لجريدة عمان:
2025-04-25@11:34:06 GMT

أحداث غزة.. تعيد فهمي هويدي للكتابة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

بعد غياب طويل عن الكتابة والظهور الإعلامي، استمر سبع سنوات، عاد الكاتب المصري فهمي هويدي إلى الكتابة من جديد، في مقال لموقع «الجزيرة - نت»، تحت عنوان «ما جرى في 7 أكتوبر»، نشره في التاسع والعشرين من يناير الماضي، تناول فيه طوفان الأقصى ومقدماته ومآلاته المتوقعة، ولم يخل المقال من التحليلات التي برع فيها هويدي، اعتمادًا على علاقاته المتعددة التي يستمد منها معلوماته.

يعود آخر مقال كتبه هويدي، إلى الأول من يوليو 2017 في صحيفة «الشروق» المصرية، وقيل حينها إنّ التوقف بسبب حصوله على إجازة صيفية، ويبدو أنّ الإجازة الصيفية امتدت حتى نهاية يناير 2024، وهي إجازة طويلة مملة لكاتب مهموم بالشأنين العربي والإسلامي. وطوال فترة الغياب لم يصدر عن هويدي أيُّ تصريح لوسائل الإعلام، ولم ينشر أيَّ مقال عبرها؛ ممّا أثار تكهنات بوجود ضغوط لمنعه من الكتابة، خاصة بعد أن نشر مقالًا أثار حملة هجوم شرسة ضده نُشر في صحيفة «الشروق» المصرية، بتاريخ 18 يوليو 2015، حيث صرح بعدها هويدي لموقع «هاف بوست»، في أغسطس التالي، أنه «يتلقى رسائل غير مباشرة قد تمثل ضغوطًا أو إشارات إلى شيء ما»، وكشف، آنذاك، عن منعه من السفر «لكن الأمر تمت معالجته من خلال اتصال جرى بين رئيس الوزراء (المصري) ووزير الداخلية، وتم رفع هذا الحظر».

وإذا كانت هناك ضغوطات مورست على الكاتب، وعلى صحيفة «الشروق» لإيقاف نشر مقالاته، إلا أنّ فهمي هويدي يؤمن - حسب تصريحه - «أنّ على الصحفيّ أن يتوقف عن الكتابة، حتى لا يخون قضيته الأساسية، عندما يعجز عن التعبير عن نفسه كمنبر وكضمير للمجتمع»، وهو بذلك يوجِّه رسالة هامة لكلّ الكتّاب والإعلاميين؛ فالكاتب قبل وبعد كلِّ شيء يجب أن يكون صاحب رسالة، وأن يمثّل ضمير المجتمع، ومتى ما عجز عن التعبير عن ضميره وضمير مجتمعه فالأولى له السكوت. وأظن أنّ هذا ما فعله هويدي، الذي دار حوله الجدل بسبب ما اعتبره كثيرون، أنه دائمًا يتجاوز «الخطوط الحمراء» في كتاباته، وبالتأكيد أنا أختلف معهم في هذا الرأي، لأني أؤمن أنّ من يقول الحق هو خير ناصح للوطن والمجتمع، وأنّ الضرر لا يأتي إلا من المطبِّلين، الذين يغيّرون مواقفهم حسب الظروف، وعندما تقرأ مقالاتهم لا تجد لها لونًا ولا رائحة ولا طعمًا؛ إذ هي مقالات تفتقد إلى الروح. ولم ينجح أيُّ مجتمع إلا إذا كانت حرية التعبير فيه مرتفعة، بحيث يُسمع ويُسمح فيه للرأي والرأي الآخر، والخطر غالبًا يأتي من الذي لا يملك رأيًا.

والكاتب فهمي هويدي متخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي، ومن أبرز المفكرين المعاصرين، وتخصص في معالجة الشؤون الإسلامية بمشاركته في كثير من ندوات ومؤتمرات الحوار الإسلامي، وقام بزيارات عمل ميدانية إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا، وتولى التعريف بها في سلسلة استطلاعات مجلة «العربي» الكويتية، في فترة نهاية السبعينيات، لكنه - رغم كتاباته الإسلامية الكثيرة - يتحفظ على حصره في إطار «الكاتب الإسلامي»، وتساءل في عدد من الحوارات التي أجريت معه عن معنى هذا «الختم» في حقيقته، وهو يعتد بكونه صحفيًّا أولا وأخيرًا، وتأثره في مشواره بالصحفيين الراحلين أحمد بهاء الدين، ومحمد حسنين هيكل.

وإذا كانت أحداث غزة قد أعادت هويدي إلى الكتابة، فإنّ ذلك ليس مستغربًا عليه، فقد كرس خلال الأعوام الأخيرة جزءًا كبيرًا من كتابته حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، إذ اعتبر أنّ القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية للأمة العربية، وأنها تتعرض لمخاطر، منها محاولات تصفيتها، مدافعًا عن ثوابت الأمة، وحق الفلسطينيين في المقاومة، رافضًا سياسة ما أسماه «السلام الاستسلامي والتفريط في الحقوق العربية سواء في فلسطين أو غيرها».

في مقال العودة دعا هويدي إلى قراءة متأنية لخلفيّات وتداعيات الزلزال الذي حدث في غزة صبيحة السابع من أكتوبر الماضي، وبدأ بملاحظة شخصية، خلاصتها أنّ الحدث الجلل استدعاه للكتابة بعد انقطاع تجاوز سبع سنوات «بعدما عانيتُ من شعورٍ بالخجل، لازمني جنبًا إلى جنب مع شعوري بالبهجة والتفاؤل حينًا، والحزن والخزي في أحيان أخرى». وعزا سبب الخجل أنّ انقطاعه عن الكتابة ضمَّه تلقائيًا إلى مربع المتفرجين والصامتين، وهو ما نفر منه طوال ستين عامًا. ويقول إنه لم يجد حلًا للخروج من تلك الحالة إلا بالعودة المؤقتة للكتابة أيًا كان مدى تواضعها؛ اقتناعًا منه بأنّ الجهر بالتضامن والمساندة في هذه اللحظة التاريخية بات فرضَ عين على كلِّ من انتسب إلى حِرفة الكتابة، حتى وإن كان كذلك يومًا ما.

يتناول هويدي في مقاله إنجازات المقاومة الفلسطينية التي أصبحت فوق الإعجاز، بأنه رغم الحصار المُحكم على القطاع منذ ثمانية عشر عامًا، إلا أنّ المقاومة لم تستسلم لذلك الواقع القاسي، وكانت الأنفاق هي أبرز الحلول التي لجأت إليها، حتى يمكن القول إنّ قوات الاحتلال إذا كانت قد تحكمت في كلّ ما فوق الأرض، فإنّ المقاومة أقامت عالمًا آخر لا سلطانَ لإسرائيل عليه تحت الأرض، وأنّ عالم الأنفاق - التي يقدر طولها بحدود 500 كيلومتر - كان ولا يزال المصدر الأساسي للقوة العسكرية التي توفرت للمقاومة، وفيه كلّ مستلزماتها من ورش تصنيع السلاح بمختلف أنواعه، إلى شبكات الاتصال ومراكز التوجيه والسيطرة ومعامل التجارب الفنية والدقيقة. كما أنّ حشدًا غير قليل من خبراء بمختلف التخصصات اكتسبوا خبراتهم من الدراسة والعمل في العديد من دول العالم المتقدم والنامي، خصوصًا أنّ الفلسطينيين أدركوا أنهم يقفون وحدهم تمامًا أمام الاحتلال الصهيوني، وإلى جانب استعانتهم بالخبرات المكتسبة الدقيقة التي مكنتهم من صنع «المُسَيَّرات»، فإنهم استعانوا أيضًا بما توفر لهم من «خردة» في تصنيع السلاح، تولت عدة مخارط تهذيبها وتشكيلها لتتحول إلى أجزاء فعّالة في عملية التصنيع.

يذكر فهمي هويدي أنّ ثمة فرقًا بين كسب معركة وبين الفوز في الحرب. والأول إنجاز يتم أثناء جولات القتال، أما الفوز فهو لا يعلن إلا بعد وقف إطلاق النار وتوقف القتال، «لذلك فإنّ حفاوتنا بما حققته المقاومة في غزة يجب ألا تصرف انتباهنا عن ضرورة الاحتشاد لكسب الحرب ضد إسرائيل يومًا ما، حتى إذا كان بعيدًا. وتلك ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، ولكنها مسؤوليتنا جميعًا ليس من باب التضحية والنخوة، ولكن دفاعًا عن أمننا القومي والمصلحة الوطنية لكل قُطر عربي».

ويختم مقاله بعبارة مؤلمة ومؤسفة، ولكنها حقيقة إذ يقول: «من المؤسف أنني لا أكاد أجد أحدًا مشغولًا بالقضية الفلسطينية في الوقت الحالي، وأشهد بأنّ الفلسطينيين سبقونا بتقديم حصتهم فيها، وكتبوا صفحتهم ببسالة رجالهم ودماء شعبهم».

إنّ القضية الفلسطينية هي قضية أمة؛ وهذا يُلزم الكلَّ أن يقوم بدوره كلّ في مجال اختصاصه. وقد تابعنا الكاتب فهمي هويدي طوال سنوات طويلة وهو يصدح بالحق، مناصرًا القضية، ولم يكن ضمن مربع المتفرجين والصامتين، وهو المربع الذي لا يليق بفكره وقلمه وقامته. وإذا كان يقول إنه لم يجد حلًا للخروج من تلك الحالة إلا بالعودة «المؤقتة» للكتابة؛ فإنّ الواجب يحتّم عليه أن يواصل، وأن يجهر بتضامنه ومساندته للقضية التي آمن بها، وعليه أن يقطع إجازته سواء كانت اضطرارية أو جبرية، وألا تكون عودته مؤقتة.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

كريم فهمي يفاجئ الجميع بما كشفه عن ياسمين عبد العزيز

متابعة بتجــرد: تحدث الفنان كريم فهمي بصراحة خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج “كلمة أخيرة” عبر قناة ONE، كاشفًا عن تفاصيل صداقته القوية مع الفنانة ياسمين عبد العزيز، واصفًا إياها بأنها “الكاريزما التي تسير على الأرض”، ومؤكدًا أنها شخصية لا تتكرر.

وقال كريم عن أقرب صفاتها إليه: “هي الست الجدعة، الست بمية راجل، صاحبة صاحبها، وشخصيتها قوية وعنيدة، بس في نفس الوقت طفلة… بتحب وبتتحب. شخصيتها استثنائية وملهاش نسخة، وأنا بحبها جدًا”.

وعن طبيعة التعامل معها، أضاف: “هي كل شيء وعكسه، عيوبها هي مميزاتها، ومميزاتها هي عيوبها، لازم أكون حكيم في التعامل معاها لأنها طفلة… بس طفلة لذيذة وقوية في نفس الوقت”.

وفي مفاجأة صريحة، كشف كريم عن أن كلًا منهما يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، قائلاً: “أنا وهي عندنا ADHD… بنتكلم في موضوع مهم وفجأة نروح في حاجة تانية، لازم نرجع نفسنا”.

وتابع موضحًا أنه اكتشف إصابته بالاضطراب بالصدفة، عندما ذهب برفقة ابنته للطبيب بعد ملاحظته ضعف تركيزها، لتخبره الطبيبة: “على فكرة حضرتك كمان عندك ADHD”.

واسترجع كريم ذكرياته في المدرسة قائلاً: “كنت بحس وأنا صغير إن في ستارة بتنزل وأنا في الفصل، ماكنتش بركّز… بالضبط زي جملة (ذكي لو ركّز)”.

وعن تأثير ADHD على حياته، أشار إلى أنه يُبدع فقط فيما يحب: “التركيز بيكون قوي في الحاجة اللي بحبها… لكن لو مش حاببها، تركيزي بيطير”.

واختتم حديثه عن مستواه الدراسي قائلاً: “في الثانوية كنت شاطر علشان أدخل طب، وكنت مسالم، بعكس شقيقي أحمد، اللي كان شقي وشقاوته تعمل بلاوي، رغم إن شقاوتي كانت أكتر”.

main 2025-04-23Bitajarod

مقالات مشابهة

  • سامح قاسم يكتب | فتحي عبد السميع.. الكتابة من الجهة التي لا يلتفت إليها الضوء
  • أمين مساعد جامعة الدول: الدعم العربي للقضية الفلسطينية جيد جدا
  • خبراء يناقشون سؤال: الكتابة في عصر الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟
  • ما صحة تمرير مرشحين رسبوا في امتحانات الكتابة في البقاع؟
  • مدينة رفح.. هكذا تعيد إسرائيل رسم خريطة غزة
  • اللقاء المسرحي العربي الخامس بهانوفر.. ماغما تعيد للفن العربي ألقه وتقرب ما عجزت عنه السياسة
  • كريم فهمي يفاجئ الجميع بما كشفه عن ياسمين عبد العزيز
  • شاهد بالفيديو.. وسط ذهول واستغراب الجمهور.. عمارة “آراك” الشهيرة بالسوق العربي تحافظ على حالتها الطبيعية رغم احتراق ودمار جميع المباني التي من حولها
  • وداعاً لضعف الإنترنت.. خدعة فعالة تعيد الحياة للواي فاي
  • كريم فهمي يشارك لحظة عفوية مع زوجته عبر إنستجرام