ماض عريق وأهمية تاريخية.. مباني لينة.. إرث شامخ
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
البلاد – رفحاء
تُعد قرية ” لينة” التاريخية من كنوز هذا الوطن المعطاء، التي لها أهميتها التاريخية، وتعد أحد الشواهد على تراثنا العريق، وإرثًا شامخًا.
وتقع ” لينة” التاريخية جنوب محافظة رفحاء بنحو 100 كيلو متر بمنطقة الحدود الشمالية، وما زالت تزخر وتحتفظ بآثار ورموز أجيالٍ سلفت من مبانٍ وأبراج وأسوار تاريخية رغم مرور الزمن، وظلّت صامدةً بالبقاء؛ حيث تعتبر سجلاً تاريخياً، وهي من أقدم القرى شمال المملكة، وتحتضن العديد من المواقع التاريخية المهمة.
وظلت المباني القديمة في لينة شامخة؛ تحكي لنا التعايش مع الواقع والإبداع والإتقان في العمل والتنفيذ، ومن أبرز الشواهد التاريخية بلينة قصر المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي أنشئ عام 1354هـ، بمساحة 4320م2، بأبوابه وأبراجه العملاقة إضافة لأقدم أسواق المنطقة، وأكبر المراكز التجارية بالمملكة في منتصف القرن الماضي، الذي أنشئ عام 1352هـ للتبادل التجاري، حيث يمتد على مساحة 5000م²، ويضم 80 محلاً تجاريًا، ويمثل مكانًا عريقًا وغنيًا بحكايات البوادي والقوافل والمسافرين والثقافات المتنوعة.
ويمكن لزائر ” لينة” الآن أن يرى أطلال هذا السوق العظيم والدكاكين المبنية من الطين والمظلات المصنوعة من سعف النخيل على أعمدة كثيرة، إضافة للآبار التي تبلغ نحو 300 بئر، وبيوت الطّين التي جسّدت ثقافة الفرد والمجتمع، واحتفظت بمكانتها التاريخية وتراثها العريق، وبقيت شاهدًا على الفن المعماري، الذي يحكي قصص الماضي التليد.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مشروع السعودية لتطوير المساجد التاريخية يرمّم مسجد السعيدان بالجوف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواصل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية جهوده في مرحلته الثانية للحفاظ على المساجد في منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية، عبر اتباع منهج متكامل يجمع بين القيم الفنية والتصميمية، مع التحكم الدقيق في الظروف المحيطة وحماية المساجد من المخاطر المحتملة، لضمان استدامتها وسلامتها.
يعد مسجد السعيدان الواقع في حي الرحيبين أحد أهم المساجد التي يشملها المشروع، نظرًا لتاريخه العريق، حيث يعود بناؤه إلى عام 620هـ، ما يجعله أقدم مساجد دومة الجندل بعد مسجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. كان المسجد قديمًا مقرًا لإقامة صلاة الجمعة والجماعة، إضافة إلى دوره كدار للقضاء في المنطقة، حيث كان يفصل فيه بين الخصوم.
تولى بناء المسجد جماعة السعيدان، وشغل عطا الله السعيدان منصب الإمامة والقضاء فيه ببدايات العهد السعودي، بتعيين من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-. كما كان المسجد مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، تُقام فيه الحلقات القرآنية على فترتين؛ الأولى قبل الظهر، والثانية من بعد صلاة العصر إلى المغرب.
يمتاز المسجد بموقعه القريب من بئر أبا الجبال، وهو بئر قديم مرتبط به قناة محفورة ومسقوفة بالحجر، إضافة إلى درج يُستخدم للنزول إلى المجرى المائي للوضوء. ويُعد المسجد الوحيد في المنطقة الذي يحتوي على مواضئ، ما يميزه عن غيره من المساجد التاريخية.
تبلغ مساحة المسجد قبل الترميم نحو 179 م²، ومن المقرر أن تصل إلى 202.39 م² بعد أعمال التطوير، مع رفع طاقته الاستيعابية إلى 68 مصلٍّ، بعد أن توقفت الصلاة فيه لفترات سابقة.
يهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية إلى ترميم وتأهيل 130 مسجدًا تاريخيًا في مختلف مناطق المملكة، وتضم المرحلة الثانية 30 مسجدًا. يتم تنفيذ المشروع بواسطة شركات سعودية متخصصة في ترميم المباني التراثية، وبإشراف مهندسين سعوديين خبراء في الحفاظ على الهوية العمرانية الأصيلة للمساجد التاريخية في المملكة.