الأسبوع:
2025-03-04@06:21:03 GMT

الاقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

الاقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة

يعرف الاقتصاد الدائرى على أنه اقتصاد تصميمى يهدف إلى الحفاظ على المنتجات والمواد فى أعلى فائدة، وقيمة لها واستخدامها أكثر من مرة، يعد الاقتصاد الدائرى منهجًا مناسبًا لإجراء الانتقال من النماذج الاقتصادية الحالية ذات الطبيعة غير المستدامة إلى النماذج ذات الطبيعة الأكثر استدامة، وبدأ الاهتمام بالاقتصاد الدائرى فى أواخر الستينيات بهدف توفير بديل أفضل للنماذج الاقتصادية المهيمنة على الصناعة، والتى أدت إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور البيئة، ويهدف الاقتصاد الدائرى إلى تشجيع الاعتماد على ما يسمى بأنماط إنتاج إغلاق الحلقة داخل النظام الاقتصادى، مما يحقق توازنًا بين الإنتاج الصناعى، والحفاظ على البيئة، ويركز الاقتصاد الدائرى على عدة دعائم مثل إعادة التدوير، ومراعاة الأبعاد البيئية للعمليات الصناعية، والتركيز على مبادئ التكامل الصناعى، والاهتمام بالتصميم المتجدد بالإضافة إلى تحول أنماط الاستهلاك، ويتميز الاقتصاد الدائرى بفكر شمولى ومنهجى فيما يتعلق بتدفق المواد والطاقة، للوصول إلى تعظيم القيمة المضافة مع الحد من الآثار السلبية من خلال إغلاق حلقات المواد، وضمان المشاركة المجتمعية.

ويهتم الاقتصاد الدائرى بالإنتاج والاستهلاك من حيث إعادة هيكلته وتنظيمها من جديد من خلال هيكلة تصميم سلاسل الإمداد والتوريد، والابتكار وتطوير التكنولوجيا، والتغير فى سلوك المستهلكين والسياسات والتنظيمات التى تمكن لهذه التغيرات، فالاقتصاد الدائرى يحفز على استخدام التكنولوجيا لدعم خلق منتجات وأنظمة تتم فيها إعادة استخدام المواد، وإعادة تدويرها وإعادة تصنيعها والتوجه نحو سياسة التشارك بدلاً من الامتلاك من خلال تحويل الملكية من المستهلك إلى المنتج، ويساعد على تقليل استخدام الموارد إلى أدنى حد ممكن، وتقليل الحاجة من مدخلات جديدة من الموارد والطاقة مما يقلل الضغط البيئى المرتبط بدورة حياة المنتجات، ومن أهم المؤشرات التى من خلالها يمكن التنبؤ بأهمية الحاجة نحو الاقتصاد الدائرى فى مصر منها على سبيل المثال ارتفاع حجم المخلفات الالكترونية حيث بلغ حجم المخلفات الالكترونية حوالى 90 ألف طن سنويا يأتى 58% منها من القطاع الخاص، و23% من المنازل، و19% من القطاع العام، ووفقًا لتقرير إدارة المخلفات الصلبة بجهاز شئون البيئة المصرى، تنتج مصر 90 مليون طن من المخلفات تبلغ حصة المخلفات البلدية منها حوالى 22 مليون طن سنوياً بمعدل 59 ألف طن يوميًا من المخلفات البلدية الصلبة، و30 مليون طن من المخلفات الزراعية، 2.9 مليون طن من المخلفات الصناعية مما يعنى أن الماد الخام لتوليد الطاقة من النفايات متوفرة بشكل كبير، ومع ذلك نجد أن نسبة الاعتماد على طاقة النفايات فى مصانع الأسمنت لا تتعدى 4% من المتوسط، فإن ثروة مصر من النفايات ضخمة جدًّا ولكنها للأسف لا تستغل على الوجه الأمثل، ويبلغ حجم النفايات المستخدمة فى إنتاج الوقود البديل فى مصر 1.2 مليون طن سنويًا، ويرى منتجو الأسمنت أنه لا توجد رؤية على المدى الطويل فى مصر للتحول للطاقة البديلة، مدللين على ذلك بأن الحكومة ظلت لسنوات طويلة تدعم الوقود التقليدى، كما أن المحروقات التى تستخرج من القمامة يمكن استغلالها كبديل للفحم لأنها الأرخص سعرًا، وبالنسبة للمستهلكين المصريين، فإن إعادة استخدام منتجاتهم فى شكل أفضل ستودى إلى ارتفاع قوتهم الشرائية حيث ستكون تكلفة تجديد، وإعادة تدوير منتجاتهم أقل من شراء منتجات جديدة، وبالتالى فإن ميزانياتهم ستشهد تحسنًا واضحًا بسبب انخفاض إنفاقهم على السلع الجديدة، أما بالنسبة للاقتصاد المصرى، فالتوسع فى أنشطة الاقتصاد الدائرى ستوثر على انخفاض حجم النفايات الضارة من المنتجات التى تم التخلص منها، وكذلك تحسنًا فى عملية الإنتاج التى تعتمد على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالى تحسن جودة الهواء، وتقليل التلوث مع تعظيم الإيرادات من الإنتاج، وإضافة المزيد من القيمة المضافة إلى الاقتصاد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: من المخلفات ملیون طن

إقرأ أيضاً:

حزب العدل: شهر رمضان سراج يُضئ طريقًا للتنمية المستدامة

قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، إن شهر رمضان في مصر هو أكثر من مجرد فترة للصيام والعبادة، فهو شهر يُعزز الروابط الاجتماعية ويبث روح التكاتف بين الناس، منوها بأن رمضان في مصر يمتاز بطقوسه الفريدة وأجوائه الخاصة التي تملأ الشوارع والمدن بالبهجة والنور.

وأضاف "بدرة"، في بيان اليوم الاثنين، أنه عادةً ما تبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر قبل بدايته بوقتٍ طويل، حيث يستعد المصريون بتزيين الشوارع بالفوانيس والأضواء الملونة التي تضفي على الأجواء سحرًا خاصًا، وتأخذ المساجد مكانة خاصة في هذا الشهر، حيث تتزايد أعداد المصلين وتتوالى الصفوف خلال صلاة التراويح لتعم أرجاء المكان بسكينة روحية وشعور بالسلام.

وأوضح أن الإفطار الجماعي يُمثل أحد أبرز مظاهر التواصل الاجتماعي في رمضان، إذ يجتمع الأقارب والأصدقاء حول مائدة واحدة يملؤها الألفة والمحبة، ويتشاركون الأحاديث واللحظات الدافئة، مما يُعزز روح التكافل والتراحم بينهم، ولا تخلو الشوارع من مشاهد موائد الرحمن، حيث يُبادر العديد من الخيرين والمحبين للإنسانية بتنظيم هذه الموائد لإفطار الصائمين وتقديم المساعدة للمحتاجين، وهو ما يعكس قيمة العطاء والتكاتف في المجتمع المصري.

وأوضح مساعد رئيس حزب "العدل" لشؤون تنمية الصعيد، أنه يمتد التواصل إلى الأحياء والمناطق المختلفة، حيث يسعى الناس إلى تقديم كل ما يستطيعون لمساندة بعضهم البعض، وتنتشر المبادرات التطوعية التي تهدف إلى تقديم الدعم للأسر الفقيرة، وتجهيز السلات الغذائية وتوزيعها على المحتاجين، مما يُبرز روح المودة والتلاحم بين أبناء المجتمع.

وأكد أنه في رمضان ليس الهدف هو الصيام عن الطعام والشراب وحسب، بل هو شهر يجمع الأسر والمجتمعات على قيم الخير والعطاء، ويُعمق الإحساس بالمشاركة والانتماء، مما يجعل من رمضان في مصر تجربةً فريدةً تحتفي بالإنسانية وتنشر الأمل والمحبة في كل زاوية ومنزل.

ونوه بأن رمضان شهر يدعم كل مبادئ الاستدامه المجتمعيه التي تقوم على تعزيز الجهود المجتمعية، مما يُساعد في نشر القيم الإيجابية والتعاون وتبادل الخبرات ومنها القيم الثقافية والاجتماعية، والقيم الرمضانية تُعزز العطاء والتكاتف أكثر ترسيخاً في الحياة اليومية، وقد يزداد تلاحم المجتمع، حيث سيستمر الناس في تبادل الإفطار والسحور معاً، مما يُعزز العلاقات الأسرية والاجتماعية ويطور من الخبرات والثقافات بين الأجيال.

وأكد أنه خلال شهر رمضان تتشكل عادات غذائية جديدة، حيث يعتاد الناس على نظام غذائي يُناسب جدول الصيام اليومي مما للصيام من فوائد قد تؤدي إلى تحسين الصحة العامة لدى البعض بفضل النظام الغذائي المتوازن، في حين قد يجابه آخرون تحديات صحية بسبب نقص الاستعداد البدني للصيام المستمر، فضلا عن التأثير على العمل والإنتاجية، قد تكون ساعات العمل أقصر لكن الإنتاج مُماثل للأيام العادية، ما يثبت أن طرق توظيف الوقت هي المشكلة وليس المدة الطويلة، مما يتطلب طرقاً جديدة لتحسين الكفاءة والإنتاجية.

وأوضح أنه خلال شهر رمضان تشهد الأسواق تغيرات كبيرة في طبيعة الطلب على السلع، حيث يكون هناك اهتمامًا أكبر بالمنتجات التي تُناسب المطلوب دون تبذير، ومن الناحية الاقتصادية ستحتاج الأعمال إلى التكيف مع نمط الشراء الموسمي ليصبح دائمًا، علاوة على الروحانية والدين، حيث أنه بالنسبة للبعض سيكون الذكر والعبادة المستمرة فرصة لتعميق الإيمان والروحانية، ومع ذلك قد يشعر البعض بالتحدي لتنمية حياة دينية مستدامة دون شعور بالإرهاق.

ولفت إلى أن الصيام يُقلل من معدلات التدخين المباشر أو التدخين السلبي أو زيادة المشروبات الغازية أو السلبية على الصحة، مما يُعطي طابعًا صحيًا على المجتمع ليكون مجتمع منتج قادر على العمل بكامل قوته دون مشاكل صحية ناتجة عن العادات السيئة، موضحًا أن رمضان حالة فريدة للاستدامة المجتمعية ولابد أن تصبح أيامنا كلها رمضان.

مقالات مشابهة

  • حزب العدل: شهر رمضان سراج يُضئ طريقًا للتنمية المستدامة
  • علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول
  • بلدية غزة: المدينة تعيش كارثة بيئية بفعل تراكم النفايات
  • محمد عيد: حياة كريمة نموذج وطني لتعزيز التكافل والتنمية المستدامة
  • إطلاق أول محطة لمعالجة النفايات الصلبة داخل ميناء جدة
  • محافظ الشرقية يؤكد أهمية تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية
  • وكالة الفضاء المصرية تشارك في المنتدى العربي العالمي للتعاون الرقمي والتنمية
  • المنيا.. استمرار حملات النظافة وصيانة الإنارة في المدن والقرى
  • مصرع 4 أشخاص إثر حادث اشتعال النيران بسيارة نقل على الطريق الدائرى الإقليمى
  • بتكلفة 12 مليون جنيه.. علامات إرشادية وكهرباء لإنارة محور كوبرى بديل خزان أسوان الحر