صحيفة الاتحاد:
2025-02-23@10:20:20 GMT

%9 ارتفاع بالوظائف الجديدة في الإمارات خلال 2024

تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT

سامي عبد الرؤوف (دبي) 
بدأت أمس أعمال اللقاء الوزاري التشاوري السابع لدول «حوار أبوظبي»، بمشاركة وحضور وزراء العمل والموارد البشرية وكبار المسؤولين من 16 دولة آسيوية مرسلة ومستقبلة للعمالة، وذلك ضمن أعمال وفعاليات القمة العالمية للحكومات 2024. 
وصدر عن «حوار أبوظبي» بيان ختامي يشمل أولويات العمل للدورة المقبلة من الحوار، كما شهد اللقاء تسليم رئاسة «حوار أبوظبي» إلى سلطنة عُمان للدورة المقبلة.


كما شارك في «حوار أبوظبي» بصفة مراقب، ممثلون عن المنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة العمل الدولية، والمنظمة الدولية لأصحاب الأعمال، والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وتتضمن فعاليات اللقاء الوزاري التشاوري، كلمة معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين بدولة الإمارات، الأمانة الدائمة لمسار حوار أبوظبي، ثم كلمة الرئيس الحالي لحوار أبوظبي، وهي جمهورية باكستان، تليها كلمة معالي نالين ناناياكاره، وزير العمل والتوظيف الخارجي، في سريلانكا، عضو الترويكا. 
وأكد معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، أن دولة الإمارات تبني نهجاً تشاورياً مستداماً وشفافاً، بما يدعم التوجهات الجديدة، والاتفاقيات والتوافقات بين الدول المرسلة والمستقبلة للعمالة بالشكل الذي يحسن من حوكمة الانتقال المؤقت للأشخاص من أجل العمل، ويضمن الحفاظ على حقوقهم، ويوفر لهم الرفاه والاستقرار. 
وأعلن العور، في كلمته الافتتاحية للقاء الوزاري التشاوري، أن دولة الإمارات ستسجل نمواً يتراوح بين 4 و9% في الوظائف الجديدة خلال عام 2024، لاسيما في قطاعات، مثل الأمن السيبراني وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي واقتصاد المنصات الإلكترونية. وأشار إلى أن اللقاء الوزاري السابع لمسار حوار أبوظبي، «يعتبر أحد أهم الملتقيات والمسارات التشاورية الإقليمية المعنية بانتقال الأشخاص من أجل العمل، لنعمل سوياً على تطوير وتعزيز آفاق التعاون والشراكة فيما بيننا». 
 وأكد أن العمل المشترك وتضافر الجهود يسهم في تحقيق الرفاه والحياة الكريمة لفئات المجتمع كافة، وتحقيق الرخاء الاقتصادي الذي تتطلع إليه بلداننا من خلال تعظيم العوائد التنموية لازدهار أسواق العمل في المنطقة.

تحولات عالمية 
ولفت إلى أن أسواق العمل تشهد تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى، وتغيرات هيكلية واسعة تشمل طبيعة العمل وطرق تنظيمه، ونوعية الأعمال والوظائف، والمهارات المطلوبة، وذلك لمواكبة المتغيرات العالمية بمختلف أشكالها، وخصوصاً المتغيرات الجوهرية في عوامل ومسارات التنمية الاقتصادية مما أوجد تحديات فريدة. 
ويشير مسح مستقبل الوظائف الذي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي نهاية العام الماضي، إلى أن أسواق العمل العالمية ستشهد خلال السنوات الأربع القادمة تغيرات هيكلية عميقة، ففي حين سيتم فقدان (83) مليون وظيفة على مستوى العالم، إلا أنه سيتم خلق (69) مليون وظيفة جديدة. 
 كما ستتطلب مواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية إحداث تغيرات شاملة في نوعية الوظائف وطبيعة المهارات المطلوبة وفرض اتجاهات جديدة في سياسات أسواق العمل بما يتناسب مع طبيعة هذه المتغيرات المحورية، كذلك فقد شهد العالم تقدماً هائلاً في التطور التكنولوجي. 
مواكبة المتغيرات 
وشدد معاليه، على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة أسهمت في إحداث تغيرات جذرية في الطريقة التي يتم بها تنفيذ الأعمال، كما ازداد الطلب على المهارات التكنولوجية المتقدمة، مما ترتب عليه وجود تحديات تستدعي منا التكاتف للاستجابة لها وتحويلها لفرص جديدة للنمو والازدهار. 
وأكد أن هذا التكاتف يضمن تمكين أطراف الإنتاج في مواكبة المتغيرات والمساهمة بفعالية في الاقتصاد الجديد، وذلك في إطار دور واضح ومساهمة فاعلة من جميع فئات المجتمع، ضمن إطار من المساواة والعدالة وسيادة القانون، وغيرها من معايير البيئة الجاذبة الملبية لمتطلبات استقطاب الكفاءات الجديدة في سوق العمل. 
 وأوضح أن هذه المعايير تركز على الابتكار والاقتصاد المعرفي، وتمكين مشاركة الفئات الهشة في المجتمع في سوق العمل بما فيهم المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم. 
التوجهات المستقبلية 
وأكد العور، أن هذا اللقاء يشكل فرصة مهمة لتعزيز شراكاتنا لتحديد التوجهات المستقبلية، وأولويات التعاون بين دولنا لتلبية متطلبات التنمية، ولاتخاذ القرارات المتكاملة القابلة للتطبيق، المبنية على أسس البحث العلمي. ونوه بدور «حوار أبوظبي» في بلورة رؤى مشتركة وصياغة السياسات في القضايا المطروحة على طاولة النقاش، مما يسهم في تمكين قدراتنا المشتركة على مواجهة التحديات والتغلب عليها.
وأكد وزير الموارد البشرية والتوطين، التزام دولة الإمارات بمواصلة تقديم الدعم لحوار أبوظبي - لإيمانها التام بأهمية تطوير الشراكات الثنائية ومتعددة الأطراف تحت مظلة حوار أبوظبي، من خلال التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية المختصة في تعزيز الحماية والعدالة الاجتماعية. 
وأشار إلى تبني نهج تشاوري مستدام وشفاف، بما يدعم التوجهات الجديدة، والاتفاقيات والتوافقات بين دولنا بالشكل الذي يحسن من حوكمة الانتقال المؤقت للأشخاص من أجل العمل ويضمن الحفاظ على حقوقهم ويوفر لهم الرفاه والاستقرار. 
وخاطب وفود الدولة المشاركة، قائلاً: «قد تتفقون معي بأن الدول الأعضاء في حوار أبوظبي ستكون من الدول الأكثر حظاً خلال هذه الفترة، فعلى الرغم من التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي عالمياً، تشير التقارير الدولية، إلى أن أسواق العمل في منطقة الخليج بشكل عام ستشهد نمواً واستقراراً». 
 وقال: «إن النمو الذي حدث في دولة الإمارات يعود للرؤية الثاقبة لقيادة دولة الإمارات، ولذلك تمكنا - بفضل الله - من ترسيخ مكانة الدولة الإقليمية والعالمية كأرض الإمكانات والفرص لتحويل الخطط الاستراتيجية إلى واقع ملموس». 
 وأضاف: «استحقت دولة الإمارات حصولها على المركز الأول عالمياً في مؤشر جذب المواهب والمحافظة عليها ضمن تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن عام 2023، كما تجاوزت المعدلات العالمية في جذب المواهب وتنميتها والإبقاء عليها حسب تقرير المنتدى». 

أخبار ذات صلة قرقاش: لن يثنينا عمل غادر عن مواصلة رسالة الأمن والأمان 98.8 % من العمال في الإمارات يستفيدون من برنامج الحماية

تطورات إماراتية 
استعرض العور النهج الإنساني والاجتماعي الذي نجحت في تطبيقه دولة الإمارات، حيث شهدت خلال العامين الماضيين مجموعة من التعديلات الجذرية على البيئة التشريعية المنظمة لسوق العمل في الدولة، شملت أنظمة مبتكرة لمد مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل جميع العاملين بمختلف جنسياتهم. 
وأشار إلى أنه تم اعتماد نظام التأمين ضد التعطل عن العمل بالشراكة مع القطاع الخاص، ويعتبر النظام الأول من نوعه في المنطقة، بما يساهم في تعزيز استقرار العمال وأسرهم وضمان الحياة الكريمة لهم. 
 كما تم تطوير برنامج حماية العامل، من خلال توفير التغطية التأمينية لتضمن حقوق عماليَّة وبآليات أكثر مرونة، وبما يحقّق أكبر قدر من الفائدة لأصحاب الأعمال والعمالة. 
كذلك تم مؤخراً اعتماد نظام بديل لمكافأة نهاية الخدمة من خلال منظومة ادخار بالشراكة مع المؤسسات المالية في الدولة والذي يتيح لأصحاب العمل تسجيل عمالتهم للاستفادة من العوائد الاستثمارية على مدخراتهم. 
وقال: «كما نفخر في دولة الإمارات بإطلاق منصة مرصد سوق العمل، والتي تتيح الاطلاع على معلومات دورية حول المؤشرات المختلفة لسوق العمل في دولة الإمارات، ومخرجات منظومة السياسات التنظيمية والبرامج والمبادرات المبتكرة المنظمة لسوق العمل، وأدعوكم جميعاً للاطلاع على المرصد والاستفادة من البيانات المتوفرة فيه».
وذكر معاليه أنه في ضوء استضافة دولة الإمارات مؤخراً مؤتمر الأطراف بدورته الـ(28)، الذي اختتم بالاتفاق التاريخي عن تدشين صندوق الخسائر والأضرار المناخية لتعويض البلدان النامية الأكثر تضرراً من تغيرات المناخ بقيمة تتجاوز 700 مليون دولار. 
 وأشار إلى إعلان سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، عن تعهد دولة الإمارات للمساهمة في الصندوق بـ(100) مليون دولار، نود أن نعلن أننا نؤكد التزام دولة الإمارات في وضع البرامج الرامية لصقل مهارات الوظائف الخضراء للعاملين في القطاع الخاص. 
التحديات المستقبلية 
قال: «شكل حوار أبوظبي منصة استشرافية مهمة على مدى دوراته المتعاقبة لرصد التحديات المستقبلية المتوقعة في أسواق العمل في ممر آسيا والدول الخليجية، وساهم بشكل كبير في تكاملية الإجراءات والقرارات وتبني الحلول المستدامة للتعامل مع هذه التحديات من خلال استعراض الأفكار المبتكرة والتوجهات العالمية الرائدة والمبادرات الإقليمية الناجحة».
وأضاف: «كما ساهمت مخرجات الدورات المتعاقبة لحوار أبوظبي في تعزيز قدراتنا على التكيف، والمرونة في مواجهة المتغيرات التي تحيط بأسواق العمل، وحوكمة القرارات الخاصة بها، خصوصاً تلك المتعلقة بالحفاظ على حقوق العمالة المتنقلة بين الدول الأعضاء، بما يتوافق مع معايير العمل العالمية، مما أدى إلى تعزيز الفوائد للعمالة وأصحاب العمل».

«حوكمة الانتقال» 
ثم تحدث على تزامن انعقاد حوار أبوظبي السابع مع القمة العالمية للحكومات 2024، مشيراً إلى أن هذه الدورة من حوار أبوظبي تكتسب أهمية خاصة نظراً لموضوعاتها المهمة التي سنناقشها في لقائنا هذا، بالإضافة إلى كونها تنعقد بالتزامن مع القمة العالمية للحكومات 2024، وهو ما يعطي الحافز لتبني مفاهيم حوكمة شاملة لتحديات انتقال العمالة، ومعايير أكثر استدامة لإدارة أسواق العمل.
شكر
تقدم العور بالشكر الجزيل والتقدير لجمهورية باكستان الإسلامية، رئيس الدورة الحالية لحوار أبوظبي على جهودها الكبيرة في إنجاح أعمال هذه الدورة، كما أتمنى التوفيق والسداد لرئاسة الدورة المقبلة من الحوار والمتمثلة بسلطنة عُمان الشقيقة. 
وأكد حرص حوار أبوظبي على تعزيز الشراكة والتعاون، وتوجيه الحوار البناء للارتقاء بمسار العمل في ممر آسيا والخليج العربي، بالتعاون مع المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات القمة العالمية للحكومات الوظائف حوار أبوظبي أبوظبي دولة الإمارات حوار أبوظبی أسواق العمل وأشار إلى العمل فی من خلال

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد يطلق حملة «وقف الأب» الرمضانية

 تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد» في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.. أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حملة «وقف الأب» بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام بقيمة مليار درهم، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
ويأتي إطلاق حملة «وقف الأب» جرياً على عادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق المبادرات الخيرية والإنسانية تزامناً مع شهر رمضان الكريم، بما يترجم منظومة العطاء التي رسختها دولة الإمارات، وإيمان سموه بأن طريق العطاء هو الطريق الوحيد في العالم الذي لا ينتهي.
وتجسد حملة «وقف الأب» رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للعمل الخيري والإنساني المستدام وفق مفهوم مؤسسي متكامل، وبرامج فعالة لحشد الجهود لمساعدة ملايين الأشخاص في المجتمعات الأقل حظاً لتمكينهم من العيش الكريم وتلبية احتياجاتهم الأساسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية المستدامة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الأخوة والأخوات.. يحل علينا شهر كريم عظيم خلال الأيام القادمة.. وجرياً على عادتنا السنوية في إطلاق حملة رمضانية إنسانية من شعب الإمارات.. نطلق اليوم «وقف الأب».. وقف مستدام ليكون صدقة جارية عن جميع الآباء في دولة الإمارات».
وأضاف سموه: «الأب أول قدوة.. وأول سند.. وأول معلم.. مصدر القوة والحكمة والأمان في حياتنا صغاراً وكباراً.. رحم الله من مضى.. وحفظ الله من بقي.. ودورنا أن نحتفي بهم في الشهر الفضيل عبر صدقة جارية في وقف إنساني مستدام باسم آبائنا سيخصص ريعه لعلاج المرضى والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين».
وتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ندعو الجميع للمشاركة في هذا الوقف.. صغاراً وكباراً.. رجالاً ونساء.. نُفرح آباءنا.. ونرضي ربنا.. ونصوم شهرنا ونحن في خير ومحبة ورحمة.. ونحن في عام المجتمع الذي نهدف فيه لتقريب القلوب وترسيخ المحبة والتماسك والتعاضد في جميع الأسر.. حفظ الله دولة الإمارات ورحم آباءها المؤسسين وأدام الخير والرحمة على جميع الآباء في دولة الإمارات».
من جانبه أكد معالي محمد القرقاوي الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أن حملة «وقف الأب» تأتي في عام المجتمع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، لتعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي، وتترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في خلق حراك مجتمعي إنساني يعمل على ترسيخ قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة ويحقق أهدافاً إنسانية نبيلة. وقال معاليه: «تعكس هذه الحملة الوقفية الجديدة التي تتزامن مع شهر رمضان الكريم، رسوخ ثقافة البذل والعطاء في مجتمع الإمارات، وهو ما أظهرته الحملات الرمضانية الماضية حيث تسابق الأفراد ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص على دعم المشاريع الخيرية والمبادرات الإنسانية، وبذل أقصى الجهود لمساعدة الفئات الأكثر احتياجاً في أي مكان من العالم».
وتستلهم الحملة الرمضانية الجديدة آيات كريمة أكدت على بر الوالدين، حيث قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا»، و«وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ»، و«قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا».كما تستلهم الحملة المنزلة العظيمة للأب في الإسلام، وروح الأحاديث الشريفة: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم»، والوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنْ شِئتَ فأضِعْ ذلك البابَ أو احفَظْه، و«إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».ويستثمر ريع «وقف الأب» في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.
وتهدف الحملة إلى تكريم الآباء من خلال إتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والده في «وقف الأب»، ترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني من خلال إنجاز وقف مستدام يضمن توفير الرعاية الصحية للفئات الأقل حظاً.
كما تهدف الحملة إلى ترسيخ القيم النبيلة في دولة الإمارات وفي مقدمتها البذل والعطاء، والتضامن الإنساني العميق مع جميع شعوب العالم، وتطوير مفهوم الوقف الخيري، وإحداث حراك مجتمعي واسع النطاق يساهم في تحقيق مستهدفاتها في توفير رعاية صحية مستدامة.
ويواجه العالم تحديات صحية عدة، مثل صعوبة حصول عشرات الملايين على خدمات الرعاية الصحية بما في ذلك برامج التطعيم، وانتشار الأمراض المعدية، وارتفاع معدلات الأمراض النفسية، ولا يزال حتى اليوم أكثر من نصف سكان العالم محرومين من الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتنضوي حملة «وقف الأب»، تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم، وتأتي استمراراً للحملات الخيرية الماضية التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي حققت إنجازات كبيرة وتفاعلاً واسعاً من مجتمع الإمارات، مكنها من تجاوز مستهدفاتها من حيث حجم المساهمات المالية، وعدد المستفيدين منها في المجتمعات الأقل حظاً حول العالم.
وسجلت حملة «10 ملايين وجبة» التي أطلقت في رمضان 2020 مساهمات فاقت 15.3 مليون وجبة، أتت من الأفراد، مواطنين ومقيمين من أكثر من 115 جنسية، ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص. واستطاعت حملة «100 مليون وجبة»، التي تم إطلاقها في رمضان 2021، في مضاعفة عدد الوجبات التي وزعتها لتصل إلى ما يعادل 220 مليون وجبة تم توزيعها على 30 دولة حول العالم في 4 قارات، من خلال مساهمات 385 ألفاً من 51 جنسية، إلى جانب عدد كبير من المؤسسات والشركات.
وتمكنت حملة «مليار وجبة» في رمضان 2022 من تحقيق أهدافها في أقل من شهر من خلال 320 ألفاً و868 مساهماً في توفير الدعم الغذائي في 50 دولة.
وشهدت حملة «وقف المليار وجبة»، التي تم إطلاقها في رمضان 2023، إقبالاً مجتمعياً واسعاً، حيث نجحت في جمع مليار و75 مليون درهم مع نهاية الشهير الفضيل، كما استقبلت أراضي عقارية، وأسهم شركات، ومبالغ نقدية، من الشركات والأفراد، واشتراكات بمبالغ يومية من آلاف الأشخاص.
ونجحت حملة «وقف الأم» التي أطلقت في رمضان 2024، بهدف تكريم الأمهات في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام، في تحقيق مستهدفاتها قبل نهاية الشهر الكريم، إذ بلغت المساهمات في الوقف أكثر من 1.4 مليار درهم، ويذهب ريعه لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة لتكوين حياة مستقلة تصون كرامتهم وتضمن لهم العيش الكريم، وذلك بالشراكة مع عدد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية.يذكر أن مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» أطلقت في العام 2015، لتكون مظلّةً حاضنةً لمختلف المبادرات والمؤسسات التي رعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على مدى أكثر من عشرين عاماً، وتنضوي تحت المؤسسة أكثر من 30 مبادرة ومؤسسة تغطي مجالات عملها مختلف القطاعات الإنسانية والمجتمعية والتنموية، مع التركيز على الدول الأقل حظاً والفئات المحتاجة والمحرومة في المجتمعات الهشَّة.
وبموازاة العمل الإنساني والإغاثي والخيري الأساسي، تركز «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» من خلال مختلف المؤسسات والمبادرات التي تعمل ضمن منظومتها على دعم قطاعات حيوية في المجتمعات والبلدان المعنيّة، وإيجاد حلول عملية ومبتكرة للتصدي للتحديات الثقافية والمعرفية والاقتصادية والمجتمعية والصحية والبيئية والإنسانية في المنطقة والعالم.
وتنفذ مؤسسة المبادرات مئات المشاريع والبرامج والحملات، ضمن خمسة محاور عمل رئيسية، هي المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.
ويحتل محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض حيزاً رئيسياً من نطاق عمل مؤسسة المبادرات، حيث تعمل المؤسسة ضمن هذا المحور على التصدي لأبرز المشكلات الصحية الأساسية، والعمل على مكافحة الأمراض المعدية والأوبئة، وتوفير الرعاية الصحية الملحة خاصة في قطاع الأمومة والطفولة. وتسعى مؤسسة المبادرات من خلال هذا المحور إلى رفع المعاناة عن الناس في المناطق الأقل حظاً من خلال توفير الخدمات الطبية الأساسية والرعاية الصحية الوقائية، إلى جانب إجراء العمليات الجراحية، وتطوير برامج علاجية وحملات وقائية وتوعوية، وتطوير آليات متابعة صحية دائمة، ودعم وتمويل برامج الأبحاث والدراسات والمنح الطبية، إلى جانب تأهيل وتمكين الكوادر الطبية، واستثمار الجهود والقدرات كافة لتوفير بيئات صحية تساهم في القضاء على الأمراض الأكثر شيوعاً، واحتواء الأمراض الخطيرة، وتطويق الأوبئة بسرعة وكفاءة لضمان الحفاظ على الثروة البشرية للمجتمعات.

أخبار ذات صلة افتتاح رائع للدوري العالمي لشباب الكاراتيه في الفجيرة 5 فرسان يمثلون «التقاط الأوتاد» في «الشاطئية الخليجية» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ألمانيا.. ارتفاع حاد في العملات المزيفة المضبوطة خلال 2024
  • القمة العالمية للحكومات.. أفكار خلاقة وتجارب ملهمة
  • محمد بن راشد يطلق حملة «وقف الأب» الرمضانية
  • حمدان المزروعي: الإمارات أفضل دولة عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية
  • الهلال الأحمر: الإمارات أفضل دولة عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية
  • «التعبئة والإحصاء»: ارتفاع الصادرات المصرية إلى السعودية خلال 2024 بنسبة 26%
  • تقرير حقوقي: ارتفاع مرعب في حالات الإعدام بإيران عام 2024
  • ارتفاع طفيف في طلبات إعانة البطالة في أمريكا
  • محمد بن راشد: الإمارات بقيادة محمد بن زايد تتمتع بأعلى مستويات الثقة العالمية عبر تاريخها
  • محمد بن راشد: الإمارات بقيادة محمد بن زايد تتمتع بأقوى حضور دولي وأعلى مستويات الثقة العالمية