دخلت في دوامة سجن.. السعودي الخالدي يخشى ترحيله إلى الرياض
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
أفاد معارض سعودي، يخوض معركة للحصول على لجوء في بلغاريا، وكالة فرانس برس، الأحد، بأنّه تلقى إخطارا من السلطات بترحيله إلى بلاده حيث يخشى تعرضه "للتعذيب أو حتى الإعدام".
وقال عبد الرحمن الخالدي، البالغ 30 عاما الأب لطفلين، من مركز احتجازه في صوفيا حيث يقبع منذ نحو عامين ونصف "لقد صدر أمر ترحيلي قبل انتهاء قضية لجوئي"، موضحا أنه تم إبلاغه بقرار الترحيل في السابع من فبراير.
واعتبرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور على منصة أكس الجمعة أنّ "ترحيل الخالدي الوشيك" يعد أمرا "مقلقا للغاية"، واصفة المملكة العربية السعودية بأنها "مكان خطير".
وطالبت منظمة العفو الدولية "عدم إعادته قسرًا إلى السعودية، حيث يتعرض لخطر الاضطهاد الفعلي".
يواجه الناشط السعودي عبد الرحمن الخالدي خطر الترحيل الوشيك من بلغاريا. على السلطات البلغارية أن تحرص على عدم إعادته قسرًا إلى السعودية، حيث هو معرّض لخطر الاضطهاد الفعلي. pic.twitter.com/VqvoKi7Fop
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) February 9, 2024ونشط الخالدي سياسيا في بلاده قبل وصول الملك سلمان بن عبد العزيز للسلطة في 2015، ثم تعيين الأمير محمد وليا للعهد بعدها بعامين، وخلال فترة الاحتجاجات النادرة التي شهدها شرق السعودية حيث تتركز الأقلية الشيعية، إبان فترة الربيع العربي في 2011.
لكنّه غادر السعودية في 2013 خشية توقيفه قبل أن يستقر في تركيا في خضم حملات سعودية لتعقّب نشطاء بازرين في الخارج، من بينهم الحقوقية لجين الهذلول التي أوقفت في الإمارات في مارس 2018 وأجبرت على العودة إلى السعودية حيث قضت أكثر من سنتين في السجن.
ومع انتهاء صلاحية جواز سفره، اضطر الخالدي لمغادرة تركيا في 2021 في رحلة على الأقدام عبر الغابات إلى بلغاريا، للحصول على حماية في الاتحاد الأوروبي.
وقال "لجأت للاتحاد الاوروبي حيث للإنسان قيمة فدخلت في دوامة سجن كأني في السعودية".
لكنّ السلطات البلغارية رفضت في مايو الماضي منحه اللجوء السياسي بسبب عدم قدرته على تقديم ما يثبت أنه سيتعرّض للاضطهاد في بلاده.
واستأنف الخالدي القرار أمام المحكمة الإدارية العليا التي قررت في سبتمبر الماضي إعادة النظر في قضيته أمام المحاكم الأدنى مجددا.
ويقول حقوقيون إنّ السعودية تشهد حملة قمع شديدة على المعارضة في عهد ولي العهد والحاكم الفعلي الأمير محمد بن سلمان.
لا لترحيل عبد الرحمن الخالدي: السلطات البلغارية بصدد ارتكاب جريمة كبرى إذا وافقت على طلب التسليم للسعودية#حرية #السعودية pic.twitter.com/mcTthCtyG9
— معًا من أجل العدالة (@taj_rights) February 11, 2024وازدادت مخاوف الخالدي بعد الترحيل المفاجئ في فبراير الماضي للشاب السعودي حسن آل ربيع الذي كان يقيم بشكل مؤقت في المغرب، حيث فقد أثره مذاك.
وقال "إذا تم ترحيلي إلى السعودية فسوف أواجه السجن أو محاكمة غير عادلة أو التعذيب أو الاختفاء القسري أو حتى الإعدام".
ولم ترد وكالة الدولة للأمن القومي البلغارية على الفور على أسئلة فرانس برس بشأن القضية، الأحد.
وقالت أديلا كاتشاونوفا من لجنة هلسنكي البلغارية المعنية بحقوق الإنسان لفرانس برس إن أمام المحامين مهلة حتى الاثنين لاستئناف أمر الترحيل.
وإذا رفضت المحكمة الاستئناف، فإن منظمتها مستعدة لعرض قضية الخالدي أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان خلال "ساعات".
وشدّدت على أن "النص" لهذه الغاية جاهز، مشيرة إلى أن المحكمة الأوروبية عادة "تستجيب لمثل هذه الطلبات بسرعة كبيرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى السعودیة
إقرأ أيضاً:
فيلم المسجون.. شخصيتان في دوامة العزلة المكانية ونزعة الانتقام
يعد المكان عنصرا أساسيا وقيمة جمالية وتعبيرية في الفيلم يكمل الشخصية ويعكس جوانب كثيرة منها فضلا عن كونه الحيّز الذي يشهد الأفعال والأحداث ونمو الصراعات التي يترقبها المشاهدون وهم يستقبلون تلك الإشارات الضمنية التي تجعل المكان انعكاسا للشخصية.
من هنا وعلى الرغم من التنوع المكاني وغزارة الاستخدامات المكانية من خلال مئات الأفلام عبر تاريخ السينما إلا انه في المقابل هنالك اختزال كلّي للمكان في أفلام أخرى إلى درجة الوصول إلى المكان الواحد الذي يجعل الشخصية أسيرة ومعزولة فيه.
ولقد قدمت السينما العديد من الأفلام التي تنتمي إلى فكرة العزل المكاني وجعل الشخصية خاضعة لسطوة المكان ومن ذلك نذكر أفلاما مثل ساو بأجزائه المتعددة (2004 - 2008)، وفيلم الامتحان -2009، وفيلم الجوع -2010، وفيلم الغرفة القاتلة – 2007، وفيلم هي -2013، وفيلم الزيارة -2015، وفيلم تسعة موتى -2007، وفيلم منزل الشمع -2005، وفيلم الشعوذة -2013، وفيلم الكابينة الخشبية -2011، وفيلم غرفة الهلع -2005، وفيلم الغرفة -2015، وفيلم الانفصال -2016، وفيلم المقيّد -2012، وفيلم التعذيب-2010، وفيلم غير المدعو -2009 وغيرها من الأفلام.
وفي هذا الفيلم للمخرج ديفيد ياروفيسكي هنالك الكثير من المعطيات والتفاصيل التي شاهدناها في ذلك النوع من أفلام الشخصيات المعزولة مكانيا وهي تكابد من أجل الخلاص وكل ذلك يتم من خلال شخصيتين في مكان واحد، إذ يعرّفنا الفيلم في البداية بالشاب إيدي - يؤدي الدور الممثل بيل سكارسجارد، وهو شخص فقير ولكنه متمرد ويقوم بسرقات صغيرة لكي يعتاش منها ساعيا من خلال ذلك إلى إثبات أنه أب صالح ومسؤول تجاه ابنته الصغيرة وزوجته على الرغم من أن المحكمة جردته من رعاية ابنته بسبب سوء سلوكه ولم تتح له سوى مشاهدتها ولقائها لمرتين في الأسبوع.
وها هو في يومياته في وسط أكثر الأحياء فقرا في إحدى المدن الأمريكية وحيث تنتشر البطالة والجريمة وتتفشى المخدرات يحاول أن يعثر على سيارة ربما يكون قد نسي سائقها إقفال أبوابها، فيتسلل هو إليها لغرض السرقة.
لكن ما لم يكن في حسبان ايدي أن يسقط في فخ نصبه أحد الأثرياء وهو وليام - يؤدي الدور الممثل الكبير أنطوني هوبكينز، إنها عملية عشوائية واختيار السيارة الخطأ التي تتميز بالفخامة وهي مفتوحة الأبواب وما إن يستقر فيها حتى تغلق أبوابها أوتوماتيكيا ويصبح هو أسير ذلك المكان المعزول.
ويليام الرجل الكهل المصاب بالسرطان، والذي يزيد من حزنه على مقتل ابنته كرهه الشديد للفقراء وجيل الشباب الذي يعتقد أنه يأخذ أكثر مما يعطي، وهو رجل غني يمتلك من الثروة لدرجة أنه "لا يستطيع تتبعها" كما يقول، فلماذا لا ينفق بعضها على سيارة فاخرة يتم تصنيعها بطريقة تستدرج لصوصا محتملين ولن يكون ايدي إلا ذلك اللص الذي يحمل التسلسل السابع من بين اللصوص الذين أوقع بهم وليام عن طريق تلك الخدعة.
يتحدث ويليام إلى إيدي عبر الشاشة ولوحة قيادة السيارة، كاشفا أنه حوّل سيارته المتطورة تلك إلى قفص متحرك للإيقاع بأمثاله، ويمكن استخدام مقاعدها كأجهزة صعق كهربائي، وهي عازلة للصوت وتتمتع بحاجز يمنع أي اتصال خلوي أو واي فاي، والنوافذ مضادة للرصاص ومعنى ذلك أن من يسقط في ذلك الفخ ويصبح أسير ذلك السجن المتحرك سوف ينعزل عن العالم الخارجي كليا ولهذا لن تجدي استغاثات ايدي ولا صرخاته ولا محاولاته تكسير الزجاج والأبواب، بل ترتد عليه بعقاب متنوع، فتارة يتم رفع درجة الحرارة وتارة تجميد داخل السيارة وتارة إطلاق الموسيقى بصوت مرتفع بما يجعل ايدي يصرخ صاما أذنيه دون جدوى.
يتحدّث الناقد برايان تاليريكو في موقع روجر ايبيرت، عن هذا الفيلم قائلا:" يبدأ هذا الفيلم بداية واعدة، ثم يكاد يصبح أسير المكان، مُحاصرًا بفكرته الخاصة وعدم الرغبة في فعل أي شيء باتجاه أن يغني موضوعه أبعد من فكرة جنون الأثرياء وكيف يمكن للصدمة أن تؤدي ببعض الناس إلى أن يصبحوا أشخاصا لا يستطيعون التعرف على انفسهم لجهة ماضيهم.
إنه فيلم قائم على فكرة تعذيب الأغنياء للفقراء، أو على ندرة التعاطف في معاملة المجرمين في داخل المجتمع، ولهذا يتجه إلى مشهد تعذيب جديد في كل مرة، ليس هنالك صراع إرادات حقيقي، فنحن نعلم أن ذلك السجين سينجو في النهاية، لأن أحداث الفيلم لا توحي بخلاف ذلك، ولهذا سوف نفتقد أي توتر حقيقي. هذا النوع من الأفلام يعيش ويموت أثناء الرحلة".
أما الناقد غريغوري نوسين فقد نشر رأيا آخر في موقع سلانت، قائلا: "لا شك أن هذا الفيلم له متعته، خاصة عندما يستغل صانعو الفيلم رهاب الأماكن المغلقة لصالحهم، بينما هناك إثارة معينة في الشعور بوطأة التطرف الذي تعبر عنه الشخصية الرئيسية طوال الفيلم، إذ يشرح ويليام فلسفة سياسية يمينية ساخرة، أن جيل الشباب لا يفهم معنى العمل الجاد؛ وأن الفقراء يعتاشون على أموال دافعي الضرائب؛ وأن كل فرد في أمريكا يحظى بفرصة عادلة، وبالتالي فإن من يحاول مقاومة النظام هم مجرد مشاغبين يستحقون أن يُلقنوا درسا، أو حتى أن يُقتلوا، على ايدي الأثرياء، دون أن يحاسبهم أحد".
هذه الأجواء هي التي تم تكريسها في الفيلم ولتمضي المشاهد الفيلمية من خلال ذلك الحوار الندّي ما بين وليام وايدي ولا احد غيرهما وهنا تتضح الرؤية اليمينية المتطرفة لذلك الثري الكهل وسعيه للانتقام من كثير ممن هم حوله واتهامهم بأنهم فئات فاشلة ومؤذية ثم لنكتشف أن ما زاد من حقد وليام هو مقتل ابنته أمامه على ايدي عصابة من أبناء الشوارع كما يقول.
هذا البناء السردي القائم على فكرة السجال بين الشخصيتين هو الركيزة الأساسية للفيلم وهو ما سوف يتطور إلى مزيد من الأفعال العنيفة مع انكشاف شخصية وليام الحقودة فيما يعود ايدي بنفسه إلى حالة من الندم الشديد على مساوئه وإهماله ابنته الوحيدة واستعداده لفعل أي شيء من أجل العودة إليها ورعايتها.
ولعل السؤال الذي يطرح في وسط هذه الدراما الفيلمية والسلوك الانتقامي المتواصل الذي يمارسه ذلك الأرستقراطي المتشدد، ما النتيجة التي يمكن الوصول إليها مادام ايدي قد أعلن توبته واعتذاره عما بدر منه من دخول سيارة شخص آخر ومحاولة سرقتها؟
لا شك أن الإشكالية هنا تتعلق بشخصية سايكوباثية مركبة تجمع ما بين الكراهية والتلذذ بعذابات الآخرين وهوما سوف نشهد نهاياته في الحضور الفعلي لويليام وفيما يشبه عملية اختطاف تنتهي تلك النهاية المروعة.
...
إخراج/ ديفيد ياروفيسكي
سيناريو / مايكل روز
عن رواية 4 في 4 لماريو كوهن و غاستون دوبارت
تمثيل / بيل سكارسكارد في دور ايدي، انتوني هوبكينز في دور ويليام
مدير التصوير/ مايكل دالاتوري
موسيقى / تيم ويليامز
التقييمات/ روتين توماتو 70%، آي ام دي بي 7 من 10، مستخدمي كوكل 78%