الأسبوع:
2025-04-22@11:18:01 GMT

«بايدن» تغيير أم تمثيل؟

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

«بايدن» تغيير أم تمثيل؟

من أشكال العدوان الإسرائيلي على غزة هذا الثابت في السياسة الأمريكية، الذي ظل مستمرًّا من السابع من أكتوبر حتى الآن في مواجهة دولنا العربية والعالم، وهو ممارسة أقصى درجات الخداع، وأعلى منسوب للكذب يمكن أن تماريه دولة في التاريخ.

وقد وظّفتِ الإدارة الأمريكية هذا الثابت في سياستها لخلق مظلة أمان مستمرة للعدوان الإسرائيلي حتى يرتكب كل تلك الجرائم من عمليات إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم أخرى لم يصل بعدُ أساطين القانون الدولي إلى توصيفها لأنها فاقتِ الخيال الإنساني في بشاعتها.

الإدارة الأمريكية بقيادة چو بايدن، منذ اللحظات الأولى لإعلان طوفان الأقصى، تبنت رواية إسرائيل المزعومة حول قيام رجال حماس بقطع رؤوس الأطفال وحرق الجثث، وكان الرئيس الأمريكي يحكي هذه الكذبة بمرارة مصنوعة أمام الكاميرات، وكـأنه أكبر ممثل في التاريخ.

واستمرَّت لعبة الكذب والخداع لحشد العالم خلف العدوان الإجرامي الإسرائيلي، ولفتح خزائن السلاح والمال الأمريكي بلا قيود أمام العصابة الصهيونية، وللسيطرة على كل وسائل الإعلام العالمية تحت أكذوبة أن إسرائيل ضحية لجماعة إرهابية.

انخدع البعض طوعَا أو كرهًا من صُناع القرار في منطقتنا والعالم بما يروِّجه الرئيس الأمريكي الصهيوني چو بايدن، ولكن الرجل ظهر إلينا في نسخة جديدة نهاية الأسبوع الماضي، يرتدي ثوبًا إنسانيًّا، ويلقي بالاتهامات على الآخرين، وكان أبرز تلك الاتهامات ما وجهه لمصر ورئيسها مدعيًا أنه هو مَن أقنع الرئيس السيسي بفتح معبر رفح بعد أن كان رافضًا ذلك.

محاولات ضرب القادة العرب وشعوبهم، كانت إحدى وسائل الكذب والخداع التي مارسها قادة إسرائيل بالاتفاق مع قادة أمريكا بدايةً من أكاذيب أعلنها نتنياهو بنفسه حول قطر ودورها وتحريضها على السابع من أكتوبر، وأيضًا حول إبلاغ أحد المسئولين المصريين لإسرائيل بعملية السابع من أكتوبر قبل حدوثها، إضافة إلى تلك التصريحات المتتالية من نتنياهو ومسئولين في الإدارة الأمريكية والإعلام الإسرائيلي عن توافق مع عدد من زعماء عرب يساندون كل العمليات الإجرامية في غزة، ويتفقون على هدف تدمير حماس.

والكذب الأمريكي هذه المرة يبدو خدعة مركبة، حيث تدَّعي الإدارة الأمريكية -وعلى رأسها چو بايدن- أنها ضد اجتياح مدينة رفح المكتظة بسكانها والنازحين، لأن ذلك يمكن أن يتسبب في قتل أعداد كبيرة من المدنيين، ولكن في نفس الوقت توافق على عملية محدودة لقتل مَن تقول إنهم إرهابيون في صفوف هؤلاء المدنيين.. أي أن چو بايدن يريد أن يكسب أمام العالم موقفًا خداعيًّا لصورة إنسانية، بينما يمد نتنياهو بالأسلحة والذخائر والأموال والدعم السياسي والدبلوماسي، ولا يقدم مجرد تهديد واحد يربط بين الجريمة الكبرى المنتظرة وبين التهديد بالعقاب، وهو أيضًا يحاول أن يُلصق كل الجرائم البشعة التي ارتكبها مع حليفه نتنياهو بمصر، تأكيدًا لمزاعم قالها ممثل إسرائيل في محكمة العدل الدولية بأنهم غيرُ مسئولين عن وقف المساعدات لأن مصر تغلق معبر رفح.

الحقيقة المطلقة في هذا الشأن أن إسرائيل تضرب الشاحنات، وتقتل السائقين، وتقضي على المرضى، وتدمر كل شيء في أبشع مشهد إجرامي في التاريخ، ولكنها تريد أن تخرج من الحرب عائدة إلى صورتها القديمة التي روَّجها الإعلام الأمريكي والغربي عن واحة الديمقراطية وسط غابات التسلط العربي، وعن احترام القوانين الدولية وسط الجماعات العربية المتوحشة التي تأكل البشر.

إنهم يمارسون علينا أبشع محاولات الإذلال والتنكيل، يذبحون أطفالنا، ويسحقون شبابنا ورجالنا ونساءنا، ويستخدمون كل الأسلحة المحرمة دوليًّا، ثم يحمِّلوننا كل تلك الجرائم، لأننا في نظرهم لا نجرؤ على الرد خوفًا من هذا الجنون الأعمى الذي يلوحون به مع كل ساعة.

والحقيقة أن حماس نجحت في توجيه أكبر ضربة لأوكار الكذب والخداع التي أسستها أمريكا في فلسطين منذ عام 1948، وحماس ليست جيشًا من الملايين، وليست من بين الدول الكبرى في المنطقة، وكتائبها في القسام لم يأتوا من كل فلسطين، ولكنهم جاءوا فقط من غزة المحاصَرة الجائعة المحبوسة تحت الأرض.. إنهم أقل مجموعة عربية من حيث العدد والعُدة، ولكنهم أكثر مجموعات العرب معرفة بأن هذا الكيان الغاصب أكذوبة، وأن العرب لو عادوا لعقولهم ساعةً بدلًا من سكرات الخوف لانتهت تلك العصابة التي تمثل الشيطان في الأرض.

ويبقى أن كلَّ مَنِ اعتقد بعد تصريحات بايدن الأخيرة أن الرجل قد عاد إلى رشده وإلى إنسانيته، وأنه ضد إبادة شعبنا في فلسطين، عليه أن يراجع طبيبه النفسي كي يتأكد من سلامة عقله، ويعود إلى الله كي يتأكد من سلامة ضميره وقلبه.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

زلزال سياسي في إسرائيل.. رئيس الشاباك يقلب الطاولة على نتنياهو

في شهادة مثيرة أمام المحكمة العليا، فجر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، مفاجآت مدوية بشأن خلفيات إقالته من منصبه، مؤكدًا أن الإقالة لم تكن مبنية على اعتبارات مهنية بل جاءت نتيجة لخلافات شخصية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال رئيس الشاباك أمام القضاة: "لا أعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت الحكومة لإقالتي، لكنني مقتنع أنها لم تكن مهنية وشعرت بأن الإقالة تمت بسبب مواقفي الرافضة لطلبات رئيس الوزراء بالتدخل في الحراك الشعبي ضده".

وأضاف: "نتنياهو طلب تفعيل أدوات داخل الجهاز بهدف عرقلة الاحتجاجات المناهضة له، ورفضت ذلك بشدة". 

وتابع: "في إحدى المرات طلب الحديث معي دون توثيق، ورفضت تقديم أي رأي يمكن أن يُستخدم لاحقًا لعرقلة مثوله أمام القضاء".

وأشار إلى أن نتنياهو طلب منه تقديم معلومات أمنية عن النشطاء البارزين في الاحتجاجات، وهو ما رفضه باعتباره استخدامًا سياسيًا غير مشروع لصلاحيات الجهاز الأمني.

رد نتنياهو

وقال مكتب رئيس الوزراء في تعليق مقتضب، إن بار قدم إفادة كاذبة للمحكمة العليا، سيتم دحضها بالتفصيل في المستقبل القريب.

وتطعن المدعية العامة، والمعارضة في قرار نتنياهو بإقالة بار، التي ترى فيها إشارة إلى انحراف استبدادي للسلطة.

ودعت المحكمة العليا الإسرائيلية في 9 أبريل الجاري الحكومة والمدعية العامة إلى التوصل لحل وسط، بشأن إقالة رئيس الشاباك بعد عيد الفصح اليهودي.

ومن المحتمل أن يقدم رونين بار استقالته قريبا، حسبما أفادت تقارير إعلامية، ما من شأنه وضع نهاية لهذا النزاع القانوني السياسي.

مقالات مشابهة

  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • إفادة رئيس الشاباك في إسرائيل تشعل الجدل مجددا مع نتنياهو
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • عاجل. نتنياهو: إسرائيل لن تشهد أي حرب أهلية
  • مجلس النواب يدين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي في حي وسوق فروة بالعاصمة
  • بايدن : البابا فرانسيس أحد أهم القادة في عصرنا
  • زلزال سياسي في إسرائيل.. رئيس الشاباك يقلب الطاولة على نتنياهو
  • يائير جولان: نتنياهو أصبح عائقًا أمام أمن إسرائيل واستقرارها
  • غوتيريش يعلّق بقلق على الغارات الأمريكية التي استهدفت ميناءً نفطياً غربي اليمن
  • قلق أممي من الضربات الأمريكية التي دمرت ميناء رأس عيسى النفطي باليمن