أدى الانقطاع الكلي لشبكات الاتصالات والإنترنت في السودان لليوم الرابع على التوالي، إلى تعطيل حياة الملايين وشلل في القطاعين العام والخاص، خاصة في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، التي اتخذها الجيش عاصمة بديلة عقب اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في 15 أبريل.

وخرجت معظم المصارف عن الخدمة، إلى جانب تعطل التطبيقات البنكية التي يعتمد عليها كثيرون في التحويلات المالية، خصوصاً في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى التي تشهد صراعاً، إذ تعتمد العائلات الموجودة هناك على مساعدة أبنائها من خارج البلاد والولايات الآمنة عبر التحويلات البنكية.

وقال مروان المكي الذي نزح إلى بورتسودان في الشرق عقب اندلاع الصراع: “نعاني بشكل كبير بالنسبة للبنوك، لأن أغلب البنوك هنا في مدينة بورتسودان توقفت عن تقديم الخدمات بسبب انقطاع الإنترنت، عدا بنوك (الادخار) و(إفريقيا) و(الخليج) التي لا زالت تعمل”.

وأضاف المكي لوكالة أنباء العالم العربي AWP: “أحاول سحب مبالغ مالية من حسابي في البنك لتسيير حياتي، لكني لا أستطيع مع تعطل عمل البنوك وتوقف جميع التطبيقات البنكية، خاصة تطبيق (بنكك) التابع لبنك الخرطوم الذي يعتمد عليه غالبية السودانيين”.

لكن شاهين محمد، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في بنك الخرطوم، قال لوكالة أنباء العالم العربي، إن التطبيق يعمل بصورة مستقرة في جميع أنحاء السودان عبر الشبكات الأرضية.

ومضى المكي قائلاً: “انقطاع الإنترنت أعادنا إلى العصر الحجري، إذا أردت مقابلة شخص ليس أمامك خيار سوى الذهاب إليه في بيته أو مكان عمله دون تنسيق مسبق، وقد لا تجده”.

وأضاف: “انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت منذ أكثر من أسبوع، كما أن هذا الانقطاع أوقف كافة المعاملات الحكومية المتعلقة بأجهزة التحصيل والإيرادات، مثل السجل المدني واستخراج جوازات السفر وتوثيق الأوراق الرسمية والشهادات”.

وأشار المكي إلى أن انقطاع الإنترنت قطع التواصل كذلك بينه وبين أقاربه داخل السودان وخارجه، باستثناء قليلين في بعض الولايات الذين يستخدمون شبكات الإنترنت التي تعمل بالأقمار الاصطناعية والخطوط الأرضية.

وقال: “مثلاً شركة كنار التي تمتلك الخطوط الأرضية توفر الإنترنت للشخص الواحد مقابل 10 آلاف جنيه في الساعة الواحدة”.

وأظهرت مقاطع مصورة، جرى تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تدافع السودانيين في صفوف طويلة أمام أحد الفنادق في مدينة بورتسودان للحصول على خدمات الإنترنت.

ويتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بقطع الاتصالات في عدة مناطق بالبلاد، وهو الأمر الذي فرض تعتيماً على الأحداث الدائرة هناك، لا سيما في مناطق الصراع في العاصمة الخرطوم وإقليمي كردفان ودارفور.

وعقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، نقلت معظم المؤسسات الحكومية والخاصة أنشطتها إلى مدينة بورتسودان، بما في ذلك مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وبنك السودان المركزي.

ومنذ ما يزيد على شهرين، تعيش مدن إقليم دارفور غربي البلاد في عزلة عن العالم بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، واستعاض السكان عنها بشبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، التي تتوفر بشكل محدود في بعض المقاهي والأسواق.

نزح عبد الله عثمان من الخرطوم إلى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ومنها إلى بورتسودان الشهر الماضي، لاستخراج جواز سفر لمغادرة البلاد، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على ود مدني في ديسمبر، لكن انقطاع الإنترنت عطل مخططه، واضطر إلى التوجه إلى ليبيا براً عبر الولاية الشمالية.

وقال عثمان لوكالة أنباء العالم العربي، عبر تطبيق للدردشة بعد أن اتصل بالإنترنت مستخدماً الأقمار الاصطناعية: “أنا حالياً في منطقة المثلث على الحدود مع ليبيا أغادر البلاد عبر طرق وعرة، بسبب مشكلة انقطاع الشبكات التي عطلت التطبيقات البنكية والتحويلات المالية، وأوقفت خدمة الجوازات. نحن في ورطة كبيرة جداً”.

وواجه مصعب أبو زيد صعوبات في الحصول على سيولة نقدية أو تحويل بنكي من عائلته العالقة في أم درمان، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري العاصمة الأوسع للسودان على جانبي نهر النيل.

وفي حديثه لوكالة أنباء العالم العربي، لم يخف أبو زيد مخاوفه على مصير عائلته مع انقطاع التواصل بينهما، في ظل وجودها في مناطق تشهد اشتباكات يومية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال أبو زيد “إذا لم ترجع الشبكة، أو أتحدث إليهم بأي وسيلة، سأضطر إلى ترك كل شيء خلفي والتحرك إلى أم درمان للاطمئنان عليهم”.

وقالت غرفة طوارئ ولاية الخرطوم، السبت، إن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت “يزيد من حدة المعاناة، إذ ينعدم التواصل، وتتوقف تبعاً لذلك كافة المساعدات التي بات الكثير من الأهالي يعتمدون عليها، ناهيك عن اعتماد الكثير من المواطنين ومقدمي الدعم بالداخل والخارج على التحويلات البنكية لإيصال الدعم للمتضررين، والتي تعتمد على شبكة الاتصالات والإنترنت في تشغيلها”.

كما قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان، السبت، إن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت أعاق قدرة الأطباء داخل وخارج البلاد على تقديم الاستشارات الطبية والمتابعة الصحية للمرضى عن بُعد.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خلافات بشأن خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.

الشرق للأخبار

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاتصالات والإنترنت مدینة بورتسودان انقطاع الإنترنت الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة بشأن ارتفاع أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

توجهت صفاء جابر عيادة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، استنادًا إلى نص المادة 134 من الدستور والمادة 212 من اللائحة الداخلية للمجلس، موجه إلى وزير الاتصالات والإنترنت، بشأن موافقة جهاز تنظيم الاتصالات في مصر على رفع أسعار المكالمات والإنترنت لشركات الاتصالات في مصر.

وأشارت النائبة صفاء جابر عيادة إلى أن هناك استياء من قطاع عريض من المواطنين في الشارع المصري نتيجة الزيادة الجديدة التي فرضتها شركات الاتصالات في مصر دون أي مبرر أو سند قانوني، حيث أن هذه الزيادة ليست الأولى إذ سبق وإن قامت بفرض زيادات جديدة خلال الفترة الأخيرة".

ونوهت إلى أن شركات الاتصالات في مصر لم تراع أي أبعاد مجتمعية تجاه هذه الزيادة الجديدة التي فرضتها، حيث لم تُعد خدمات المحمول والإنترنت رفاهية للمواطن المصري وإنما خدمات لا غنى عنها بعدما أصبحت خدمات التعليم والتحصيل الدراسي تتم من خلالها وهو ما يزيد من معاناة أولياء الأمور والأسر المصرية.

وكشفت، عن أن شركات الاتصالات في مصر الأربعة تحقق من وراء هذه الخدمات أرباح طائلة تقدر بـ المليارات سنويًا، تجاوزت خلال العام الحالي 30 مليار جنيه وفقًا لإحصائيات رسمية، في حين لم نر لها أي إسهامات أو مشاركات مجتمعية تجاه بلدنا من المشاركة في مشروعات تنموية تستهدف جموع المواطنين كما هو يحدث في مختلف دول العالم في إطار مسؤوليتها المجتمعية.

كما أشارت إلى أن هناك شكاوى واسعة من سوء وتراجع خدمات الإتصالات والإنترنت المُقدمة للمواطنين بما لا يتناسب مع قيمة الاستهلاك أو المبالغ التي يتم دفعها، فضلًا عن ضعف شبكات الاتصالات وهو ما يؤثر بالسلب على الحياة اليومية للمواطن المصري.

واختتمت النائبة طلب إحاطتها بضرورة تدخل عاجل من وزارة الإتصالات تجاه ما تقوم به شركات الاتصالات في مصر من رفع قيمة خدماتها بما لا يتناسب مع هو سائد في مختلف البلدان التي لديها شركات إتصالات وبما لا يتناسب أيضًا مع ظروف المواطنين في مصر.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة يناقش مع سفير الخرطوم سبل دعم ورعاية الطلاب السودانيين
  • الدكتور حسن مكي: ما حدث في الخرطوم غريب وقد نحتاج إلى سنوات لنفهمه
  • رئيس جامعة القاهرة يناقش مع سفير الخرطوم سبل الدعم والرعاية للطلاب السودانين
  • انقطاع مفاجئ لخدمة الإنترنت الفورجي في صنعاء يشل الاتصالات
  • الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن النزاع بأجسادهن
  • الجنس مقابل الطعام.. نساء السودان يدفعن ثمن النزاع بأجسادهن
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تعتدي وتنهب مركز صحي بشرق النيل 
  • طلب إحاطة بشأن ارتفاع أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • السودان: عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى مدينة الأبيض