قبل أيام كنت فى زيارة لأحد الأماكن السياحية بصحبة عدد من الأصدقاء، وعلى الرغم من تميز المكان بمناظره الخلابة، وتهيئته بعمل ممرات للزائرين وتنظيم محلات بيع التذكارات فى أماكن محددة، إلا أن أكثر ما لفت نظرنا هو قيام الزوار بإلقاء مخلفات زجاجات المشروبات الغازية والمياه فى الطرقات، على الرغم من وجود أماكن مخصصة للقمامة على بعد خطوات فقط، وهو ما كان مادة لبداية حديث مطول عن الوعي السياحي فى مجتمعنا.
حكى كل زميل عن زياراته للدول التى تعتبر وجهات سياحية عن الإمكانات الهائلة التى يتم وضعها فى خدمة السائحين منذ لحظة استقبالهم فى المطار وعن التسهيلات التى يتمتعون بها، ناهيك بالطبع عن نظافة ورونق المعالم والمزارات التى تعطي بريقا أخاذا، على الرغم من أنها تقل فى جمالها عن كثير من المعالم الأثرية فى بلدنا، بالإضافة بالطبع إلى وعي مواطني تلك الدول فى التعامل مع السائح باعتباره مصدرا للدخل القومي.
للأسف تؤدى قلة الوعي بالتعامل الجيد مع السائح إلى دفع بعض السياح إلى كتابة ملاحظاتهم، فور عودتهم إلى بلادهم، واعتبار زيارتهم "تجربة سيئة" بسبب بعض محاولات "النصب والابتزاز" التى تعرضوا لها، فهناك البعض ممن يتعاملون مع السياح بشكل مباشر، يجيدون فن التحايل على السائح ويعتبرونه "مشروع نصب"، ومن بين هؤلاء سائقو التاكسي، والباعة فى الأماكن المحيطة بالمعالم الأثرية والسياحية، وأصحاب الحناطير والجِمَال وخلافه.
استمعت كثيرا لقصص من هذا النوع من سائقى التاكسي أنفسهم، وهم يعتبرون ذلك من قبيل الشطارة والفهلوة، الأمر الذى جعل أى سائح يتعامل بحذر شديد حتى لا يقع ضحية النصب، ومع ذلك يحدث الابتزاز، مشكلات القطاع السياحي كانت عنوانا لطلبات إحاطة تمت مناقشتها منذ أسبوعين خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ بحضور وزير السياحة، الذى أكد أن القطاع حقق فى عام 2023 رقماً قياسياً فى حجم الحركة السياحة الوافدة إلى مصر باستقبال 14.906 مليون سائح وهو أعلى معدل للحركة فى تاريخ السياحة فى مصر، حيث حقق عام 2010 وهو عام الذروة 14.731 مليون سائح، الوزير قال للنواب تأكيدا على حديثه: "أطمنكم، الدنيا ماشية كويس في أول كام يوم من السنة الجديدة".
مصر تملك ثلث آثار العالم بالإضافة إلى السياحة الشاطئية فى الغردقة وشرم الشيخ ودهب ومرسى علم، حيث تتدفق أعداد هائلة من السياح الروس والأوكرانيين والأوربيين لما تتمتع به هذه المدن من شواطئ مشمسة وأماكن للغوص، الذى يعشقه الكثيرون ممن يرتادون هذه الأماكن، أضف إلى ذلك السياحة الدينية وغيرها، وبالتالي يجب علينا التعامل مع قطاع السياحة باهتمام أكبر، والعمل على نشر الوعي بين طلاب المدارس والأطفال عامة وكذلك كل فئات المجتمع بالطريقة الصحيحة للتعامل مع السائح باعتباره مصدرا أساسيا لمصادر الدخل القومي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يوافق على قوة جديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة الضوء الأخضر لقوة جديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال من المفترض أن تتولى مواجهة جماعة الشباب الإرهابية، ومن المقرر نشر الجنود في يناير 2025.
تم اعتماد القرار من قبل 14 دولة من الدول الأعضاء في المجلس البالغ عددها 15 دولة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بسبب تحفظات بشأن التمويل، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
ينص القرار على استبدال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، التي تنتهي ولايتها في 31 ديسمبر الجاري، ببعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال (AUSSOM).
تمت دعوة ممثلين من الصومال وجارتها الغربية إثيوبيا للمشاركة في اجتماع المجلس، على الرغم من عدم السماح لهم بالتصويت.
وقال الممثل الصومالي "نؤكد أن تخصيصات قوات الاتحاد الأفريقي الحالية تم الانتهاء منها من خلال اتفاقيات ثنائية"، مضيفًا أن 11 ألف جندي تم التعهد بهم حاليًا.
اشتعلت التوترات في منطقة القرن الأفريقي بعد أن وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم غير قانونية في يناير من العام الجاري، مع المنطقة الانفصالية أرض الصومال.
هذا الشهر، توسطت تركيا في اتفاق لإنهاء النزاع المرير الذي دام قرابة عام بين الصومال وإثيوبيا، على الرغم من أن القوات الإثيوبية لن تشارك في قوة الاتحاد الأفريقي الجديدة.
قال مصدر عسكري بوروندي لوكالة فرانس برس شريطة عدم الكشف عن هويته إن بوروندي لن تشارك في القوة الجديدة أيضًا.
وينص النص الذي تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إمكانية استخدام آلية أنشأها العام الماضي، والتي بموجبها يمكن تمويل قوة أفريقية يتم نشرها بضوء أخضر من الأمم المتحدة بنسبة تصل إلى 75% من ميزانية الأمم المتحدة.
وقالت مندوبة الولايات المتحدة دوروثي شيا، مبررة امتناع بلادها عن التصويت: "في رأينا، لم تتوفر الظروف للانتقال الفوري إلى تطبيق" هذا الإجراء.