من أساطير السياسة في العالم الثالث أن الأمريكان يبدئون بمفاوضة الحكومة الموجودة على مصالحهم الاقتصادية، فإذا وجدوها “انتهت القصة” .. غير صحيح طبعا .. لا توجد حكومة ترفض شركات أمريكية ولا حتى إيران.

أمريكا لا تفاوضك على مصالحها بل على “نقاط قوتك” لتضمن تنازلك عنها الواحدة تلو الاخرى ولتأخذ بعد ذلك مصالحها دون تفاوض، أو بتفاوض شكلي (يكون الوفد الوطني مجرد إمتداد للوفد الامريكي، يحمل الجنسية أو في الطريق)، وهو أسلوب ذكي وقليل التكلفة ومضمون إستراتيجيا.

ومن أهم نقاط القوة التي تمرست امريكا في ضربها هي إصابة القيادة بالشلل في الخيارات مقابل وعود كبيرة في بداية الأمر .. ثم تتقزم الوعود المذهلة الى الاعفاء من العقوبات أوضمان عدم ورود الاسم فيها، ثم تنتهي بالمخرج الآمن والإشراك في سيناريو التنحي واختيار البديل.
الشلل يشمل .. تضييق الخيارات الداخلية في فصائل أو شخصيات محددة .. وتتعدد الاساليب والخلاصة هي الضعف التنفيذي والسياسي، وإبعاد الكفاءات، ليسهل الابتزاز بالأزمات الاقتصادية .. مباشرة أو عبر الوكلاء.

هل الخروج من هذه الحلقة ممكن؟ طبعا ممكن، وهنالك دول خرجت منها وتفاهمت معها أمريكا وقبلت حالة من “الندية النسبية”، وهنالك دول قيدت أمريكا قيادتها بحبال من “ريش الدجاج” وقبعت في القبو .. مع أن تحررها في مجرد حركة اليد.

من يحكم أي بلد عليه أن يعرف نقاط قوته جيدا .. وأن يزيحها من طاولة التفاوض تماما .. بعدها ستظهر المصالح، لكن طالما هي على الطاولة … سيتم النقاش حولها وليس المصالح.
الذي يضحكني ويبكيني في هذا الملف هو قدرة الغربيين عموما في إقناع الحكومات في العالم الثالث بأن “نقطة القوة” هي “نقطة ضعف” وأنهم يساعدونهم على إزالتها، ويجب عليهم سداد فواتير جهودهم الدولية.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“لن نرحل عن أرضنا”.. أهل غزة يرفضون التهجير ويتمسكون بحقهم في البقاء

يمانيون../
في ظل المشهد المُتوتر وتصاعد الرفض العربي والدولي لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تهجير الفلسطينيين.. يؤكد الفلسطينيون بشكل عام وأهل غزة خصوصاً رفضهم القاطع لمخطط التهجير.. مشددين على تمسكهم بحقهم في البقاء على أرضهم.

ويوجه آلاف الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة إلى مصر تساؤلات حول موعد عودتهم إلى منازلهم، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء وقف إطلاق النار في القطاع، لكنهم يتفقون على رفض مقترح النزوح الجماعي الذي اقترحه ترامب.

وفي هذا السياق شارك مئات الفلسطينيين بقطاع غزة، اليوم الجمعة، في وقفة احتجاجية رفضاً لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامي إلى تهجير المواطنين من القطاع والاستيلاء عليه.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن الفعالية أقيمت في مخيم النصيرات وسط غزة بدعوة من حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث رفع المشاركون لافتات كتب عليها: (غزة ستُسقط مؤامراتكم)، و(لن نرحل عن أرضنا)، و(هذه الأرض لا تقبل إلا أهلها).

وخلال الوقفة، شدد المحتجون على رفضهم القاطع لمخطط التهجير.. مؤكدين تمسكهم بحقهم في البقاء على أرضهم.

وقال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن الجمل في كلمة له: “نقول لا لمؤامرات التهجير، وليسمع العالم أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق، وأن القدس مدينتنا، وأرضنا لن نتخلى عنها”.. مضيفاً: “منغرسون في أرضنا ولن نخرج منها”.

وذكّر الجمل بأن “العدو الصهيوني ارتكب المجازر بأسلحة أمريكية وغربية، ومع ذلك بقي أبناء الشعب الفلسطيني في أرضهم”.. مؤكداً ثقته بأن الفلسطينيين سيعودون يوما إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948.

ويؤكد المشاركون في هذه الفعالية رفضهم لمخطط التهجير.. قائلين: “باقون في أرضنا، وشعبنا لا يقبل أي مشروع صهيوني أو أي تهجير”.

وأجمع الفلسطينيون ليس فقط على رفض مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وإنما رفض حتى مناقشته.

وفي الرابع من فبراير الجاري، كشف ترامب خلال مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها إلى دول أخرى، ذاكرا منها مصر والأردن.

ولاقى مخطط ترامب لغزة رفضاً فلسطينياً وعربياً ودولياً واسعاً، فيما قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي بكيان العدو الصهيوني، بما يشمل مختلف التوجهات.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وكيان العدو الصهيوني، يتضمن ثلاث مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

واقترح ترامب إجلاء معظم سكان غزة ونقلهم بصورة جماعية إلى مصر والأردن، لكن هذا المقترح لقي تنديداً واسعاً من العالم العربي، باعتباره شكلاً من أشكال التطهير العرقي.. وقال ترامب: “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص، ونقوم بتطهير المنطقة (التي عصفت بها الحرب) برمتها”.. وعند سؤاله عما إذا كان ذلك حلاً مؤقتاً أم طويل الأمد، قال: “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”.

وتقول مصر: إنها لن تشارك أبداً في النزوح الجماعي للفلسطينيين، الذي وصفه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه “ظُلم”.. ولكن يوجد بالفعل نحو 100 ألف فلسطيني في مصر يقولون، إنهم لا يعلمون كيف ومتى سيتمكنون من العودة لمنازلهم.

وخلال حرب الإبادة الصهيوأمريكية على غزة، كانت حدود القطاع مغلقة في معظم الأوقات مما جعل الأغلبية العظمى من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى، واضطروا للعيش في أماكن إيواء مؤقتة داخل القطاع.

ورغم أن أهل غزة في مصر قد تكون لديهم خطط شخصية مختلفة، فإنهم جميعاً اتفقوا على رفض أي مقترح من جانب ترامب لإجلاء أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة.

واليوم الجمعة، أعلن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، عن بدء تحضيراته لعقد مؤتمر سياسي حاشد يومي الجمعة والسبت الـ11 والـ12 من أبريل 2025.. وهذا المؤتمر الذي يحمل شعار “الشعب الفلسطيني يرفض مشاريع التهجير ولا بديل عن حق العودة” يعقد على هامش انعقاد الدورة السنوية لأعضاء الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي وفي وقت يشهد فيه العالم ومنطقتنا والساحة الفلسطينية عموما وأهل قطاع غزة والضفة الغربية على وجه الخصوص تحديات كبيرة تتعلق بعملية التهجير والتخلي عن حق العودة وتدمير وكالة الأونروا الأمر الذي يتطلب التفافا واجماعا وطنيا لمواجهة التحديات واجتراح وسائل كفيلة بتحصيل حقوقنا المشروعة

وأشار المؤتمر الشعبي في بيانه الصحفي إلى أنه دعي المئات من اعضاء الهيئة العامة للحضور والمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد وجاهياً.

وفي السياق ذات.. قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ اليوم الجمعة: إن هنالك عملا على مقترح عربي يقوم على إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير أهله.. مضيفاً: إن “تحقيق السلام الدائم والعادل يتحقق بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني”.

وأكد أن “الفلسطينيين متعلقون بأرضهم ولا يرغبون بمغادرتها، ويريدون سلاما”.. مشيراً إلى أن “الدول العربية ساهمت بإعادة إعمار غزة لأكثر من مرة”.

وكانت حركة حماس، قد دعت الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى المشاركة في حراك عالمي أيام الجمعة والسبت والأحد، رفضا لمخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجير المواطنين من قطاع غزة والاستيلاء عليه.

وقال الحركة في بيان لها الليلة الماضية: “ندعو جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، والأحرار في العالم، إلى الخروج في مسيرات وفعاليات تضامنية في المدن والساحات حول العالم، رفضًا لمخططات تهجير شعبنا الفلسطيني عن أرضه”.

وأضافت: لتكن أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة حراكا عالميا ضدّ مخططات التهجير والترحيل القسري، التي ينادي بها الاحتلال وداعموه.

وأكدت أن هذه الفعاليات تعني دعما وتأييدا لحقوقه الثابتة والمشروعة في الدفاع عن أرضه، وفي مقدّمتها حقّه في الحريّة والاستقلال، وتقرير المصير، والتخلّص من الاحتلال.

وثمنت حركة حماس المواقف الدولية المتضامنة مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وارتكب العدو الصهيوني بدعم أمريكي بين السابع من أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

السياسية: مرزاح العسل

مقالات مشابهة

  • “القوات البرية” تبحث سبل دعم وحداتها لضمان حسن سير العمل
  • مناوي، ردا على دعوات إعلان “حكومة منفى” في السودان إن “مجرد سيطرة طرف على أي مكان، يعني أنه كون فيها حكومة أمر واقع
  • “جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي” تكرم الفائزين في مسابقة الأعمال التوعوية والترويجية
  • كيلوغ : واشنطن قد تتوقع “تنازلات إقليمية” من موسكو في إطار مفاوضات التسوية في أوكرانيا
  • “لن نرحل عن أرضنا”.. أهل غزة يرفضون التهجير ويتمسكون بحقهم في البقاء
  • الحويج: استقرار الاقتصاد الليبي وتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية من أولويات حكومة “الوحدة”
  • “تعليم الرياض” تنهي الاستعداد لاختبارات الفصل الدراسي الثاني غدًا
  • انعقاد المؤتمر الصحفي عقب الجولة الثالثة من منافسات سباق الفورمولا إي “جدة”
  • أمام مجلس الأمن.. “هانس” يحذر من تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن
  • “النهار” اللبنانية: أمريكا تركز على جمع الشرق والغرب الليبي في تدريبات عسكرية مشتركة