الجزيرة:
2025-04-29@05:11:16 GMT

الغارديان: حرب شرسة تشن على أطفال العالم خاصة في غزة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

الغارديان: حرب شرسة تشن على أطفال العالم خاصة في غزة

قال الكاتب سيمون تيسدال في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية إن التجاهل القاسي لحياة المدنيين وسلامتهم، أصبح سمة مثيرة للقلق في الصراع المسلح الحديث، فمن غزة إلى السودان ومن أوكرانيا إلى ميانمار، يتآكل احترام "قوانين الحرب"، أو لا وجود لها على الإطلاق، حيث يُستهدف المدنيون عمدا، خاصة الأطفال.

وأورد الكاتب تيسدال بعض الأمثلة على ذلك، وقال إن الحرب في ميانمار أدت إلى زيادة بنسبة 140% في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال في 2022، وفي جنوب السودان، أدى العنف القبلي إلى تدمير حياة الأطفال، وشهدت بلدان؛ مثل: الكونغو، والصومال، وسوريا، وأوكرانيا، وأفغانستان، واليمن أعلى إجمالي للانتهاكات المسجلة لدى الأمم المتحدة.

ونبّه الكاتب إلى أن تقرير غوتيريش أُعدّ قبل اندلاع الحرب على غزة، وذكر أن أكثر من 11 ألفا و500 فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عاما قتلوا -حتى الآن- على يد إسرائيل، وأصيب عدد أكبر بكثير، بينما فقد حوالي 24 ألف طفل أحد والديهم أو كليهما، وهناك 17 ألف شخص غير مصحوبين بذويهم، والآن تلوح في الأفق كارثة جديدة في رفح.

مصائب بالجملة

وتابع بأن صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أكد أن الحرب كان لها تأثير شديد على الصحة العقلية، حيث يحتاج أكثر من مليون طفل في غزة إلى الدعم النفسي، وقال إن الأعراض النموذجية تشمل "مستويات عالية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، والإصابة بنوبات من الذعر العاطفي في كل مرة يسمعون فيها التفجيرات"، ناهيك عن الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والظروف البيئية التي تخلقها الحرب.

وأكد الكاتب أن ما يجري يشكل استهزاء بالقانون الدولي، وعلى وجه التحديد اتفاقيات جنيف. ووفقا لليونيسف، فإن الأطفال هم أول وأكثر من يعاني في جميع الحروب، علما أن القوانين الدولية تؤكد أنه لا يجوز حرمان الأطفال من الخدمات الأساسية، ويجب ألا يُحتجزوا رهائن، ويجب حماية المستشفيات والمدارس من القصف، مؤكدة أن الأجيال القادمة ستتحمل التكلفة التي يتحملها الأطفال.

وفي ظل الإخفاق المستمر في الاتفاق على وقف إطلاق النار، قال سيمون تيسدال إن التقديرات تشير إلى أن طفلا يموت في غزة كل 15 دقيقة، وتموت أمّان كل ساعة، وقد أثارت هذه الفظائع صرخة احتجاج حتى من جانب الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي الأسبوع الماضي.

تدمير حياة الأطفال

وقال تيسدال إن ليفي اتهم الجيش بالغرق في "هياج عنيف" والمجتمع الإسرائيلي برفض التفكير في الثمن الذي قد يدفعه في نهاية المطاف، وقال ليفي "تمحو إسرائيل أجيالا من شعب غزة، ويقتل جنودها الأطفال بأعداد تنافس أبشع الحروب، وهذا لا ولن يمكن نسيانه، كيف يمكن لشعب أن ينسى من قتل أبناءه بهذه الطريقة؟ كيف يمكن لأصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم أن يظلوا صامتين؟".

كما تحدث تيسدال عن حرب أوكرانيا، واتهم روسيا باختطاف غير القانوني لآلاف الأطفال بعد غزوها لأوكرانيا في 2022، وقال إن كييف وثّقت ما يقرب من 20 ألف حالة من أصل 200 ألف حالة محتملة.

وأفاد الكاتب بأن الصراعات الأقل مراقبة تدمر حياة الأطفال بالقدر نفسه في مناطق مختلفة من العالم، ونقل عن الأمم المتحدة قولها إن الهجمات على المدارس والمستشفيات تتزايد في ميانمار وبوركينافاسو ومالي.

وتابع بأن منظمة العفو الدولية حذّرت من أنه بعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على اختطاف جماعة بوكو حرام المئات من تلميذات المدارس في شيبوك، لا تزال السلطات النيجيرية تتقاعس عن حماية أطفالها.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذّر من أن الأطفال "لا يزالون يتأثرون بشكل غير متناسب" بالعنف والانتهاكات المرتبطة بالحرب، وكان يعني بهذا القتل والتشويه والاغتصاب والعنف الجنسي والاختطاف والهجمات على المدارس وتجنيد الأطفال.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرها على عمل الإعلام في السودان

تقرير خاص سودانايل: قد لا يوجد تأثير مباشر للفيضانات والجفاف على عمل الإعلام بشكل واضح كما في حالة الحروب لذلك نجد أن الإعلام في معظمه يتم في نطاقات خارج دائرة كوارث الفيضانات والجفاف... فالفيضان في السودان في الغالب يؤثر على نطاق محدود هو النطاق النيلي وخاصة الزراعي، وعلى المساكن في الولايات الكبرى مثل الخرطوم التي تبنى بشكل غير مخطط... من المعروف أن مدن ولاية الخرطوم (العاصمة) وطوال امتداد حرب الجنوب وحرب دارفور ظلت تستقبل اعدادا معقولة من النازحين اضطر معظمهم للسكن في حرم الأنهار وفي مساكن ليست بها أدنى مقومات القدرة على الصمود.

هنالك تأثير يمكن أن يكون مباشر على قطاع واسع من العاملين في الإعلام نتيجة تساقط الأمطار والسيول في مناطق سكنهم فغالبية الصحفيين يسكنون في مدينة الصحفيين وهي منطقة بعيدة من وسط الخرطوم تم توزيع أراضيها على مجموعة كبيرة من العاملين في الإعلام والصحافة حيث تتقطع بهم السبل أثناء السيول والأمطار لأنها منطقة سكنية منخفضة تتجمع فيها مجاري السيول التي تجرف المنازل أحيانا ولا توجد بها خدمات متكاملة مثل الاحياء في وسط الخرطوم.

أما الجفاف فهو يعتبر كارثة ماحقة في السودان لأن تأثيره يمتد لسنوات وهو أكبر مسبب لموجات النزوح وغالبا ما يؤثر على أنماط الإنتاج وعمليات الاستقرار في المدن الكبرى لأنه يدفع بالكثير من سكان القرى الذين يفقدون وسائل سبل كسب معيشتهم وينزوحون للمدن الكبرى مما يؤثر على الاستقرار وتتزايد على الأثر معدلات الجريمة... بالإضافة الي أنه ينقل طابع الريف للمدن وقبيل الحرب الحالية كان يصدق القول على مدينة الخرطوم أنها عاصمة تم ترييفها وبالتالي تأثرت كل أشكال الخدمات فيها بما في ذلك الإعلام.

التغطية الاعلامية لقضايا البيئة والمناخ 

معروف ان الإهتمام بقضايا البيئة يرتبط بمستوى الوعي الجمعي.. كما أنه يرتبط أيضا بمعدلات الفقر، ولما كانت نسبة الفقر مرتفعة للغاية نتيجة للتشوهات الاقتصادية فإن عملية الإهتمام بالبيئة يظل أمر ثانوي جدا بالنسبة لمتخذي القرار ويمكن هنا أن نلاحظ ظاهرة في منتهى الخطورة البيئية وهي تنامي انشطة ما يسمى بالتعدين الأهلي وهو من أكثر النشاطات الضارة بالبيئة وقد غضت الدولة نظرها عن هذه الظاهرة ولم تعمل على مكافحتها بل بالعكس وجد التعدين العشوائي للذهب تشجيع مبطن وأحيانا ظاهرا من الدولة خاصة في الولاية الشمالية ونهر النيل وولاية جنوب كردفان وأحدث إستخدام السياني والزئبق خسائر وأضرار بشرية مباشرة خاصة على المعدنين أنفسهم. وقد كان تناول الإعلام لهذه الظاهرة تناولا شكليا في بعض التغطيات المتفرقة وهي تغطية خجولة لا ترقى لمستوى بث الوعي المجتمعي ناهيك عن مكافحة الظاهرة.. ويعزى ذلك لتوجهات الحكومة في عهد الرئيس السابق عمر البشير الذي لم يكن فيه الإعلام يتمتع باي قدر من الحرية.

دور الإعلام في التوعية بالتغيّر المناخي

من المفترض أن يلعب الإعلام دوراً مهماً تبصير المجتمع وارسال رسائل تحذيرية للمواطنين لأنه شريك في عملية إدارة الكوارث بكل مراحلها وعليه تقع مسئولية التبصير والتوجيه من خلال ما يبثه من رسائل تحذيرية أو تطمينية، ولكن بكل أسف توجد فجوة كبيرة بين خبراء الحد من مخاطر الكوارث والاعلامييين خاصة الاعلام الرسمي من اذاعات وتلفزيون وقنوات فضائية والذي بكل أسف جل اهتمامه هو البعد السياسي ولا توفر الدولة أية امكانيات مادية أو بشرية للاعلام البيئي أو تدرب اعلاميين متخصصين في المجال البيئ.

فالإعلام في السودان للأسف الشديد اعلام غير متخصص ويركز جل اهتمامه على القضايا السياسية اليومية وبالرغم أن قضية التغير المناخي في السودان قضية مهمة وقد تأثرت به معظم ولايات البلاد الا انه لم يلق الإهتمام والتغطية الاعلامية الكافية.. ونجد على سبيل المثال أن عملية التغيرات المناخية أثرت على معظم ولايات السودان تأثيرا كبيرا خاصة في النواحي الزراعية والحيوانية، إلا أن الإعلام اهتم أكثر بإفرازات الظاهرة كالحرب والقبائل المؤثرة والمتأثرة بها أكثر من الولوج لعمق الظاهرة المتمثل في التغيرات المناخية.

الإعلام  ودوره في تسليط الضوء على العلاقة بين النزاعات والضغوط البيئية (مثل النزاع على الموارد؟)

يعتبر السودان نموذج للدولة التي تجري فيها النزاعات على الموارد بشكل كبير فمعظم النزاعات التي نشبت في السودان كان عنوانها الابرز مرتبط بقسمة الموائد وذلك لأن السلطة السياسية في السودان ذات طابع مركزي وتهيمن على معظم واردات الأقاليم، ولا تقوم بعمليات تنمية حقيقية لتلك المناطق المنتجة للموارد الطبيعية ويعزى ذلك لعامل أساسي وهو طبيعة السلطة القابضة التي تتطلب انفاقا أمنيا متزايدا.. وهذا الأمر بالتحديد ما حدى بالكثير من الجماعات على التمرد على الدولة وحمل السلاح.. في مثل هذه البيئة بالتأكيد يصعب الحديث على فكرة استدامة الموارد لذلك ظل الطابع العام هو استنزاف الموارد لا إستدامتها.

الممارسة الصديقة للبيئة في عمل المؤسسات الإعلامية

لا توجد اي ممارسات جيدة مستقرة أو أي نظام SOP Standing Operations Procedures لعمل الإعلام فيما يلي التعامل مع البيئة، ونتيجة لكثرة انقطاع التيار الكهربائي فإن معظم الصحف في السودان لديها مولدات كهرباء خاصة بها ومعظم هذه المولدات قديمة ومتهالكة وربما تشتريها المؤسسة الاعلامية بعد أن يكون قد تم استخدامها من قبل second hand وهذه المولدات تعمل على انبعاث ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير وهو احد اكبر عوامل التلوث في السودان وهذا يشمل أيضا كل مؤسسات الدولة العامة والخاصة.

في الآونة الأخيرة وخاصة أثناء هذه الحرب اتجهت معظم الصحف التي لم تتوقف عن الصدور لأن تكون صحف إلكترونية وهذه في حد ذاتها تطور إيجابي لأن الصحف الالكترونية لحد كبير صديقة للبيئة ولا تستخدم الطاقة بصورة كبيرة.

الإعلام ودوره الهام في مرحلة ما قبل وبعد الكارثة

للاعلام دوره الهام قبل وحدوث الكوارث الطبيعية والحروب فقبل وقوع الكارثة يلعب الاعلام دورا هاما في التبصير بأبعاد الكارثة وكيفية تلافيها والحد منها باتباع الارشادات المطلوبة وهذه الخطوة من شأنها تعزيز قدرات أفراد المجتمع وجعلهم ذا مرونة وقدرة عالية لمواجهة الكارثة.

أما دور الإعلام أثناء الكارثة له أهميته القصوى في الحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات والتخفيف من حالات الصدمات النفسية وبث الأمن والطمأنينة وتهدئة الرعب والخوف في النفوس وإزالة عوامل الفزع مع إبراز أهمية دور النفير والتطوع  وظهر ذلك جليا في الدور الهام الذي قامت به (التكايا) أثناء هذه الحرب وهي عبارة عن موائد أطعام تكفل بها بعض المواطنين خاصة من ابناء السودانيين بالخارج وبعض الميسورين من الداخل ولا زالت تقوم بها من تقديم وجات غذاء متكاملة للمواطنين الذين فقد معظمهم كل ما يملكون من ممتلكات واصبحوا لا يملكون قوت يومهم وقد ساهمت هذه الموائد كثيرا في تخفيف المعاناة عن المواطنين بل انقذت أرواح العديد من المواطنين من الموت جوعا خاصة وسط الاطفال والنساء وظهر ذلك جليا من خلال الطوابير الطويلة التي يقفها المواطنين انتظارا لدورهم في الحصول على وجبة، كما شملت (التكايا) برامج ترفيهية وتنويرية مثل الغناء والمسرح وألعاب للاطفال مما خفف كثيرا على المواطنين.

كان من المفترض أن يلعب الاعلام دورا حاسما في التصدي للشائعات السالبة من طرفي الحرب وتنوير المواطنين بحقيقة ما يحدث بكل تجرد، وأثناء هذه الحرب تلاحظ انقسام الإعلام إلى طرفي نقيض، طرف يعمل بموضوعية وتحرى الدقة والشفافية في نقل المعلومة من مصادرها الأصلية وتوخي البعد الإنساني في نقل وتحليل الأخبار ومراعاة المصلحة الوطنية وهو طرف بكل اسف محدود ومنبوذ من طرفي الحرب ومطارد وملاحق ومغلوب على أمره وقد دفع بعض الصحفيون أثمانا غالية نتيجة لذلك بل تعرض بعضهم للاغتيال والسجن والتعذيب ومصادرة ممتلكاته وبعضهم دفعت أسرهم الثمن خاصة الذين يعملون من خارج السودان، وطرف اخر من الاعلاميين ينساق ويسوق ويصور حسب ما تمليه عليه الجهة التي تخدمه وتصرف عليه وتوفر له الحماية والامتيازات وهذا الطرف بكل اسف يقدم خدمة مضللة لا علاقة لها بالاعلام ولا بالمهنية ولا بالاخلاق وهنا تكمن الكارثة ويدفع ثمن ذلك المجتمع أرواحا وممتلكات.

أما دور الاعلام المفترض بعد الكارثة هو شحذ الهمم والتعافي النفسي لدى الفرد والمجتمع الذي هو في امس الحاجة لذلك لتجاوز اثار الكارثة والإنتقال من مرحلة الدمار النفسي والعيني الى التماسك والإعمار وهذا الدور ضعيف جدا أو يكاد يكون معدوما بكل أسف ونأمل أن يلعب الاعلام دوره هذا عقب انتهاء الحرب والتي لا يظهر في الافق ما يشير إلى قرب انتهاءها.

   

مقالات مشابهة

  • %65 من ضحايا الحرب على غزة أطفال ونساء وكبار سن
  • اليونيسف: غزة تحوّلت إلى مقبرة أطفال.. يواجهون الموت والجوع بلا رحمة (فيديو)
  • الكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرها على عمل الإعلام في السودان
  • الغارديان: إسرائيل تواجه ضغوطا قانونية في لاهاي بسبب حظر الأونروا
  • صور أطفال فيتنام غيّرت العالم فلماذا لا يهتز لصور أطفال غزة؟
  • أبوظبي الدولي للكتاب: الأطفال والناشئة شركاء في عوالم الثقافة والإبداع
  • رونالدو يثير تفاعلاً.. هذا ما فعله مع أطفال على هامش مباراة النصر ويوكوهاما
  • أدلة جنائية وخسائر بالملايين.. قرارات عاجلة حول حريق مصنع ألعاب أطفال في أكتوبر
  • 20 سيارة إطفاء وإسعاف في محيط حريق مصنع ألعاب أطفال بأكتوبر
  • 15 سيارة إطفاء تكافح حريق مصنع ألعاب أطفال فى مدينة 6 أكتوبر