زيارة إلى معرض الكتاب فى دورته الـ55
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
منذ قرابة أربعة عقود وأنا أحرص على زيارة معرض الكتاب كل سنة، لمتابعة الحركة الثقافية المصرية. هذا العام، دعانى زميلى طبيب أمراض النساء والتوليد، د. صلاح سلام، لحفل توقيع كتابه الجديد "يوميات طبيب سيناوي"، الكتاب يحتوى على سرد ممتع ليوميات الكاتب فى بيئته التى نشأ فيها وهى مدينة العريش فى سيناء الحبيبة.
أولا: المعرض من حيث التنظيم والمشاركة
شهد المعرض هذا العام، والذى يُقام بمركز مصر للمعارض الدولية فى التجمع الخامس، أكبر عدد من الزوار (قرابة ٥ ملايين زائر)، خلال المدة من ٢٤ يناير-٦ فبراير. ضم المعرض ٥ قاعات كبرى (على مساحة ٨٠ ألف متر مربع)، وشارك فيه ١٢٠٠ دار عرض من ٧٠ دولة، و٥٢٥٠ عارضًا.
كان التنظيم محكمًا والدخول والخروج ميسرًا. تجولت داخل قاعات المعرض، وزرت أجنحة عشرات الدول العربية والأجنبية، ولأول مرة أتفحص أجنحة مخصصة لوزارات الحكومة المصرية مثل التعليم والتعليم العالى والداخلية والدفاع، وجناح لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. وأعجبنى شعار المعرض: "نصنع المعرفة... نصون الكلمة". وتوقفت عند اسم الدكتور سليم حسن شخصية المعرض، وأعترف اننى لم أكن أعرف عنه أى شيء، وعرفت من جوجل أن د سليم حسن، دقهلاوى (مثلي)، وُلد بقرية ميت ناجى التابعة لمركز ميت غمر دقهلية سنة ١٨٩٣. وهو عالم المصريات الكبير، ويعتبر عميدًا للأثريين المصريين، وصاحب موسوعة مصر القديمة. والشخصية الثانية للمعرض هى الكاتب يعقوب الشارونى، أشهر من اهتم بكتب الأطفال، وهو اختيار موفق أيضا ويعكس اهتمام الدولة بأدب الأطفال.
ثانيًا: الأمسيات الثقافية والشعرية
كانت الأمسيات الثقافية والشعرية ولقاء كبار رجالات الدولة من الوزراء والساسة والكتاب والأدباء هى أهم ما يميز معرض الكتاب، فى عصره الذهبي، عندما كان فى أرض المعارض بمدينة نصر. أتذكر أن جدول أعمال المعرض كان ينشر يوميًا فى الصحف، ويذاع فى الإذاعة والتلفزيون، ويتم التنويه عنه داخل أروقة المعرض على مدار الساعة، وكان المعرض يستمر لساعات متأخرة من الليل. كان لقاء رئيس الجمهورية فى أول يوم افتتاح المعرض، هو لقاء سنوى ثابت بين الرئيس والمثقفين وأصحاب الفكر والفنانين. وكان لكل وزارة ندوة مفتوحة يعرض فيها الوزير أو نوابه خطة وزارته ويجيب على أسئلة واستفسارات الجمهور. أتذكر الوزير فاروق حسنى صاحب أطول فترة لوزير ثقافة فى عهد الرئيس مبارك، وكان حريصا على الحضور كل سنة للمعرض، باعتبار أن المعرض تابع لوزارة الثقافة. وكذلك الوزير حسب الله الكفراوي، رحمه الله، كان أيضًا حريصا على التواجد فى المعرض. كانت متعة التفاعل بين الوزير والجمهور هى ما يعطى الحيوية والمتعة للمعرض. إلا أن أكثر ندوات المعرض والتى كان يحضرها عدة آلاف، فكانت لقاءات الكتاب والمفكرين والفلاسفة الكبار أمثال أحمد بهاء الدين وأحمد بهجت ومحمود السعدنى وأنيس منصور رحمهم الله جميعًا. وكذلك الندوات الشعرية لأشهر الشعراء مثل أحمد عبدالمعطى حجازى وفاروق جويدة، وعبدالرحمن الأبنودي، ونزار قباني. وقابلت معظم فنانى مصر فى معرض الكتاب، خاصة الفنان محمد صبحى والفنان يحيى الفخرانى وغيرهما.
الخلاصة أننى سعدت باهتمام أعداد غفيرة من الأجيال الجديدة من المصريين والعرب فى المعرض، وكذلك بالعدد الكبير من الكتب الجديدة والمؤلفين الشبان. ولكن افتقدت الفعاليات المباشرة بين كبار الكتاب والمسئولين وأصحاب الفكر ورواد المعرض، وآمل أن أراهم مرة أخرى فى المعارض المقبلة بإذن الله تعالى.
*رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر للمعارض الدولية معرض الکتاب
إقرأ أيضاً:
العدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ55
الثورة نت/وكالات يواصل العدو الصهيوني عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ55 على التوالي، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” ، بأن قوات تواصل حرق منازل في مخيم جنين، حيث أحرقت أمس عدداً من المنازل، منها في شارع مسرح الحرية، فيما انتشرت قوات راجلة في الساحة الرئيسية للمخيم، وسط إطلاق قنابل الانارة في محيط مدرسة الزهراء. كما أغلقت قوات العدو الصهيوني مدخل مستشفى جنين الحكومي بالسواتر الترابية، وتواصل تحركاتها العسكرية في محيط المخيم، وفي شوارع عدة في المدينة. وتتمركز دبابات العدو ومدرعاته في محيط المخيم، فيما تواصل الجرافات تجريف شوارع، وتوسيع أخرى، لدخول الآليات العسكرية. وكانت قوات العدو الصهيوني قد هدمت نحو 120 منزلا بشكل كلي داخل حارات وأزقة المخيم، وألحقت أضرارا بعشرات المنازل، بعد أن هجّرت نحو 20 ألف مواطن من سكان المخيم. وفي بلدة جلبون شمال جنين، داهمت قوات العدو الصهيوني عدداً من المنازل، وحولتها لثكنات عسكرية. كما اقتحمت قوات العدو بلدة قباطية وقرية بير الباشا وبلدة يعبد، وسيرت آلياتها في شوارعها، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وأسفر العدوان الصهيوني المتواصل على جنين منذ 21 يناير الماضي عن استشهاد 34 مواطنا فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين، بالإضافة إلى دمار غير مسبوق في البنية التحتية، وفي الممتلكات العامة والخاصة.