محلل سياسي: القوات الأوكرانية أصبحت رأس حربة في حروب الوكالة الأمريكية
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قال هشام الدين نورين، المحلل السياسي المتخصص في دول شرق أفريقيا، إن القوات الخاصة الأوكرانية أصبحت رأس حربة في حروب الوكالة التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما وأن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها واشنطن في العراق وأفغانستان جعلتها تتخلى عن سياسة التدخل المباشر في الدول، والانتقال إلى سياسة حرب الوكالة، والحروب الهجينة التي تعتمد على مرتزقة وأدوات يحققون مصالح واشنطن بالوكالة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية عبر قناة “الحرة”، أن واشنطن نجحت في استثمار نظام كييف وتجنيده لتحقيق مصالحها خارج حدود أوربا، عبر تجنيد القوات والشباب الأوكراني كمرتزقة للقتال في السودان، دون أي اعتبار لتدمير أوكرانيا وتهجير شعبها والقضاء على مستقبله؛ ففي الوقت الذي كان فيه نظام كييف يعلن أنه يعاني من نقص في الأفراد على الجبهة الروسية الأوكرانية، ويقوم بإعداد مشروع قانون تعبئة جديد، كانت قواته تذهب للقتال في السودان، حتى أن صحيفة "كييف إندبندنت" ذكرت مؤخراً أن زيلينسكي من خلال علاقاته الشخصية مع قادة الدول الغربية يبذل محاولات لإعادة اللاجئين الأوكرانيين الذين ذهبوا إلى أوروبا بهدف تجنيدهم.
وتابع: “وبدأت تتكشف أولى خيوط الفضيحة، بعد أن بدأت القيادة الأوكرانية في الأيام القليلة الماضية، عبر وسائلها الدعائية، وخاصة صحيفة "كييف بوست” بالترويج رسمياً، لوجود قواتها في السودان، بحجة قتال عناصر "فاغنر" الروسية هناك، وجاء ذلك بعد انتشار الكثير من التقارير في وسائل الإعلام العالمية وأبرزها شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول احتفاظ الاستخبارات الأوكرانية بأوامر من واشنطن بجزء كبير من قوات النخبة والمرتزقة في السودان منذ شهور، والتي تحارب إلى جانب الجيش السوداني، ضد قوات الدعم السريع، وتم تأكيد ذلك من خلال شهادات أدلى بها السكان المحليين حول رؤيتهم لمقاتلين أوكران وعرض بيانات بطاقاتهم الشخصية.
وأوضح أن أوكرانيا اضطرت للإعلان رسمياً عن تواجد قواتها في السودان عبر منصاتها الإعلامية، وأشهرها صحيفة "كييف بوست"، التي نشطت في الفترة الأخير بنشر الفيديوهات والمقالات حول المهام العسكرية التي تؤديها القوات الأوكرانية في السودان، في محاولة من القيادة الأوكرانية للتخلص من الإحراج الذي وقعت به بعد افتضاح الأمر، عبر الترويج لفكرة أن القوات الأوكرانية ذهبت للسودان بقرار من القيادة الأوكرانية، وليس لتحقيق مصالح واشنطن، وتؤدي مهام قتالية هناك ضد "فاغنر" الروسية فقط، كجزء من الصراع الشامل مع روسيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا الجيش السوداني قوات النخبة القوات الخاصة الأوكرانية فی السودان
إقرأ أيضاً:
كييف: «ملتزمون تماماً» بالحوار البناء مع أميركا
كييف (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلنت أوكرانيا، أمس، أنها «ملتزمة تماماً» بإجراء حوار بناء مع الولايات المتحدة الأميركية، وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التزام بلاده بالدخول في حوار بناء مع مسؤولين أميركيين، خلال اجتماع بالسعودية الأسبوع الجاري يبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد علّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وأوقف تبادل المعلومات معها، متهِماً إياها بعدم الجدية في التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا التي أعلنت عن عملية عسكرية ضد أوكرانيا قبل ثلاثة أعوام، وضمت نحو 20 بالمئة من أراضيها.
وقال زيلينسكي، في منشور على حسابه في موقع «إكس»: «أوكرانيا تسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى لهذه الحرب. توجد مقترحات واقعية على الطاولة. والمهم هو التحرك بسرعة وفعالية». وأضاف أنه سيزور السعودية هذا الأسبوع. وبعد لقاءاته الرسمية هناك، غداً الاثنين، سيبقى مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون أوكرانيون لحضور اجتماع يوم الثلاثاء مع مسؤولين أميركيين. وأوضح زيلينسكي قائلاً: «من جانبنا، نحن ملتزمون تماماً بالحوار البنّاء، ونأمل في مناقشة القرارات والخطوات اللازمة والموافقة عليها».
وسيضم الوفد الأوكراني وزير الخارجية أندريه سيبيا، ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، ووزير الدفاع رستم أوميروف.
وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ترامب، إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا حول اتفاق إطاري لإنهاء الحرب، مضيفاً أنه من المزمع عقد اجتماع مع الأوكرانيين في السعودية الأسبوع الجاري. واستضافت الرياض في فبراير اجتماعاً بين مسؤولين أميركيين وروس لمناقشة سبل وقف أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ولم يجرِ إشراك أوكرانيا في الاجتماع، مما أثار القلق في كييف وبين حلفائها الأوروبيين.
والتقى زيلينسكي بترامب في البيت الأبيض في 28 فبراير المنصرم، لكن اللقاء شهد مشادة كلامية بين الرئيسين أمام وسائل الإعلام العالمية بشأن خطوات السلام.
وميدانياً، أفادت مصادر أمس بأن القوات الروسية شنت هجوماً واسع النطاق لاستعادة السيطرة على أراضٍ في منطقة كورسك بغرب البلاد من القوات الأوكرانية.
وتوغلت القوات الأوكرانية في كورسك خلال الصيف الماضي، واستولت على مساحة من المنطقة في تقدم مباغت، وذلك بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب.
وقال الميجر جنرال أبتي علاء الدينوف، وهو قائد وحدة ضمن القوات الروسية في كورسك، على «تيليجرام»: «تشن جميع الوحدات هجوماً واسعَ النطاق في جميع اتجاهات قطاع الجبهة في كورسك.. العدو يتخلى عن مواقعه».
ولم يتسنَّ لوسائل الإعلام المستقلة التأكد على نحو تام من صحة التقرير الذي ورد من ساحة المعركة. ولم يرد الجيش الأوكراني بعد على طلب للتعليق. وأظهرت خرائط مفتوحة المصدر الأسبوع الماضي تدهور وضع القوات الأوكرانية على نحو حاد في مواقع تحت سيطرتها في كورسك، حيث أصبحت محاصرة تقريباً من قبل القوات الروسية.
وجاء ذلك بعد تعليق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، في ظل ضغوط يمارسها الرئيس ترامب على كييف للموافقة على وقف إطلاق النار مع موسكو.
وكتب تو ميجرز، وهو مدون عسكري مؤيد لروسيا، على «تيليجرام»، أمس، أن القوات الروسية بدأت هجوماً على سودجا، وهي بلدة كبيرة تبعد حوالي 9.5 كيلومتر عن الحدود مع أوكرانيا، وأن الوضع بالنسبة للقوات الأوكرانية في كورسك «يقترب من الحرج». وقال علاء الدينوف، إن الألوية الروسية المحمولة جواً وأفواج البنادق الآلية وقوات خاصة أخرى، تشارك كلها في «معارك ضارية.. ورجالنا يتقدمون إلى الأمام بشكل جيد جداً».