هل تمهد زيارة أردوغان إلى مصر لتشكيل محور إقليمي جديد؟
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
بعد ذوبان جليد الخلافات بين البلدين، وفي ظل التعاون الدفاعي التركي- المصري، فإن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخية المرتقبة إلى القاهرة، في 14 فبراير/ شباط الجاري، يمكن أن تولد زخما جديدا في المنطقة وتمهد لتشكيل محور إقليمي جديد.
ذلك ما خلص إليه بارين كايا أوغلو، في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مؤخرا أن بلاده ستبيع طائرات بدون طيار لمصر، ومعتبرا أن هذا دليل على تحول 180 درجة في العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
كايا أوغلو أضاف أنه "بعد أكثر من عقد من التوترات، منذ الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي في عام 2013، بدأ أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، زعيم انقلاب عام 2013، في تحسين العلاقات".
ولفت إلى أنه "بعد أن تصافح الزعيمان خلال نهائيات كأس العالم (لكرة القدم) 2022 في قطر، التقيا على هامش قمة مجموعة العشرين في دلهي العام الماضي، واستعادت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية بالكامل في يوليو/ تموز الماضي".
اقرأ أيضاً
قبل زيارة أردوغان.. تركيا توافق على تزويد مصر بطائرات مسيرة
الغاز وغزة
ووفقا لفولكان إيبيك، الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة يديتيبي، فإن مبادرات تركيا تجاه مصر تعكس رغبة أنقرة في تحسين مكانتها في مشاريع الغاز بمنطقة شرق البحر المتوسط، حيث تتمتع القاهرة بنفوذ كبير".
وتابع إيبيك في حديث للموقع: كما أن "زيارة أردوغان قد تشجع مصر على رفع صوتها أكثر ضد ما يحدث في غزة، ولهذا السبب، من وجهة نظري، لم يطلب أردوغان وحده هذه الزيارة، بل طلبها السيسي أيضا".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي؛ مما خلَّف حتى الأحد أكثر من 28 ألف قتيل و67 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، بحسب السلطات الفلسطينية.
وقال كايا أوغلو إنه "منذ بدأ التقارب، تحسنت العلاقات بين تركيا ومصر بسرعة. وفي الأشهر الأخيرة، وقَّعت الشركات الخاصة والمملوكة للدولة في البلدين اتفاقيات بشأن الإنتاج الدفاعي المشترك".
وأردف: "وحتى عندما كانت العلاقات التركية- المصرية في أدنى مستوياتها، كانت القاهرة أكبر شريك تجاري لأنقرة. وتضاعفت التجارة الثنائية منذ عام 2020، ويريد الجانبان مضاعفتها مرة أخرى خلال هذا العقد".
اقرأ أيضاً
بلومبرج: أردوغان يزور مصر منتصف فبراير المقبل.. ويناقش هذه القضايا مع السيسي
استفادة متبادلة
وتشترك تركيا ومصر في نقاط عديدة، فكلاهما مثلا يقع عند نقطة التقاء أوروبا وآسيا وأفريقيا، وكلاهما مكتظ بالسكان، كما أنهما سيكسبان الكثير من خلال التوافق بشكل أوثق، كما زاد كايا أوغلو.
وقال إنه "بالنسبة لتركيا، فإن التحالف مع مصر يعني توحيد الجهود مع أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان والتي تضم مقر جامعة الدول العربية وتتمتع بمكانة مرموقة داخل الاتحاد الأفريقي. وكما ذكر مسؤولون أتراك مؤخرا، ترغب أنقرة في الاستفادة من علاقاتها مع القاهرة كنقطة انطلاق لتحسين العلاقات مع أفريقيا".
وتابع: "ولعل الأهم من ذلك هو أن تحديد منطقتها الاقتصادية الخالصة مع القاهرة في شرق البحر المتوسط يمكن أن يمنح أنقرة ورقة مساومة رئيسية في نزاعها مع اليونان وقبرص اليونانية، اللتين تريدان أيضا قطعة من فطيرة الهيدروكربون (النفط والغاز الطبيعي)".
أما "بالنسبة لمصر، فتعتبر تركيا مصدرا للاستثمار والسياح والأسلحة وقوة إقليمية زميلة (...) ويمكن أن تكون أنقرة ثقلا موازنا جيدا لخطط القاهرة الجيوسياسية، خاصة وأن تركيا حلت معظم مشاكلها العالقة مع السعودية والإمارات، أقرب شريكين لمصر في العالم العربي"، بحسب كايا أوغلو.
وشدد إيبيك على أنه "مهما كان الأمر، يجب أن تتعاون هاتان الدولتان المستقرتان في الشرق الأوسط الذي يمزقه الصراع".
اقرأ أيضاً
تركيا ومصر تبحثان التطورات في إسرائيل وفلسطين
المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر تركيا أردوغان زيارة مصالح
إقرأ أيضاً:
مفاوضات لترسيم الحدود البحرية.. تركيا تعلن خطة عمل عاجلة في سوريا
قال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، إن بلاده تعتزم بدء مفاوضات مع سوريا لترسيم الحدود البحرية في البحر المتوسط، مشيرا إلى أن مثل هذه الصفقة ستسمح للبلدين "بزيادة منطقة نفوذهما" في استكشاف الطاقة.
وجاءت هذه التصريحات، خلال لقاء مع اتحاد الناشرين الأناضوليين في أنقرة، وتداولتها وسائل الإعلام التركية.
وأوضح وزير النقل التركي أن أي اتفاق في المستقبل سيكون متوافقا مع القانون الدولي.
تركيا تعلن سلسلة إجراءات بشأن العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهممن بين 3 ملايين لاجئ.. تركيا تكشف عدد السوريين العائدين إلى بلدهمتركيا: نعمل على تهيئة الظروف لعودة السوريين إلى بلدهموقال أورال أوغلو: "سنبرم اتفاقية مع الإدارة السورية لترسيم حدود المناطق البحرية، لدينا خطة عمل عاجلة تشمل استئناف خدمات النقل الجوي، والسكك الحديدية، والطرق البرية، بالإضافة إلى تحسين شبكات الاتصالات وإعادة تشغيل المطارات".
وأشار الوزير التركي إلى أن تحسين الطريقين السريعين (M4) و(M5) وبناء الجسور المدمرة ضمن الأولويات.
تسيير الرحلات الجوية إلى دمشقوأشار أورال أوغلو إلى الوضع الراهن في سوريا قائلاً: "حتى الهواتف الأرضية لا تعمل هناك، وروسيا تطبع العملة السورية، هل يعقل إدارة بلد بهذه الطريقة؟ تركيا ستتدخل لمعالجة هذه الأمور".
وأوضح الوزير أن استئناف الرحلات الجوية بين دمشق وإسطنبول سيكون ضمن المرحلة الأولى من الخطة.
وأوضح أن الاستثمارات ستنفذ عبر منظمات تركية مثل تيكا وأفاد، في إطار تحسين البنية التحتية ودعم الاستقرار في سوريا.