فبراير 11, 2024آخر تحديث: فبراير 11, 2024

المستقلة/- تُسلط شركة سامسونج للإلكترونيات الضوء على إمكانات منصّة SmartThings لتعزيز شاشات الأعمال وإعادة تشكيل مستقبل الاتصال في قطاعات الأعمال، وذلك خلال مشاركتها في معرض الأنظمة المتكاملة بأوروبا (ISE 2024). ويركّز معرض “SmartThings for Business” من سامسونج في الحدث على الابتكارات الجديدة التي ستتيحها منصة إنترنت الأشياء المتقدمة، إلى جانب التزام سامسونج في توفير حلول اللافتات الرقمية المتصلة والتي يمكن التحكم فيها بسهولة عبر مختلف الصناعات.

وقال إس دبليو يونغ، الرئيس ومدير وحدة أعمال العرض المرئي في سامسونج للإلكترونيات: “تُركّز شاشات الأعمال على تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتستخدم لافتات سامسونج الرقمية منصة SmartThings لتقديم اتصال وميزات متقدمة للمؤسسات من مختلف الأحجام. إن هذا التكامل الأوسع لمنظومة SmartThings سيسهم في الارتقاء بتجارب العملاء والشركاء عبر مجموعة متنوعة من القطاعات”.

كيف يمكن للشركات الاستفادة من التكنولوجيا المتصلة عبر SmartThings – من المتجر الذكي إلى المكتب الذكي؟

وتسعى سامسونج خلال هذا الحدث إلى استعراض دور منصة SmartThings في تمكين أصحاب الأعمال من الاستفادة من لافتاتهم الرقمية لتحسين الاتصال والتحكم في أجهزتهم الذكية عبر مختلف الفئات. ومن خلال دمج ميزة اتصال SmartThings في منتجات العرض التجارية مثل Smart Signage وأجهزة تلفاز الفنادق، يمكن للمستخدمين الاستمتاع براحة الاتصال الشامل في بيئات أعمالهم. وتشمل هذه التحسينات أجهزة سامسونج الذكية والأجهزة الأخرى المتوافقة مع أحدث مواصفات إنترنت الأشياء في الصناعة، وMatter، وتحالف الاتصال المنزلي (HCA).

وفي هذا الحدث، تعرض سامسونج دور منصة SmartThings في تمكين أصحاب الأعمال من الاستفادة من لافتاتهم الرقمية لتعزيز الاتصال والحصول على مزيد من التحكم في أجهزتهم الذكية عبر مختلف البيئات. وعبر تقديم ميزة اتصال SmartThings لمنتجات العرض التجارية مثل Smart Signage وأجهزة تلفزيون الفنادق، يمكن للمستخدمين تجربة راحة الاتصال الفائق في بيئات أعمالهم. وستشمل هذه التغييرات أجهزة سامسونج الذكية، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى التي تدعم أحدث مواصفات إنترنت الأشياء في الصناعة، مثل معيار المنزل الذكي Mattar وتحالف الاتصال المنزلي Home Connectivity Alliance.

ومن خلال تطبيق SmartThings على بيئات الأعمال المختلفة، تساهم سامسونج في إدارة أكثر كفاءة للمساحة والطاقة من خلال تحويل أماكن العمل إلى مساحات ذكية مترابطة. وقد تم تصميم تحسينات الاتصال لتستفيد منها مختلف أنواع الشركات، بدءًا من أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة وحتى المؤسسات الكبيرة. وتقدّم سامسونج في جناحها في الحدث نماذج للمساحات الذكية، بما في ذلك المتجر الذكي والمكاتب الذكية والفندق الذكي.

ويمكن للمستخدمين الاستفادة من ميّزة الروتينات Routines في إنشاء البيئات المرغوبة من خلال ضبط السطوع ودرجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء المثالية مسبقًا، والحفاظ عليها بسهولة مع مرور الوقت من خلال الإدارة الآلية للمساحة. وعلى سبيل المثال، يمكن للمتجر الذكي تشغيل وإيقاف مصدر الطاقة تلقائيًا لمواءمة لوحات القائمة والإضاءة مع ساعات التشغيل.

وتقدم SmartThings كذلك المساعدة لأصحاب الأعمال لتعزيز وعيهم البيئي من خلال تنشيط وضع الطاقة AI Energy لتقليل استخدام الطاقة من خلال إدارة الأصول الفعالة والمراقبة المتقدمة، مثل إيقاف تشغيل الأجهزة المتصلة أو خفض الأضواء أثناء النهار اعتمادًا على استخدام الطاقة والإشغال والوقت.

 

ولتلبية الاحتياجات المتنوعة للشركات، قامت سامسونج بتوسيع واجهة برمجة التطبيقات SmartThings Enterprise API لأصحاب الأعمال. ويمكن للعملاء باستخدام واجهة برمجة التطبيقات (API) دمج SmartThings بسهولة في نظام الإدارة الخاص بهم، وإنشاء حل مخصص مُحسّن لمختلف السيناريوهات أو لوحات البيانات بالمعلومات المطلوبة. ويضمن النظام البيئي للأجهزة القابلة للتخصيص الاتصال السلس عبر مجموعة متنوعة من الأجهزة، وبالتالي تعزيز موثوقية النظام. بالإضافة إلى ذلك، يتوفر تطبيق مخصص للقائمين على الإعداد والتثبيت النظام يعمل على تبسيط عملية التثبيت، مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات الفريدة للعملاء من الشركات مع مالكي الأجهزة المختلفين.

وفي سيناريوهات مثل الفنادق أو قاعات المؤتمرات، حيث قد تختلف الجهة التي تمتلك الأجهزة عن المستخدمين النهائيين؛ يتمتع مالك الجهاز بالقدرة على إنشاء عنوان URL للويب، والذي يتيح للمستخدمين النهائيين، مثل نزلاء الفندق أو الحضور في المؤتمرات، الوصول إلى ميزات SmartThings واستخدامها بسلاسة دون الحاجة إلى تثبيت تطبيق إضافي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمالك الجهاز تحديد استخدام التفويض ومدة الجهاز المتصل عند إنشاء عنوان URL للويب.

ويمثل التوفر العالمي لـ SmartThings for Business في النصف الأول من عام 2024 تقدمًا كبيرًا في التكنولوجيا المتصلة للشركات. وتستعد هذه المنصة لإحداث ثورة في الإدارة الفعالة والذكية لمجموعة واسعة من الأجهزة الذكية عبر الصناعات المتنوعة. وسوف يقدم حلولاً مخصصة لإدارة الأجهزة، وتلبية المتطلبات المتميزة لبيئات الأعمال المختلفة.

تستخدم شاشة سامسونج التفاعلية الجديدة إمكانية الوصول إلى تطبيقات Google Play وخدمات Google لتوفير إمكانيات تعليمية غير محدودة.

ومن المقرر أيضاً أن تكشف سامسونج خلال معرض ISE عن أول شاشة تفاعلية معتمدة من اتفاقية ترخيص أجهزة المؤسسات Google EDLA (طراز WAD). وتتوفر سلسلة WAD في إصدارات بقياس 65 بوصة، و75 بوصة و85 بوصة، مدعومة بنظام التشغيل Android™ 13، لتوفر تجربة تعليمية سلسة وبديهية لكل من المعلمين والطلاب على حد سواء.

وتوفر سلسلة WAD تجربة صفية تفاعلية مجهزة بمجموعة من الأدوات التعليمية، وتمنح المستخدمين إمكانية الوصول إلى العديد من التطبيقات التعليمية عبر Google Play، مع تسهيل التفاعل مع خدمات Google المختلفة مثل Google Classroom وGoogle Drive. وتحاكي هذه الشاشة التفاعلية مظهر الجهاز اللوحي الكبير وسهولة استخدامه، وتتميز بواجهة مألوفة وسهلة الاستخدام.

وأعرب سكوت بورتر، المدير الإداري لشراكات Android Chrome Enterprise في Google، عن سعادته بتقديم المزيد من الأجهزة المعتمدة من Android EDLA بالشراكة مع سامسونج للإلكترونيات. وقال: “سيُسهم ذلك في توسيع نطاق Android ليتجاوز المستهلكين إلى المدارس والشركات. ونتطلع إلى الشراكة المستمرة مع سامسونج لتوفير حلول أجهزة العرض المبتكرة للفصول الدراسية وخارجها.”

وقد تم تصميم سلسلة WAD بعناية لتلبية معايير السلامة والموثوقية المطلوبة في البيئات التعليمية. وتوفر الشاشة حماية متزايدة ضد الاندفاعات الكهربائية أو الرطوبة العالية، وتتضمن تدابير فنية مختلفة مثل مكثف 500 فولت (DC) لامتصاص الجهد العالي بسرعة حتى 500 فولت، وفتيل من النوع الزجاجي لمنع التلف. بالإضافة إلى ذلك، تطبق سلسلة WAD غراءً مضادًا للرطوبة على المنطقة الحرجة من الشريحة لتحمل الظروف الرطبة، مما يجعلها أداة قيمة للمدارس الواقعة في مناطق ذات رطوبة عالية أو هطول أمطار متكررة.

علاوة على ذلك، يوفر حل إدارة الأجهزة (DMS) إمكانات المراقبة والتحكم عن بعد لشاشات العرض في الفصول الدراسية، مما يضمن الراحة في البيئات التعليمية، خاصة أثناء المواقف غير المتوقعة. وتعمل ميزة المراسلة المتقدمة على تمكين شاشات العرض من نقل الرسائل المهمة على الفور عبر الحرم الجامعي والفصول الدراسية والمناطق العامة. ويمكن أيضًا عرض الاتصالات العاجلة على السبورات البيضاء التفاعلية، مما يضمن حصول الطلاب والموظفين الآخرين على تنبيهات في الوقت الفعلي.

كما تشتمل السلسلة على وحدة Wi-Fi® اختيارية قابلة للتوصيل، تلبي متطلبات الأمان المتقدمة لمختلف القطاعات.

وتعطي سلسلة WAD الأولوية لتحسين التعلم في تصميمها، فهي توفر تجربة كتابة طبيعية من خلال اللمس بالأشعة تحت الحمراء (IR) ويستوعب ما يصل إلى 40 نقطة اتصال متزامنة. ويعمل التصميم النحيف على تحسين إمكانية تنقل الجهاز للمعلمين، كما تتيح ميزات مثل وضع النوافذ المتعددة إدارة النوافذ المتعددة داخل الواجهة. فيما يعمل تضمين منفذ USB-C  3 in 1 على تبسيط الاتصال ويدعم شحن الأجهزة المتصلة بقدرة تصل إلى 65 وات. بالإضافة إلى ذلك، يعزز مخرج HDMI مشاركة المحتوى بسهولة. ولمزيد من الراحة، تشتمل السلسلة على مكبرات صوت أمامية وحامل قلم ومقبض.

شراكة مع Cisco لتوفير لافتات ذكية مقاس 105 بوصة بدقة 5K المحسنة لتجربة العمل الهجين

وأعلنت شركة سامسونج أيضاً عن تعاون موسع مع Cisco لتوفير تجارب تعاون محسنة للعاملين بنظام العمل الهجين. وقدّمت سامسونج في هذه الشراكة نموذج اللافتات الذكية الجديد QPD-5K مقاس 105 بوصة وأبعاد شاشة 21:9، المتوافق مع Cisco Room Kit EQ والمعتمد لـ Microsoft Teams.

ويتميز طراز QPD-5K الذي تم إصداره حديثًا مقاس 105 بوصات من سامسونج بدقة 5K وأبعاد 21:9. وتم تصميمه لتوفير تجربة مؤتمرات فيديو بديهية وطبيعية، مما يجعله مناسبًا تمامًا لمساحات العمل الهجينة. فيما تم تصميم QPD-5K للعمل بسلاسة مع Cisco Room Bar وسلسلة Room Kit، ودمج الكاميرا والصوت والإمكانيات الأساسية الأخرى لبيئات مؤتمرات الفيديو الفعالة.

وأكد هون تشونغ، نائب الرئيس التنفيذي لوحدة أعمال العرض المرئي في سامسونج للإلكترونيات، على أهمية الشراكة مع Cisco في سياق مشهد العمل المتطور. وقال: “مع تحول العمل الهجين إلى جزء لا يتجزأ من بيئات العمل، يهدف التعاون إلى تزويد المستخدمين ببيئة عمل مثالية سهلة الوصول. وتلعب شاشة QPD-5K مقاس 105 بوصة دورًا مركزيًا في إنشاء تجربة سلسة وغامرة، مما يجعل المستخدمين يشعرون وكأنهم في نفس الغرفة مع زملائهم أثناء التفاعلات الافتراضية”.

وعند توصيل أدوات مؤتمرات الفيديو المعتمدة لـ Microsoft Teams، مثل الأنظمة التي تعمل بنظام RoomOS من Cisco، فإن أبعاد 21:9 لنموذج QPD-5K تعمل على تحسين تجربة الصف الأمامي، وقد تم تصميم هذا التخطيط الشامل للاجتماع لـ Microsoft Teams Rooms للتأكد من أن جميع المشاركين، سواء كانوا يحضرون عن بعد أو شخصيًا، يشعرون بالحضور والمشاركة في المناقشة بشكل متساوٍ.

وقال جيتو باتيل، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام للأمن والتعاون لدى شركة Cisco: “في عصر العمل الهجين الحالي، من الضروري إعادة تصميم مساحات العمل لتسهيل التعاون الفعال. ويتضمن ذلك تجهيز قاعات المؤتمرات بأنظمة فيديو ذكية مصممة لخلق تجارب تعاونية غامرة لجميع المشاركين، بغض النظر عن موقعهم. ومن خلال شراكتنا مع قادة الصناعة، نقدم شيئًا نشير إليه باسم المسافة صفر، للتخلص من تجارب الدرجة الثانية بغض النظر عن موقعك”.

وتوفر شاشة QPD-5K رؤية بانوراميّة، وتتيح تجربة بصرية غامرة ونابضة بالحيوية في غرف التحكم والفصول الدراسية وغرف الاجتماعات، فهي تسمح بالعرض المتزامن لنوافذ متعددة لتقديم المزيد من المعلومات، وتعمل على نظام التشغيل Tizen، مما يضمن الأداء الأمثل لخدمات الويب والمتانة المتميزة في الصناعة.

ويمكن للمستخدمين الاستفادة من تجربة مؤتمرات الفيديو ذات الشاشة المزدوجة من خلال ربط شاشتي سلسلة Samsung 4K UHD Smart Signage بأحدث حلول Cisco Room Kit EQX. ويمكن الوصول إلى هذه الميزة مع طرز QHC، وQMC، وQBC، المتوفرة بأحجام تتراوح من 65 إلى 75 بوصة. وفي جوهر الأمر، يرسي التعاون مع Cisco معيارًا جديدًا للحلول القابلة للتطوير والإدارة والأمان بشكل كامل لكل مساحة اجتماعات في مكاتب المستقبل.

سامسونج تكشف النقاب عن شاشة Micro LED الشفافة في أوروبا

وتقدّم سامسونج في المعرض لأول مرة شاشة MICRO LED الشفافة في أوروبا، وهو ابتكار رائد تم الكشف عنه عالميًا في معرض الإلكترونيات الاستهلاكيّة CES 2024. وتضع هذه التقنية المتطورة معيارًا جديدًا في سوق شاشات العرض التجارية بفضل نفاذيتها ووضوحها الرائعين. وتتميز بشريحة MICRO LED متناهية الصغر وتقنيات تصنيع محسّنة تقضي على التشويه الضوئي. ويمكن تخصيص MICRO LED الشفافة بأي حجم أو نسبة، مما يوفر مستوى إضافيًا من التخصيص للعملاء.

وتستعد هذه التقنية لإحداث تحول في مساحات البيع بالتجزئة والمعارض، حيث يمكن للشاشة عرض المعلومات الأساسية في نفس الوقت مع تقديم عرض للمنتجات أو خلق أجواء فريدة من نوعها بسطحها الشفاف، كما تقدم حالات استخدام جديدة وتعزّز مرة أخرى حدود تجربة الشاشة.

ومنذ تقديم شاشة The Wall في عام 2018، وهي شاشة عرض تجارية معيارية تعرض تقنية MICRO LED دون قيود في الحجم أو الدقة أو الشكل؛ باتت سامسونج تحظى بالريادة في تكنولوجيا شاشات العرض LED. وتواصل الشركة التزامها بالحفاظ على هذه الريادة في التكنولوجيا والتصنيع، ويظهر ذلك جلياً من خلال درجة البكسل فائقة الدقة والتطبيقات المتخصصة في الإنتاج الافتراضي، دفع الحدود واستكشاف الإمكانات اللامحدودة لتكنولوجيا العرض الحديثة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: سامسونج للإلکترونیات بالإضافة إلى ذلک یمکن للمستخدمین الاستفادة من شاشات العرض الوصول إلى سامسونج فی من خلال

إقرأ أيضاً:

إسقاطُ المقاتلة f18 يسلِّطُ الضوءَ على بيئة التهديد الصعبة في البحر الأحمر

يمانيون../
برغم التكتُّمِ الشديدِ الذي تمارسُه الولاياتُ المتحدة على الهجوم النوعي والمعقَّد الذي نفَّذته القواتُ المسلحةُ اليمنية، الأحد الماضي ضد مجموعة حاملة الطائرات (يو إس إس هاري إس ترومان) في البحر الأحمر والذي أسفر عن إسقاط مقاتلة (إف-18) للمرة الأولى، فَــإنَّ أصداء الهجوم لا زالت تتردّد وتفتح نقاشاتٍ جديدةً وغيرَ مسبوقة حول حدود فاعلية أدوات وتكتيكات البحرية الأمريكية، وهي نقاشات تفتح فصلًا جديدًا من فصول الهزيمة التأريخية التي تعيشُها واشنطن أمام اليمن.

التكتُّمُ الذي تمارسُه الولاياتُ المتحدة بخصوصِ الهجوم، خَيَّمَ عليه شُعُورٌ بالفضيحة كان قد برز بوضوح من خلال البيان الذي أصدرته القيادة المركزية الأمريكية بخصوص “إسقاط طائرة (إف-18) بنيران صديقة” حسب وصفها، حَيثُ لم تنشر القيادة الأمريكية البيان على موقعها الرسمي وصفحاتها على مواقع التواصل كما جرت العادة، بل وزّعته على وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الأمريكية، في خطوة عكست الحرجَ الكبيرَ الذي يواجِهُه الجيشُ الأمريكي بين ضرورة الإقرار بإسقاط الطائرةِ، والحاجة إلى الهروبِ من تفاصيل الإرباك الكبير والفاضح الذي سبَّبه الهجومُ اليمني على مجموعة الحاملة (ترومان) والذي دفع بالسفينة الحربية (جيتيسبيرج) إلى إطلاق النار على المقاتلة الأمريكية أثناء محاولةِ اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية التي يبدو بوضوح أنها وضعت مجموعة السفن الحربية تحت ضغط استثنائي غير مألوف حتى في ظل “الدروس” التي يفترض أنه قد تم أخذُها من الهجمات السابقة التي تعرضت لها البحرية الأمريكية على امتداد ما يقرب من عام كامل، كما تقول التقارير الأمريكية دائمًا.

ومع ذلك، فَــإنَّ الإعلان الاضطراري على خلوِّه من التفاصيل كان كافيًا لإثارة التساؤلات التي حاولت واشنطن تجنبها مسبقًا من خلال التكتم، وقد بدأ ذلك قبل أن تعلن القوات المسلحة عن تفاصيل ما حدث، حَيثُ شن محلل الأمن القومي في مجلة ناشيونال إنترست براندون ويشيرت، هجومًا لاذعًا على الجيش الأمريكي، وكتب في سلسلة تدوينات على منصة “إكس” ساخِرًا: “الخبر الجيد هو أن الدفاعات المضادة للطائرات على مدمّـراتنا تعمل، الخبر السيء هو أننا أسقطنا طائرة (إف/إيه-18 سوبر هورنت)” مُضيفًا أن “الحوثيين يضحكون وهم يشاهدون الأمريكيين يقاتلون أنفسَهم”.

وشكَّكَ ويشيرت في رواية الجيش الأمريكي الخالية من التفاصيل، قائلًا إن موضوع “النيران الصديقة” لا يصدَّق وإنه الطائرة قد تكون أسقطت من قبل القوات المسلحة اليمنية، مُشيرًا إلى أن مقاتلات (إف -18) “هي الطائرات الحربية الأَسَاسية من الجيل الرابع التي تستخدمها البحرية الأمريكية وسلاح مشاة البحرية” وهي “من أفضل الطائرات في العالم؛ لأَنَّها مجهزة بقدر هائل من قدرات الكشف والدفاع لتجنب التعرض لإطلاق النار… وبالإضافة هذه الأنظمة الدفاعية والكشفية، فَــإنَّ هذا الطائرات تشارك في تفاعل معقد بينها وبين مجموعة حاملات الطائرات التي يتم نشرها منها، وهناك العديد من الإجراءات الموضوعة لمنع النيران الصديقة بشكل أَسَاسي”.

وأضاف: “تصر البحرية على أن الحادث كان نيرانًا صديقة وأن الأمر سيتم التحقيق فيه بدقة، ولكن هذه هي نفس البحرية التي ادعت أنه لم يحدث شيء على الإطلاق خلال الصيف لحاملة الطائرات الأمريكية (دوايت د. أيزنهاور)، وما نعرفه الآن هو أن صاروخًا باليستيًّا مضادًا للسفن أطلقه الحوثيون اقترب لمسافة 200 متر من حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور خلال الصيف”.

وبرغم أن بيان القوات المسلحة أكّـد أن القوات الأمريكية أطلقت النار على الطائرة أثناء الارتباك الذي سببه الهجوم اليمني، فَــإنَّ التشكيك السريع في رواية الجيش الأمريكي يعكس حجم الصدمة الكبيرة التي يمثلها الواقع التي فرضه اليمن حتى عندما يتم الاعتراف بجزء منه، فالمحلل الأمريكي استبعد احتمالية “النيران الصديقة”؛ نظرًا لاعتبارات كانت في نظره بمثابة أَسَاسيات ثابتة، وهي أن الطائرة ولديها تنسيق تقني عالٍ مع مجموعة حاملة الطائرات، لكن القوات المسلحة نسفت هذه البديهيات وبرهنت أنها ليست فقط قادرة على مهاجمة البحرية الأمريكية بقوة، بل وأنها قادرة على إرباكها بصورة تجعلها أكثر من عاجزة عن الاستفادة من أدواتها وتقنياتها المتطورة بل تعكس اتّجاه وتأثير هذه الأدوات والتقنيات ضد البحرية الأمريكية نفسها!

هذا أَيْـضًا ما أكّـده موقع “ماريتايم إكسكيوتيف” الأمريكية المختص بالشؤون البحرية، حَيثُ نشر تقرير ذكر فيه أن “حادثة النيران الصديقة تسلط الضوء على بيئة التهديد الصعبة بشكل استثنائي في البحر الأحمر، فضلًا عن الضغوط التي يتعرض لها أفراد الدفاع الجوي، ففي المناطق الضيقة للبحر الأحمر، غالبًا ما يكون لدى المقاتلين التابعين للبحرية الأمريكية ثوانٍ قليلة لتحديد التهديد الصاروخي بشكل صحيح وإطلاق صاروخ اعتراضي ردًّا على ذلك”.

وأضاف: “إن مخاطر سوء التقدير عالية” مُشيرًا إلى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها فريق الاستجابة المتحالف في البحر الأحمر خطأً، ففي فبراير 2024، كادت الفرقاطة الألمانية (هيسن) أن تسقط طائرة أمريكية بدون طيار فوق البحر الأحمر، ولم يتمكّن الطاقم من تحديد هُوية الطائرة وخلصوا إلى أنها تشكل تهديدًا، وبسبب خطأ فني غير محدّد، أخطأ صاروخان أطلقتهما الفرقاطة على الطائرة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية مايكل ستيمبفلي في ذلك الوقت: حُلت القضية عندما تبين أنها لم تكن طائرة معادية بدون طيار، وهو ما لم يتضح إلا بعد فوات الأوان”.

ونشر موقع “آرمي ريكوجنيشن” العسكري البلجيكي تقريرًا، ذكَرَ فيه أن “إسقاطَ الطائرة (إف/إيه-18 سوبر هورنت) بشكل مأساوي يؤكّـدُ التحدياتِ المُستمرّةَ في الحروب المعاصرة، حَيثُ يمكن حتى للأصول العسكرية الأكثر تطورًا أن تتورطَ في أخطاء تشغيلية أَو سوء تفاهم أَو أعطال” مُشيرًا إلى أن السفينةَ الحربية (جيتيسبيرج) التي أطلقت النار على الطائرة “مجهَّزةٌ بأنظمة متطورة هي جزء أَسَاسي من أسطول البحرية الأمريكية، وقادرةٌ على التعامل مع التهديدات الجوية بدقة عالية، ومع ذلك، يسلِّط الحادث الضوء على كيف يمكن حتى لهذه الأنظمة المتقدمة، والتي صُمِّمت للحماية من الصواريخ والطائرات المعادية، أن تكون عُرضةً للخطأ في التعرُّف والأخطاء، وخَاصَّة في مواقف القتال عالية الضغط والسريعة الحركة”.

وَأَضَـافَ أن “إسقاط الطائرة بواسطة السفينة الحربية (جيتيسبيرج) يشكل تذكيرًا قويًّا بالثغرات التي لا تزال قائمة في العمليات العسكرية الحديثة، على الرغم من ظهور الأسلحة وأنظمة الدفاع المتطورة” مُشيرًا إلى أنه “من المرجح أن تدفع الحادثة التي وقعت في البحر الأحمر إلى إعادة تقييم أنظمة السلامة الحالية، والإجراءات التشغيلية، وفعالية برامج التدريب للأفراد المشاركين في العمليات المشتركة”.

وكما يبدو بوضوح من هذه التناولات، فَــإنَّ رواية “القيادة المركزية الأمريكية” لم تفلح في إغلاق باب التساؤلات المحرجة حول حدود فاعلية وتكتيكات البحرية الأمريكية، كما لم تفلح في صرف النظر عن الضغط الكبير الذي خلّقته القوات المسلحة من خلال الهجوم النوعي الواسع الذي شنته على مجموعة الحاملة (ترومان) في توقيت مفاجئ وغير متوقع، وهو ما سيفتحُ خلال الفترة القادمة المزيد من النقاشات والتحليلات والتناولات التي لن تخلوَ على الأرجح من اعترافاتٍ جديدةٍ بأن اليمن قد طوى تمامًا زمنَ حاملات الطائرات والسفن الحربية، وكتب نهايةَ التفوق التكنولوجي العسكري للغرب، وأسَّسَ مدرسةً جديدةً هو سيِّدُها في الحرب.

مقالات مشابهة

  • ثورة جديدة في عالم الهواتف الذكية: سامسونج تكشف عن تفاصيل Galaxy S25
  • "سوق الأولين".. رحلة إلى التراث والتقاليد الأصيلة ضمن موسم الرياض 2024
  • إسقاطُ المقاتلة f18 يسلِّطُ الضوءَ على بيئة التهديد الصعبة في البحر الأحمر
  • 15% استردادا نقديا عند تحويل الراتب إلى "مُزن"
  • وزارة الثقافة تطلق 4 خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي لدعم المبتعثين
  • في عام 2024 ..شباب خاضوا تجربة البطولة المطلقة لأول مرة
  • أسرار تحسين سرعة الإنترنت في المنزل.. دليلك الكامل للحصول على اتصال أسرع وأكثر استقرارًا
  • «كتاب الأمنيات».. عزف على وتر الخيال
  • إطلاق حملة تسويقية لتسليط الضوء على الخدمات الرقمية الحكومية
  • مصر في عيون أبنائها في الخارج: قمة الثمانية تسلط الضوء على الدور المصري المحوري