جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@01:00:40 GMT

البحث عن نصر!

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

البحث عن نصر!

 

محمد بن رامس الرواس

"صديقك من صدقك وليس من صدَّقك".. حكمة تحاول الولايات المتحدة قولها لإسرائيل من خلال التقارير العسكرية الميدانية بأنها في وضع مُعقد ولا يمكن تحقيق أهدافها بحرب غزة.

كان مجلس الحرب الإسرائيلي منذ اليوم الأول للاجتياح البري لجيشه يُوهم نفسه بنصرٍ كان يعتقد أنه سهل وقريب، وظل طوال الفترة الفائتة يروي لمواطنيه حكايات قرب سحق حماس، والقبض على يحيى السنوار، وإعادة الأسرى، وغيرها من الأوهام التي تُداعِب مُخيِّلَتهم، وكانوا يصدرون لمواطنيهم خاصة لليمين المتطرف حكاية أن بقاء كتائب عز الدين القسام والمقاومة بشكل عام أمر مفروغ منه، حتى وإن دمروا الأرض وقتلوا المدنيين، خاصة وأن هناك دعم دولي للجيش الإسرائيلي متضامن معهم وعلى رأسه الولايات المتحدة؛ بل أكثر من ذلك أن حلفاءهم كانوا يعتقدون أن نصر الكيان الإسرائيلي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل!

ورغم ذلك كله، فإنَّ حكاية الحرب لم تنتهِ بعد أن امتدت إلى ما يزيد عن 128 يومًا؛ حيث إن هناك أسئلة كبرى لا تزال تفرض نفسها: من يدير المشهد العسكري في غزة؟ من يقود المعركة على الأرض؟

ولا شك أن الصمود والضربات القاصمة التي وجهتها المقاومة الباسلة وتلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكثير من البكاء والنواح تجيب على هذا السؤال، نعم إن كتائب المقاومة هي من تدير المشهد في غزة بعون من الله عزوجل وتوفيقه وتتحكم بمفاصل الأرض.

لذلك يذهب مجلس الحرب الاسرائيلي الآن إلى البحث عن نسج حكاية نصر وهمي في مدينة رفح الفلسطينية من أجل تسويقه للعالم على أنه إنجاز يمكن أن يغمض الجميع أعينهم عن كل خسائر الحرب التي لحقت بالكيان الإسرائيلي؛ سواءً في الميدان من خلال تدمير ما يزيد عن 1100 دبابة وآلية حربية، وسقوط آلاف الجنود بين قتلى وجرحى، وداخليًا من خلال ما عُصِفَ باقتصادها وعملتها، وخارجيًا ما لحق بها من تهم موثقة لجرائم إبادة ترتكبها في قطاع غزة.

فأي نصر يريد جيش الاحتلال البائس تحقيقه في رفح؟! باستثناء ارتكابه جريمة حرب جديدة تُضاف الى سجله الدموي المليء بجرائم حرب وصلت الى استدعائه للمثول أمام محكمة العدل الدولية وأمام المجتمع الدولي بتهمة تنفيذ جريمة إبادة جماعية مع سبق الإصرار والترصد، وهذا يؤكد أن الثمن الذي تدفعه إسرائيل الآن أكبر من بحثها عن نصر وهمي تلجأ إليه لتحسين صورتها أمام حلفائها الذين وثقوا بها لإنهاء وجود حماس.

لقد أصبحت وسائل القصف والاجتياح أوراقًا محروقة، يقوم مجلس الحرب باللعب بها لانتزاع إنجاز خادع، بينما هناك رجال أشدَّاء مُلثمون منشغلون بالقيام بمهامهم القتالية عند المواجهة؛ سواءً بالميدان أو من خلال طاولة المفاوضات، مهام ينهونها بفضل الله على أكمل وجه، فلم يُسجَّل إلى الآن أن ثبت دخول أحد جنود كتائب المقاومة بإحدى المستشفيات العامة، بينما ظلت إسرائيل تسرد أكاذيبها بأن المقاومة تستخدم المستشفيات كملجأ لها.

لقد انشغل مجلس الحرب الإسرائيلي بالبحث عن نصر لم يجد سبيلًا له في ظل صمود باسل للمقاومة وللشعب الفلسطيني العظيم، بينما انشغلت حماس بترتيب أولويات المعركة من مهام ناجحة ومفاوضات ذكية، فاستحقت عن جدارة نياشين النصر مقدمًا؛ حيث إن ممارسة التضليل والخداع الذي يقوم به مجلس الحرب لم يعد يصدقه حتى بعض أعضائه؛ فالأرض وأهلها هم المنتصرون في النهاية بإذن الله تعالى.

وأخيرًا.. إنَّ تدمير هذا العدد الهائل من الدبابات والجرافات في الحرب والتي أعلنت عنه المقاومة الفلسطينية بغزة، بجانب جثث جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي التي لا يُعلن عنها بدقة، وكذلك المصابين الذين امتلأت بهم المستشفيات في غلاف غزة وغيره الكثير، كلها مُعطيات ستكتب نهاية الحكاية، وستحدد من المنتصر الحقيقي!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كمائن المقاومة تربك حسابات جيش الاحتلال.. والوسطاء يواصلون المساعي للتوصل إلى هدنة قريبة

 

 

 

تنفيذ عمليات رصد وقنص للقوات الإسرائيلية في نقاط التمركز بغزة

كمين "كسر السيف" يظهر الاشتباكات من المسافة صفر مع قوات الاحتلال

الاحتلال يعترف بمقتل وإصابة عدد من الجنود لأول مرة بعد استئناف العدوان

وفد من "حماس" يبحث بالقاهرة مقترحات وقف إطلاق النار

"حماس": الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة

مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار لـ6 أشهر والتفاوض على إنهاء تام للحرب

الرؤية- غرفة الأخبار

عادت كمائن المقاومة الفلسطينية من جديد لتحصد أرواح جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعدما انقلبت إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار واستأنفت العدوان على قطاع غزة في الثامن عشر من مارس الماضي.

ونفذت كتائب القسام عدة عمليات ضد جنود الاحتلال في جنوب وشمال القطاع، ما أسفر عن سقط عدد من القتلى والمصابين، الأمر الذي أربك حسابات جيش الاحتلال، ودفع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى المطالبة بـ:"الصلاة من أجل الجنود الإسرائيليين"، لأن القوات تدفع ثمنا باهظا، مدعيا أن هذا الثمن نتيجة "النجاح المحقق ضد حماس".

والأسبوع الماضي، أعلنت كتائب القسام تنفيذ كمين عسكري أطلقت عليه اسم "كسر السيف" شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مضيفة: "خلال كمين مركب نفذنا كمين كسر السيف شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع، وجرى استهداف جيب عسكري من نوع ستورم يتبع قيادة كتيبة جمع المعلومات القتالية في فرقة غزة، بقذيفة مضادة للدروع، أوقعت إصابات محققة".

وتابعت: "فور وصول قوة الإسناد التي هرعت للإنقاذ، تم استهدافها بعبوة تلفزيونية3 مضادة للأفراد، وأوقعنا عناصرها بين قتيل وجريح".

وبعد أيام من الإعلام عن هذا الكمين، نشرت الكتائب مقاطع فيدية يوثق هذه العملية، إذ كانت الاشتباك من المسافة صفر.

وبالأمس، بثت كتائب القسام مشاهد لقنص 4 من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي ببندقية الغول في شارع العودة شرق بلدة بيت حانون شرقي قطاع غزة.

وبدأ المقطع بمشاهد تم بثها سابقا من عملية كسر السيف وصورة الرقيب أول غالب النصاصرة الذي قتل خلال تلك العملية. وحسب المشاهد، فإن عمليات القنص جاءت في إطار استكمال كمين كسر السيف، حيث استهدف مقاتلو القسام ضباطا وجنودا للاحتلال في مواقع مستحدثة شرق بيت حانون، كما استهدفوا معدات عسكرية (بواقر عسكرية) بعدد من قذائف الدروع.

وأظهرت المشاهد 3 من عمليات القنص تلك في حين لم يتم تصوير العملية الرابعة، حسب ما أوردته كتائب القسام في المقطع. وتضمنت المشاهد رصد 2 من عناصر الاحتلال فوق دبابة، أحدهما رقيب أول آساف كافري، إذ تم قنصهما في الوقت نفسه، وإصابتهما إصابة مباشرة، في حين جرى قنص مجند ثالث حاول إسعاف كافري، ليسقط داخل الدبابة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال المعارك الدائرة بقطاع غزة، وهو أول قتيل يتكبده منذ استئناف العدوان في 18 مارس الماضي. وذكر جيش الاحتلال أن الرقيب أول غالب سليمان النصاصرة (35 عاماً)، قُتل خلال الاشتباكات في شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى إصابة جنود آخرين في المواجهات نفسها.

وعلى مستوى المفاوضات، التقى أمس وفد من حركة حماس الوسطاء المصريين في القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئاسة حركة "حماس"، إن الحركة منفتحة على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل في غزة، لكنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها.

 

وذكرت مصادر مقربة من المحادثات لوكالة "رويترز"، أن الحركة الفلسطينية قد توافق على هدنة تتراوح بين 5 و7 سنوات مقابل إنهاء الحرب، والسماح بإعادة إعمار غزة، وتحرير معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن جميعاً.

وفي السياق، كشفت مصادر من حركة "حماس" عن تفاصيل ما عرضه الوسطاء على الحركة خلال اجتماعات عُقدت في القاهرة أمس السبت. وبدأت منذ يومين في الدوحة.

وقالت المصادر لـ"الشرق الأوسط"، إن هناك طرحاً مصرياً - قطرياً، ينصُّ على أن يتم التوصُّل إلى اتفاق مرحلي لوقف إطلاق النار يستمر لـ6 أشهر، مقابل وقف الأعمال العسكرية من قبل الجانبين، وتبادل بعض الأسرى الأحياء والأموات دفعةً أولى.

ووفقاً للمصادر، فإنه خلال الأشهر الستة، يتم التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق نار تام للحرب، وبحث ترتيبات "اليوم التالي" للحرب، وإعادة إعمار القطاع، وفق الخطة المصرية التي أجمعت عليها الدول العربية في القمة الطارئة الأخيرة بالقاهرة، ويتم تبادل الأسرى جميعاً بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • كمائن المقاومة تربك حسابات جيش الاحتلال.. والوسطاء يواصلون المساعي للتوصل إلى هدنة قريبة
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)
  • تحرير 141 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • «المكان اللي برتاح فيه».. هند صبري تهنئ بعيد عيد تحرير سيناء بهذه الطريقة | صور
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • رئيس الموساد الإسرائيلي يتوجه إلى الدوحة لبحث وقف الحرب في غزة
  • شاهد | خلاف مجلس الحرب الصهيوني يعكس نوايا إعادة احتلال غزة
  • السيسي: التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي تحتم تكثيف التعاون بين الدول العربية
  • البحث العلمي تفتح باب التقدم لمسابقة جائزة جون مادوكس.. تفاصيل