أوقاف الفيوم تعقد 56 ندوة علمية تحت عنوان: "المال الحرام.. مظاهره وصوره"
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
عقدت مديرية أوقاف الفيوم 56 ندوة علمية تحت عنوان: "المال الحرام..مظاهره، وصوره المعاصرة، وآثاره المدمرة "، اليوم الأحد، بعد صلاة العشاء، وذلك بتكليف من وزير. الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وبرعاية كريمة من الدكتور محمود الشيمي مدير مديرية أوقاف الفيوم، وبحضور مديري الإدارات، ونخبة من الأئمة المتميزين.
وخلال هذه الندوات أكد العلماء على أن المال الحرام مدمر لصاحبه في الدنيا والآخرة، وأنه نار تحرق جوف من يأكله، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ".
وقد نهى الإسلام عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهيًا قاطعًا لا لبس فيه،فقال سبحانه:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا “ ،فأكل الحرام قتل للنفس وإهلاك وتدمير لها في الدنيا والآخرة، فهو في الدنيا وبال على صاحبه في صحته، في أولاده، في عرضه، في أمواله ، " وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى " :
وآكل الحرام لا تستجاب له دعوة ، فقد ذكر نبينا (صلى الله عليه وسلم) الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَكْسَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ".
ومن صور أكل المال الحرام:أكل المال الناتج عن الغش سواء أكان غشًّا في الكم أم في النوع ، ففي الكم بتطفيف الكيل أو الميزان أو المقياس، أم الاحتكار حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :" وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ “ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ” وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ " لِيَوْمٍ عَظِيمٍ "، أم كان غشًّا في النوع سواء أكان غذاءً أم دواءً أم أدواتٍ أم آلاتٍ إنتاجيةٍ أو خدميةٍ، فمن يبيع طعامًا ضارًّا بالصحة أو لحمًا غير حلال على أنه لحم حلال، أو يبيع شيئًا فاسدًا على أنه صحيح فهو غاشٌّ لنفسه وللمجتمع، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول : "من غشنا فليس منا" وفي رواية "من غش فليس منا" بحذف المفعول ليشمل كل غش وغشاش، فعلى الإنسان أن يراقب الله (عز وجل) ، وليعلم أنه إن أفلت من عقاب الناس في الدنيا فلن يفلت من عقاب الله (عز وجل) لا في الدنيا ولا في الآخرة .
ومن صور أكل الحرام :أخذ الأجر على عمل لم يقم به الإنسان ولم يفِ بحقه ولم يتقنه ولم يعطه وقته، فبعض الناس قد يظن أن احتياله على الغياب من عمله أو هروبه منه أو عدم الوفاء بحقه أمرًا سهلاً، وهنا نؤكد أن العقد شريعة المتعاقدين، فكما أن صاحب العمل إذا أكل حق العامل فإنه يدخل في دائرة غضب الله (عز وجل)، وسخطه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ): " ثلاثةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رجُلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باعَ حُرّاً فأكَلَ ثمَنَهُ، ورجُلٌ استأْجَرَ أجيراً فاستوفى منهُ ولم يُعْطِهِ أجْرَهُ"، ففي المقابل إذا استحل العامل الأجر ولم يؤد العمل كان ممن لا يكلمهم الله لا ينظر الله عز وجل إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة، فالحق مقابل الواجب، وإلا لاختل نظام الحياة وانفرط عقدها.
وجاء ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير والتصدي للفكر المنحرف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوقاف الفيوم مساجد الفيوم وزارة الأوقاف المال الحرام فی الدنیا عز وجل
إقرأ أيضاً:
ندوة ثقافية بدار الكتب بطنطا بعنوان «المرأة بين الدين والتدين»
نظّمت دار الكتب بطنطا ندوة ثقافية بعنوان "المرأة بين الدين والتدين"، ألقاها فضيلة الشيخ عبد الحميد الزغبي، مدرس وإمام وخطيب بمديرية أوقاف الغربية، وذلك اليوم الإثنين 24 مارس، تحت إشراف نيفين زايد، مدير دار الكتب، وذلك ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
استهل فضيلة الشيخ عبد الحميد الزغبي، حديثه بتوضيح أصل تسمية المرأة، مشيرًا إلى أنها سُمّيت كذلك لأنها "مرآة آدم"، حيث خلقها الله من ضلع آدم لتكون شريكة الحياة، ومن جانبه الأيسر بالقرب من القلب، لتعكس مكانتها العاطفية والروحية في حياة الرجل.
كما تناول الزغبي مفهوم الدين والتدين عند المرأة، موضحًا أن الدين هو طاعة الله، أما التدين فهو تطبيق تعاليم الدين عمليًا في الحياة اليومية، مثل طاعة الزوج، حفظ النفس من الفتن، والالتزام بالعفاف والحشمة. وأكد أن المرأة المتدينة الصالحة هي عماد البيت المستقر والأسرة السوية، مما يسهم في نهضة الأمم واستقرار المجتمعات.
تضمنت محاور الندوة، مكانة المرأة في الإسلام ودورها في المجتمع، الفرق بين الدين والتدين في حياة المرأة، و أثر التدين في بناء الأسرة والمجتمع، و أهمية العفاف والالتزام بتعاليم الدين في حياة المرأة المسلمة.
تأتي هذه الندوة في إطار حرص دار الكتب بطنطا على تقديم برامج ثقافية وتوعوية تساهم في نشر الفكر المستنير وتعزيز الوعي الديني الصحيح لدى المجتمع.