3 حيل سهلة لإقناع ابنكِ المراهق بتنفيذ أوامرك
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
نشرت جامعة كاليفورنيا، في نهاية يناير/كانون الثاني 2024، نتائج دراسة جديدة توصلت إلى حيل تضمن للأم أن يلبي الابن المراهق أوامرها، حتى وإن لم يكن يرغب في تنفيذها.
وتنبع أهمية الدراسة كونها الأولى من نوعها، إذ شملت مراهقين وأهالي متعددي الأعراق ينحدرون من طبقات اجتماعية مختلفة، وينتمون إلى فئات عمرية عريضة من المراهقين والشباب حتى سن 25 عاما، ما يجعل نتائجها قابلة للتعميم.
عمل الباحثون على التوصل إلى أكثر وسائل الوالدين فعالية في تمرير النصائح والدعم عندما لا يطلبه المراهق، إلى جانب دفعه للامتثال للسلوكيات الحسنة حتى، وإن لم يكن مقتنعا بها.
فيما يلي، نستعرض 3 حيل يمكن للوالدين استخدامها لإقناع المراهق بتلبية أوامرهما -حسب الدراسة التي شارك فيها 194 مراهقا وشابا-:
1- ادعميه عاطفيايكمن الهدف من الدعم العاطفي في إشعار المراهق بأن والديه يدركان الظروف التي يمر بها، ما يورثه ثقة أكبر في حكمهما على الأمور.
باحثو جامعة كاليفورنيا، أوضحوا أن المراهق لا يستفيد من الدعم العاطفي لدى تلقيه فحسب، بل يساعده في تعلم كيفية إدارة عواطفه بطريقة فعالة في أوقات الأزمات مستقبلا.
وشرح تقرير لمنظمة "يونيسف" كيفية دعم المراهقين عاطفيا، مشيرا إلى أنه لا يتحقق بالإسراع إلى نصيحته، أو مساعدته بالأفعال، أو إغراقه بالأسئلة، بل عليكِ إظهار التعاطف أولا، بقول "يؤسفني أنك تمر بهذا الظرف"، أو "أزعجك ذلك طبعا، ومن حقك أن تنزعج"، أو "لا بأس، رد فعلك طبيعي".
ينصح التقرير -أيضا- بمنح الفرصة للمراهق بأن يتحدث أولا، والإنصات لما يقول، ثم القول "الآن فهمت مشاعرك، وأتساءل عما إن كنت خائفا أو محبطا".
كذلك حاولي ألا تتولي مسؤولية إصلاح الوضع، بل ناقشي معه ما ينبغي له فعله، لإصلاح خطئه، أو لتحسين حالته النفسية، وينبغي لكِ إظهار صدقك في استيعاب مشاعره، وعدم وصفه بالمبالغة أو الحساسية.
أما موقع "سيكولوجي توداي"، فشدد بدوره على ضرورة إظهار الاحترام لرأي المراهق -حتى وإن كان يدعو إلى القلق-، وتجنب إصدار الأحكام، والتحكم في تعبيرات الوجه ونبرة الصوت، ثم سؤاله حول كيفية وصوله إلى قناعاته أو قراراته، قبل محاولة شرح وجهة نظر أخرى له.
أكد باحثو جامعة كاليفورنيا إخفاق محاولات دعم المراهق عاطفيا، ما لم يدعم والداه استقلاليته، ويحترما شخصيته، وإلا سيفسر استماعهما له على أنه مجرد مساحة للتنفيس، ولن يلجأ لهما إذا تعرض لموقف صعب.
يقع ذلك حينما يجهل الأهل متى وكيف يقدمون المساعدة، ويتدخلون -عن غير قصد- بطرق لا تروق للمراهق، ما قد يؤدي إلى الإضرار بالعلاقة بين الابن والوالدين.
أما الأهل الذين يميلون لدعم استقلالية أبنائهم، فلا يقعون في هذا الفخ، يوضح تقرير جامعة "كوينز لاند" وسائل دعم شخصية المراهق، من خلال:
تشجيعه على المشاركة في مهام جماعية، داخل البيت وخارجه. السؤال عن رأيه في المناقشات المنزلية. احترام رأيه وإن لم يكن مناسبا. الحديث معه حول الموضوعات التي تحظى باهتمامه وشغفه. تشجيعه على الانخراط في نشاطات خارج البيت بعيدا عن الأسرة. مساعدته على اكتشاف هواياته ووسائل الاستمتاع بوقته.ونبه تقرير "المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها"، إلى أهمية مشاركة المراهق بعض اهتماماته بانتظام، واستغلال ذلك الوقت لتوجيهه، ومناقشة الحدود وليس العقوبات، والحديث عن السلوكيات الحميدة، وما تتوقعينه منه؛ مثل: الاتفاق على موعد عودته إلى البيت، وعدد الساعات التي يقضيها مستخدما الإنترنت.
اتبع المراهقون المشاركون في دراسة جامعة كاليفورنيا تعليمات والديهم، عندما شعروا بالقبول؛ فقال بعضهم "شجعني والديّ على أن أكون على طبيعتي"، و"طلب مني والديّ اتخاذ قرار بناء على اهتماماتي، بغض الطرف عن تفضيلاتهما"، و"شرح لي والديّ سبب رغبتهما في اتباعي ذلك السلوك، وكيف يصب في مصلحتي".
كما استعرضت الدراسة عبارات دفعت المراهقين إلى رفض الامتثال لأوامر الوالدين؛ مثل: "افعل ذلك لأنني آمرك به"، و"لا تناقشني"، و"الأمر ليس كبيرا كما تدعي".
وأضاف الباحثون أنه إذا شعر المراهق بأن والديه لا يفهمانه، فلن يتبع نصائحهما؛ لأنه يعتقد أن تلك النصائح لا تنطبق على موقفه، كما أن حرص الوالدين على امتثال ابنهما لأوامرهما -حتى ولو قهرا-، يضعف قدرته على حل المشكلات واتخاذ القرار الصائب عند غيابهما.
وأكد الباحثون أن الأهم ليس ما تطلبين من ابنكِ، بل الطريقة التي تتعاملين بها معه؛ فكلما حافظتِ على صبركِ ودفء علاقتكما، مع احترام استقلالية أفكاره ومشاعره، زادت ثقته بكِ بمرور الوقت، وسألكِ عن آرائك، ونال توقعاتكِ دون مناقشة؛ لأنه وثِق في أنه لا غرض من الأوامر إلا مصلحته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جامعة کالیفورنیا
إقرأ أيضاً:
قصة قصيرة [ الجماجم التي صارت في واحد ]
بقلم : عمر الحويج
[ عند الإبادة الجماعية الأولى : كانوا ثلاثة تحت الشاحنة بفعل النزوح مختبئين . ]
[ عند الإبادة الجماعية الثانية : كانوا ثلاثة تحت أسرتهم بفعل الدانات مختبئين . ]
***
لا أحد يدري ، إن كان ذلك بفعل البرد القارس ، أو كان ذلك بانعدام المأوى :
أياً كان الأمر ، فقد إندس ثلاثتهم ، تحت عجلات الشاحنة الضخمة .
في اليوم التالي، كان ثلاثتهم، عنواناً -وإن لم يكن منزوياً كثيراً - في صحف الصباح .. ما حدث بعد ذلك لم تُشِر إليه الصحف ، في حينه .. لكنه وصل أسماع الناس .. كل الناس في ما بعد :
الجماجم التي كانت ثلاثاً صارت في واحد .. الجماجم التي صارت في واحد، تقود الشاحنة .. الجماجم التي تقود الشاحنة تتحدث :
أنا .. تأكيداً ،قد وصلت . إلى هنا ، في ذات اليوم الذي صرنا فيه جماجم.
في ذلك اليوم .. لم تكن هنالك بداية . هنالك .. فقط تلك الليلة ، الظلام .. تلك الليلة ، غير المقمرة : ساعدناهن ، على التسلل خلسة .. من وراء ظهر الآخرين . هنّ كذلك .. لم يبخلن علينا ، أعطيننا .. من الفرح ، الكثير .. ولكن الفرح لم يكتمل :
في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة ، جاءتنا ، تلك التي يخشاها الجميع ، يخافها الجميع .. يموت فيها الجميع . جاءتنا هذه المرة ، ليس ككل المرات : جاءتنا هذه المرة .. من فوق وليس من .. تحت . لا نحن .. ولا الآخرون ، لنا سابق علم ، بأنها قد تأتي يوماً .. من فوق ، لذلك حسبناها ، لوهلة .. "صوت الرعد العابر"، من ذلك الذي تآلفت معه .. أسماعنا ، وواصلنا فرحنا إلى حين .
توقف ، فينا الفرح:
حين اكتشفنا .. أن البعض منا .. تفحم جسده .
حين اكتشفنا .. أن البعض منا تطايرت أطرافه .
حين اكتشفنا .. إن البعض منا .. صار بدون فرح .
اندفعنا .. وجهة مساكننا : لم نجدها .. مساكننا !! . ولم نجد أهلنا فيها : لا فوقها .. لا تحتها .. لا خلفها : حين نقَّبْنا في ما تبقى من أثر .. لم نجد غير الرماد ، وقبض الريح ، و .. تبعثرنا شتاتاً .
فقط رفيقتي ، التي ساعدتها على التسلل خلسة .. كانت معي ، وحتى هي .. فقدتها بعد حين . أصابتها حمى قاتلة : تركتها .. حتى قبل أن يكتمل موتها .. بدراً . ربما لهذا .. هي ، والذين تفحمت أجسادهم ، والذين تطايرت أطرافهم .. والذين صاروا بدون فرح .. هنا الآن .. مع الـ... والجماجم التي كانت ثلاثاً ، صارت لا تحصى ... والجماجم التي لا تحصى صارت في واحد . والجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة ، والجماجم التي تقود الشاحنة .. تردِّد مع المغني ، الذي لم يأت بعد :
هو.. ها.. يا هوو.. ها
العروس عايزة عريس
والعريس عند السلطان
والسلطان عايز .. دماء
والدماء.. عند الساحات
والساحات عايزة .. مطر
يا مطر .. يا مطر .. يا مطر
والمغنّي الذي لم يأت بعد.. يتحدّث :
هو .. لا يعرف ، هذا الرجل ، الذي وصل .. في ذات اليوم الذي فيه .. صاروا جماجم .. لا يعرف .. رفيقته التي كانت معه .. رفيقته ، التي ساعدها على التسلل خلسة ، رفيقته تلك : لم تمت من الحمى .. حتى أنه لم يتركها ، قبل أن يكتمل موتها بدراً .. كما ادَّعَى.
رفيقته ماتت .. نعم . ولكنها ، لو تعلمون .. لو يعلم ماتت من : الفرح .. كيف؟؟ .
لست أدرى .. ما أعلمه ، ما أنا متأكد منه : أنني.. كنت هناك .. كنت أغني لهم في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة ، غنيت لهم ، كما لم أغن من قبل . استدعيت : إلى تلك الساحة كل الإيقاعات : المنسية منها ، وغير المنسية .. و .. رقصت هي ، كما لم ترقص فاتنة من قبل . رقصت بكل الفرح .. حتى كبر الفرح بداخلها .. كبر الفرح بداخلها ، حتى تحول طفلاً كبر بداخلها ، كبر الطفل بداخلها .. بحجم الفرح الذي كبر بداخلها و.. رقصت .. رقصت حتى انفجر الفرح بداخلها .. و.. انفجر الطفل بداخلها .. وانفجر الجمع الراقص ، وانفجرت حتى إيقاعاتي : المنسية منها وغير المنسية ، وانفجر الـ... والجماجم التي كانت ثلاثاً صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى صارت في واحد ، والجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة ، والجماجم التي تقود الشاحنة تتحدث :
أنا .. رفيقته .. ؟؟ !! .. كلا .. إنهم لا يعرفون : المغنِّي لا يعرف .. ذلك الرجل ، هو أيضاً .. لا يعرف ، كلهم لا يعرفون : أنا لم أمت ، بفعل الحمى القاتلة ، ولا أنا مت من .. الفرح : حتى لم أرقص في تلك الليلة الظلام .. تلك الليلة غير المقمرة .
أنا .. يا من لا تعرفون - زوجة وأم - زوجة : لذلك القابع في الركن القصي .. وأم : لذلك الطفل الذي كان .. جميلاً .
نعم .. خرجنا في تلك الليلة الظلام . تلك الليلة غير المقمرة ، خرجنا جميعنا .. خرجنا و لم نتسلل خلسة .. كما يدعون . خرجنا لنصل ، ولكننا خرجنا .. ولم نعد . طفلي الذي كان .. جميلاً ، فقدته .. في تلك الليلة الظلام، تلك الليلة غير المقمرة :حين فقدته ، كان بين يديِّ ..كان في حضني . ولكنه لم يكن طفلي الذي كان .. جميلاً. لم يكن طفلي الذي أعرفه، لو لم يكن في حضني كل الوقت.. لأنكرته ،لقلت إنه ..غيره ،حين فقدته في تلك الليلة الظلام.. تلك الليلة غير المقمرة ،كان يفتش عن ثديي : يفتش. بحثاً عن قطرة إكسير تمده.. ببعض من جولات.. أُخَر. فلم يجده: ليس الأكسير.. أعني ثديي لقد فقدته هو الآخر، في تلك الليلة الظلام..تلك الليلة غير المقمرة :فقدت .. ثديي، وطفلي الذي كان.. جميلاً.
حين وصلنا، أنا.. وزوجي، ذلك القابع في الركن القصي، لم ندخر وقتاً.. لم نستثمره. حين وجدنا سقفاً.. أسَمَّيْنَاه بيتاً.. قررنا أن ننجب طفلاً، ليكون جميلاً كالآخر. لم ننجح: لمدة طويلة لم ننجح.. لم أحس به، يزرع نفسه داخلي، طفلي الذي سيكون.. جميلاً. إلى أن كانت، تلك الليلة الظلام.. الليلة غير المقمرة، كان عزمنا مختلفاًَ: حاراً وقوياً.. كان هو.. زوجي، ذلك القابع في الركن القصي، يستدعيه بكل عنفه.. وكنت أنا، أناديه بكل عنفواني.. طفلي الذي سيكون.. جميلاً. إنه يرتعش. إنه يهتز، في اللحظة الرعشة، يهتز.. سقفنا الذي ,أسمّيناه بيتاً :يهتز .. وتهتز معه الـ .. والجماجم التي كانت ثلاثاً ،صارت لا تحصى والجماجم التي لا تحصى صارت لا تحصى، والجماجم التي لا تحصى صارت في واحد، والجماجم التي صارت في واحد تقود الشاحنة والجماجم التي تقود الشاحنة تتحدث:
نعم.. أنا، ذالك القابع في الركن القصي.. زوجها. نعم.. أنا زوجها، وهي زوجتي.. رفيقتي، عهدتها دائما ذكية، أبداً لم تكن.. تنسى، لكني أراها الآن، قد اختلط عليها الأمر. لم يكن ذك الطفل الذي فقدته، وهو يفتش عن ثديها.. هو طفلنا. ولا ذلك الذي أوشك، أن يزرع نفسه داخلها.. هو طفلنا. طفلنا؛ حيث لم تعد تذكر، زوجتي، رفيقتي، كان ينمو.. داخلها، يوما إثر يوم. كنا نرقب خروجه، بين لحظة.. وأخرى. إلى أن كانت، تلك الليلة الظلام.. تلك الليلة غير المقمرة ،حين جاءها المخاض.
وبكل اللهفة والشوق، توجهت بها، إلى المستشفى، لكن يومها... لم نجد الطبيب، قالوا لنا: لقد حزم أمتعته، خرج بعيداً.. ولم يعد . أسرعت عائداً بها إلى المنزل ،لتتلقفها .. جدتها لأمها. أبعدتني.. جدتها.. بعيداً، انتهرتنا جميعاً، حين اعترضنا: جميعكم.. خرجتم إلى الدنيا، من تحت هذه الحفرة، وأمهاتكم معلقات على هذا الحبل!!، و.. طال انتظارنا.. إلى أن خرجَت.. أخيراً.. وحدها: دون طفلي: دون زوجتي، ولم أرها بعد ذلك.. رفيقتي. إلا، وأنا قابع في هذا الركن القصي .
حين التقيته، أنا .. أعلم، أنها لم تكن صدفه . كنت عامداً .. بل متعمداً . حين أخبرته ، بأمر زوجتي .. وطفلي الذي فقدته . أعلم أنه تأثر قليلاً ، فقد سالت إلى أسفل دمعة .. من عينه اليمنى .. ، ولكن حين أكملت قائلاً : إنني لم أجد الطبيب .. لأنهم قالوا .. أنه حزم أمتعته ، خرج بعيداً .. ولم يعد . رأيته، يغضب .. وحين تابعت .. أنني حتى ، لم أجد المستشفى الذي ظللنا نستقبل فيه أطفالنا الجدد ، زاد غضبه - ليس غضبه فقط - إنما رأيت دمعة العين اليمنى . تتسلق عائدة إلى أعلى .. وإن كانت في اتجاه العين اليسرى ، أما أنا.. فلم أعد لا إلى الأعلى .. ولا حتى في اتجاه الـ... والجماجم التي كانت ثلاثاً ، صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى صارت لا تحصى ، والجماجم التي لا تحصى ، صارت في واحد ، والجماجم التي صارت في واحد ، تقود الشاحنة ، والجماجم التي تقود الشاحنة تردد مع المغني ، الذي لم يأت بعد :
يا مطر .. يا مطر .. يا مطر.
والطفل الذي ينتظر الخروج يتحدث :
أنا .. طفلها .. نعم .
كبرت .. بحجم الفرح بداخلها.. نعم .
زرعت .. نفسي داخلها بغير ما ظنت نعم .
ولكني .. لا زلت في انتظار .. الخروج.
لا زلت في انتظار .. الليلة المقمرة .
فأنا أبداً لا أخرج ، في الليلة الظلام .
***
omeralhiwaig441@gmail.com