الموقف الإسباني المنصف للحق الفلسطيني
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
ظلت إسبانيا عبر عقود تتبنى مواقف سياسية، وإنسانية عادلة وإيجابية ومتضامنة مع حق الشعب الفلسطيني، ومن مواقفها الدالة على ذلك أنها كانت من أواخر الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى عام 1986، لاختلافات سياسية مع إسرائيل، وخلال العام 1991 استضافت إسبانيا مؤتمرًا كبيرًا للسلام في الشرق الأوسط دعت خلاله جميع أطراف الدول العربية المنخرطة في الصراع مع إسرائيل، وكان هذا المؤتمر من القوة لدرجة أنه ساهم في التوصل إلى سلام بين فلسطين، وإسرائيل بإشراف رئيس أمريكا أن ذاك بيل كلينتون، وتوقيع اتفاقية أوسلو التي نصت على الاعتراف المتبادل بين إسرائيل برئاسة شيمون بيريز، وفلسطين برئاسة ياسر عرفات، ولهذا فقد ظلت إسبانيا من خلال زعمائها ورموز وقادة أحزابها، وعلمائها، وأدبائها ومفكريها بمن فيهم الكثير من أساتذة الجامعات الإسبانية متعاطفة مع القضية الفلسطينية، وداعية عبر منابرها، وعبر المنتديات الدولية الدول للاعتراف بدولة فلسطين، ومن ذلك أن تبنى البرلمان الإسباني عام 2014 وبالإجماع قرارًا غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ثم جاءت المواقف المشرفة لإسبانيا تباعًا خلال قيام إسرائيل بعدوانها الغاشم المتواصل على قطاع غزة على إثر عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر الماضي، فقد عارضت إسبانيا، وبشدة العمليات الإسرائيلية الوحشية التي تستهدف أرواح المدنيين، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وقدمت اقتراحًا يهدف إلى عقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية، كما طالبت إسبانيا، ومن خلال وزيرة الحقوق الاجتماعية بلدان الاتحاد الأوروبي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ومحاكمة قادتها لقتل المدنيين العزل، وتشريدهم في قطاع غزة بلا مأوى، وكانت مدينة برشلونة الإسبانية قد دعت عبر رموزها إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، لإجبارها على وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي أقنع فيه نتنياهو أمريكا، وحلفائها الغربيين بقطع الدعم عن الأونروا لاتهامها بمساندة بعض من موظفيها حركة حماس في هجومها على إسرائيل، كانت إسبانيا من أوائل الدول التي أعلنت مواصلة دعمها وتضامنها مع الأونروا، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية الإغاثية للفلسطينيين، بعد أن قررت الحكومة الإسبانية رفع قيمة المساعدات إلى أكثر من مائة مليون يورو، وقد دعا رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" الاتحاد الأوروبي للاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، وهو ما قوبل بالرفض من جانب الاتحاد الأوروبي، ما جعل حكومة إسبانيا تعلن عن نيتها إعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية، وشكك سانشيز علنًا في عدم احترام إسرائيل للقانون الإنساني الدولي، كما أعلن صراحة أمام دول الاتحاد الأوروبي أن مصلحة الاتحاد الأوروبي، ولأسباب أخلاقية هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لوضع حد للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من أجل استقرار المنطقة والعالم، كما اعتبر رئيس الوزراء الإسباني أن ما يحدث في غزة من إبادة جماعية أمر غير مقبول، وقد أعلن أيضًا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أواخر يناير الماضي ٢٠٢٤ مواصلة دعم بلاده للأونروا، وتأييد إسبانيا للحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، ودعوة إسرائيل إلى منع الإبادة الجماعية، والمطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما يدل على نزاهة الموقف الإسباني الذي عمل دوماً على التعاطف مع القضية الفلسطينية مؤمنًا بفكرة حل الدولتين، وإقامة فلسطينية، ومناشدًا المجتمع الدولي بالتدخل لرفع الظلم، والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والعمل على تحريره وحمايته، ليظل هذا الصوت الإسباني الحر صوتًا للحق والعدل، صوتًا داعياً إلى الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية يومًا، وإن كان هو صوت منفرد يغرد خارج السرب الأوروبي العنصري الناكر للحق الفلسطيني، فإن هذا الصوت سيقوى، ويكون دافعًا للعالم الحر للاعتراف بدولة فلسطين، ما يدعو إلى تضامن، وتقارب بلداننا العربية والإسلامية بإسبانيا والإشادة بموقفها المشرف، ودفعها للمضي قدمًا في إدانة إسرائيل، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بالدولة الفلسطینیة الاتحاد الأوروبی مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء الفلسطيني: غزة صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وباقي أراضينا
فلسطين – أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن الحكومة تبذل جهودا من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي، مشددا على أن قطاع غزة هو صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وباقي أراضينا.
وقال رئيس الوزراء: “نواجه تعقيدات في الوضع العام نتيجة استمرار العدوان على شعبنا في قطاع غزة، وإعادة احتلاله من قبل إسرائيل، بالإضافة الى محاولات الاحتلال لفصل الضفة الغربية عن القطاع، في محاولة لإجهاض تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وشدد، على أن “قطاع غزة هو صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وباقي الأراضي الفلسطينية، وكما أكد الرئيس محمود عباس على أنه لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة وحدها”، لافتا إلى أنه “عند انتهاء العدوان، سيتم العمل على إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية سياسيا وجغرافيا ومؤسساتيا، تحت راية منظمة التحرير ودولة فلسطين”.
وأكد مصطفى أن “الحكومة تبذل كافة الاتصالات والجهود الدبلوماسية وبتوجيهات من الرئيس من أجل وقف حرب الإبادة على شعبنا، وإنقاذ قطاع غزة من الاحتلال الجديد، والتركيز على الجانب الإغاثي، والبدء بعملية الإعمار وتوحيد المؤسسات”.
وأضاف: “المرحلة الحالية تتطلب مسؤولية جماعية من أجل إنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة من الدمار والوضع الإنساني الكارثي، وتوحيد الجهود الوطنية الداخلية، والمصالحة الوطنية ضرورية والانقسام في نهايته، في الطريق نحو تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الواحدة والموحدة”.
وتابع رئيس الوزراء: “نبذل كافة الجهود من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي في الضفة الغربية، رغم محاولات الاحتلال لنقل الحرب في قطاع غزة نحو الضفة، من خلال الحملات الممنهجة على شمال الضفة الغربية واستهداف المخيمات بالدرجة الأولى لإنهاء قضية اللاجئين، بالإضافة الى فرض الحصار المالي بالخصومات من أموال المقاصة، والاغلاقات والحواجز وإعاقة الحركة”.
وأشار الى أن الحكومة تعمل من أجل استعادة أموال المقاصة المحتجزة والتي بلغت ملياري دولار، مؤكدا أن اسرائيل تخصم أكثر من 500 مليون شيكل من أموال المقاصة شهريا.
المصدر: وفا