صحف عالمية: الهجوم على رفح سيكون كارثيا واستيطان غير مسبوق بالضفة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
سلّطت صحف ومواقع إخبارية عالمية الضوء على الخطة الإسرائيلية للهجوم على محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وعلى منع دخول المساعدات إلى القطاع، بالإضافة إلى تنامي مشاريع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وفي موضوع رفح، حذّر الكاتب جدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" من تبعات أي هجوم إسرائيلي على مدينة رفح، وقال إنّه سيكون كارثيا، مؤكدا استحالة حماية المدنيين الذين نزحوا إلى رفح هروبا من الحرب في مناطق أخرى من قطاع غزة.
وأوضح أن الأمر يتعلق باستحالة إجلائهم بسبب عددهم الهائل وظروفهم المأساوية، وانعدام فضاءات آمنة يمكنُهم التوجه إليها. وقال: "الوضع في رفح غير مسبوق وعلى الرأي العام الإسرائيلي الانتباه لذلك"؛ داعيا الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التحرك.
وفي موضوع المساعدات، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تحقيقا من معبر كرم أبو سالم كشفت فيه عن تجنّد شبان إسرائيليين لمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجاء في التحقيق أن عشرات الشبان الإسرائيليين تفرّغوا تماما لهذه المهمة، وأنهم يقضون الليل والنهار في المعبر في ورديات منظّمة، يتواصل أفرادها عبر الواتساب. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يبقى متفرجا على ما يقوم به أولئك الشبان.
وسلطت صحيفة " الإندبندنت" الضوء على الهجوم الذي شنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت على رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، حيث قال "إن غطرسته وتلاعبه -أي نتنياهو- قادا إسرائيل إلى إخفاقات أمنية كارثية"، وأضاف أولمرت "أن إصرار نتنياهو على المضي في حرب لا يمكن الدفاع عنها، بينما لا يزال الرهائن في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمر لن يغفر له".
استيطانأما صحيفة " لوموند" الفرنسية فنشرت تحقيقا من الضفة الغربية يتضمن تفاصيل عن تنامي مشاريع البناء الاستيطاني بوتيرة متسارعة، وصفتها الصحيفة بغير المسبوقة منذ توقيع اتفاق أوسلو.
ويلفت التحقيق إلى أن وتيرةَ البناء تسارعت أكثر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينما ينشغل العالم بالحرب المستعرة في قطاع غزة.
من جهة أخرى، كتب الباحث في جامعة بريستول البريطانية توبي ماثيسن في مجلة "فورين أفيرز"، "أن غزة نجحت في توحيد الشرق الأوسط من حولها. ويوضح الكاتب "أن الحرب على غزة لم تعد بين إسرائيل وحماس، بل جرّت إليها أطرافا إقليمية على نحو أوجد جبهة ربما ستصبح أكبر التحديات للولايات المتحدة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غزة بلا خبز ولا مياه مع تجدد الحصار الإسرائيلي
في ظهيرة أحد الأيام، وخارج فرن زادنا في وسط مدينة غزة، كانت طوابير طويلة من الغزيين تنتظر الحصول على الخبز، مهددة بالتحول إلى فوضى في أي لحظة.
لا يدخل الوقود لتشغيل المولدات أو سيارات الإسعاف أو السيارات العادية
وصرخ أحد عناصر الأمن في الحشود التي كانت تتدافع نحو باب الفرن لتنتظر دورها، لكن أحداً لم يمتثل. وعلى مسافة خطوات، كان الباعة المتجولون يبيعون أرغفة الخبز التي اشتروها في وقت سابق يومها بثلاثة أضعاف سعرها الأصلي. ومع اقتراب موعد الإفطار في شهر رمضان، كان الخبز والماء وغاز الطهي وغيرها من المواد الأساسية في أنحاء غزة شحيحاً مرة أخرى.وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق ميداني إن الطوابير لم تكن على هذه الدرجة من اليأس، ولا الأسواق خالية إلى هذا الحد، قبل سريان وقف النار بين إسرائيل وحماس في 19 يناير(كانون الثاني). فقد سمحت الهدنة بتدفق المساعدات إلى غزة للمرة الأولى بعد 15 شهراً من الصراع، الذي لم يتلق فيه السكان سوى القليل من الإمدادات. الضغط على حماس
ولكن لم تصل أي مساعدات منذ 2 مارس (آذار)، يوم منعت إسرائيل دخول كل البضائع في محاولة للضغط على حماس لقبول تمديد مرحلة وقف النار الحالية وإطلاق المزيد من الرهائن في وقت أقرب، بدل الانتقال إلى المرحلة التالية، والتي تنطوي على مفاوضات أكثر تحدياً لإنهاء الحرب بشكل دائم.
The Israeli army is denying the entry of water and food for the 34th consecutive day in northern Gaza. Only functioning hospital, Kamal Adwan, out of water (water tanks targeted by the Israeli army) and medical supplies. No rescuing services. Annihilation. https://t.co/zb61Mm5n0s
— Nicola Perugini (@PeruginiNic) November 7, 2024حالياً، أدى قطع المساعدات، الذي تفاقم بسبب الشراء بدافع الهلع، والتجار عديمي الضمير الذين يرفعون الأسعار على نحوٍ صارخ، إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات لا يستطيع تحملها إلا القليل. ويُجبر نقص الخضراوات والفواكه الطازجة الناس على اللجوء مجدداً إلى الأغذية المعلبة مثل الفاصوليا.
ورغم أن الأطعمة المعلبة توفر السعرات الحرارية، إلا أن الخبراء يقولون إن الناس، والأطفال خاصة يحتاجون إلى نظام غذائي متنوع يتضمن أطعمة طازجة لتفادي سوء التغذية.
وفي الأسابيع الستة الأولى من وقف النار، قدّم عمال الإغاثة والتجار الغذاء لسكان غزة، الذين لا يزال الكثيرون منهم يعانون من سوء التغذية منذ أشهر. كما بدأت الإمدادات الطبية للمستشفيات التي تعرّضت للقصف، والأنابيب البلاستيكية لاستعادة إمدادات المياه، والوقود اللازم لتشغيل كل شيء، بالتدفق.
أظهرت بيانات من منظمات الإغاثة والأمم المتحدة، تحسناً في تغذية الأطفال والنساء الحوامل والأمهات المرضعات. وقالت الأمم المتحدة إن المزيد من المراكز بدأ تقديم علاج سوء التغذية. ولم تكن هذه سوى خطوات صغيرة نحو تخفيف الدمار الذي خلفته الحرب، والتي دمرت أكثر من نصف مباني غزة ودفعت الكثير من سكانها وعددهم مليوني نسمة إلى شفير المجاعة.
MAGA DIPLOMACY — Bread Lines and Salty Drinking Water: Israeli Aid Block Sets Gaza Back Again https://t.co/BomFw3Aao5
— Sam Enderby (@joyfulmoocher) March 15, 2025وحتى مع الزيادة الكبيرة في المساعدات عقب بداية الهدنة، أفاد مسؤولو الصحة في غزة بوفاة ستة رضع على الأقل بسبب انخفاض حرارة الجسم في فبراير(شباط)، بفعل نقص الملابس الدافئة، والبطانيات، والمأوى، والرعاية الطبية، وهو رقمٌ أوردته الأمم المتحدة. ولم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير بشكل مستقل.
ولا تزال معظم المستشفيات تعمل جزئياً فقط، هذا إن كانت تعمل على الإطلاق، وحضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة وعدد من الحكومات الغربية، إسرائيل على السماح باستئناف الشحنات، منتقدة استخدامها للمساعدات الإنسانية كأداة للمساومة في المفاوضات، وفي بعض الحالات، قالت إن قطع المساعدات ينتهك القانون الدولي
ويوم الأحد الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء عن القطاع، وهي الخطوة التي أدت إلى توقف معظم العمليات في محطة تحلية المياه وحرمت نحو 600 ألفاً في وسط غزة من مياه الشرب النظيفة، وفقاً للأمم المتحدة.
وأشار وزير الطاقة الإسرائيلي إلى أن قطع المياه، قد يكون الخطوة التالية. ويقول مسؤولو الإغاثة إن بعض الآبار لا تزال تعمل في وسط غزة، لكنها لا توفر سوى مياه مالحة، ما يشكل مخاطر صحية طويلة الأمد لشاربيها.
وفي الوقت الحاضر، لا يدخل الوقود لتشغيل المولدات أو سيارات الإسعاف أو السيارات العادية، وتقول إسرائيل، إن نحو 25 ألف شاحنة محملة بالمساعدات دخلت إلى غزة في الأسابيع الأخيرة، ما وفر للناس ما يكفي من الغذاء.
وفقد الكثير من سكان غزة وظائفهم، وأنفقوا مدخراتهم للنجاة من الحرب. وعندما ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، صاروا يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات.
وعلاوة على التحدي المباشر المتمثل في توفير الغذاء، والمياه، والإمدادات الطبية، والخيام لسكان غزة الذين لا يزال الآلاف منهم نازحين، أفاد مسؤولو الإغاثة إن العجز عن جلب الإمدادات، أعاق جهود التعافي على المدى الأطول.