مصطفى عبد العظيم (دبي)

أخبار ذات صلة قرقاش: لن يثنينا عمل غادر عن مواصلة رسالة الأمن والأمان %9 ارتفاع بالوظائف الجديدة في الإمارات خلال 2024

أكدت كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، على أهمية الثورة التكنولوجية المقبلة، والتي بوسعها دفع الإنتاجية والنمو العالمي وزيادة الدخل حول العالم، مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت في المركز الأول في مؤشر الاقتصادات الأكثر استعداداً للذكاء الاصطناعي، التابع لصندوق النقد الدولي.


وفي كلمتها خلال منتدى المالية العامة للدول العربية، الذي تنظمه وزارة المالية بالتعاون مع صندوق النقد العربي وصندوق النقد الدولي، ضمن أعمال اليوم التمهيدي للقمة العالمية للحكومات، والتي حملت عنوان «زرع بذور التحول المالي في العالم العربي»، دعت جورجييفا إلى استلهام روح المرونة والصمود في مواجهة التحديات خلال رحلة تصميم سياسات التحول المالي، من شجرة الغاف الإماراتية والتي تعتبر مثالاً في القدرة على تحمل الصدمات ومواصلة النمو.
وأشارت مديرة صندوق النقد الدولي في كلمتها إلى أنه رغم أن حالة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، إلا أن الاقتصاد العالمي أظهر مرونة عالية خلال العام 2023، ومع توقعات انخفاض معدل التضخم العالمي بشكل مطرد العام الحالي، فإن الاقتصاد العالمي يتهيأ لهبوط ناعم خلال العام 2024.
وأوضحت أن على الرغم من تجاوز النمو التوقعات في العام الماضي، وتوقع أن يبلغ النمو العالمي هذا العام 3.1%، إلا أنه لم يمكننا القول إننا نجحنا في استعادة المسار، فآفاق النمو في المدى المتوسط لا تزال ضعيفة عند حوالي 3% وهي أقل من المتوسط التاريخ البالغ 3.8%. 
الإمارات الأفضل جهوزية  
وأوضحت أنه وفقاً لتحليلات أجراها صندوق النقد الدولي، فإن ما يقرب من 40% من الوظائف ستكون عرضة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة وسيختفي بعضها تماماً، وهذا يشبه التسونامي الذي يضرب أسواق العمل، لكن في المقابل فإن البلدان التي استعدت مبكراً لاستيعاب تأثيرات الذكاء الاصطناعي، ستكون الأكثر استفادة من الفرص التي يولدها هذا المجال، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد من الدول الأكثر جهوزية في للذكاء الاصطناعي من ناحية البنية التحتية الرقمية وإتاحة الوصول إليها للجميع وتنمية المهارات للاندماج في عالم الذكاء الاصطناعي، بينما يمكن للبلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية والقوى العاملة الماهرة لتسخير هذه التكنولوجيا أن تتخلف أكثر عن الركب.
ودعت إلى ضرورة التوسع في الاستثمارات اللازمة للاستعداد للذكاء الاصطناعي، مثل تحسين مهارات العمال وتحسين الوصول إلى الإنترنت في البلدان المنخفضة الدخل، أو خطوات مثل تطوير استراتيجية وطنية ولوائح واضحة للذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن استعدادات دولة الإمارات المبكرة في هذا المجال وضعتها الإمارات في المرتبة الأولى في مؤشر الاقتصادات الأكثر استعداد الذكاء الاصطناعي التابع لصندوق النقد الدولي.
وقالت مديرة الصندوق الدولي: «من المهم للغاية بالنسبة لدول العالم إنشاء شبكات حماية اجتماعية شاملة، وتقديم برامج لإعادة تدريب العمالة المعرضة لخطر» فقد وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي. وأضافت: «عندما نفعل ذلك، يمكننا أن نجعل التحول إلى الذكاء الاصطناعي أكثر احتواء وحماية لسبل العيش، مع الحد من عدم المساواة».
2.9 % نمو اقتصاد الشرق الأوسط
وبالانتقال إلى الآفاق الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أشارت جورجيفا، إلى أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يصل نمو إجمالي الناتج المحلي للمنطقة إلى 2.9% هذا العام، وهو أعلى من العام الماضي، لكنه لا يزال أقل من توقعاتنا لشهر أكتوبر. وقالت إن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى التخفيضات القصيرة الأجل في إنتاج النفط، والصراع بين غزة وإسرائيل، والسياسات النقدية المتشددة، فضلاً عن تباطؤ النمو غير النفطي في الدول المصدرة للنفط، لافتة إلى أن تراجع الطلب على النفط سيكون بمثابة رياح معاكسة متزايدة على المدى المتوسط، وفي المقابل فإن الدولة المستوردة للنفط تواجه تحديات ارتفاع مستويات الديون والاقتراض بشكل تاريخي، ومحدودية الوصول إلى التمويل الخارجي. 
ارتفاع تكاليف الشحن
وأضافت أنه بالنظر إلى الاقتصادات المجاورة، فإن الصراع يؤثر على السياحة، التي تعتبر شريان الحياة بالنسبة للكثيرين. ونحن نراقب عن كثب التأثيرات المالية، التي يمكن رؤيتها في مجالات مثل زيادة الإنفاق على شبكات الأمان الاجتماعي والدفاع. وفي جميع أنحاء المنطقة وخارجها، يظهر التأثير من خلال ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض أحجام العبور في البحر الأحمر - حيث انخفضت بنسبة 50% تقريباً هذا العام وفقاً لبيانات PortWatch الخاصة بصندوق النقد الدولي، مشيرة إلى أن اتساع الصراع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الضرر الاقتصادي.
وأكدت أن العالم العربي قادر على زرع بذور مستقبل أفضل وأكثر استقراراً في هذه الظروف الصعبة، ويمكنه تلبية احتياجات إعادة الإعمار المقبلة، وتعزيز القدرة على الصمود، وخلق الفرص التي يطلبها عدد متزايد من السكان. 
توسيع القدرات الضريبية
وأوضحت أنه بوسع البلدان أن تعمل على توسيع قدرتها الضريبية بالاستعانة بمؤسسات أقوى، وأطر أفضل تصميماً، وجمع إيرادات أكثر قوة، مشيرة إلى قيام العديد من البلدان بتحسين أنظمة ضريبة القيمة المضافة وانضمام 11 دولة عربية بالفعل إلى الاتفاقية العالمية للحد الأدنى من الضرائب على الشركات.
وأضافت:«يُعد التنويع بعيداً عن عائدات النفط والغاز أمراً أساسياً بالنسبة لمصدري النفط - حيث أصبح معدل ضريبة دخل الشركات في الإمارات العربية المتحدة البالغ 9 في المائة سارياً في العام الماضي، وبما أن ما يصل إلى 50% من عائدات الضرائب في المنطقة تأتي من الجمارك والضرائب غير المباشرة الأخرى، فقد قامت الأردن والمملكة العربية السعودية بتشجيع الفوترة الإلكترونية. 
وأوضحت أن الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة الصريح يمكن أن يوفر 336 مليار دولار في المنطقة - أي ما يعادل اقتصاد العراق وليبيا مجتمعين، وقد نجحت مصر والأردن والمغرب في تنفيذ خطط شاملة لإصلاح الدعم اتسمت باتصالات عامة قوية، ومراحل مناسبة لزيادات الأسعار، ودعم نقدي موجه للفئات الأكثر احتياجاً.
وقالت إنه بينما تساعد الإيرادات الجديدة والإنفاق الأكثر كفاءة على النمو، فإنها تمنح الحكومات الحيز المالي اللازم للحفاظ على القدرة على تحمل الديون وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات على المدى القصير، وعلى تنفيذ العقد الاجتماعي الجديد على المدى الطويل.
وقالت إن صندوق النقد الدولي وفر ما يقرب من 64 مليار دولار من السيولة والاحتياطيات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ بدء الجائحة، بما في ذلك 8 مليارات دولار في العام الماضي.
ثورة الذكاء الاصطناعي 
شددت كريستالينا جورجييفا على أهمية الثورة التكنولوجية المقبلة، والتي بوسعها دفع الإنتاجية والنمو العالمي وزيادة الدخل حول العالم، وهو المجال الذي ستكون الدول الأكثر استفادة منه هي تلك الدول التي استعدت مبكراً له، وفي المقابل، حذرت أيضاً من أن هذه الثورة يمكن أن تؤدي إلى نزوح الوظائف وتعميق عدم المساواة الحالية. 
اقتصاد غزة
وقالت إن النشاط الاقتصادي في غزة انخفض بنسبة 80 في المائة في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر مقارنة بالعام السابق – وكذلك في الضفة الغربية، حيث بلغ الانخفاض 22%، مشيرة إلى أن التوقعات الأليمة للاقتصاد الفلسطيني تزداد سوءاً مع استمرار الصراع، ولن يغيره جذرياً إلا السلام الدائم والحل السياسي. 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي الإمارات الذكاء الاصطناعي القمة العالمية للحكومات صندوق النقد الدولی للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی العام الماضی القدرة على

إقرأ أيضاً:

أوبن إيه آي تتهم شركة ديب سيك الصينية بسرقة نماذجها للذكاء الاصطناعي

وجّهت شركة "أوبن إيه آي" المطورة لتطبيق "تشات جي بي تي"، أمس الأربعاء،  جُملة اتّهامات، إلى شركات صينية وجهات أخرى، بمحاولة استنساخ نموذجها للذكاء الاصطناعي، داعية إلى تكثيف التعاون مع السلطات الأمريكية واتخاذ إجراءات أمنية لحماية تقنياتها. 

يأتي ذلك عقب إعلان شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد، بات منافسا لـ"تشات جي بي تي" و"جيميناي" (التابع لشركة غوغل)، ولكن بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالشركات الأمريكية الكبرى؛ ما تسبّب في انخفاض ملحوظ بأسهم شركات التكنولوجيا في وول ستريت مع بداية الأسبوع. 

ورأى خبراء أميركيون أن النموذج الجديد لـ"ديب سيك" يعتمد بشكل كبير على إعادة إنتاج النماذج المطورة في الولايات المتحدة، مثل تلك المستخدمة في "تشات جي بي تي". 

ووفقًا لـ"أوبن إيه آي"، فإن بعض المنافسين يلجؤون إلى تقنية تُعرف بـ"تقطير المعرفة"، والتي تتضمن نقل المعلومات من نموذج ذكاء اصطناعي متطوّر إلى نموذج أصغر، على غرار الطريقة التي ينقل بها المعلم المعرفة إلى طلابه.


وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم الشركة لوكالة "فرانس برس": "نحن على دراية بمحاولات شركات صينية وجهات أخرى لاستنساخ نماذج من شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية الرائدة"، مشيرًا إلى عدد من التحدّيات التي تتعلق بالملكية الفكرية بين واشنطن وبكين. 

وأضاف المتحدث: "مع استمرار التطور التقني، من الضروري أن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأمريكية لحماية تصميماتنا المتقدمة من محاولات المنافسين والجهات المعادية لاستغلال التكنولوجيا الأمريكية". 

ميزة "ديب سيك" التنافسية
من جانبها، أكدت "ديب سيك" أن نموذجها "R1" تم تطويره استنادًا إلى تقنيات متاحة وبرامج مفتوحة المصدر، يمكن لأي شخص استخدامها ومشاركتها مجانًا. 

لكن مجلة "WIRED" أشارت إلى أن صندوق التحوط التابع لمؤسس "ديب سيك"، ليانج، قام بتخزين وحدات معالجة الرسومات (GPU) اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، حيث تراوح عدد الرقائق التي حصل عليها بين 10 آلاف و50 ألفًا، وفقًا لمجلة "ام أي تي للتكنولوجيا". 

وتعد هذه الرقائق مكونًا أساسيًا في بناء نماذج ذكاء اصطناعي قوية قادرة على أداء مهام معقدة، بدءًا من الإجابة على الاستفسارات البسيطة وحتى حل المسائل الرياضية المتقدمة. 

وفي أيلول/ سبتمبر 2022، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على بيع هذه الرقائق المتطورة إلى الصين، وهو ما وصفه ليانج في مقابلات إعلامية بأنه "التحدي الرئيسي". 

وبينما تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة في الغرب على نحو 16 ألف شريحة متخصصة، تقول "ديب سيك" إنها نجحت في تدريب نموذجها "R1" باستخدام ألفي فقط من هذه الرقائق، إلى جانب آلاف الرقائق الأقل كفاءة، مما أدى إلى خفض التكاليف. 


وبحسب مطوريها، بلغت تكلفة تطوير "R1" نحو 5.6 مليون دولار فقط، مقارنةً بـ5 مليارات دولار٬ أنفقتها "أوبن إيه آي" العام الماضي على تطوير "تشات جي بي تي". 

جرّاء ذلك، شكّك بعض الخبراء، بمن فيهم الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، في صحّة هذه الادعاءات، معتبرين أن "ديب سيك" قد تكون استخدمت عددًا أكبر من الرقائق المتطورة مما أعلنت عنه، لكنها تخفي ذلك بسبب القيود الأمريكية المفروضة. 

في المقابل، يرى المختصين التقنيين أنّ: الحظر الأمريكي على بيع الرقائق للصين قد شكّل تحديات، لكنه في الوقت ذاته أتاح فرصًا جديدة لصناعة الذكاء الاصطناعي الصينية. 

مقالات مشابهة

  • دولة أوروبية تحظر تطبيق ديب سيك للذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت تتبنى نموذج DeepSeek-R1 للذكاء الاصطناعي وسط جدل حول OpenAI
  • دولة أوروبية تحظر تطبيق "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • أوبن إيه آي تتهم شركة ديب سيك الصينية بسرقة نماذجها للذكاء الاصطناعي
  • محمد رمضان يشارك اختباره للذكاء الاصطناعي بسؤال
  • «الدولي للاستمطار» يناقش دمج الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتعزيز هطول الأمطار
  • محمد معيط: صوتنا في سياسات صندوق النقد «مهم للغاية» على المستوى الدولي|فيديو
  • تطبيق صيني للذكاء الاصطناعي يتفوق على تشات جي بي تي
  • مؤتمر دولي للذكاء الاصطناعي بجامعة السلطان قابوس فى فبراير القادم