عربي21:
2024-07-05@05:22:02 GMT

لمن لم يفهم بعد هذا هو هدف الدواعش الإسرائيليين

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

عندما ظهر تنظيم داعش، وانطلق في عملياته الوحشية ومارس على الأرض أسلوبه في إدارة ما سماه منظروه بإدارة التوحش، اتفق الجميع على وصف مقاتليه بـ"الإرهابيين"، وتم إدراجه ضمن "الحركات الإرهابية". وبناء عليه أقيم تحالف دولي لمواجهة هذا الوحش السياسي الذي كاد أن يحول المنطقة والعالم إلى حالة فوضى واقتتال مستمر.



تقف اليوم كل هذه الأطراف عاجزة، أو بالأصح متواطئة مع وحش من نفس الطينة بل وأكثر شراسة. الوحش الحالي يملك أسلحة أكثر فتكا وتدميرا؛ ليست هذه فقط الخاصية التي تميزه عن بقية الوحوش، وإنما أيضا يعتبر نفسه غير ملزم بكل القوانين والأعراف والأخلاق وقواعد الحرب، ويمكنه في الآن ذاته أن يجرّ الآخرين من الغربيين إلى مساندته والوقوف إلى جانبه مهما كانت الكلفة الإنسانية والاقتصادية المترتبة عن هذا الجنون.

تقف اليوم كل هذه الأطراف عاجزة، أو بالأصح متواطئة مع وحش من نفس الطينة بل وأكثر شراسة. الوحش الحالي يملك أسلحة أكثر فتكا وتدميرا؛ ليست هذه فقط الخاصية التي تميزه عن بقية الوحوش، وإنما أيضا يعتبر نفسه غير ملزم بكل القوانين والأعراف والأخلاق وقواعد الحرب، ويمكنه في الآن ذاته أن يجرّ الآخرين من الغربيين إلى مساندته
اتهام الإسرائيليين بالتوحش والإرهاب المطلق ليس ادعاء باطلا أو مبالغة في الوصف نابعة كما يدعون من عداء للسامية، والدليل على ذلك ما يلي:

يقول "موشي فيغلين"، عضو الكنيست السابق عن حزب الليكود: "لا يوجد شيء اسمه تفكيك حماس، كما لم يكن لتشرشل مسمى تفكيك الحزب النازي.. لا يوجد ألمان بريئون لهذا تم سحق مدينة دريسدن.. الأمريكيون لم يبحثوا عن ممر إنساني في هيروشيما أو ناكازاكي؛ حرقوا كل الأولاد اليابانيين في هذه المدن ومدن أخرى. يجب أن نغير كل القواعد ونأخذ بعين الاعتبار يوم المحرقة (السابع من تشرين الأول/ أكتوبر) ونضع كل القواعد القديمة جانبا، وننتصر انتصارا ساحقا ومؤلما، بحيث نحقق ثلاثة شروط وهي احتلال- تهجير- استيطان".

هل هناك قول واعتراف أشد وضوحا من هذا؟ يقول إن المطلوب حاليا ليس تفكيك حماس كما يدعي نتنياهو في تصريحاته الديماغوجية؛ المسألة أبعد من ذلك بكثير، المطلوب هو إعادة ما حصل في الحرب العالمية الثانية، إبادة الغزاويين برجالهم ونسائهم وأطفالهم وتهجيرهم كخطوة ثانية، وأخيرا احتلال أرضهم بالكامل، ولتحقيق ذلك لا بد من التخلي عن جميع الضوابط الأخلاقية والعسكرية والقانون الإنساني والدولي. هذا هو جوهر المشروع الصهيوني الذي عبر عنه "موشي" بكل وضوح؛ نحن سنقوم بالسيطرة على كل فلسطين، سواء قبلتم بذلك أم لا، نحن نقرر والعالم سيقبل، ونعرف كيف نُخضع البقية ونجعلهم شركاء في الجريمة.

كلما توالت مثل هذه الاعترافات الفظيعة ازدادت في المقابل التصريحات الغاضبة التي تدل على حالة وعي جديد بأن الوحش خرج من مخبئه. يقول أحد الصحافيين الفرنسيين: "في مرحلة أوسلو كان هناك 120 ألف مستوطن في الضفة الغربية، أصبح العدد اليوم 700 ألف. وهذه سياسة الأمر الواقع التي يعتمدها نتنياهو، فمنذ انتخابه في سنة 2006 تقوم استراتيجيته على تقسيم الفلسطينيين، وتحييد الأجانب، والعمل على حل المشاكل مع الدول العربية دون الإشارة إلى القضية الفلسطينية.. يعمل على منع التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية".

طاف الكيل وبلغ الصراع أقصى درجاته فكان لا بد أن ينفجر الطوفان، والطوفان حالة مفاجأة تشبه الغليان، وتكون نتائجها غير متوقعة. تبادل الطرفان الضربات بعنف، وفجّر الوحش خزان حقده ضد المدنيين؛ لم يتقيد بكل القيم والقواعد القديمة، وانتهى به الأمر إلى اختيار الحرب المفتوحة؛ إما تصفية نهائية للقضية الفلسطينية أو تحقيق انتصار على الوحش بمنعه من إنجاز أهدافه، ووضع القضية على أسس مختلفة؛وفجّر الوحش خزان حقده ضد المدنيين؛ لم يتقيد بكل القيم والقواعد القديمة، وانتهى به الأمر إلى اختيار الحرب المفتوحة؛ إما تصفية نهائية للقضية الفلسطينية أو تحقيق انتصار على الوحش بمنعه من إنجاز أهدافه، ووضع القضية على أسس مختلفة؛ لن يكون هناك طريق ثالث. قد لا تستطيع المقاومة التخلص من الوحش بحكم موازين القوى، لكن يمكن استنزاف قواه، وإضعاف إرادته وتكثيف الضغط عليه حتى يضطر إلى التوقف، لكنه في كل الحالات سيعود إلى الهيجان عندما يستعيد بعض قوته وتتوفر له الظروف الملائمة لن يكون هناك طريق ثالث. قد لا تستطيع المقاومة التخلص من الوحش بحكم موازين القوى، لكن يمكن استنزاف قواه، وإضعاف إرادته وتكثيف الضغط عليه حتى يضطر إلى التوقف، لكنه في كل الحالات سيعود إلى الهيجان عندما يستعيد بعض قوته وتتوفر له الظروف الملائمة.

وصفت إحدى الاذاعات العبرية الحالة الإنسانية في غزة بكونها أخطر مما فعلته هيروشيما ونازاكي خلال الحرب العالمية الثانية؛ دمار غير مسبوق، وستكون لهذا نتائجه التي لن يتم نسيانها وتجاوزها بسهولة، لكن يمكن ذلك في حال عدلت بعض الحكومات العربية الأساسية من موقفها كما توحي به بعض الاجتماعات الأخيرة التي عقدتها الدول الخليجية. هناك تململ ورفض لطريقة تعامل نتنياهو مع هذه الدول، إذ يعتبرها مجرد خزائن سليمان؛ يأمرها فتستجيب. المتوحشون يتعاملون دائما مع الآخرين باستعلاء وتفوق.

تحدثت سيدة فرنسية بكل جرأة: "الوحش في طريقه نحو الموت. الوحش لا يستسلم بسهولة، يترك دائما وراءه أضرارا عالية. الوحش هم الشياطين الصهاينة. أعداؤنا ليسوا المسلمين أو اليهود الحقيقيين، هؤلاء صنف آخر من اليهود، هؤلاء يعبثون بكل شيء.. يجب أن يتوقف هذا، يجب أن نكون أقوياء صبورين ومتحدين".

بقطع النظر عن الخلفيات السياسية والأيديولوجية لهذه السيدة، لكن ما دعت إليه ينطبق بدرجة أساسية على الفلسطينيين؛ الذين بوحدتهم ورفضهم الخضوع للخوف والابتزاز والانفراد بالرأي والتنسيق مع الجهات المعادية لقضيتهم.. يمكن أن يستثمروا الوقوف وراء المقاومة.. ذلك هو قدرهم إن أرادوا إفشال المخطط الداعشي الصهيوني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه داعش الإسرائيليين فلسطين غزة إسرائيل فلسطين غزة داعش متطرفين مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: نحو 1.9 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة

أفادت الأمم المتحدة بأن نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

أنا فاطمة المصري أعيش بمخيم .. رسالة من طفلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة أمريكا تنفي علاقتها بمحاولة الانقلاب في بوليفيا

وكشف مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو، إن نحو 1.9 مليون شخص يُعتقد أنهم نزحوا في غزة.

وقال أندريا من القدس للصحافيين في نيويورك وجنيف

- نقدّر أن تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا داخليا مرة واحدة على الأقل، إن لم يكن ما يصل إلى عشر مرات، للأسف، منذ أكتوبر
في السابق كنا نقدّر أن هناك 1.7 (مليون)، ولكن منذ الوصول إلى هذا الرقم كان لدينا العملية في رفح والنزوح الإضافي هناك.

- شهدنا أيضا عمليات في الشمال أدت إلى انتقال الناس.

- مثل هذه العمليات العسكرية أجبرت الناس على إعادة ضبط حياتهم بشكل متكرر.

- خلف هذه الأرقام، هناك أناس لديهم مخاوف وشكاوى. وربما كانت لديهم أحلام وآمال، أخشى اليوم للأسف أنها تتناقص شيئا فشيئا.
- الأشخاص الذين تم نقلهم في الأشهر التسعة الماضية كانوا مثل بيادق في لعبة لوحية.
العمليات العسكرية الإسرائيلية قسمت قطاع غزة إلى قسمين، حيث قدّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك ما بين 300 إلى 350 ألف شخص يعيشون في شمال المنطقة المحاصرة ولم يتمكنوا من الذهاب إلى الجنوب.

- منذ بدء الحرب، تمكن ما يقدر بنحو 110 آلاف شخص من مغادرة قطاع غزة إلى مصر قبل إغلاق معبر رفح في أوائل مايو، بعضهم ظلوا في مصر وانتقل آخرون إلى دول أخرى.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، من بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على غزة حتى الآن إلى مقتل 37953 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أميركي: هناك فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين الإسرائيليين
  • قسنطينة: أوّل حادث مرور خطير في نفق جبل الوحش بعد ساعات من تدشينه
  • دولة غير محترمة.. كيف ينظر الإسرائيليون لحكومتهم بعد الحرب على غزة؟
  • الأمم المتحدة: نحو 1.9 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة
  • سرايا القدس: عدد من الأسرى الإسرائيليين أقدموا على محاولة الانتحار
  • بعد معاملتهم بنفس معاملة الأسرى الفلسطينيين.. رهائن إسرائيليون يحاولون الانتحار
  • سرايا القدس تكشف: بعض الأسرى الإسرائيليين بغزة حاولوا الانتحار
  • "سرايا القدس": بعض الأسرى الإسرائيليين حاولوا الانتحار
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يشدد على إنه لا ينبغي أن يكون هناك أي إعلان عن "انتهاء الحرب" حتى عودة جميع المختطفين
  • نساء في السودان بين العنف الجنسي والوصم الظالم من المجتمع