الماريشال مرتديا ملابسه العسكرية الرسمية..."16"
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
توقفت فى المقال السابق عندما ذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه الشيق والممتع "زيارة جديدة للتاريخ" أنه بعد أن أخبره "دنيس هاملتون" رئيس تحرير جريدة ال "صنداى تيمس" بأن الأنباء عن عودة الماريشال "مونتجمري" للعلمين قد أشعلت حماسة مفاجئة فى صحف بريطانية وأمريكية، وأن عدد كبيرا من الصحف- ومنها صحف ألمانية- اشترت مقالات الجريدة، ثم إن عددا آخر منها طلب إرسال مندوبين ومصورين لتغطية عودة الماريشال إلى أرض معركته التاريخية، ومن هنا كان يجب عرض الأمر مرة أخرى على الرئيس جمال عبد الناصر.
وحمل الأستاذ "هيكل" أوراقه شاملة خطاب الماريشال "مونتجمري "وخطاب" دنيس هاملتون" وقال للرئيس: "يظهر أن"مونتجمري" حوّل زيارته لمصر إلى حملة كاملة، فهو قادم ومعه أركان حربه القدامى ومؤخرة طويلة من الصحفيين والمصورين"
لكن الرئيس "جمال عبد الناصر" كان متفهما ومجاملا، بل قال للأستاذ "هيكل": "هناك فندق جديد فى العلمين، وفى شهر مايو لا يكون مزدحما وأنه يعرف أن الفندق يضم - إلى جانب مبناه الرئيسي- مجموعة من الفيلات ويمكن تخصيص واحده منها للماريشال وثانية لأركان حربه، وثالثة لرئيس تحرير ال "صنداي تيمس" وله أيضا إذا شاء أن ينضم اليهم... ثم إن أي عدد من الصحفيين والمصورين يستطيع الإقامة في غرف الفندق وهي كثيرة...
وقال:
" إن الماريشال "مونتجمري" بشخصيته وتاريخه يستحق التكريم، وإنه سوف يطلب من القوات المسلحة أن تضع تحت تصرفه عددا من السيارات الصالحة للسير في الصحراء، وطائرة هليكوبتر لكي يستطيع في المدة القصيرة التي سيقضيها في مصر أن يعود إلى ما يريد ان يعود اليه في ساحة العلمين"
علق الاستاذ "هيكل" على مجاملة الرئيس" جمال عبد الناصر" وتفهمه لموقف الماريشال بأن هذا كان أكثر مما يتصور وبعدها بادر سريعا باخطار الماريشال ورئيس تحرير ال "صنداى تيمس"، بما قررة الرئيس وكانت سعادة الاثنين من غامرة وقدر أنه لم يعد لديه في هذا الأمر غير انتظار موعد وصول الماريشال وكبار أركان حربه ومعه صديقه رئيس التحرير
لكنه كان مخطئا فيما تصوره...
ففي يوم ٤ أبريل عام ١٩٦٧ تلقى مظروفا من لندن يضم خطابين أولهما من رئيس تحرير ال "صنداى تيمس "و كان نصه:
صديقي العزيز:
انني ارسل لك مع هذا خطابا من الماريشال "مونتجمري "قد آثرت إرساله كما هو لتتصرف كما تشاء واذا وجدت انك محرج من عرضه على الرئيس "جمال عبد الناصر" فانت بالطبع أقدر منا على الحكم ...
تناول الأستاذ" هيكل" الخطاب الآخر وقد آثار فضوله ففوجئ بما فيه:
-الماريشال "مونتجمري" يرغب كجندى قديم أن ينزل من الطائرة مرتديا ملابسه العسكرية الرسمية وهي ملابس فيلد مارشال في قوات صاحبة الجلالة الملكة... وأنه لا يعرف هل يمكن قبول ذلك من جانب مصر ام لا وفي كل الأحوال فان الامر يقتضي موافقة الرئيس "جمال عبد الناصر" فقد لا يرغب فى أن يمشي زي عسكري بريطاني على أرض مصرية في الظروف القائمة...
ليس هذا فقط
بل يتمنى ان يضع علم قيادته على السيارة التي تحمله من القاهرة إلى العلمين وربما لا تريد مصر في هذه الظروف أيضا رؤية علم عسكري بريطاني على سيارة تحمل فيلد مارشال قديم...
وفى الخطاب قال الماريشال إنه يتصور أن الرئيس "جمال عبد الناصر "قد يستشعر -كجندي قديم -مشاعر جندي قديم...
بِإِذْنِ الله الأسبوع القادم أكمل ما الذى تم فيما طلبه الفيلد ماريشال "مونتجمري" فى رسالته".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد حسنين هيكل جمال عبد الناصر جمال عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
عمرو سعد يقدم شخصية عبد الناصر في فيلم "الست".. ويدعم منى زكي
قال الفنان عمرو سعد عمرو سعد، إنه يظهر كضيف شرف في فيلم “الست” مع الفنانة منى زكي ويقدم شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأشار عمرو سعد إلى أن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها كضيف شرف في أي عمل، موضحا أنه لم يستطع رفض طلب المخرج مروان حامد، معلنا عن دعمه للفنانة منى زكي بطلة العمل.
أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45، اليوم على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، جلسة نقاش حوارية مع النجم عمرو سعد، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.
جلسة عمرو سعد يديرها الناقد رامي عبد الرازق، ويقدم "سعد" شهادة حول مسيرته المهنية المليئة بالعديد من الأعمال الفنية وإنجازاته وتأثيره على الصناعة.
فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.
تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.