيث يزداد ويتواصل منع وصول المساعدات إلى المنطقة”.
ولجأ بعض السكان إلى طحن علف الحيوانات للحصول على دقيق للبقاء على قيد الحياة، لكن حتى مخزونات تلك الحبوب تتضاءل الآن، كما يقولون. وتحدث الناس عن حفرهم في التربة للوصول إلى أنابيب المياه للحصول على احتياجاتهم للشرب والغسيل.
وحذرت الأمم المتحدة من أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار في الشمال قد ارتفع بشكل حاد، وهو الآن أعلى من النسبة الحرجة البالغة 15%.
سكان يقتاتون على أعلاف الحيوانات
قال عامل إغاثة طبي في بيت لاهيا، إن الناس كانوا يطحنون الحبوب المستخدمة في علف الحيوانات ويحولونها إلى دقيق، لكن حتى هذه الحبوب بدأت بالنفاد.
وأضاف” الناس لا يجدون الأعلاف في السوق، أصبحت غير متوفرة في الوقت الحاضر في مدينة غزة وشمالها” ويضيف “مخزونات الأغذية المعلبة تختفي كذلك”.
“ما كنا نملكه، يعود إلى أيام الهدنة – في نوفمبر الماضي – وأيا كانت المساعدات المسموح بها في شمال غزة فقد استهلكت الآن، ما يأكله الناس الآن هو الأرز، والأرز فقط”.
وقال برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع إن القوات الإسرائيلية أوقفت أربع من أصل خمس قوافل مساعدات إلى الشمال وصلت مؤخراً، مما يعني وجود فجوة أسبوعين بين الشحنات إلى مدينة غزة.
وقد قدر تقييم مخاطر المجاعة، الذي أجرته وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن ما يقرب من ثلث السكان في المناطق الشمالية قد يواجهون الآن نقصا “كارثيا” في الغذاء. كما تكافح العائلات في المناطق الشمالية أيضا للعثور على إمدادات مياه صحية.
“كثير منا يشرب الآن مياها غير صالحة للشرب. لا توجد أنابيب، علينا أن نحفر من أجل المياه “، كما يقول أحد المواطنين في بيت لاهيا.
ويظهر مقطع فيديو تم تصويره في جباليا شمال مدينة غزة سكانا يجلسون بين أنقاض البنايات التي تم قصفها، وهم يحفرون في الشوارع في محاولة للاستفادة من أنابيب المياه الجوفية الكبيرة.
ويقول مواطن آخر : “نحصل على الماء هنا مرة كل 15 يوما، أطفالنا يعانون من التهابات وأسنانهم تتآكل من المياه القذرة فهناك رمل فيها، وهي مالحة جدا”.
بعد أربعة أشهر من الحرب، بدأت الحلول المؤقتة لسد فجوات الجوع تتلاشى. وهناك طرق قليلة لإعادة تزويد مخازن غزة، وكانت المنطقة تعتمد على المساعدات الغذائية قبل الحرب، الآن تم تدمير جزء كبير من صناعتها الزراعية أو التخلي عنها.
إجراءات معقدة لمنع وصول المساعدات
وتشير أرقام جديدة من الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في منطقة دير البلح الوسطى قد تضررت. منها أرض زراعية ومعصرة زيتون لأحد المواطنين المكنى “أبو زيد”.
ويقول أبو زايد” يبدو الأمر وكأن زلزالاً أصاب المكان، الدمار واسع، يغطي المباني المجاورة وحيوانات المزرعة. حتى لو تمكنا من استعادة الطاحونة، فقد خسرنا 80-90 بالمئة من الزيتون. إنها ليست مجرد خسارة لهذا العام، إنها خسارة للسنوات العديدة القادمة”.
إلى الجنوب، في بلدة رفح الحدودية، يتزاحم الآن أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى للحصول على مساحة مع سكان البلدة البالغ عددهم 300 ألف نسمة.
ويحول القتال أو البيروقراطية أو الأنقاض دون وصول المساعدات إلى الناس، حيث أصيبت قافلة طعام الأسبوع الماضي كانت تنتظر التوجه شمالا في غزة بنيران إسرائيلية من جهة البحر.
لكن عمليات التسليم معقدة أيضا بسبب الإجراءات الإسرائيلية واليأس المتزايد لسكان غزة من وصول المساعدات، كما يقول المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، مات هولينجورث. وقال: “نحن بحاجة إلى حل مشكلة القانون والنظام، حتى لا نضطر إلى التفاوض على طريقة وصولنا إلى حشود الجوعى اليائسين، ووصولنا إلى أشخاص آخرين لم نصل إليهم بعد”.
ويختم حديثه بالقول “ربما يكون مستوى العجز هو الذي يقلقني. لقد فقد الناس الأمل”.
وينظر الكثيرون إلى اتفاق مرتقب بين إسرائيل وحماس على أنه السبيل الوحيد لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة وإخراج الرهائن الإسرائيليين.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: وصول المساعدات الأمم المتحدة المساعدات إلى شمال غزة

إقرأ أيضاً:

ماكرون يدعو لوقف إطلاق نار وضمان وصول المساعدات إلى غزة

غزة – دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، امس الاثنين، إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية “بشكل فوري” في ظل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي.

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه ماكرون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق ما أعلنه في منشور على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”.

وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة بناء “إطار لمرحلة ما بعد الحرب”.

وأضاف: “يجب أن يتيح ذلك التقدم نحو حل سياسي قائم على أساس الدولتين (فلسطينية واسرائيلية)، في أفق مؤتمر يونيو/ حزيران المقبل، خدمةً للسلام وأمن الجميع”.

كما أكد أن “فرنسا تعبّر عن تعبئتها الكاملة من أجل الإفراج عن جميع الرهائن، وعودة وقف إطلاق نار دائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى غزة”.

وقال ماكرون : “نحن بحاجة إلى السلام”.

وأشار إلى أن خطوات ما بعد الحرب تشمل “نزع سلاح حركة الفصائل الفلسطينية وإقصاؤها، وتحديد نظام حكم ذو مصداقية، وإصلاح السلطة الفلسطينية”.

والأربعاء ، أعلن الرئيس الفرنسي، في مقابلة مع قناة “فرانس 5″، أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون خلال مؤتمر دولي حول حل الدولتين في يونيو/ حزيران المقبل.

وقال ماكرون “يتعين علينا أن نتحرك نحو الاعتراف (بفلسطين) ويمكننا أن نصل إلى ذلك في الأشهر المقبلة”.

وأشار إلى أنه سيترأس مع السعودية مؤتمرا دوليا حول حل الدولتين في يونيو المقبل.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة : إسرائيل تواصل عرقلة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة تؤكد أن “إسرائيل” تواصل عرقلة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة ..  المساعدات لم تدخل القطاع منذ نحو شهرين
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل المساعدات وتدفع نصف مليون فلسطيني للنزوح من غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل توزيع المساعدات بغزة وتجبر 500 ألف على النزوح
  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” تواصل عرقلة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل سمحت اليوم بـ 2 فقط من 6 تحركات إنسانية مخطط لها بغزة
  • نداء عاجل من حاكم إقليم دارفور إلى الأمم المتحدة 
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يعيشون في "جحيم" غير مسبوق وتحذيرات من انهيار صحي شامل بسبب نقص الوقود وإغلاق المعابر
  • ماكرون يدعو لوقف إطلاق نار وضمان وصول المساعدات إلى غزة