لجريدة عمان:
2025-01-18@19:18:44 GMT

مسارات رحيل نتانياهو

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

يودّ العديد من الإسرائيليين رحيل نتانياهو، ولكن لا توجد سبيل سهلة للقيام بذلك.

لا توجد آلية واضحة لفرض إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل. ولكنّ هناك طرقًا أخرى للإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي.

يُعتقد على نطاق واسع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسوف يضطر إلى التخلي عن منصبه بمجرد انتهاء الحرب ضد حماس في غزة.

تاريخيًا، لا يحظى نتانياهو بشعبية في استطلاعات الرأي، ويُلقى عليه اللوم في الإخفاقات الحكومية والأمنية التي أدّت إلى هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس، ومقتل ما يقدّر بنحو 1200 إسرائيلي واشتعال الحرب الصعبة التي تلت ذلك. ويواجه محاكمة طويلة الأمد بتهم فسادٍ متعددة.

أيضًا تحدى نتانياهو الرئيس بايدن فيما يتعلق بالجهود الأمريكية لإيجاد مسار ما بعد الحرب يفضي إلى حل الدولتين، بوجود دولة فلسطينيّة منزوعة السلاح إلى جانب إسرائيل. ومع أنّ فكرة إقامة دولة فلسطينيّة لا تحظى بشعبية بين الإسرائيليين، إلا أنّ تحدي واشنطن، في حدّ ذاته، يعدّ أمرًا محفوفًا بالمخاطر. لكن نتانياهو، البالغ من العمر 74 عامًا، والمعروف باسم «بيبي»، كان راقصًا رائعًا في مسرح السياسة الإسرائيلية المعقدة، بعد أن نجا من العديد من توقعات تنبأت بسقوطه. وفي الجانب الآخر، فإنّ إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل ليس مشرعا قانونيا حتى أواخر أكتوبر 2026. يقول (أنشيل فيفر)، المحلل في صحيفة هآرتس ذات التوجهات اليسارية: «نود جميعًا أن ننظر إلى ما بعد بيبي، لكن لا توجد طريقة لإجباره على الاستقالة».

والسؤال المطروح: كيف يمكن لنتانياهو أن يترك منصبه قبل ذلك الوقت؟

إليكم المسارات الأكثر احتمالًا، جنبًا إلى جنب مع مخاطرها.

المسار الأول: انهيار ائتلافه

إنَّ أبسط طريق للإطاحة بنتانياهو هو أن ينهار ائتلافه، فهو يحكم بـ64 مقعدًا في الكنيست المؤلف من 120 عضوًا. لذا فإن انشقاق خمسة أعضاء فقط من شأنه أن يسقط الحكومة، ويفرض إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.

يرأس نتانياهو حزب الليكود، الذي حصل على 32 مقعدًا في نوفمبر 2022، وهو أكبر عدد من المقاعد بين الأحزاب الأخرى. وكان عليه لتشكيل حكومة إشراك خمسة أحزاب أخرى، بما في ذلك حزبان صغيران من اليمين المتطرف بقيادة (بتسلئيل سموتريتش) و(إيتمار بن غفير)، اللذيْن تُبقي مقاعدهم الثلاثة عشر مجتمعة نتانياهو في السلطة، بينما ينشط هذا الحزبان كنوع من المعارضة اليمينية المتطرفة داخل الحكومة نفسها.

سموتريتش وبن غفير ليسا جزءًا من مجلس الوزراء الأمني في زمن الحرب الذي يضم أيضًا شخصيات معارضة من يمين الوسط مثل (بيني غانتس) و(جادي آيزنكوت)، اللذيْن وافقا على الانضمام إلى الحكومة بعد 7 أكتوبر، مما يعزز الائتلاف في الوقت الحالي. وكان سموتريتش وبن غفير شرسيْنِ في معارضتهما أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية، وكانا يحاولان تشجيع إعادة توطين المدنيين الإسرائيليين في غزة بعد الحرب. والأمر الأكثر إيلامًا بالنسبة لنتانياهو هو أنهما يعارضان أي صفقة رهائن مقابل أسرى قد تفضي إلى وقف إطلاق نار إسرائيلي طويل الأمد في غزة، مثل تلك التي يتم التفاوض عليها الآن. إذا ترك سموتريش وبن غفير الحكومة، وهو احتمال قوي إذا وافق نتانياهو على اتفاق وقف إطلاق النار، فيمكن لحزب معارضة آخر بقيادة (يائير لابيد) أن يتدخل مؤقتًا لإنقاذ صفقة الرهائن، ولكن لا لمنع إجراء انتخابات مبكرة.

أو قد يقرر سموتريتش وبن غفير التخلي عن نتانياهو من أجل فرض إجراء انتخابات، حيث سيخوضان الانتخابات كقادة للأحزاب التي من شأنها أن تسمح للاستيطان الإسرائيلي بالاستمرار وعرقلة أي جهد لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة. هدفهم من هذا السيناريو هو كسب العديد من ناخبي الليكود اليمينيين الذين يشعرون بالاشمئزاز من نتانياهو وحزبه بسبب إخفاقاتهم في 7 أكتوبر.

المسار الثاني: «التصويت البنّاء لسحب الثقة»

أما المسار الثاني والأكثر تعقيدا فيتلخص في «التصويت البنّاء لسحب الثقة». من حيث المبدأ، يمكن لأي عضو في البرلمان يحصل على دعم أغلبية أعضائه أن يصبح رئيسًا للوزراء. وفي الحكومة الحالية التي يقودها الليكود، من المرجح أن يأتي هذا التحدي من أحد أعضاء الحزب. يقول (أمنون أبراموفيتش)، المحلل السياسي في القناة (12) الإخباريّة الإسرائيليّة و(فيفر) من صحيفة هآرتس، إن خمسة مشرعين على الأقل من حزب الليكود سيتعين عليهم الانفصال عن الحكومة الحالية، واتخاذ قرار بشأن بديل لنتانياهو من داخل حزبهم، ثم الحصول على موافقة أغلبية المشرعين على البديل. الهدف من هذه الآلية هو إسقاط الحكومة بينما يتم تنصيب أخرى بأقل قدر من التعطيل. وسيكون لذلك ميزة إبقاء الليكود في السلطة مع تجنب إجراء انتخابات مبكرة.

المشكلة، كما قال أبراموفيتش، هي أن سياسيي الليكود الذين من المرجح أن يقودوا مثل هذه المناورة، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت؛ أو رئيس بلدية القدس السابق، نير بركات؛ أو يولي إدلشتين، رئيس الكنيست السابق، «جميعهم يبحثون عن تأييد الآخرين، فهم يريدون أن يكونوا قادة لا تابعين».

فيفر يؤيد هذا الرأي قائلا: «لا أحد يريد أن يهب القيادة على طبق من ذهب لمنافسه». مضيفا: «إن نتانياهو ماهر للغاية وذو خبرة في تأليب المنافسين ضد بعضهم البعض وتهديدهم بالموت السياسي إذا تحركوا ضده، مستعملا في بعض الأحيان ملفات محفوظة بعناية».

قيادة الليكود تعلم أيضا أنه بناء على استطلاعات الرأي الحالية، فإن الحزب سوف يُسحق في أي انتخابات جديدة. يقول أبراموفيتش: إن نتانياهو فقد «ربما 50 بالمائة من دعمه» بين ناخبي الليكود بسبب إخفاقاته الأمنية، ورفضه تحمّل المسؤولية عن كارثة 7 أكتوبر، وما يعدونه «اللعب بالسياسة في زمن الحرب».

هناك تعقيد آخر، يُعرف باسم «القانون النرويجي»، والذي يسمح للوزراء بالتخلي عن مقاعدهم الوزارية للتركيز على وظائفهم الوزارية وشغل المقاعد بشكل مؤقت بآخرين من حزبهم. لذا، يتعين على أي زعيم جديد لحزب الليكود أن يضمن أن الوزراء العائدين إلى مقاعدهم في الكنيست سوف يدعمونه ليكون رئيسًا للوزراء.

المسار الثالث: خروج المعارضة من حكومة الوحدة

يمكن لغانتس وآيزنكوت، وكلاهما جنرالان سابقان معتبران، أن ينسحبا من حكومة الوحدة في زمن الحرب ويحاولا قيادة حركة تهدف إلى إجراء انتخابات مبكرة. ولكن بما أن كلا منهما يفتقر إلى الأغلبية، فلن يتمكن أي منهما من إسقاط حكومة نتانياهو بمفرده.

وبما أنّ الانتخابات الجديدة ستتطلب حملة مدتها ثلاثة أشهر، فإن نتانياهو سيبقى رئيسا للوزراء من دون الأخذ بآرائهما أو التأثر بقيودهما على تصرفاته خلال الحرب. وقد أدى هذا الوضع، بالإضافة إلى مبدأ الوحدة في زمن الحرب، إلى إبقاء كل من غانتس وآيزنكوت داخل الحكومة حتى الآن. لكنهما قد يغيّران رأيهما إذا وقع اتفاق ممتد لإطلاق النار وانتهت الحرب. ويعتبر غانتس، الذي يعد حاليًا السياسي الأكثر شعبية في إسرائيل، هو الأكثر ترددًا بشأن ما إذا كان سيترك الحكومة أم لا، ومتى سيكون ذلك، في حين كان آيزنكوت، عضو في حزب غانتس، أكثر صراحة في انتقاداته لنتانياهو خلال الحرب.

المسار الرابع: الاحتجاج المدني

أما المسار الرابع، الذي ينظر إليه البعض بأنه الأرجح، فيتمثل في تجدد المظاهرات المناهضة لنتانياهو التي قسمت إسرائيل لمدة تسعة أشهر تقريبًا قبل أحداث 7 أكتوبر. لقد أوجدت الحرب شكلًا من أشكال الوحدة بين الإسرائيليين، لكن هذه الوحدة بدأت تتصدع بشأن بعض القضايا مثل الرهائن، وكيفية إنهاء الحرب، وماذا نفعل بشأن غزة والفلسطينيين عندما تتوقف الأعمال العدائية.

يقول أبراموفيتش: إذا ترك غانتس وآيزنكوت الحكومة، فسيكون السؤال هو: إلى أي مدى يمكن لمنافسي نتانياهو وعائلات الرهائن والجنود الذين قتلوا أو جرحوا أن ينظموا احتجاجات واسعة النطاق ومستمرة «قد تهز هذه الحكومة وتفرض انتخابات جديدة؟».

يقول (ناتان ساكس)، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز: إن المظاهرات التي تتجاوز اليسار السياسي وتجمع بين القلق بشأن الرهائن والغضب من إخفاقات 7 أكتوبر «يمكن أن تمارس ضغطا حقيقيا على التحالف لإجراء انتخابات في وقت ما في عام 2024».

وهذا من شأنه أن يمثل معضلة للرئيس بايدن؛ لأن اقتراحه بالعمل على حل الدولتين بعد الحرب قد رفضه نتانياهو، وسيعتمد أيضًا على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. لكن المسؤولين الأمريكيين يشيرون أيضا إلى أن المواجهة المباشرة مع نتانياهو من المرجح أن تؤدي إلى نتائج عكسية، مما يدعم حملته داخل الليكود والبلاد بشكل عام باعتبارها الحاجز الذي لا غنى عنه أمام الدولة الفلسطينية.

يقول (ناحوم بارنيا)، وهو كاتب عمود في صحيفة يديعوت أحرونوت، وهي صحيفة إسرائيلية شعبية، إن ما يصل إلى 80% من الإسرائيليين يريدون رحيل نتانياهو، «لكن ليس لدينا آلية يمكنها كسر الحكومة الحالية؛ فهو -أي نتانياهو- لا يزال نشطًا للغاية، ولا يؤمن بأنه مذنب أو مسؤول. ولا أستبعد أن يفوز حتى على الرئيس بايدن».

ستيفن إيرلانجر هو كبير المراسلين الدبلوماسيين في أوروبا ومقره في برلين. وقد قدم تقارير من أكثر من 120 دولة، بما في ذلك تايلاند وفرنسا وإسرائيل وألمانيا والاتحاد السوفييتي السابق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إجراء انتخابات مبکرة فی زمن الحرب وبن غفیر رئیس ا

إقرأ أيضاً:

ما هو مصير الحكومة واليمين الإسرائيلي بعد الصفقة؟

جاءت الصفقة أو اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، نتيجة لعوامل عديدة، أهمّها الضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على نتنياهو للقبول بالاتفاق، والمفارقة أنه نفس الاتفاق تقريبًا الذي اقترحه الرئيس جو بايدن في مايو/ أيار 2024، وماطل نتنياهو في التوقيع عليه، من أجل إجراء مباحثات وقف إطلاق النار تحت مظلة ترامب، وهو رهان خسره نتنياهو، حيث فرض عليه ترامب مقترح بايدن على عكس توقعات اليمين.

هنالك خيبة أمل في صفوف اليمين الإسرائيلي تجاه ترامب، كما ظهر في خطابهم في الأيام الأخيرة، حيث تغير وصفه من "المنقذ"، إلى القول إنه يجب "احترام ترامب، ولكن مع التشكيك بكل وعوده وسياساته".

السبب الثاني الذي دفع مساعي الاتفاق، هو تحول موقف المجتمع الإسرائيلي نحو تأييد وقف الحرب على قطاع غزة من أجل إطلاق سراح الأسرى والرهائن الإسرائيليين.

كان المجتمع الإسرائيلي في السابق يؤيد التوقيع على صفقة أو اتفاق لا يكون ثمنه وقف الحرب، بدأ هذا التحول بعد مقتل يحيى السنوار، والتسوية مع لبنان، حيث أصبح المجتمع الإسرائيلي يؤيد إطلاق سراح الأسرى والرهائن حتى لو كان الثمن وقف الحرب، فلم يعد استمرار الحرب محل إجماع في داخل المجتمع الإسرائيلي.

إعلان

السبب الثالث، هو فشل العملية العسكرية في شمال قطاع غزة، والتي ظهرت كورقة الضغط الأخيرة على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الأسرى والرهائن من خلال المقايضة بين الأرض والأسرى، وإجبارها على التوقيع على اتفاق يستجيب كليًًا للشروط الإسرائيلية.

لم تحقق هذه العملية هدفها فحسب، بل ارتدت على الحكومة الإسرائيلية، فتحولت إلى عامل يدفع الإسرائيليين لوقف الحرب، بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف الجنود، واختلاط الأهداف المعلنة للعملية العسكرية (خطة الجنرالات) والتي تتمثل في الضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى والرهائن، بالهدف الأيديولوجي لليمين الإسرائيلي الذي يعتبرها عملية لبناء المستوطنات وليس لتحرير الأسرى والرهائن الإسرائيليين.

في هذا الصدد، ارتكب نتنياهو ثلاثة أخطاء جوهرية في إدارة الحرب:

الأول: رفضه التوقيع على مقترح بايدن في مايو/ أيار عندما كان المجتمع الإسرائيلي يؤيد استمرار الحرب.

الثاني: عملية شمال قطاع غزة والتي كلفت الجيش 55 جنديًا من القتلى، ومئات الجرحى وأدت إلى تآكل الإجماع على الحرب وأعادت الحساسية الإسرائيلية لمقتل الجنود والتي لم تكن قائمة في السنة الأولى من الحرب.

الثالث: الرهان على دونالد ترامب، والذي تبين أنه رهان خاسر، حيث لم يدرك اليمين ونتنياهو أن أولويات ترامب مختلفة عنهم، بل يرى في استمرار الحرب عائقًا أمام تصوراته "للسلام" في الشرق الأوسط.

تُشكل الصفقة اصطدامًا مباشرًا مع منظومة اليمين الجديد في إسرائيل، وهو اليمين الذي بدأ يتشكل في المشهد السياسي الإسرائيلي منذ العام 2009، مع عودة نتنياهو للحكم.

اتكأت منظومة ذلك اليمين الجديد على مجموعة من الأفكار، أهمها:

رفض الانسحاب من أراضٍ تحتلها إسرائيل، واعتبار الانسحاب دليلًا على الضعف الداخلي، والتصدع للمشروع الاستيطاني، وتهديدًا للأمن القومي. وتعهدوا أن يكون الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة عام 2005 هو الأخير الذي تنفذه إسرائيل. رفض صفقات تبادل أسرى، ليس فقط لما فيها من تهديدات أمنية (وهو محل اتفاق مع فئات غير يمينية)، وإنما لأنها تمثل قبولًا بوجود حركة وطنية فلسطينية، وكيان سياسي للطرف الآخر، وهو يتناقض مع خطاب اليمين الجديد الذي لا يعترف بوجود شعب فلسطيني أصلًا، حتى يتم الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، كما حدث في إسرائيل منذ التسعينيات مع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية. إعلان

في خضم الأزمة التي حدثت للائتلاف الحكومي بعد إعلان بن غفير عن استقالته ووزراء حزبه من الحكومة إذا أقرت الاتفاق، من المرجح أن يميل حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش للبقاء في الحكومة، وذلك من أجل الاستمرار بمشروعه الاستيطاني في الضفة الغربية الذي يعتبره الأهم، وصاحب الأولوية على إسقاط الحكومة.

سيخرج وزراء وأعضاء تيار الصهيونية الدينية ضد الاتفاق بشكل قاسٍ، ويعتبرونه كارثيًا على أمن إسرائيل، وسيسوّقون بقاءهم في الحكومة بالوعد باستئناف الحرب، وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية.

هنا يجب التفريق بين جمهور حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش وجمهور عظمة يهودية برئاسة بن غفير في موقفهما من الاتفاق، وذلك بسبب الاختيارات المختلفة لكل منهما؛ فجمهور سموتريتش يتشكل بالأساس من مستوطني الضفة الغربية، وهو حزب المستوطنين بامتياز.

أما جمهور حزب "عظمة يهودية" بقيادة بن غفير فيتنوع بين مستوطنين ويمين محافظ من اليهود الشرقيين على وجه الخصوص، الذين جذبهم خطاب بن غفير الشعبوي في وعوده بتحقيق الأمن الشخصي والتنكيل بالفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وتشدده بشأن الأسرى الفلسطينيين في فترة شغله منصب وزير الأمن القومي.

لذلك تعتبر الصفقة عمليًا ضربة في صميم خطاب بن غفير، لا سيّما فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، حيث عمل على التنكيل بهم، وتفاخر بفرض قيود وحشية عليهم، في خطاب عام استهدف مجمل الإسرائيليين، في حين ركز سموتريتش خطابه وعمله على الاستيطان وجمهور المستوطنين.

لذلك فإنه يستطيع تسويق بقائه في الحكومة في صفوف جمهوره، بأن ما حققته الصهيونية الدينية كحزب وتيار في الحكومة الحالية غير مسبوق، وهي فرصة تاريخية لن تتكرر، فإذا خرج من الحكومة، فسيصبح المشروع الاستيطاني الذي يعمل عليه مُهددًا بالانهيار، ومصلحة تياره إذن ستكون البقاء في الحكومة والتصويت ضد الاتفاق.

إعلان

سيعمل نتنياهو على تسويق الاتفاق باعتباره يتيح فرصًا إستراتيجية جديدة لإسرائيل في المنطقة، مثل إنجاز اتفاقات تطبيع مع دول عربية أخرى، ويضمن نهاية حكم حركة حماس السياسي في قطاع غزة.

في المقابل يمكن الادعاء أن هذا الاتفاق قضى على مستقبل نتنياهو السياسي، وسيكون ذلك في أول انتخابات تجري في إسرائيل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • سموتريتش سيبقى في الحكومة بعد خضوع نتنياهو لشروطه
  • علي الدين هلال يكشف التحديات التي تواجه الحكومة.. وعلاقاتها مع إدارة ترامب -(حوار)
  • إعلام إسرائيلي: الصفقة تؤكد إخفاق الحكومة والجيش ورئيس الأركان
  • بعد 15 شهراً من الحرب على غزة.. الحكومة الإسرائيلية تصدق على اتفاق وقف إطلاق النار
  • الحكومة الإسرائيلية تبدأ إجتماعها للتصويت على الصفقة ونتنياهو يمنع أعضاء حزبه من إجراء مقابلات صحفية
  • ذكرى رحيل فاتن حمامة..أيقونة السينما المصرية التي خلدت تاريخها بفن راقي
  • ما هو مصير الحكومة واليمين الإسرائيلي بعد الصفقة؟
  • اتفاق غزة يضع نتانياهو أمام معركة "المستقبل السياسي"
  • بن جفير : سنستقيل من الحكومة الإسرائيلية عند التصديق على الصفقة
  • الرشق: شروطنا التي طرحناها في بداية الحرب انتزعناها كلها وجثى المحتل على الركب