ذئاب تعيش قرب محطة تشيرنوبل بأوكرانيا تطور جينات مقاومة للسرطان
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
اكتشف علماء أن الذئاب التي تعيش بالقرب من محطة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا، طورت جينات مقاومة للسرطان.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة برينستون في الولايات المتحدة، وتم تقديمها في الاجتماع السنوي لجمعية البيولوجيا التكاملية والمقارنة في سياتل، وكتبت عنها التلغراف البريطانية.
والجينات هي مقاطع أو أجزاء قصيرة من شريط المادة الوراثية "دي إن إي"، وكل مقطع يكون مسؤولا عن توارث صفة معينة.
ويحدث السرطان عندما تحدث طفرة في الجينات الطبيعية، تحول الخلايا من طبيعية إلى سرطانية.
الجينات هي مقاطع أو أجزاء قصيرة من شريط المادة الوراثية (معاهد الصحة الوطنية الأميركية – ويكيبيديا) مقاومة الإشعاعبالمقابل يعتقد العلماء أن الذئاب التي تعيش بالقرب من محطة تشيرنوبل النووية تطورت لتتمكن من مقاومة الإشعاع المسبب للسرطان، عبر حدوث طفرات في الجينات، ولكنها مفيدة تحمي من السرطان.
وتتعرض ذئاب تشيرنوبل لحوالي 11.28 ميليريما من الإشعاع يوميا، وهو ما يزيد على 6 أضعاف حد الأمان لدى البشر.
وكان علماء الأحياء من جامعة برينستون يدرسون عينات دم من الذئاب داخل وخارج منطقة تشيرنوبل المحظورة، وهي منطقة تبلغ مساحتها ألف متر مربع تم تطهيرها من النشاط البشري بعد الكارثة.
ووجد الفريق أن الذئاب قد غيرت جهاز المناعة لديها، على غرار مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى حدوث تغيرات جينية لديها يبدو أنها تحمي من السرطان.
ويأمل الفريق أن تحدد الدراسة في نهاية المطاف هذه الطفرات الجينية التي يمكن أن تزيد من احتمالات مكافحة السرطان لدى البشر.
ووقعت كارثة تشيرنوبل في 26 أبريل/نيسان 1986 مع انفجار المفاعل رقم 4 في محطة الطاقة النووية، وهو ما أدى إلى انتشار النشاط الإشعاعي في جميع أنحاء أوروبا.
وتوفي شخصان على الفور و29 خلال الأيام المقبلة بسبب متلازمة الإشعاع الحادة، في حين قدرت الأمم المتحدة أن نحو 4 آلاف آخرين لقوا حتفهم بسبب التداعيات.
كما أجهضت عدة نساء أطفالهن خوفا من تعرضهن للتسمم الإشعاعي.
الطفرة الجينيةومع ذلك، في السنوات الأخيرة، وجد الباحثون أن إغلاق الأراضي المحيطة أمام البشر قد سمح للحياة البرية بالازدهار، حيث أصبحت المنطقة الآن ملاذا للوشق، والبيسون، والدب البني، والذئاب، والغزلان، بالإضافة إلى 60 نوعا من النباتات النادرة.
وأظهرت دراسات سابقة أن التعرض للإشعاع يسرع معدل الطفرة الجينية بين النباتات، حيث تُطور بعض الأنواع كيمياء جديدة تجعلها أكثر مقاومة للضرر الإشعاعي وتحمي الحمض النووي الخاص بها.
وأشار العلماء إلى أنه في الماضي، عندما كانت النباتات القديمة تتطور، كانت مستويات الإشعاع الطبيعي على الأرض أعلى بكثير مما هي عليه الآن، بحيث طورت صفات مقاومة للإشعاع.
ومع ذلك، لم يكن معروفا ما إذا كان سيتم رؤية نفس التكيفات الوقائية في الحيوانات الأكبر حجما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تقنيات "روساتوم" تساعد في مكافحة بعوض الحمى الصفراء في أمريكا اللاتينية
أجرى الوكالة البوليفية للطاقة النووية (ABEN) بالتعاون مع المعهد الوطني لمختبرات الصحة في بوليفيا (INLASA) والمعهد الوطني للبحوث في الصحة العامة في جمهورية الإكوادور (INSPI) لأول مرة عملية إشعاع لبعوض الحمى الصفراء في مركز الإشعاع متعدد الأغراض (MCO) في بوليفيا، الذي تم بناءه بواسطة شركة "GSPi" (المعهد المتخصص للمشاريع الحكومية، وهو جزء من مؤسسة " روساتوم ").
يستخدم المركز تقنيات الإشعاع بالأشعة جاما الروسية المتقدمة التي قدمتها شركة "GSPi" و"НИИТФА" (المعهد العلمي للأبحاث في الفيزياء والتقنية والأتمتة، وهو جزء من القطاع العلمي لمؤسسة " روساتوم "). هذه التقنيات قابلة للتطبيق في مجالات الزراعة (لزيادة المحاصيل وتمديد مدة تخزين المنتجات الزراعية) وكذلك في مجال الصحة (لتعقيم الأدوات الطبية).
تستخدم هذه التكنولوجيا لمكافحة الحشرات الضارة التي تنتشر في المناخات الاستوائية، وكذلك لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض المميتة التي تهدد البشر.
تشمل هذه الحشرات البعوض الناقل للملاريا وكذلك بعوض الحمى الصفراء الذي ينقل أمراض الحمى الصفراء، حمى الضنك، الشيكونغونيا، فيروس زيكا وأمراض أخرى شائعة في المناخات الاستوائية. وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، ارتفع عدد حالات حمى الضنك في العالم من نصف مليون إلى خمسة ملايين في آخر عشرين عامًا.
تعتمد طريقة الإشعاع على تكاثر الحشرات الضارة وتعرضها للإشعاع لتصبح عقيمة، ثم يتم إطلاقها في المناطق المستهدفة على فترات منتظمة. الحشرات المعقمة لا تترك نسلًا، مما يؤدي إلى تقليل أعداد هذه الحشرات الضارة تدريجياً في المنطقة.
"هذه التقنية المبتكرة لتعقيم الحشرات تهدف إلى السيطرة على أعداد هذه البعوض، وبالتالي تقليل حالات الإصابة بهذه الأمراض. تم إجراء الإشعاع بالتعاون مع INLASA، في إطار مشروع التعاون بين دولة بوليفيا المتعددة القوميات وجمهورية الإكوادور، بمشاركة قيمة من الخبير الدولي ويليام بونس يوليما. نحن مستمرون في البحث لتوفير أفضل التقنيات لخدمة الشعب البوليفي"، كما كتب رئيس البلاد لويس آرسي في قناته على تيليجرام.
يعد مركز الأبحاث والتقنيات النووية (ЦЯИТ) في مدينة إل ألتو مشروعًا هامًا لتعزيز التعاون بين روسيا ودول أمريكا اللاتينية في مجال التقنيات العالية وتعزيز موقع " روساتوم " في السوق العالمية، كما تم توقيع عقد بناء المركز في عام 2017، ويقدم مشروع ЦЯИТ العديد من الحلول التكنولوجية المتقدمة لمختلف قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك تشخيص وعلاج الأمراض السرطانية، معالجة المنتجات الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي، تعقيم الأدوات الطبية (بما في ذلك وسائل الحماية الشخصية)، البحث في مجال الإشعاع الحيوي والبيئة واستخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام، دراسة خصائص المواد المختلفة، وتدريب المتخصصين في القطاع النووي في بوليفيا.
كما يسعى المركز ليكون أعلى مركز من نوعه في العالم، حيث يتم إنشاؤه على ارتفاع 4000 متر فوق مستوى سطح البحر.
تم تطوير تقنية إشعاع الحشرات لأول مرة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، أثبتت هذه التقنية فعاليتها في القضاء على أعداد كبيرة من أنواع الحشرات الضارة، بما في ذلك ذباب الفواكه، خنفساء القطن، ذباب البحر الأبيض المتوسط والذباب اللحمي، وتستخدم اليوم في العديد من البلدان، بما في ذلك لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض الخطيرة.
تواصل روسيا تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية الدولية، مع التركيز على التعاون مع الدول الصديقة. ويتم تنفيذ مشاريع خارجية في مجال التقنيات النووية بمشاركة فعالة من " روساتوم " وشركاتها.