أخبارنا:
2024-09-07@05:56:36 GMT

لأول مرة .. العلماء يحوّلون الماء إلى معدن

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

لأول مرة .. العلماء يحوّلون الماء إلى معدن

أثبت دراسة أجراها فريق من الباحثين أنه من خلال ملامسة الماء النقي مع معدن قُلَوي مثل سبيكة من الصوديوم والبوتاسيوم، يمكن إضافة جزيئات مشحونة حرة الحركة، ما يحول الماء إلى معدن.

وأوضح عالم الفيزياء روبرت سايدل، من مركز "هيلمهولتز برلين" للمواد والطاقة في ألمانيا، في عام 2021، بالقول: "يمكنك رؤية مرحلة التحول إلى المياه المعدنية بالعين المجردة!"، وأضاف: "قطرة الصوديوم والبوتاسيوم الفضية تغطي نفسها بتوهج ذهبي، وهو أمر مثير للإعجاب للغاية".

وبحسب الدراسة، فإنه يمكن لأي مادة تقريبًا تحت ضغط عال أن تصبح موصلة (للحرارة) نظريًا، ولذلك إذا قمت بضغط الذرات معًا بإحكام كافٍ، فإن مدارات الإلكترونات الخارجية ستبدأ في التداخل، ما يسمح لها بالتحرك.

بالنسبة للمياه، يبلغ هذا الضغط نحو 48 ميغا بار، أي أقل بقليل من 48 مليون مرة من الضغط الجوي للأرض عند مستوى سطح البحر، كما ذكرت الدراسة المنشورة في مجلة "sciencealert" العلمية.

إن مثل هذا الضغط التي يتم توليده في بيئة مخبرية، لن يكون مناسبا لمثل هذه التجارب بالنسبة لدراسة المياه المعدنية، لذلك تحول فريق من الباحثين بقيادة الكيميائي بافيل جونجويرث، من الأكاديمية التشيكية للعلوم في التشيك، إلى المعادن القُلَوية.

تطلق هذه المواد إلكتروناتها بسهولة شديدة، ما يعني أنها يمكن أن تحفّز خصائص مشاركة الإلكترونات في الماء النقي العالي الضغط من دون الضغط العالي.

لكن واجه الباحثون مشكلة واحدة فقط، وهي أن المعادن القُلَوية تتفاعل بشكل كبير مع الماء السائل، وأحيانًا تصل إلى حد الانفجار، وهنا وجد فريق البحث طريقة رائعة جدًا لحل هذه المشكلة، وهي إضافة الماء إلى المعدن بدلًا من إضافة المعدن إلى الماء.

وبدأ الفريق بإخراج فقاعة صغيرة من سبيكة الصوديوم والبوتاسيوم، والتي تكون سائلة في درجة حرارة الغرفة، ثم أضافوا بعناية شديدة طبقة رقيقة من الماء النقي باستخدام ترسيب البخار، وعند التلامس تدفقت الإلكترونات والكاتيونات المعدنية (أيونات موجبة الشحنة) من السبيكة إلى الماء.

لم يُمنح هذا الماء اللمعان الذهبي فحسب، بل جعل الماء موصلًا (للحرارة) تمامًا كما ينبغي أن نرى الماء المعدني النقي عند الضغط العالي عليه.

عن سبوتنيك عربي

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الصعود لأسفل

ماريا، حَبّة البازلاء اليافعة التي نضجت قبل أيام وتكوّر جسدها متخلّصًا من خسفات الغضاضة. تقرَّر لها أن تبدأ أخيرًا رحلة العمل، فدُفنت في أرض صالحة السُّمعة، وأُهيل عليها التراب وتندّى. شعرت بروح الطفولة التي ما زالت تسيطر على أجزاء من كينونتها، أنها أصبحت وحيدةً وحدة مدقعة، وأن كل ما حدث لها بين يوم وليلة، يُشبه في الحقيقة رحلة وأد لا رحلة عمل. لكن، كأي حَبِّةٍ شابة أخرى، أمِلَت الاعتياد.

     حلاوة الإنجاز التي حصلت عليها بعد الأسبوع الأول تحت الطين، وقد تفتّقت مؤخرتها مُنبئةً بنتوءٍ جنيني بدأ يشق طريقه نحو الأسفل، تلك الحلاوة، وإن كانت بحجم جذر جنيني، أشعرتها بأن الرحلة تستحق وأن المرام قد يكون لها أنيسٌ فيه. أدّى ذلك بطبيعة الحال إلى مزيد من الصبر والعمل المخلص، حتى تتسنى لها تلك الغاية. 

     ومع تكرار ما حدث من عدة جهات في جسدها وحصلت على جذور بُنيّة جميلة ناتئة من جنباتها، لم يمضِ كثيرُ الوقت حتى اطّلَعت على مساوئ هذا المجتمع الطيني.

     انتبهت، كأول ملاحظة ناضجة، إلى أن مَن يُشرِّع لها قوانين سيرها بجذورها، ليست إرادتها الحُرة المحضة، وإنما حبّات التراب وكُتل الطين المجاورة، وطريقة ترتيبها وكثافة تكدُّسها، وشدة واتجاه ضغطها من جهة إلى جهة. وما ينجم عن ذلك هو جِذر يستقطعُهُ عددٌ هائل من الكَسرات والثنيات والعُقد، فيما يتوافق مع تلك التشريعات. 

     "بأي حق؟". 

     تساءلت الحبّةُ في أسى، وعاودتها المخاوف الأولى المتعلقة برحلة الوأد لا رحلة العمل. 

     "هذا المجتمع يُفسد أي فرحة! مَن هم ليُشرِّعوا لي حياتي؟ أليس من حق كل كائن تحت هذه الأرض أن يختار طريقًا لنفسه يسلكها؟".

     كثير من الأسئلة راودتها في مطلع شبابها، راودت كثيرات من الحبّات نجحن في التخلص منها، وشق الأمل بين الأسى. لكن في الحقيقة، ماريا حبة بازلاء مختلفة، لم تكن تنظر عادةً إلى قصص النجاح وحسب، وترى أن ما حظيت به -أي تلك القصص- من تلميع ورواج، مردُّه في الأصل أن صاحبات تلك القصص هن اللاتي نجوْنَ من الموت، ومن ثم خرجن إلى النور. في مقابل ذلك، من يدري! كم حبة بازلاء ماتت أو انتحرت في سبيل الحصول على حريتها، وحق تشريع قوانينها لنفسها؟

      إنها أمام طريقين لا ثالث لهما، إما الحياة المقيدة، أو طرح كل أمل في رؤية النور.

     امتنعت عن شرب الماء ومصّ الغذاء، عرفت طريقها إلى التبتُّل والزُّهد في الدنيا التي ظنت مآلها الموت السريع، والدفن فيه موضعها دون دمعة واحدة تُذرف من أجلها. 

     غير أن أثناء هذا الصيام، وبعد تنحّي الرغبات الخبيثة التي أكثرها شرًا هو كبرياء الطفولة، صفا تفكيرُها واعتدل، رأت أن التحايل على الحياة ليس يأسًا ولا ميوعة، بل إن التحايل في بعض الأوقات هو القيمة البقائية ذاتها! لا بُد، إن لم يكن بمقدورها أن تُشرِّع لنفسها قوانينها (كإرادة جمعية غبية، فلتعتبر!)، أن تحتال على هذه القوانين، وتكسرها من حين إلى حين في الخفاء، ما دام بمقدورها أن تفعل دون أن تأذي نفسها. ولو أن الأذية واردة واردة، وهذا ما تعلمته كأول طريق للنضال في سوق عمل لا يحترم إرادتها. فيما كان الغضب والشتيمة، أحيانًا، مُسكّنها المُرضِي نحو العدول عن اليأس. 

     "عيشٌ مخاتل أو غاضب، أفضل من لا شيء!" 

     قالت لنفسها.

     عادت إلى العمل وملؤها نشاط جديد، ضاعفت حصّتها من الماء والعناصر الغذائية اللازمة لاستمرار نضالها في أكمل صورة. إلا أن الحياة لا ترحم. في يوم تالٍ، بعد وجبة غنية، استطالت جذور ماريا أكثر فأكثر حتى استوقفها جسمٌ هائل الصلابة، عرفت فيما بعد أنه حائط خرساني. 

     ماذا تفعل؟ ترددت في أذهانها عدد لا حصر له من الأطروحات، بعضها يخضع لطريقة تفكيرها التي تدربت عليها، بعضها الآخر يائس لا فكاك من الموت في إثره.

     "التحايل!" 

     قالت بصوت خشيت أن يسمعه غريب. 

     ومضت ماريا تخطط وتنفّذ في الأيام والليالي التالية فكرتها في التحايل على التشريعات التي تحول دون راحتها. كانت النتيجة التي يُنظر إليها بزهو وتعجب من قبل جميع الكائنات، أنها أحاطت -بقدرة مضاعفة على التغذية والتنقيب عن الماء- ذلك الحائط الخرساني، الذي اتضح فيما بعد أنه أساس لمنزل حديث، من جميع جهاته بجذورها وجذوعها البُنية المعروقة المتكسّرة والتي زادت سماكتها مع الوقت إذ خزّنت تحت بشرتها مزيدًا من الماء والمعادن، فضربت في الأرض ضربات قوية ثابتة، تزحف فوق الثرى وتُزحزح حبات التراب الدقيقة وتشق الكبيرة، حتى تلطّخت عروقها بهذا التراب وأصبح سمةً أساسية لوجودها. أصبحت هُويّة.

     كوّنت مع مرور الوقت شبكةً متينة من جذور البازلاء حول تلك الخرسانة. وإذا حدث في أحد الأيام وأتوا على أنقاض هذه البناية الحديثة، لتعجبوا من المنظر، وحمدوا الله أن تلك الكثافة النباتية المتشابكة، لم تزعزع أساس المبنى الذي دأبوا في الحفر رأسيًّا من أجل تثبيته!

     وما إن رسّخت الحبةُ دعائمها في أرجاء التربة، اقتربت من سطحها أكثر فأكثر. حتى جاء هذا اليوم وتفتّق أخرُ مسام جسدها لأعلى، لتتلاشى الجُثة القديمة نهائيًّا، وتخرج إلى الضوء ساقًا أخضر تعجبُ لزهوِهِ العيون الناظرة.

 

فارس محفوظ

مقالات مشابهة

  • تاريخ تطور اللوحات المعدنية.. 6 مراحل شهدتها مصر تاريخياً لعملية التغير
  • “الداخلية” تحبط محاولة تهريب حوالي 1.5 كيلوغرام من الهيروين النقي إلى البلاد
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يلتقي عمدة مدينة قوانجو الصينية
  • نوع من الأعشاب يمكن تناوله أن يقي من مرض باركنسون
  • وزارة النفط والثروة المعدنية تعلن مفاضلة المعاهد التقانية للنفط والغاز
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث فرص التعاون مع عدد من الشركات الصينية
  • الصعود لأسفل
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يبدأ زيارة إلى الصين
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يختتم زيارته الرسمية إلى سنغافورة
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يختتم زيارته الرسمية إلى جمهورية سنغافورة