الأسبوع:
2024-12-26@14:04:07 GMT

الاقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

الاقتصاد الدائرى والتنمية المستدامة

يعرف الاقتصاد الدائرى على أنه اقتصاد تصميمى يهدف إلى الحفاظ على المنتجات والمواد فى أعلى فائدة، وقيمة لها واستخدامها أكثر من مرة، يعد الاقتصاد الدائرى منهجًا مناسبًا لإجراء الانتقال من النماذج الاقتصادية الحالية ذات الطبيعة غير المستدامة إلى النماذج ذات الطبيعة الأكثر استدامة، وبدأ الاهتمام بالاقتصاد الدائرى فى أواخر الستينيات بهدف توفير بديل أفضل للنماذج الاقتصادية المهيمنة على الصناعة، والتى أدت إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور البيئة، ويهدف الاقتصاد الدائرى إلى تشجيع الاعتماد على ما يسمى بأنماط إنتاج إغلاق الحلقة داخل النظام الاقتصادى، مما يحقق توازنًا بين الإنتاج الصناعى، والحفاظ على البيئة، ويركز الاقتصاد الدائرى على عدة دعائم مثل إعادة التدوير، ومراعاة الأبعاد البيئية للعمليات الصناعية، والتركيز على مبادئ التكامل الصناعى، والاهتمام بالتصميم المتجدد بالإضافة إلى تحول أنماط الاستهلاك، ويتميز الاقتصاد الدائرى بفكر شمولى ومنهجى فيما يتعلق بتدفق المواد والطاقة، للوصول إلى تعظيم القيمة المضافة مع الحد من الآثار السلبية من خلال إغلاق حلقات المواد، وضمان المشاركة المجتمعية.

ويهتم الاقتصاد الدائرى بالإنتاج والاستهلاك من حيث إعادة هيكلته وتنظيمها من جديد من خلال هيكلة تصميم سلاسل الإمداد والتوريد، والابتكار وتطوير التكنولوجيا، والتغير فى سلوك المستهلكين والسياسات والتنظيمات التى تمكن لهذه التغيرات، فالاقتصاد الدائرى يحفز على استخدام التكنولوجيا لدعم خلق منتجات وأنظمة تتم فيها إعادة استخدام المواد، وإعادة تدويرها وإعادة تصنيعها والتوجه نحو سياسة التشارك بدلاً من الامتلاك من خلال تحويل الملكية من المستهلك إلى المنتج، ويساعد على تقليل استخدام الموارد إلى أدنى حد ممكن، وتقليل الحاجة من مدخلات جديدة من الموارد والطاقة مما يقلل الضغط البيئى المرتبط بدورة حياة المنتجات، ومن أهم المؤشرات التى من خلالها يمكن التنبؤ بأهمية الحاجة نحو الاقتصاد الدائرى فى مصر منها على سبيل المثال ارتفاع حجم المخلفات الالكترونية حيث بلغ حجم المخلفات الالكترونية حوالى 90 ألف طن سنويا يأتى 58% منها من القطاع الخاص، و23% من المنازل، و19% من القطاع العام، ووفقًا لتقرير إدارة المخلفات الصلبة بجهاز شئون البيئة المصرى، تنتج مصر 90 مليون طن من المخلفات تبلغ حصة المخلفات البلدية منها حوالى 22 مليون طن سنوياً بمعدل 59 ألف طن يوميًا من المخلفات البلدية الصلبة، و30 مليون طن من المخلفات الزراعية، 2.9 مليون طن من المخلفات الصناعية مما يعنى أن الماد الخام لتوليد الطاقة من النفايات متوفرة بشكل كبير، ومع ذلك نجد أن نسبة الاعتماد على طاقة النفايات فى مصانع الأسمنت لا تتعدى 4% من المتوسط، فإن ثروة مصر من النفايات ضخمة جدًّا ولكنها للأسف لا تستغل على الوجه الأمثل، ويبلغ حجم النفايات المستخدمة فى إنتاج الوقود البديل فى مصر 1.2 مليون طن سنويًا، ويرى منتجو الأسمنت أنه لا توجد رؤية على المدى الطويل فى مصر للتحول للطاقة البديلة، مدللين على ذلك بأن الحكومة ظلت لسنوات طويلة تدعم الوقود التقليدى، كما أن المحروقات التى تستخرج من القمامة يمكن استغلالها كبديل للفحم لأنها الأرخص سعرًا، وبالنسبة للمستهلكين المصريين، فإن إعادة استخدام منتجاتهم فى شكل أفضل ستودى إلى ارتفاع قوتهم الشرائية حيث ستكون تكلفة تجديد، وإعادة تدوير منتجاتهم أقل من شراء منتجات جديدة، وبالتالى فإن ميزانياتهم ستشهد تحسنًا واضحًا بسبب انخفاض إنفاقهم على السلع الجديدة، أما بالنسبة للاقتصاد المصرى، فالتوسع فى أنشطة الاقتصاد الدائرى ستوثر على انخفاض حجم النفايات الضارة من المنتجات التى تم التخلص منها، وكذلك تحسنًا فى عملية الإنتاج التى تعتمد على المزيد من مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالى تحسن جودة الهواء، وتقليل التلوث مع تعظيم الإيرادات من الإنتاج، وإضافة المزيد من القيمة المضافة إلى الاقتصاد.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: من المخلفات ملیون طن

إقرأ أيضاً:

جافزا و”إمداد” تخفضان استخدام مكب النفايات بنسبة 37%

خفضت المنطقة الحرة لجبل علي “جافزا” نفاياتها في مكب النفايات بنسبة 37% خلال تسعة أشهر فقط من هذا العام، من خلال شراكة جديدة مع “إمداد”، وهي شركة مقرها دبي متخصصة في إدارة المرافق المستدامة، ما يمثل خطوة رئيسية في مسيرة الإمارات نحو اقتصاد دائري.
ووفق بيان صحفي صادر اليوم، يعود الفضل في هذا الانخفاض الكبير في النفايات إلى منشأة جديدة للوقود المشتق من النفايات، حيث تعمل على تحويل النفايات العامة المتبقية من منشأة استعادة المواد إلى وقود يستخدم في تشغيل الأفران الصناعية بدلاً من الوقود الأحفوري.
وتم بناء منشأة الوقود المشتق من النفايات بواسطة جافزا و “إمداد” في إطار مشروع مشترك يسمى “فرز” والذي تم تأسيسه في عام 2020 في مجمع الصناعات الوطنية في جبل علي.
وعملت “فرز” في البداية على معالجة ما يصل إلى 1200 طن من النفايات يومياً، واستردت 12 – 15% كمواد قابلة لإعادة التدوير وإرسال الباقي إلى مدافن النفايات، ومع منشأة الوقود المشتق من النفايات الجديدة، تعمل “فرز” الآن على معالجة وتحويل 150 طنًا إضافيًا من النفايات يوميًا إلى طاقة نظيفة للاستخدامات الصناعية والتصنيع.
ومنذ يناير، حققت المبادرة متوسط معدل تحويل 37%، وتوليد 312 مليون كيلوواط / ساعة من الطاقة المتجددة، وهو ما يكفي لتشغيل آلاف المنازل، كما حافظت على 2.2 مليون متر مكعب من مساحة مكب النفايات، ما خفف من الأثر البيئي.
وتهدف “إمداد” وجافزا إلى تحويل أكثر من 80% من النفايات بعيدًا عن مدافن النفايات بحلول عام 2026، من خلال دمج “فرز” بالكامل في نظام إدارة النفايات في المنطقة الحرة لجبل علي.
ويأتي ذلك في إطار عقد متعدد السنوات مع مجموعة موانئ دبي العالمية بهدف تعزيز الاستدامة البيئية في قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات.
وقال عبدالله الهاشمي، الرئيس التنفيذي للعمليات، المجمعات والمناطق الحرة في “دي دبي ورلد، دول مجلس التعاون الخليجي”، إن الاستدامة تشكل جزء أساسي لعمليات الشركة في “دي بي ورلد”، والانتقال إلى الاقتصاد الدائري يساعدها على تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويضمن أن تصبح النفايات مورداً، وتعكس هذه الشراكة مع “إمداد” الالتزام المشترك بالابتكار والاستثمار وتضع معايير جديدة للمسؤولية البيئية، بما يتماشى مع أهداف ورؤية دولة الإمارات الرائدة عالميًا في التنمية المستدامة، وتجسد مشاريع مثل “فرز” قدرة التعاون بين القطاع الخاص على تقديم حلول قابلة للتطوير لمواجهة التحديات المعقدة.
من جهته قال محمود رشيد، الرئيس التنفيذي للعمليات في “إمداد”، إن هذه المبادرة تجسد التزام إمداد بأهداف الاستدامة في دولة الإمارات، من خلال تحويل النفايات إلى طاقة نظيفة لمجموعة واسعة من الصناعات، والمساهمة في خفض الأثر البيئي بشكل كبير.
يذكر أن مجموعة موانئ دبي العالمية، تشرف على مبادرات مماثلة لإدارة النفايات في مختلف أنحاء العالم، ففي ميناء سانتوس بالبرازيل، طبقت المؤسسة إستراتيجية “صفر نفايات”، التي تضمن إعادة تدوير جميع النفايات أو تحويلها إلى سماد أو استخدامها في إنتاج الطاقة، وفي المكسيك، طورت مجموعة موانئ دبي العالمية، بالشراكة مع شركة “ريجينيرا”، نظامًا دائريًا لإدارة النفايات، يحوّل الإطارات المستعملة إلى وقود بديل للصناعات.وام


مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد السوري يتحدث للجزيرة نت عن خطط إنقاذ الليرة و الإعمار والذهب
  • باعوين يرعى إطلاق "جوائز الاقتصاد المبتكر والمشاريع المستدامة" في شمال الشرقية.. اليوم
  • أي دور لتركيا في إعادة ترميم الاقتصاد السوري بعد سقوط نظام الأسد؟
  • البنك الدولي يوافق على تمويل إضافي بـ450 مليون دولار لدعم إعادة الإعمار في باكستان
  • تعزيز التعاون العربي في الزراعة والتنمية المستدامة: لقاء رفيع المستوى بين مصر والأردن والعربية للتنمية الزراعية
  • القمامة تهزم الحكومة فى شوارع القاهرة
  • احتضان النفايات «الأخيرة»
  • جافزا و”إمداد” تخفضان استخدام مكب النفايات بنسبة 37%
  • التضامن: 35 مليون مواطن استفادوا من مبادرة "حياة كريمة"
  • أستاذ هندسة: النقل البري عماد الاقتصاد المصري ومفتاح التنمية المستدامة