لجريدة عمان:
2025-02-07@07:23:47 GMT

النظام العالمي وقيم التطرف والإرهاب

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

أكبر قضية تقلق العالم أجمع هي قضية التطرف والعنف والإرهاب، إلا أنها القضية التي يتجنب العالم، متعمدًا، علاج منبعها الأصلي، ومسبباتها الحقيقية، ويذهب في كل مرة إلى محاولة علاج النتائج بقوة الأسلحة الفتاكة، ولا يعلم، وربما يعلم، أنه يبذر بذورًا لتطرف وعنف جديد يقود بالضرورة إلى الإرهاب الدموي الذي يقوض مكتسبات الحضارة الإنسانية وقيم السلام والأمن وحقوق الإنسان، ويجعل العالم يدور في حلقة مفرغة لا يصل فيها إلى نهاية آمنة.

وأثبتت الكثير من التجارب التي مرت على البشرية أن التطرف والإرهاب لم يكونا في يوم من الأيام بذورا بل كانا على الدوام ثمارا حالكة لتفاعل معقد بين المظالم التاريخية والفوارق الاجتماعية والاقتصادية والتدخلات السياسية التي تفتقد إلى الحكمة والنزاهة وقيم العدل والمساواة.

وإذا كان العالم الذي يحتفل اليوم بـ«اليوم العالمي لمنع التطرف العنيف عندما يفضي إلى الإرهاب» جادًا في القضاء على هذه النباتات السامة فعليه أن يعمل للقضاء على جذورها، وهذا يتطلب البدء في اكتشاف الأسباب الحقيقية للتطرف والعنف، ودور بعض دول العالم في رعاية التهديدات ذاتها التي تسعى للقضاء عليها وإلا فإن الدوران سيبقى مستمرًا في فضاء الظاهرة، وستخرج للعالم نماذجُ من «نباتات وثمار» الإرهاب أكثر تطرفًا وقدرةً على تدمير مكاسب الإنسان الحضارية.

وينبثق التطرف الأكثر تدميرًا من حالة اليأس التي يصل إليها الإنسان، والاغتراب في بيئته، فهو؛ أي التطرف، يتغذى على مظالم المهمشين والمسحوقين الذين يفقدون كل سبل العيش والكرامة بسبب غياب القيم والمبادئ الإنسانية الحقيقية عن النظام العالمي، ويجدون أنفسهم على هامش مصطلحات الرخاء والأمن والسلام دون أن يشعروا بها.

وجذور اليأس والاغتراب التي تشعل جذوة التطرف والعنف عميقة ومتنوعة في الكثير من المجتمعات وتمتد إلى الموروثات الاستعمارية، وتستمر اليوم عبر الاستغلال الاقتصادي، وتزدهر وسط الاستراتيجيات الجيوسياسية المعاصرة التي تنتصر لدول وكيانات سياسية في غياب تام لقيم العدل والمساواة.

ويمكن في هذا السياق العودة إلى أسباب نشوء تنظيم مثل تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق لفهم مسارات نشوء العنف والتطرف والإرهاب. لقد نشأ التنظيم في ظل تدخلات غربية جاءت تحت ستار/ وهم نشر الديمقراطية. وأدت الظروف الصعبة التي عاشتها العراق في ظل الغزو الأمريكي/ البريطاني والتي فقد فيها العراقيون كل سبل العيش بكرامة وسدت أمامهم كل آفاق المستقبل إلى تعزيز التطرف والتعصب الذي قاد مع الوقت إلى نسخة شديدة «التطرف» من الإرهاب تم تغذيتها لاحقًا من مختلف دول العالم لتسير إلى الطريق الذي بات يعرفه الجميع. لقد ترك ما حصل في العراق ندوبًا لا يمكن أن تمحى من الذاكرة الجمعية للعراقيين والعرب والمسلمين، وهي ندوب تديم الأعمال العدائية وتتحول بمرور الوقت إلى دورات من العنف والتطرف.

كما أن تجويع الشعوب وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء داخل الدول وفيما بينها يصنع تقسيمًا طبقيًا يكون قابلًا لبناء توجهات تطرف وعنف في اللحظة التي يشعر فيها الإنسان أن حقوقه الاقتصادي مستلبة ولا أمل له في الحصول عليها، وليس ذلك لأسباب تتعلق به شخصيًا، وإنما نتيجة القيم التي يتبناها المجتمع الذي ينتمي له.. وفي هذه اللحظة التي يشعر فيها هذا/ هؤلاء باليأس لا يجدون أمامهم إلا العنف والتطرف وتتقد فيهم مشاعر الكراهية التي تفضي إلى الأعمال الإرهابية.

وإذا كانت التوجهات الأيديولوجية وبعض قيم العولمة والنيوليبرالية الغربية الجديدة التي تغيب فيها سيطرة الدولة لصالح مؤسسات القطاع الخاص، توجهات تؤجج في بعض الأحيان التطرف نتيجة غياب العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية فإنها أيضا، تمهد الطريق لمجتمع صُنّاع السلاح وتجاره ليقوم بدور أساسي لتحفيز العنف والتطرف والإرهاب عبر إغراق المناطق المضطربة بالأسلحة، وتساهم بعض البلدان المتقدمة بشكل غير مباشر في إدامة الصراع لأسباب تتعلق بالاقتصاد وبناء توازنات جيواستراتيجية جديدة. وهذا يكشف بشكل واضح كيف تتغلب المصالح الاقتصادية في كثير من الأحيان على السعي إلى السلام الذي يعلو حضوره في الشعارات البراقة دون أن يحضر بشكل عملي.

وفي هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها العالم وتشهد ثورة رقمية تقوم وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بدور خبيث في تأجيج العنف والتطرف والدعوة إلى الإرهاب، في الوقت الذي كان من الممكن أن تقوم بدور مختلف في صناعة الوعي ونشر قيم التنوير والتعليم. إن بناء صورة «نحن مقابل هم» التي تعمل على تجريد الإنسان «الآخر» من إنسانيته وتبرير العدوان كما يحدث الآن خلال الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، حيث يجرد الغرب الداعم للعدوان الفلسطينيين من إنسانيتهم، ويبحثون عن مبررات للعدوان رغم أنه تجاوز مفهوم الإرهاب إلى مستوى يفوق الإبادة الجماعية.

لقد عملت السرديات الإسرائيلية والغربية منذ سنوات طويلة على التلاعب بالمعلومات ونشر البيانات المضللة ما ساهم في بناء مناخ يتسم بالخوف من الآخر والكراهية وكلها مسارات تغذي نظرة المواطن الغربي للشعب الفلسطيني.

إنَّ معالجة جذور التطرف والعنف في العالم الذي نعيشه اليوم يتطلب نهجا متعدد الأوجه يتجاوز الحلول العسكرية التي أثبتت أنها لا تستطيع استئصال الإرهاب أو نزع مشاعر الكراهية بل أثبتت أنها تزيد من حدتها وتسهم في تكريسها.. وتتطلب أي معالجة جادة العمل من أجل إعادة تقييم السياسات الخارجية التي تعطي الأولوية للتدخل العسكري على العمل الدبلوماسي. وعلى العالم أن يتجه نحو تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات، ومعالجة غياب المساواة الاجتماعية والاقتصادية التي تولد اليأس، وإعادة الحقوق إلى أصحابها بما في ذلك حق الإنسان في أرضه ووطنه وتاريخه وكرامته، وكلها خطوات تقود نحو السلام.

وفي هذا العالم الذي نعيشه هناك الكثير من التجارب الدولية التي تستحق وقفة جادة لدراستها بشكل عميق، وكيف استطاعت أن تبني مجتمعا خاليا من كل أشكال التطرف والتعصب وبالتالي من الإرهاب. ومن بين هذه النماذج يمكن دراسة التجربة العمانية التي وصلت إلى مجتمع خال من أي مظهر من مظاهر التطرف والإرهاب.. وهذه التجربة ليست وليدة العقود القليلة الماضية إنما هي نتيجة قرون طويلة عملت فيها الدولة العمانية على إرساء مبادئ العدل وقيم المساواة وإذكاء الشعور بالشراكة الحقيقية في الوطن وفي مسارات المستقبل.

ولذلك لا تذكر كتب التاريخ أبدا أن ثمة صراعا قام في عُمان لسبب أيديولوجي أو مذهبي. وترسخ هذا الأمر في المجتمع العماني حتى عرف العالم عُمان دولة خالية من الإرهاب تماما رغم أنها في وسط محيط إقليمي يموج بالمتغيرات والصراعات التي لم تخلُ من التطرف والعنف والإرهاب في الكثير من الفترات الزمنية.

ورغم القيم التي رسخها المجتمع العماني إلا أن الأمر لم يترك دون تقييد قانوني ولذلك كانت كل أفكار التطرف والعنف مجرمة في القوانين العمانية منذ السنوات الأولى لمسيرة النهضة الحديثة، وقبل ذلك كانت مجرمة في أعراف المجتمع وفي نصوصه الدينية التي يستمد منها قيمه ومبادئه. وقبل سنوات صدر قانون عُماني مستقل لمكافحة الإرهاب وشُكلت لجنة وطنية لمكافحة الإرهاب، كما شُكلت لجنة وطنية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. ومع شعور العمانيين بأن كرامتهم في وطنهم محفوظة وأنهم يعيشون في مجتمع تسوده قيم العدل والمساواة انتفت كل دواعي التطرف والعنف فأصبحت عُمان «صفر إرهاب» منذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها المؤشر العالمي لقياس الإرهاب في العالم وحتى هذه اللحظة. وهذه التجربة تستحق أن تقرأ عالميا وتستخلص منها الدروس والعبر.. رغم أن بعض دول العالم التي تدعو إلى مكافحة العنف والتطرف والإرهاب لكنها في الوقت نفسه تسقي بذوره وتغذيها تعرف كيف تنهيها تماما والدرس العماني واضح بالنسبة لها.. لكنها لا تريد تطبيقه لأسباب تتعلق بأجنداتها ومكاسبها الآنية.

إن الطريق إلى القضاء على التطرف والعنف محفوف بالتحديات، ويتطلب نقلة نوعية في كيفية تفاعل الدول مع بعضها البعض ومع مواطنيها، ويحتاج إلى تكريس مبادئ الاحترام والعدل والإنصاف والمساواة.. لتكون كلها قيما موجهة لتصرفات المجتمع الدولي ونظامه العالمي.

كما أن الطريق نفسه يحتاج إلى مزيد من الفهم للعوامل التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي تغذي ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب؛ لأن هذا الفهم وحده يمكن أن يسهم في تفكيك شبكات التطرف المعقدة والتحرك الجاد نحو عالم أكثر عدلا واستقرارا.

عاصم الشيدي رئيس تحرير جريدة عمان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التطرف والإرهاب التطرف والعنف الکثیر من

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3

فبراير 6, 2025آخر تحديث: فبراير 6, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار دولي، جامعة دبلن

بدأت قصة علاقتي بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) بدعوة لالقاء محاضرة. حينها، لم اكن اتوقع ان هذه الزيارة ستكون بمثابة رحلة استكشافية في عالم العلم والمعرفة. في اليوم الأول، انصب تركيزي على التعرف على بعض اعضاء هيئة التدريس. لكن مع مرور الوقت، بدأت اكتشف جوانباأخرى لهذا المعهد. في اليوم الثاني، انخرطت في نقاشات مطولة مع باحثين شباب،اأذهلني حماسهم وأفكارهم المبتكرة. في اليوم الثالث، تجولت في أروقة المعهد وتأملت في البيئة التي تشجع على الابداع والابتكار. مع نهاية الزيارة، ادركت انني لم اكن مجرد ضيف، بل كنت جزءاً من تجربة فريدة. لقد كانت رحلة متسلسلة، بدأت بدعوة، ثم تحولت الى سلسلة من العلاقات والتفاعلات المثمرة، لتنتهي بانطباع راسخ عن كالتك كصرح علمي شامخ.

يتميز معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) بتركيزه الحصري والدقيق على العلوم والهندسة والتكنولوجيا، مما جعله بحق مركزا عالميا للبحث والابتكار في هذه المجالات الحيوية. هذا التركيز لا يقتصر على تقديم مناهج دراسية متخصصة، بل يتعداه الى توفير بيئة حاضنة للابداع والاكتشاف العلمي. يتميز ايضا بحجمه الصغير نسبيا مقارنة بالجامعات الكبرى، وهذا الحجم يتيح نسبة عالية جدا بين الطلاب واعضاء هيئة التدريس، مما يعزز التفاعل الوثيق والمباشر بين الطرفين، ويضمن توجيها شخصيا فريدا لكل طالب، حيث يحظى الطلاب بفرصة العمل عن كثب مع كبار العلماء والباحثين. تعتبر البيئة البحثية المكثفة والغنية بالفرص من ابرز سمات كالتيك، حيث يشجع الطلاب، من المراحل الجامعية الاولى وحتى الدراسات العليا، على المشاركة الفعالة في ابحاث متطورة ورائدة جنبا الى جنب مع اعضاء هيئة تدريس عالميين معترف بهم دوليا، مما يكسبهم خبرة عملية قيمة ويساهم في تطوير مهاراتهم البحثية. اضافة الى ذلك، يدير كالتيك بكل فخر واقتدار مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة ناسا، وهو مركز رائد عالميا لابحاث الفضاء واستكشافه وتطوير الروبوتات والمركبات الفضائية، ما يتيح للطلاب فرصة فريدة للمشاركة في مشاريع فضائية حقيقية. واخيرا، خرج كالتيك على مر تاريخه العديد من العلماء والمهندسين ورجال الاعمال البارزين الذين تركوا بصمات واضحة في مجالاتهم، بمن فيهم الحائزون على جائزة نوبل في مختلف فروع العلوم والذي يقدر عددهم بسبعين عالما، ما يؤكد جودة التعليم والبحث في هذه المؤسسة المرموقة.

تاسس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1891 باسم متواضع هو “مدرسة ثروب للفنون اليدوية” على يد رجل الاعمال والسياسي اموس جي ثروب. كانت المدرسة في بداياتها تركز على تعليم الحرف اليدوية والمهارات التقنية، ولكنها سرعان ما بدات في التطور والتوسع في مجالات العلوم والهندسة. تطورت المؤسسة عبر السنين بشكل ملحوظ، وشهدت تغيير اسمها عدة مرات قبل ان يعرف باسمه الحالي، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في عام 1920، وهو الاسم الذي يعبر بدقة عن طبيعة المؤسسة واهدافها. نما كالتيك تدريجيا ليصبح جامعة بحثية رائدة على المستوى العالمي، واكتسب سمعة مرموقة بفضل مساهماته الهامة والجذرية في مجالات العلوم والهندسة، حيث يعتبر منارة للعلم والمعرفة والتكنولوجيا على مستوى العالم.

يجري معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ابحاثا متطورة ورائدة تتجاوز حدود المعرفة في مجالات متنوعة وشاملة، تشمل الفيزياء النظرية والتجريبية، حيث تجرى دراسات معمقة حول الكون وقوانينه الاساسية، وصولا الى دراسة الجسيمات دون الذرية، وعلم الفلك واستكشاف الفضاء، من خلال دراسة الكواكب والنجوم والمجرات، وتطوير التلسكوبات والمركبات الفضائية، والكيمياء بجميع فروعها، من الكيمياء العضوية وغير العضوية الى الكيمياء الحيوية والفيزيائية، والاحياء الجزيئية والخلوية، التي تركز على دراسة العمليات الحيوية على المستوى الجزيئي والخلوي، والهندسة بفروعها المختلفة من الميكانيكية الى الكهربائية والفضائية، حيث تطور تقنيات جديدة في مجالات الروبوتات والطاقة والنقل، وعلوم الارض والكواكب ودراسة الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والتغيرات المناخية. هذه الابحاث لا تثري المعرفة العلمية فحسب، بل تساهم ايضا في حل مشاكل عالمية ملحة.

ضم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عبر تاريخه كوكبة من اشهر العلماء الذين ساهموا باسهامات جليلة في مختلف المجالات العلمية. من الصعب حصرهم جميعا، لكن ابرزهم ريتشارد فاينمان عالم فيزياء نظرية شهير، حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965 عن اعماله في الديناميكا الكهربية الكمية، وموراي جيل مان عالم فيزياء نظرية حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1969 عن اكتشافاته المتعلقة بتصنيف الجسيمات الاولية وتفاعلاتها، وكارل ساغان عالم فلك وكاتب ومروج للعلوم اشتهر بابحاثه في مجال الكواكب وبرنامجه التلفزيوني “الكون” ، ولينوس باولنغ عالم كيمياء حائز على جائزتي نوبل، الاولى في الكيمياء عام 1954 عن ابحاثه في طبيعة الرابطة الكيميائية، والثانية جائزة نوبل للسلام عام 1962 لنشاطه ضد التجارب النووية، واحمد زويل عالم كيمياء مصري امريكي حائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن اختراعه ميكروسكوب الفيمتوثانية الذي يمكن من خلاله رؤية حركة الذرات داخل الجزيئات عند حدوث التفاعلات الكيميائية، وجون فون نيومان عالم رياضيات وفيزياء وحاسوب مجري امريكي، ساهم في تطوير الحاسوب الحديث ونظرية الالعاب.

يولي كالتيك اهمية كبيرة لمشاركة الطلاب في هذه الابحاث، سواء في مرحلة الدراسة الجامعية الاولية او الدراسات العليا. ففي المرحلة الجامعية الاولية، يشجع الطلاب على الانخراط في مشاريع بحثية صغيرة تحت اشراف اعضاء هيئة التدريس، مما يكسبهم خبرة عملية قيمة ويساعدهم على تطوير مهاراتهم البحثية والتفكير النقدي. اما في الدراسات العليا، فيعتبر البحث العلمي جزءا اساسيا من البرنامج الدراسي، حيث يعمل الطلاب على مشاريع بحثية معمقة تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي.

يمتلك كالتيك مرافق حديثة ومتطورة على اعلى مستوى عالمي، تساعد الباحثين والطلاب على اجراء ابحاثهم بكفاءة وفعالية. تشمل هذه المرافق المختبرات المجهزة باحدث التقنيات والاجهزة، التي تمكن الباحثين من اجراء تجارب معقدة ودقيقة، والمراصد الفلكية المجهزة باقوى التلسكوبات، التي تتيح رصد ودراسة الاجرام السماوية بدقة عالية، ومراكز الحوسبة عالية الاداء التي تمكن الباحثين من اجراء عمليات محاكاة معقدة وتحليل كميات هائلة من البيانات. هذه المرافق توفر بيئة بحثية مثالية تشجع على الابتكار والاكتشاف.

يتعاون كالتيك بشكل وثيق مع مؤسسات بحثية وجامعات مرموقة في جميع انحاء العالم، مما يعزز تبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين والعلماء من مختلف الجنسيات والخلفيات العلمية، ويساهم في تقدم البحث العلمي على المستوى الدولي. هذه الشراكات تتيح للطلاب والباحثين في كالتيك فرصة التعاون مع باحثين من مؤسسات اخرى، والاطلاع على احدث التطورات في مجالاتهم.

يعتبر كالتيك بحق من افضل الجامعات على مستوى العالم للعديد من الاسباب، منها تميزه الاكاديمي ومعاييره الصارمة في اختيار الطلاب واعضاء هيئة التدريس، مما يضمن وجود نخبة من العقول الشابة والخبيرة في مكان واحد، وبحثه الرائد الذي يساهم بشكل فعال في تقدم العلوم والهندسة وخدمة البشرية، من خلال تطوير تقنيات جديدة وحلول مبتكرة لمشاكل عالمية، وبسبب خريجيه المؤثرين الذين يحدثون تغييرا ايجابيا في مجتمعاتهم من خلال ابتكاراتهم واكتشافاتهم، وبسبب تصنيفاته العالمية المتقدمة باستمرار في جميع قوائم تصنيف الجامعات العالمية المرموقة، ما يؤكد جودة التعليم والبحث في هذه المؤسسة المرموقة. هذه العوامل مجتمعة ترسخ مكانة كالتيك كاحدى اهم المؤسسات العلمية والبحثية في العالم، ومساهمته الكبيرة في اعداد جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على قيادة مستقبل العلوم والتكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • أحرار العالم في دائرة الإرهاب الأمريكي
  • رفضت قرار المتعجرف ترامب بتصنيف أحرار اليمن بالإرهاب:القرار يخدم الأجندة الصهيونية.. وموقف اليمن المناصر للمقدسات وسام شرف في سجل التاريخ
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • هذيان ترامب يهز النظام العالمي (كاريكاتير)
  • خطة ترامب لإعادة تشكيل النظام العالمي
  • “الدوما” الروسي: وكالة USAID الأمريكية شبكة إجرامية موّلت الإرهاب والمخدرات
  • تحليل CNN.. مقترح ترامب بشأن غزة يخلق وضعًا مرعبًا من شأنه هز النظام العالمي
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • القادري لـ سانا: تمكّن عدد كبير من المعلمين من العودة إلى أماكن عملهم التي هُجّروا منها بسبب النظام البائد، وهو ما يوفّر الاستقرار للمدارس في تلك المناطق
  • ندوة لتوقيع «تنظيم الإخوان المسلمين والعنف» في معرض القاهرة للكتاب