الحياة قصيرة.. فعشها بسلام
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
حمد الحضرمي **
حياة الإنسان على هذه الدنيا قصيرة، فمهما امتلك من الصحة والمال والسلطة والنفوذ والقوة، فإنه لن يصبح خالدًا فيها، وهو راحل عنها لا محالة، والمطلوب منا جميعًا أن نعد العدة للسفر، وأن يكون لدينا الرصيد الكافي من الأعمال الصالحة حتى نلاقي ربنا وهو عنا راضٍ، وعلى الإنسان أن يتذكر دائمًا بأن الدنيا دار ممر لا مقر، ودار العمل والامتحان والفتنة، فلا ينشعل بجمعها ولا ينغمس في شهواتها وملذاتها، فيتشتت قلبه ويغفل عن الاستعداد للرحيل منها.
وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نام على حصير وقد ترك الحصير أثر في جنبه، فقال له الصحابة: " لو اتخذنا لك وطاء، فقال: ما لي وما للدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها "، وكان ابن عمر يقول: "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
والحياة مليئة بالمشاق والمتاعب والآلام والأحزان، وعلينا الصبر والتفاؤل حتى نصل إلى المبتغى بدخول الجنة، وعلينا التمسك بالإسلام والإيمان والإحسان، ولالعبادات ورضا الله ثم رضا الوالدين، والحرص على القيم الأخلاقية والصفات الحميدة، والتعامل بالمحبة والإحسان مع الأهل والجيران والأصدقاء، والتواصل مع الأحباب وتحسس همومهم ومشاكلهم، ومشاطرتهم الأفراح والأحزان، ورسم الإبتسامة على وجوه من نستطيع من المحرومين؛ لأننا عن هذه الدنيا راحلون، وستبقى لنا السمعة الطيبة والأخلاق العالية، والأعمال الخيرية والتطوعية والوفاء والعطاء والتسامح مع الآخرين، ومساعدة الفقراء والأيتام والأرامل والمساكين.
إن الإنسان أحيانًا يتجاوز حدوده، وينسى وضعه وضعفه، ويتمرد على أوامر خالقه، فيرى نفسه قد استغنى بالمال والأولاد والسلطة والنفوذ، فيتعالى على أسرته وإخوته وأولاده وأهل منطقته وزملائه في العمل، وهذا الغرور والتكبر والوهم هو الضربة القاضية التي تقضي على الإنسان في الدنيا والآخرة، فالدنيا عرض زائل ، وما يزرع فيها يحصد في الدار الآخرة، ويجب على كل إنسان منا أن يزرع ما ينفعه، ويسعى لطاعة الله ونيل رضاه.
وإذا أردت أن تشرق حياتك بالسعادة والنجاح، فعليك ببر والديك والإحسان إليهما، لأن حقوقهما من أعظم الحقوق بعد حق الله وحق رسوله، وربط الله شكرهما بشكره تعالى "أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير" (لقمان: 14) وفي المقابل يشكل العقوق وقطع الرحم أسس البلاء ورأس كل شر، فالعاق محروم من البركة والتوفيق في الدنيا، فعلى الأبناء بر والديهما والدعاء لهما والعمل على رضاهما، حتى تشرق حياتهم بالخير، ويبارك الله لهم في الرزق والصحة والأولاد. واعلموا بأن الدنيا رحلتها قصيرة فلا تظلموا الناس، لأن الظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، والله يرفعها فوق الغمام.
ابتعدوا عن الغضب لأن نتائجه بشعة وعواقبه وخيمة، وقد دمرت أسر، وتهدمت بيوت، وقطعت به أرحام، وأشعلت به فتن وأريقت بسببه الدماء، وتجنبوا القلق الذي يأكل الإنسان من الداخل، ويشل قدرته على الحركة والتفكير والتفاعل مع متطلبات الحياة، وابتعدوا عن العصبية وعن الحسد والاحقاد والكراهية والبغضاء، حتى تعيشوا بقلوب سليمة مشرقة، واجعلوا قلوبكم معلق بالله، وفي حبه ورضاه، وخوفه ورجاءه، فاحفظوا الله يحفظكم، واحفظوا الله في أوامره وقموا بها كما أمركم، واحفظوا الله في نواهيه فانتهوا عنها كما نهاكم، اللهم يا لطيف الطف بنا، وقدر لنا من ألطافك الرحيمة ما تقوي به نفوسنا، وتهدي به قلوبنا، وتجعل حياتنا في سعادة وسرور في الدنيا والآخرة.
وعلينا جميعًا تجنب الصراعات الشخصية، وترك الخلافات العائلية، والبعد عن الصدامات المهنية في بيئة العمل، والتغافل عن النقاشات والاختلافات في الرؤى أو القيم أو المبادئ أو الاهتمامات، فلكل واحد منا وجهة نظر وثقافة تختلف عن الآخر، فعلينا احترام وتقدير وجهة نظر الآخرين، والتعاون معهم والتناغم وتحسين وسائل التواصل الفعال فيما بيننا؛ فالسعادة الحقيقية هي أن تعيش بسلام مع الجميع، وفي محبة وود ووئام، وصدر سليم وقلب رحيم، وسكينة وطمأنينة وسمو في الروح والإيمان بالله والإخلاص في الأقوال والأعمال، حتى نكون في الآخرة في جنات النعيم.
** محامٍ ومستشار قانوني
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أخذ إجازة قصيرة من أدوية السكري أو إنقاص الوزن خلال العطل.. ما رأي الخبراء بذلك؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— في فترة الأعياد، عندما يستمتع العديد من الأشخاص بحفلات الكوكتيل أو بوليمة عائلية احتفالية، يفكّر بعض البالغين الذين يستخدمون أدوية شائعة لعلاج مرض السكري أو إنقاص الوزن في تخطي الجرعات لمدة أسبوع أو اثنين.
يمكن لهذه الأدوية أن تقمع الشهية، أو تسبّب أحيانًا آثارًا جانبية غير مريحة قد يرغب بعض الأشخاص بتجنبها خلال موسم الأعياد.
وفق بعض الأطباء، أفاد بعض مرضاهم أنّهم يريدون الاستمتاع بأطعمتهم المفضلة بشكلٍ كامل، أو توفير بعض المال خلال موسم الإنفاق المرتفع.
وقالت الدكتورة جوديث كورنر، أستاذة الطب بقسم الغدد الصماء في مستشفى نيويورك بريسبيتيريان/ مركز إيرفينغ الطبي التابع لجامعة كولومبيا بنيويورك، إنه "من المؤكّد أنّ الناس يتساءلون عن القيام بذلك".
وذكرت أليسا دومينغيز، اختصاصية الغدد الصماء بكلية كيك للطب التابعة لجامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس أنجلوس، أنّ بعض مرضاها يسألون أيضًا عن فكرة الامتناع عن الجرعات خلال موسم الأعياد.
مخاطر مختلفةتستخدم عادةً ناهضات مستقبلات "GLP-1" والناهضات المزدوجة، مثل "أوزيمبيك"، و"ويغوفي"، و"مونجارو"، "زيباوند" كحقن أسبوعية.
وتعمل ناهضات مستقبلات "GLP-1" من طريق محاكاة هرمون "GLP-1" في الأمعاء، وتعمل الناهضات المزدوجة من طريق محاكاة كل من هرموني "GLP-1" و"GIP"، اللذين ينظمان نسبة الغلوكوز في الدم والشهية.
لكن كورنر نوّهت بأنّ التأثيرات التي قد تُحدِثها فترة التوقف على جسمك تعتمد على سبب تناولك للدواء في المقام الأول.
وشرحت: "إذا كنت تتناول الدواء للتحكم بنسبة السكر في الدم لأنك مصاب بمرض السكري من النوع الثاني، فعليك أن تدرك أنه إذا تخطيت جرعة، فإن نسبة الغلوكوز في الدم ستصبح أعلى".
ومن ثم أضافت: "لكن إذا كانت الأمور تحت السيطرة بشكل جيد للغاية عندما يأتي الأمر لمرض السكري من النوع الثاني، وارتفع مستوى السكر في الدم لديك قليلاً، فقد لا يكون ذلك مهمًا سريريًا".
لكن بالنسبة للأشخاص الآخرين الذين يستخدمون هذه الأدوية بهدف فقدان الوزن، فإن المخاطر ستكون مختلفة.
وتُشير معلومات عقار "أوزيمبيك" إلى أنّه إذا نسي شخص ما أخذ جرعة، فيجب عليه أن يأخذها في غضون خمسة أيام.
وإذا مرت أكثر من خمسة أيام، فيجب على الشخص تخطي الجرعة الفائتة وأخذ الجرعة التالية في اليوم المحدد بانتظام.
والأمر مشابه بالنسبة لـعقاري "مونجارو" "زيباوند".
وتفيد معلومات عقار "ويجوفي" إلى أنّه إذا فاتتك جرعة واحدة وكانت الجرعة التالية بعد أكثر من يومين، فيجب على المريض استخدام الجرعة الفائتة في أقرب وقت ممكن.
"لا تتعلق العطل بالطعام دومًا فحسب"بالنسبة للعديد من المرضى، فإن التمسك بتوقيت جرعاتهم مفيد أثناء العطل.
وقال الدكتور إدواردو غرونفالد، المدير الطبي لمركز "Advanced Weight Management" بمعهد جراحة السمنة والتمثيل الغذائي في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو: "في الواقع، يفضل الأشخاص، في مجموعة مرضاي على الأقل، الاستمرار باستخدامها لأنّ فترة العطل صعبة، أليس كذلك؟".
وأفاد بعض مقدمي الخدمات إنّهم يوجهون مرضاهم حول كيفية الاستمرار بأخذ الأدوية والاستمتاع بوجباتهم المفضلة، من خلال تناول كميات أصغر من الوجبات على سبيل المثال.