الغارديان: حرب شرسة تشن على أطفال العالم خاصة في غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قال الكاتب سيمون تيسدال في تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية إن التجاهل القاسي لحياة المدنيين وسلامتهم، أصبح سمة مثيرة للقلق في الصراع المسلح الحديث، فمن غزة إلى السودان ومن أوكرانيا إلى ميانمار، يتآكل احترام "قوانين الحرب"، أو لا وجود لها على الإطلاق، حيث يُستهدف المدنيون عمدا، خاصة الأطفال.
وأورد الكاتب تيسدال بعض الأمثلة على ذلك، وقال إن الحرب في ميانمار أدت إلى زيادة بنسبة 140% في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال في 2022، وفي جنوب السودان، أدى العنف القبلي إلى تدمير حياة الأطفال، وشهدت بلدان؛ مثل: الكونغو، والصومال، وسوريا، وأوكرانيا، وأفغانستان، واليمن أعلى إجمالي للانتهاكات المسجلة لدى الأمم المتحدة.
ونبّه الكاتب إلى أن تقرير غوتيريش أُعدّ قبل اندلاع الحرب على غزة، وذكر أن أكثر من 11 ألفا و500 فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عاما قتلوا -حتى الآن- على يد إسرائيل، وأصيب عدد أكبر بكثير، بينما فقد حوالي 24 ألف طفل أحد والديهم أو كليهما، وهناك 17 ألف شخص غير مصحوبين بذويهم، والآن تلوح في الأفق كارثة جديدة في رفح.
مصائب بالجملة
وتابع بأن صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أكد أن الحرب كان لها تأثير شديد على الصحة العقلية، حيث يحتاج أكثر من مليون طفل في غزة إلى الدعم النفسي، وقال إن الأعراض النموذجية تشمل "مستويات عالية من القلق المستمر، وفقدان الشهية، وعدم القدرة على النوم، والإصابة بنوبات من الذعر العاطفي في كل مرة يسمعون فيها التفجيرات"، ناهيك عن الأمراض المرتبطة بسوء التغذية والظروف البيئية التي تخلقها الحرب.
وأكد الكاتب أن ما يجري يشكل استهزاء بالقانون الدولي، وعلى وجه التحديد اتفاقيات جنيف. ووفقا لليونيسف، فإن الأطفال هم أول وأكثر من يعاني في جميع الحروب، علما أن القوانين الدولية تؤكد أنه لا يجوز حرمان الأطفال من الخدمات الأساسية، ويجب ألا يُحتجزوا رهائن، ويجب حماية المستشفيات والمدارس من القصف، مؤكدة أن الأجيال القادمة ستتحمل التكلفة التي يتحملها الأطفال.
وفي ظل الإخفاق المستمر في الاتفاق على وقف إطلاق النار، قال سيمون تيسدال إن التقديرات تشير إلى أن طفلا يموت في غزة كل 15 دقيقة، وتموت أمّان كل ساعة، وقد أثارت هذه الفظائع صرخة احتجاج حتى من جانب الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي الأسبوع الماضي.
تدمير حياة الأطفال
وقال تيسدال إن ليفي اتهم الجيش بالغرق في "هياج عنيف" والمجتمع الإسرائيلي برفض التفكير في الثمن الذي قد يدفعه في نهاية المطاف، وقال ليفي "تمحو إسرائيل أجيالا من شعب غزة، ويقتل جنودها الأطفال بأعداد تنافس أبشع الحروب، وهذا لا ولن يمكن نسيانه، كيف يمكن لشعب أن ينسى من قتل أبناءه بهذه الطريقة؟ كيف يمكن لأصحاب الضمائر الحية في جميع أنحاء العالم أن يظلوا صامتين؟".
كما تحدث تيسدال عن حرب أوكرانيا، واتهم روسيا باختطاف غير القانوني لآلاف الأطفال بعد غزوها لأوكرانيا في 2022، وقال إن كييف وثّقت ما يقرب من 20 ألف حالة من أصل 200 ألف حالة محتملة.
وأفاد الكاتب بأن الصراعات الأقل مراقبة تدمر حياة الأطفال بالقدر نفسه في مناطق مختلفة من العالم، ونقل عن الأمم المتحدة قولها إن الهجمات على المدارس والمستشفيات تتزايد في ميانمار وبوركينافاسو ومالي.
وتابع بأن منظمة العفو الدولية حذّرت من أنه بعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على اختطاف جماعة بوكو حرام المئات من تلميذات المدارس في شيبوك، لا تزال السلطات النيجيرية تتقاعس عن حماية أطفالها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذّر من أن الأطفال "لا يزالون يتأثرون بشكل غير متناسب" بالعنف والانتهاكات المرتبطة بالحرب، وكان يعني بهذا القتل والتشويه والاغتصاب والعنف الجنسي والاختطاف والهجمات على المدارس وتجنيد الأطفال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ابني مصاب بمتلازمة داون ويعاني من التنمر.. وأستاذة رياض أطفال تجيب
أجابت الدكتورة ولاء الدكش، أستاذ رياض الأطفال بجامعة الأزهر، عن سؤال إحدى الأمهات التي تعاني من صعوبة في التعامل مع ابنها الذي يعاني من متلازمة داون، ولا يستطيع الخروج للشارع بسبب التنمر ولا تعرف كيف تتصرف.
وقالت أستاذ رياض الأطفال بجامعة الأزهر، خلال تصريح اليوم الثلاثاء: "من المهم أن نفهم أن الطفل الذي يعاني من متلازمة داون هو إنسان كامل له مشاعر وأحاسيس، وإذا كانت الأم تشعر بعدم القدرة على الخروج مع طفلها بسبب تعامل الناس في الشارع أو رفض أفراد الأسرة، فيجب عليها أولًا أن تتحدث مع الكبار في العائلة بعيدًا عن الطفل.
وأوضحت أهمية التعامل معه بحب واحترام، حيث إن الطفل لا يعاني فقط من التحديات البدنية أو العقلية، بل يمر أيضًا بضغط نفسي نتيجة لسلوكيات الآخرين تجاهه."
وقالت: "من المهم أن نعلم أن الطفل المعاق ليس مختلفًا عن باقي الأطفال، وإذا كنا نعامل الآخرين بشكل طبيعي، يجب أن نعامل الطفل ذي الاحتياجات الخاصة بنفس الطريقة، ويجب أن نبتعد عن التمييز بين الأطفال في المعاملة، لأن ذلك قد يسبب مشاعر الغيرة والحزن لدى الطفل، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية."
وأضافت: "من الضروري أيضًا أن تركز الأسرة على النقاط الإيجابية لدى الطفل، مثل مواهبه الخاصة أو مهاراته التي قد يتمتع بها، سواء في الفن، الرياضة أو أي نشاط آخر، فهذا يعزز من ثقته بنفسه ويفتح له فرصًا جديدة للتطور، في نفس الوقت، على الأم أن تبدأ في الحوار مع أفراد العائلة، بما في ذلك الجد والجدة، لتوضيح كيفية التعامل مع الطفل بطريقة تحترم مشاعره وتجنب أي تمييز أو تقليل من شأنه."
وشددت على أن دعم الأسرة هو الأساس في نجاح الطفل في تجاوز التحديات الاجتماعية والنفسية، مشيرة إلى أن الطفل هو "ملاك" في المنزل، ويجب على الجميع تقديره والاعتراف بمميزاته، ما يساعد على خلق بيئة صحية وملهمة له.