استنكار واسع لاقتحام الحوثيين قرى بريف إب وسط اليمن واختطاف ومحاصرة أهاليها
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
أدانت الحكومة اليمنية، الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي منذ أيام على إحدى البلدات بمحافظة إب وسط اليمن، فيما اعتبر المركز الأمريكي للعدالة، سياسة الانتقام من الأفراد عبر تفجير منازلهم، جريمة مكتملة الأركان تستوجب محاسبة القائمين عليها.
واستنكر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، “استمرار الحوثيين، في فرض حصار مطبق على قرية المشاعبة بمنطقة ميتم جنوب شرق مدينة إب، وقطع امدادات المياه، لليوم السادس على التوالي بعد أن قامت بتسيير حملة مسلحة وتفجير منزل المواطن صدام حسن الطويل، وقتله مع شقيقه، واعتقال (60) آخرين من أبناء القرية بينهم 5 نساء.
وقال الإرياني، “إن تلك الإنتهاكات والجرائم استنساخا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وامتداد لمسلسل الارهاب المتجذر الذي تمارسه منذ الانقلاب”.
وأوضح أن “الحوثي سبق وأن قامت بالاعتداء على مئات القرى والعزل في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، ومارست بحق أبنائها أبشع الانتهاكات، ضمن محاولاتها كسر إرادة اليمنيين واخضاعهم لمشروعها “.
وأشار الارياني إلى أن “منظمات حقوقية وثقت قيام الحوثيين منذ انقلابها بتفجير (900) من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين”.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الإنسان، بإدانة صريحة لهذه الجريمة النكراء التي تندرج ضمن سياسات التهجير القسري للمدنيين والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
“إدانات حقوقية”
على صعيد متصل، قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)إن استمرار الحوثي في سياسة الانتقام من الأفراد عبر تفجير منازلهم يعد جريمة مكتملة الأركان تستوجب محاسبة القائمين عليها، معبرًا عن قلقه من استمرار الهجوم والحصار الذي تفرضه بحق أهالي قريتي المشاعبة والواسطة في محافظة إب وسط البلاد، لليوم السادس على التوالي.
وأدان المركز، في بيان، “قيام الحوثي باقتحام قريتي “المشاعبة والواسطة” منذ ستة أيام، ومداهمتها لمنازل المواطنين واختطاف عشرات الأفراد المدنيين بينهم نساء، وفرض حصار على القريتين وقطع مياه الشرب عنها.
وقال البيان، إن “الحوثي قامت باختطاف 60 مواطن بينهم 5 نساء من عائلة الطويل، وقطعت مشروع المياه عن الأهالي ولا زالت تفرض حصارًا مطبقًا لليوم السادس على التوالي عبر نشرها عشرات العربات العسكرية والأفراد”.
وأضاف أن بعض الصور التي تحصّل عليها المركز الأمريكي للعدالة، أظهرت اشتعال النيران في عدة منازل بسبب التفجيرات التي قام بها أفراد يتبعون الحوثيين ضد سكان القريتين، ومن بينها منزل عائلة “الطويل” في قرية المشاعبة على طريق ميتم جنوب شرق مدينة إب، حيث قام أفراد من المليشيا بتفجيره بشكل مباشر ما أدى إلى مقتل مدني من عائلة الطويل يدعى “صدام الطويل” فيما تم اعتقال شقيقه من داخل المستشفى بعد إصابته، كما أُصيبت والدتهم وشقيقتهم جراء إطلاق النار.
وأشار المركز إلى أن “الحوثي تقوم – ومنذ سنوات – بتفجير منازل الأفراد في المناطق التي تقتحمها لا سيما خصومها السياسيين والمعارضين، حيث تتعمد إلحاق الأذى البليغ بأهم مقومات الحياة وهو المسكن من أجل إرهاب المدنيين”.
وكشف التقرير الصادر عن المركز، عن انتهاكات بسبب تفجير المنازل بحدوث حالات قتل وإصابة لمدنيين سواء من مالكين المنازل أو من المجاورين حيث وثق (ACJ) سقوط 27 قتيل مدني منهم 11 طفل و 5 نساء قضوا تحت أنقاض منازلهم المفجرة، فيما جرح 24 ضحية منهم 9 أطفال و7 نساء.
وأشار إلى ترتيب المحافظات وفقًا لأعلى نسبة من حيث عدد المنازل المُفجرة، حيث كانت محافظة البيضاء هي الأعلى بعدد 118 منزل تلتها تعز بعدد 110 منزل، ثم الجوف بعدد 76 منزل، صعدة 73 منزل، إب 62 منزل، صنعاء 57 منزل، مأرب 53 منزل، ذمار 37 منزل، حجة 31 منزل، الضالع 23 منزل، لحج 22 منزل، عمران 21 منزل، الحديدة 14 منزل، شبوة 10 منازل، ابين 5 منازل، عدن منزل واحد.
وأكد المركز أن ما تقوم به جماعة الحوثي يعد من المخالفات الخطيرة والجرائم التي تنتهك قواعد القانون الدولي وتهدد حياة الأفراد وقتل المدنيين لا سيما النساء والاعتقال التعسفي والاعتداء على المنازل وتفجيرها، مشيرًا إلى أن تلك الممارسات تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالب المركز الأمريكي للعدالة، جماعة الحوثي باتخاذ خطوات عاجلة لوقف ممارساتها الانتقامية بحق المدنيين وضرورة ضمانها لسلامة السكان والممتلكات وفقا لما نصت عليه اتفاقيات جنيف وقواعد لاهاي.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إب الحكومة اليمنية الحوثيون انتهاكات جرائم المرکز الأمریکی للعدالة
إقرأ أيضاً:
ماذا كشفت تسريبات سيغنال عن الهجمات الأمريكية على الحوثيين في اليمن؟
كشفت محادثة جماعية صادمة، شارك فيها مسؤولون من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لمناقشة خطط قتالية أمريكية، بشكل صارخ وغير معتاد، عن ما تأمل إدارة ترامب تحقيقه من خلال الغارات الجوية هذا الشهر ضد الحوثيين في اليمن.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وترجمته "عربي21"، فقد قال بعض المشاركين في المحادثة؛ إن الهجمات كانت تهدف إلى ردع الحوثيين عن مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، وإعادة فتح ممرات الشحن إلى قناة السويس.
وقال أحد المشاركين، الذي تبيّن أنه مايكل والتز، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب: "سواء كان ذلك الآن أو بعد عدة أسابيع من الآن، سيتعين على الولايات المتحدة إعادة فتح ممرات الشحن هذه".
لكن الآمال رفيعة المستوى التي عبر عنها في محادثة عبر تطبيق "سيغنال"، والتي أصبحت علنية بعد إضافة رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتك" إليها عن غير قصد، قد تصطدم بالواقع، وفقا للتقرير.
إظهار أخبار متعلقة
يقول خبراء في شؤون الشرق الأوسط؛ إن الحوثيين المدعومين من إيران لن يهزموا بسهولة. قليل من الحروب قد تم الانتصار بها عبر القوة الجوية وحدها، ويقول بعض الخبراء العسكريين؛ إن الأمر لن يختلف مع الحوثيين.
كما أن شركات الشحن الكبرى لا ترغب في العودة إلى البحر الأحمر. لقد وجدوا حلا بديلا، وإن كان غير مريح ومكلف، يسمح لهم بتجنب تلك الممرات وتسليم البضائع في الوقت المحدد.
ونقلت الصحيفة عن جيمس هولمز، رئيس "جيه. سي. وايلي للاستراتيجية البحرية" في كلية الحرب البحرية في رود آيلاند، قوله؛ إنه حتى خلال الحرب الأمريكية لإخراج العراق من الكويت عام 1991، عندما كانت القوة الجوية في ذروتها، كان الغزو البري ضروريا، وقد تتطلب هزيمة الحوثيين احتلالا.
وأضاف هولمز: "عليك السيطرة على المنطقة لتحقيق النصر". لا يمكن للطائرات احتلال الأراضي، مهما بلغت أهميتها كقدرة دعم للجيوش ومشاة البحرية.
ويقول محللون؛ إن الحوثيين قد يستغلون الضربات العسكرية الأمريكية لتعزيز مواقعهم في اليمن وخارجها، حيث تكبد وكلاء إيرانيون آخرون، مثل حزب الله اللبناني، خسائر فادحة على يد إسرائيل.
وقال فارع المسلمي، الباحث اليمني في معهد تشاتام هاوس في لندن؛ إن الضربات الأمريكية الأخيرة "استجابة مباشرة لدعوات الحوثيين للدخول في حرب مع الولايات المتحدة". وأضاف أن الجماعة "تريد جر الولايات المتحدة إلى تصعيد إقليمي أوسع".
وصفت إدارة ترامب الحوثيين بأنهم تهديد لسلامة الأمريكيين وحلفائهم واستقرار التجارة البحرية العالمية. بالإضافة إلى الضربات العسكرية، أعادت الإدارة تصنيف الحوثيين رسميا على أنهم "منظمة إرهابية أجنبية".
وقد تعهد ترامب هذا الشهر بالقضاء التام على الجماعة، وحذر إيران بأن تتوقف "فورا" عن تزويدها بالمعدات العسكرية وتقديم الدعم العام لها.
وتقول إدارة ترامب؛ إن ضرباتها ستكون أكثر فعالية من تلك التي نفذتها إدارة بايدن. وقال مشارك آخر في الدردشة، تبين بأنه وزير الدفاع بيت هيغسيث؛ إن "بايدن دمر" الردع الأمريكي.
مع قصف أعنف، وضربات موجهة ضد قادة الحوثيين، وجهود ناجحة لقطع التدفقات المالية عن الحوثي، قد تنجح الولايات المتحدة. لكن التاريخ ليس حليفها.
ومن عام 2015 إلى عام 2022، قاتل الحوثيون تحالفا بقيادة السعودية، شن حربا لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ومواجهة نفوذ إيران في المنطقة. وحتى لو نجحت الولايات المتحدة في الضغط على إيران للحد من دعمها للحوثيين، فقد أظهر المسلحون قدرتهم على التصرف بشكل مستقل، وفقا للمحللين.
ويرى لوكا نيفولا، كبير المحللين في شؤون اليمن والخليج لدى منظمة "بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها"، وهي مجموعة رصد الأزمات: "صمدت الجماعة في وجه سبع سنوات من الغارات الجوية التي تقودها السعودية، وعام من الغارات الأمريكية في عهد إدارة بايدن، التي لم تسفر عن أي تأثير يذكر".
وقال جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في بيان يوم الأربعاء: "بينما لا تزال هذه العملية مستمرة، فقد تلقينا مؤشرات إيجابية كبيرة من جهودنا، بما في ذلك القضاء على قيادات حوثية رئيسية، وشن ضربات على أكثر من 100 هدف حوثي، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي ومقرات ومراكز قيادة وتحكم ومنشآت تصنيع وتخزين الأسلحة".
ويهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، مستهدفين السفن التي تعتقد الجماعة أنها مرتبطة بإسرائيل، تضامنا مع حماس في غزة. وتبع ذلك فترة من الهدوء النسبي بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وحماس في كانون الثاني/ يناير. لكن الحوثيين أصدروا بعد ذلك تحذيرا في 12 آذار/ مارس، قائلين؛ إنهم سيستأنفون الهجمات على السفن الإسرائيلية ردا على إغلاق إسرائيل لمعابر غزة وحصارها للمساعدات الإنسانية.
منذ بدء الضربات الأمريكية هذا الشهر، أطلق الحوثيون ما لا يقل عن ثمانية صواريخ باليستية على إسرائيل في الأسبوعين الماضيين، كان آخرها يوم الخميس، على الرغم من اعتراض معظمها. وردت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف موانئ ومحطة كهرباء في الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.
إظهار أخبار متعلقة
تاريخيا، سعت القوى العظمى إلى حماية الشحن؛ لأن أي انقطاع في تدفقات التجارة العالمية يمكن أن يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع التضخم، مما يتسبب في دمار اقتصادي.
ركز جزء كبير من الدردشة الجماعية بين مسؤولي إدارة ترامب على فتح ممرات الشحن. قال هيغسيث؛ إن "استعادة حرية الملاحة" كانت "مصلحة وطنية أساسية".
ولكن على الرغم من أن الجيش الأمريكي يشن ضربات يومية ضد أهداف حوثية، إلا أن البنتاغون لم يقدم تفاصيل عن الهجمات منذ 17 آذار/ مارس، عندما قال؛ إنه تم ضرب أكثر من 30 هدفا حوثيا في اليوم الأول.
ويقول مسؤولون يمنيون؛ إن الضربات أصابت أيضا مناطق سكنية ومباني في صنعاء، العاصمة، مما تسبب في عدد غير معروف من الضحايا المدنيين.
ونجح الحوثيون إلى حد كبير في تخويف السفن الغربية من البحر الأحمر. منذ أن بدؤوا استهداف السفن في عام 2023، نفذوا حوالي 130 هجوما على السفن التجارية، وفقا لبيانات من مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، وهي مجموعة مراقبة الأزمات.
ودفع ذلك سفن الشحن المتجهة من آسيا إلى أوروبا إلى التوقف عن السفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، والتوجه بدلا من ذلك حول الطرف الجنوبي لأفريقيا - وهي رحلة تبلغ حوالي 3500 ميل بحري و10 أيام أطول. ارتفعت تكلفة الشحن بشكل حاد مع سعي الشركات لإعادة تنظيم مساراتها وإضافة المزيد من السفن. ولكن في غضون أشهر، تكيفت مع الرحلات الأطول، وانخفضت أسعار الشحن هذا العام بشكل حاد.
يقول مسؤولو الشحن؛ إنهم لن يعودوا إلى البحر الأحمر حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط يشمل الحوثيين أو هزيمة المليشيات.
صرح فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، وهي شركة شحن مقرها الدنمارك، في شباط/ فبراير: "إما تدهور كامل لقدراتهم أو وجود نوع من الاتفاق". ويوم الأربعاء، قال متحدث باسم ميرسك في بيان: "لا تزال أولويتنا هي سلامة بحارتنا وسفننا وشحنات عملائنا".
في الدردشة الجماعية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، كان هناك خلاف حول ما إذا كان إعادة فتح ممرات الشحن في البحر الأحمر ذات أهمية وطنية بالغة. وأكد أحد المشاركين، الذي تبيّن بأنه نائب الرئيس جيه دي فانس، أن الممرات أكثر أهمية لأوروبا من الولايات المتحدة.
لا تعتمد الولايات المتحدة على قناة السويس؛ لأن تجارتها البحرية مع آسيا تمر عبر المحيط الهادئ، ومع أوروبا، تمر عبر المحيط الأطلسي. لكن محللي الشحن يقولون؛ إن قناة السويس لا تزال ممرا مائيا حيويا للولايات المتحدة.
إظهار أخبار متعلقة
أصبحت أهميتها واضحة في السنوات الأخيرة، عندما تم تقييد أو إغلاق طرق شحن أخرى - قناة بنما التي يطمح إليها ترامب، على سبيل المثال، بشدة، كما قال ريكو لومان، كبير الاقتصاديين في مجال النقل والخدمات اللوجستية والسيارات في ING Research.
وقال لومان: "الشحن البحري سوق عالمي وكل شيء مترابط".
ووفقا للتقرير، فقد انتقد بعض المشاركين في الدردشة أوروبا لعدم بذلها جهودا عسكرية كافية لإعادة فتح البحر الأحمر للشحن. قال فانس: "أكره إنقاذ أوروبا مرة أخرى".
لكن الاتحاد الأوروبي نشر قوة بحرية صغيرة في البحر الأحمر منذ أوائل العام الماضي للدفاع ضد الهجمات، وتم تمديد المهمة إلى شباط/ فبراير المقبل.
قالت جينيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في معهد "أولويات الدفاع"، وهو معهد أبحاث يُفضّل ضبط النفس في السياسة الخارجية؛ إن أوروبا استفادت بالفعل من القوة العسكرية الأمريكية. لكنها أضافت أن الأوروبيين قرروا أنهم قادرون على تحمّل تكاليف الشحن الإضافية، وأنّ بذل جهد عسكري كبير ضد الحوثيين ربما لا يستحق العناء.
وأضافت: "لا ينبغي للولايات المتحدة القيام بعمل عسكري في البحر الأحمر، حتى لو استمرت أوروبا في الامتناع عن ذلك".