خلال ملتقى المرأة.. الجامع الأزهر يواصل حديثه عن بيت النبوة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر الملتقى الأسبوعي من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة بعنوان"بنات النبي صلى الله عليه وسلم"، وحاضر فيه كل من؛ الدكتورة هبة عوف، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، والدكتورو منال مصباح، أستاذ البلاغة والنقد المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
وأوضحت الدكتور هبة عوف، أنه مثلما اختار الله سبحانه وتعالى لرسوله ﷺ زوجات، فضلهن بالمناقب الجلية والأخلاق الزكية، وطهرهن من الدنس وسلمهن من الأخلاق البذيئة، وكُنّ بحق مدارس في التربية والعلم، أيضًا اختار سبحانه وتعالى بناتًا كن منافذ مُضيئة تطل على الإسلام وتعاليمه وأحكامه وآدابه، كذلك وقد امتد نسل النبي ﷺ من إحدى بناته وهي السيدة فاطمة رضي الله عنها، فكان من نسلها آل بيت النبيﷺ الذين قال فيهم رسول الله ﷺ "أنا تاركٌ فِيكم ثَقلينِ: أوَّلهما: كتابُ الله، فيه الهُدى والنُور؛ فخُذوا بكتابِ الله، واستمسِكوا به، فحثَّ على كِتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيْتي، أُذكِّركم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذكِّركم اللهَ في أهل بيتي، أُذكِّركم الله في أهلِ بَيتي".
واستطردت: لكن ما يملأ النفس حزنًا، ويعصر القلب أسى أن بعض المسلمين في هذا الزمان لا يعرفون مَنْ هُن بنات النبي ﷺ، فما أحرانا في عصر الفتن والعقوق، العصر الذي اشرأبت فيه أعناق المبتدعة، أن نتعرف على سيرتهن وبعض خصائصهن، خاصة وأنهن تربين في بيت النبيﷺ وتخرجن من مدرسته، وكن أشد التصاقًا بقدوتنا وحبيبنا محمدﷺ ، فقد ولدن في بيت تلاقت فيه البشرية بالنبوة، واتصلت الأرض بالسماء، فلله دَرّ هذا البيت، وبأبي وأمي ساكنيه، كذا تربين في بيت أمّنا السيدة خديجة، صاحبة النسب الشريف والفضل العظيم في نشر هذا الدين التي بشرها جبريل ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
وتابعت: إن الأمة الإسلامية يحق لها أن تفتخر وتسعد باقتدائها بصفوة نساء العالمين، أمهات المؤمنين، زوجات النبي ﷺ ، وكذا بناته ﷺ وهذا هو السبيل الوحيد لنجاتها وفلاحها.
منال مصباح: لقد كانت حياة بنات النبي نموذجا يُقتدى بهمن جهتها ذكرت الدكتورة منال مصباح، السيرة العطرة لبنات النبي ﷺ؛ فلقد وُلِد للنبيّ أربع بناتٍ هنَّ: (زينب رضي الله عنها) صاحبة القلادة، وهي البنت الكبرى للنبي ﷺ، ولدت قبل البعثة بعشر سنوات، وتزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع، ثم (رقيّة رضي الله عنها) ذات الهجرتين، ولدت قبل البعثة بنحو سبعة أعوام، وقد تزوّجت من عثمان -رضي الله عنه-، و(أم كلثوم رضي الله عنها) زوجة الصحابيّ عثمان بن عفان بعد وفاة أختها، وولدت قبل البعثة بست سنوات، ثم (فاطمة الزهراء الصديقة المباركة رضي الله عنها) زوجة علي بن أبي طالب، وأم السبطين الحسن والحسين، وأصغر بنات النبيّ ﷺ.
وبينت الدكتورة منال مصباح، علاقة النبيﷺ ببناته، فكان النبيّ - إذا وُلدت له ابنةٌ سر بها، وفرِح واستبشر، وسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد ﷺ وأمّهنّ السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ.
وتابعت: قد كانت حياتهن -رضي الله عنهن- نموذجا يُقتدى به، فقد نهلن من بيت النبوة، وترعرعن في كنفه صلى الله عليه وسلم على عظيم الأخلاق والحياء، فصبرن في الحياة على كل بلاء، رضي الله عنهن وأرضاهن، وصلى الله وسلم وبارك على الأب النبي الخاتم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حياة العيسوي: النبي هو القدوة والأسوة للمسلمين في أقواله وأفعاله وجميع أحوالهمن جانبها ، أوضحت الدكتورة حياة العيسوي، أن النبي ﷺ هو القدوة والأسوة للمسلمين في أقواله وأفعاله وجميع أحواله، وزخرت حياته ﷺ بنماذج عالية لكيفية تعامل الأزواج مع زوجاتهم ، وكيفية تعامل الآباء مع أولادهم وأحفادهم ، وكيفية تعامل الدعاة مع المدعوين ، وكيفية تعامل العلماء مع طلاب العلم ، وكيفية تعامل القادة مع جنودهم ، وهكذا في جميع جوانب الدين ، والدنيا ، وقد قال الله تعالى : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ".
واستشهدت بقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "، موضحا أن السيدة رقية والسيدة أم كلثوم رضوان الله عنهما قد روي أن عتبة بن أبي لهب قد عقد على رقية، وأخوه عتيبة قد عقد على أم كلثوم، وكان هذا قبل بعثة رسول الله ﷺ َ، فلما بُعث رسول الله وحدث ما حدث بينه وبني أبي لهب وأنزل الله تعالى: " تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَآ أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ " ، فأمر أبو لهب أن يطلقا رقية وأم كلثوم ، أما عتبة فقد طلق السيدة رقية ، ثم مَرَّ على سيدنا رسول الله - ﷺ واستهزأ بسيدنا برسول الله، فقال له ﷺ «أكلك كلب من كلاب الله»، ثم أخبرعتبة أباه بما كان من دعاء رسول الله عليه، وكان أبو لهب يعلم صدْق رسول الله، وأن دعاءه مستجاب لا يرَدُّ، فخاف على ابنه، وأخذ يوصي به رفاقه في رحلات تجارته ، وفعلاً كان عتبة في رحلات التجارة ينام في وسط القوم، وهم يحيطون به من كل جانب، وفي إحدى الليالي جاءه أسد، فأخذه من بين القوم، ولم يَبْقَ منه إلا ما يُعرف به.
وتابعت: أما عتيبة فقد طلَّق أم كلثوم، لكنه لم يتعرض لرسول الله بإيذاء ، بل قيل: إنه كان يستحي أنْ يواجه رسول الله ؛ لذلك لم يَدْعُ عليه رسول الله، مضيفة: والمبهج في حياة السيدة رقية رضي الله عنها والسيدة أم كلثوم رضوان الله عليهما فأن قد أبدلهما الله خيراً من عتبة وعتيبة، حيث تزوجت رقية من سيدنا عثمان رضي الله عنه فلما ماتت تزوج بعدها من أم كلثوم؛ لذلك لُقِّب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - بذي النورين، فانظر إلى عِظَم هذا العوض أنْ يُبدِلَهُمَا الله بعتبة وعتيبة بسيدنا عثمان رضي الله عنه والعِوَض في مثل هذه المسائل إنما يتأتَّى بقبول القضاء في نظائره، فإذا أُصيب الإنسان فاستسلم وسلَّم الأمر لله؛ فقال كما علَّمنا رسول الله: «إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أَجْرني في مصيبتي - أيّاً كانت هذه المصيبة - وأخْلُفْنِي خَيْراً منها».
واسترسلت: إذا قال ذلك وعلم أن لله حكمة في كل قضاء يقضيه لا بُدَّ أنْ يُعوِّضه الله خيراً، ولنا في قصة أمن أم سلمة لعبرة فحينما توفي زوجها أبو سلمة حزنتْ عليه حزناً شديداً، ولما جاءها النسوة يُعزِّينها في زوجها قالت إحداهن: يا أم سلمة، قولي كما قال سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخْلُفْني خيراً منها، فقالت: وهل هناك خير من أبي سلمة؟! يعني: هذا في نظرها أحسن الناس وخيرهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر البرامج الموجهة للمرأة بنات النبي ة رضی الله عنها الجامع الأزهر رسول الله الله علیه أم کلثوم النبی ﷺ فی بیت بنات ا
إقرأ أيضاً:
دعاء الشفاء والوقاية من الحسد.. ردده كما قال النبي
الحسد من الأخلاق المذمومة التي نهى الشرع عنها وبيّن كيفية علاج الحسد، حيث حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من فعله وذلك فيما ورد عن الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا..».
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجب على المؤمن أن يعلم أنَّه لا يضره الحسد إلا ما قَدَّره الله عليه، فلا يجري وراء الأوهام والدَّجَّالين، وينبغي عليه أن يُحَصِّن نفسه وأهله بقراءة القرآن والذكر والدعاء.
حكم استخدام البخور لمنع الحسد وطرد الطاقة السلبية من المنزل
جبالي : عين الحسد أصابت الجلسة البرلمانية
دعاء التحصين .. أقوى كلمات للنبي ضد العين والحسد والسحر
هل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعي
وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن العين لها تأثير على الإنسان بـ الحسد كما ورد في القرآن والسنة، محذرة "ينبغي على الحاسد أن يبتعد عن هذا الخُلُق الذميم المنهي عنه شرعًا؛ فالحسد يضر الحاسد في دينه فيجعله ساخطًا على قضاء الله، ويضره في دنياه فيجعله يتألَّم بحسده ويتعذَّب ولا يزال في غَمٍّ وهَمٍّ".
دعاء الشفاء والوقاية من الحسدوعن كيفية الوقاية من الحسد، كشفت دار الإفتاء عن طرق علاج الحسد ودعاء الشفاء والوقاية من الحسد التي وردت عن النبي ومنها:
كان صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ بعض أهله ويمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ»، كما ورد عن النبي أنه كان يقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.
وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
حكم تمني النعمة التي عند الغيروقالت الإفتاء إنه ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة، فقد روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».
وأكدت الدار، أنه لا مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ(الغِبْطَة) أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: [الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط] اهـ. بواسطة: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (8/ 95، ط. دار الكتاب العربي).
وتابعت من ظَنَّ في نفسه وقوع الحسد من الغير عليه؛ فينبغي عليه إن كان يشتكي من مرض ظاهر أن يَطْرَق باب التداوي طِبًّا؛ وهو -أي: التداوي من الأمراض- من الأمور المشروعة، وقد حثَّ الشرع عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» رواه أبو دواد، والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبرى".
ونصحت دار الإفتاء كل مسلم بأن يراعي عدة أمور؛ منها: أن يُحَصِّن نفسه بالرقية والدعاء أن يصرف عنه السوء والعين والحسد؛ فالدُّعاء من أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]. أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.