قال الدكتور وائل صالح، خبير الإسلام السياسي، إن بعض الباحثين يستثني جماعة الإخوان من دراسته للجماعات الإرهابية، بدعوى أنها جماعة سلمية على خلاف الحقيقة.

وأضاف "صالح"، خلال لقائه ببرنامج "الضفة الأخرى" الذي تقدمه الإعلامية داليا عبدالرحيم، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن مصر عملت على وجوب اعتبار على كل من يُشعرن أو يستخدم التطرف باسم الدين على رأس سلسلة الجماعات الإرهابية مثلما تفعل جماعة الإخوان، فلن يوجد إرهاب باسم الإسلام دون تبريره أو تطبيعه، من بعض السياسية والإعلامية وقادة الرأي الغربيين، ولن يصبح الإرهاب ظاهرة إلا بغض النظر عنه من قبل بعض الدول لبعض الأسباب السياسية، موضحًا أن الإسلاموية ليست رؤية واحدة، ولكنها تتشارك في سمات رئيسية من التطرف الديني.

وأوضح أن أحد سمات الخطاب الإخواني والإرهابي هو ارتكازه على نظريات المؤامرة تجاه الحدث، والعودة إلى صورة مشوهة للدين، والعمل على إقامة نظام سياسي بديل للدولة الوطنية وفرضه بالقوة. 

وأشار إلى أن مصر استطاعت تفكيك التعاطف مع جماعة الإخوان المبني على أفكار خاطئة، كما استطاعت مصر تسليط الضوء على تسليع الإسلاموية، فلم يعد من الممكن إنكار تأثير جماعات الضغط والمصالح في تسليع الإسلاموية، واستطاعت مصر أيضًا التنظير لمرجعية معرفية عربية لدراسة الظاهرة الإسلاموية، وفي القلب منها جماعة الإخوان، وإعداد حوار مع الأكاديميات العالمية حول خطورة هذه الظاهرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جماعة الإخوان الضفة الأخرى جماعة الإخوان

إقرأ أيضاً:

شريف عارف: الحروب الحديثة تعتمد على التكنولوجيا وهدفها السيطرة على العقول

قال الكاتب الصحفي شريف عارف، إنه يوجد اختلافا بين الحروب التقليدية والحروب الحديثة؛ إذ لم تعد تعتمد المعارك على الآلة العسكرية والاستحواذ على الأرض والمساحات الجغرافية، لكن أصبحت تتضمن الواقع الافتراضي (شبكة الإنترنت) وهدفها السيطرة على العقول.

ولفت خلال مداخلة هاتفية مع فضائية “إكسترا نيوز”، إلى أن التاريخ يحكي عن شائعات دائمًا ما تسبق عملية الحسم الحربي أو الغزو بهدف إثارة القلاقل داخل الدولة أو الكيان المستهدف ولكن الأمر، مشيرًا إلى أن الأمر اختلف فأصبح أكثر تنظيما وأصبح علم الحرب النفسية هو علم كبير وله مؤلفات وله دراسات كبيرة وربما ذلك ما ظهر بعد الحرب العالمية الثانية.

شريف عارف: سعد زغلول هو زعيم مصر الخالد وأبو المصريين وملك الفلاحين


وعن استهداف جماعة الإخوان للدولة المصرية طوال الوقت، أكد عارف، أن الجماعة تأسست على الشائعات وعلى الكذب وعلى صناعة الفرقة والشقاق بين أبناء المجتمع الواحد، مردفًا: “لو نظرنا الى كل عمليات الشقاق التي أصابت مصر أو بعض من الدول العربية سنجد جماعة الإخوان هي الضلع الرئيس في صناعة هذا الشقاق”.

وأكد أننا أمام جماعة يائسة فقدت المواجهة على الأرض، لم يعد لديها إلا ميدان واحد تستطيع أن تخوض من خلاله معاركها البغيضة وهذا الميدان هو الواقع الافتراضي أو الانترنت، لافتًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تخضع لعمليات مخابراتية بهدف قياس الرأي.

وعن فكرة الدعاية السوداء، أوضح أنها تخاطب العاطفة والغرائز والانفعالات وبالتالي الحالة النفسية والمعنوية للمتلقي هي التي يبنى عليه المراحل التالية من عمليات الدعاية السوداء، مشددا على أنه كان هناك مخططا دوليا لوصول جماعة الإخوان أو الإسلام السياسي إلى الحكم في مصر وأيضًا في الدول العربية.

وأشار إلى أن الرسائل المتبادلة بين وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وبين قادة الإخوان أظهرت تمامًا حجم هذا المخطط وكيف تم الإعداد له لوصول الإخوان إلى الحكم في مصر ولكن عقب وصولهم أدرك المجتمع اأن هناك تغييرا جذريا في هوية الوطن، وبالتالي الشعب قاوم هذه الفكرة وهذا الامتداد ولولا أن هناك جيشا وطنيا يستطيع أن يقف أمام هذه المخططات، ما استطاعت مصر أن تنفذ من هذا المستنقع الكبير خاصة أن من ضمن هذا المخطط هو فصل سيناء عن مصر وتحويلها لمنطقة نزاعات طائفية.

استعادة سيناء 

وأشار إلى أن مصر خاضت تجربة استعادة سيناء من فم الأسد، وتمكنت بالفعل من خلال مواجهات شاملة من استعادة هذا الجزء الحيوي والغالي من أراضيها، وبالتالي، نحن أمام جماعة تستهدف الدولة المصرية بشكل أساسي، خاصة أن التحديات لم تعد مقتصرة على الاتجاه الشرقي فقط، بل أصبحت تشمل جميع الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة، ما يعكس حجم الموقف الذي نواجهه. 

ولفت إلى أن الدولة المصرية قادرة على مواجهة هذه التحديات، رغم أنها واجهت مثل هذه الشائعات على مدار أكثر من عشر سنوات، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى وعي المواطن، حيث إن وعي المواطن هو الأساس الذي تُبنى عليه خطة المواجهة.

وشدد على أن الشائعة لا بد أن تحتوي على جزء من الحقيقة، وبالتالي لن يصدقها المتلقي أو يتقبلها إلا إذا كانت تحمل شيئًا من الواقع، حتى لو كان هذا الجزء ضئيلاً، فعندما ينظر الناس إلى الوضع الاقتصادي، يشعر الجميع تقريبًا بالمعاناة، لكن كيف يمكننا فهم هذا الوضع وما الذي أوصلنا إليه؟ وما هي التحديات العالمية التي أسهمت في ذلك؟ هنا تبرز أهمية الشائعة، حيث يمكن أن تُستخدم لتغيير الصورة الذهنية لدى المتلقي.

وأكمل: “ما يحدث الآن هو أننا نستغل جزءًا معينًا من الزيادة في الأسعار أو التحركات الاقتصادية بهدف ضبط حالة السوق، ونبدأ في ترويج هذه الشائعات”، ذاكرا أن الدولة المصرية تعرضت لآلاف الشائعات على مدار عشر سنوات، بهدف زعزعة الاستقرار وتغيير الصورة الذهنية، إضافة إلى خلق نوع من الانقسام بين المواطنين والدولة، وبين المواطنين ونظام الحكم. 

وأردف: "نحن في مواجهة معركة لا تقل أهمية عن المعركة التي تُخاض على الأرض، يمكنني أن أؤكد أن المعركة على الأرض قد انتهت، ونحن الآن أمام تنظيم يائس وجماعة فقدت الأمل، ولم يتبقَ أمامها سوى استخدام وسائل الإعلام الجديدة يهدف إلى استهداف العقل المصري والتأثير على مشاعر الناس واحتياجاتهم اليومية، وهذا الأمر ليس غريبًا على مصر وشعبها، فقد عانى من مثل هذه الأساليب منذ حرب 1967 وحتى انتصار أكتوبر. 

 

وأفاد أن هناك العديد من الأمور التي لا تستطيع الدولة المصرية الإعلان عنها، لذا يجب على الناس أن يتأكدوا من الحقائق، لأنها هي التي تنفي الأكاذيب، فكلما كانت مساحة الحقيقة أكبر ومتاحة، كانت القدرة على مواجهة الأكاذيب أقوى، مؤكدًا أن الدولة المصرية تبذل جهدًا كبيرًا في هذا السياق، رغم وجود مشروعات قد تفرض عليها السرية لوقت محدد.

مقالات مشابهة

  • «بتقدم حبها في صورة أفعال».. 5 أبراج فلكية لا تجيد الرومانسية بالكلام
  • شريف عارف: الحروب الحديثة تعتمد على التكنولوجيا وهدفها السيطرة على العقول
  • عضو لجنة القيم بـ«الشيوخ»: إرهاب جماعة الإخوان موجود عبر حرب الشائعات
  • خبير أمن إقليمي: الشعب المصري أحبط محاولات جماعة الإخوان لزرع الفتنة
  • الإسلاموفوبيا.. صورة مشوهة للإسلام نتاج تراكمات تاريخية وممارسات خاطئة
  • برلمانية: أكاذيب جماعة الإخوان محاولات فاشلة للالتفات لهم مرة أخرى
  • حزب "المصريين": جماعة الإخوان الإرهابية خصم غير شريف للدولة المصرية
  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: جماعة الإخوان تستغل الفضاء الرقمي لتشويه صورة الدولة
  • مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لاستهداف وتشويه المؤسسات الدينية في مصر
  • «المؤتمر»: الإصلاحات والمشروعات القومية الكبرى أفضل رد على شائعات «الإخوان»