شخصيات قومية ودينية تحيي سيرة المجاهد غازي عبد القادر الحسيني في حفل تأبينه
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
سواليف
احتفت مئات من الشخصيات الوطنية والقومية والدينية من فلسطين والأردن والوطن العربي بنضالات القائد الفلسطيني الراحل غازي عبدالقادر موسى كاظم الحسيني ( أبو منصور) ، في حفل تأبين أقيم مساء السبت نظمه تجمّع الجمعيات المقدسية في الاردن وجمعية وديوان عائلة الحسيني المقدسية في مقر نقابة مقاولي الإنشاءات، مع مرور أقل من شهرين على وفاته في عمّان بتاريخ الثامن من ديسمبر 2023.
وأشاد المتحدثون في حفل التأبين، بنهج الحسيني الذي سار على خطى والده الشهيد عبد القادر الحسيني قائد جيش الجهاد المقدس في فلسطين وشهيد معركة القسطل عام 1948 ، وجده زعيم فلسطين الشهيد موسى كاظم باشا الحسيني، وكذلك شقيقه أمير القدس القائد الشهيد فيصل الحسيني، وخاله سماحة مفتي فلسطين ورئيس المجلس الاسلامي الحاج امين الحسيني .
وشغل القائد المجاهد غازي عبد القادر الحسيني سابقا مواقع عدة، منها مسؤول جهاز الرصد الثوري المركزي في حركة فتح مع القائد الشهيد صلاح خلف ( أبو إياد ) كما كان الرجل الثالث في جهاز القطاع الغربي مع القائد الشهيد خليل الوزير ( أبو جهاد )، و أشرف على عدة عمليات فدائية داخل الأراضي الفلسطينة المحتلة .
و كان الحسيني قد انتخب عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وتولّى مسؤولية دائرة شؤون الوطن المحتل في منظمة التحرير ، ومسؤولية دائرة الاوقاف والشؤون الدينية في منظمة التحرير، ورئس لجنة القدس في المجلس الوطني الفلسطيني وعضوا في المجلس المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية.
في الأثناء، لم تغب عن كلمات المشاركين في حفل التأبين الذي كان عريفا له المهندس عبّاد اسبيتان، الاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية وبطولة عملية “طوفان الأقصى”، وتوجيه الانتقادات “للتقاعس العربي والدولي” حيال القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة التي يواصلها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة.
وفي كلمة مسجّلة بالفيديو، أثنى خطيب المسجد الأقصى سابقا الشيخ عكرمة صبري على مناقب الحسيني، قائلا إنه”وهب حياته لخدمة مصالح الأمة عامة وقضية القدس وفلسطين خاصة”، منوها إلى أن قرار “الاحتلال الاسرائيلي البغيض” بمنعه من السفر حال دون تواجده في حفل التأبين في عمّان.
مقالات ذات صلة موعد وصول طائرة النشامى إلى عمان 2024/02/11كما ألقى المطران عطالله حنا من القدس تسجيلا صوتيا بُث في حفل التأبين، استذكر فيه دفاع الحسيني عن مدينة القدس المحتلة التي تتعرض بحسبه إلى “مؤامرة كبرى” تستوجب التصدي لها من كل مسلم ومن كل مسيحي ومن كل عربي، فيما أشاد بموقف الأردن الشقيق وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتباره صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وعن الحركة الوطنية الأردنية ، قال الدكتور رياض النوايسة في كلمته، إن الحسيني كان ابن بيئته الجغرافية والتاريخية والبشرية والقيمية المتوارثة جيلا بعد جيل، منتقدا ما أسماه الالتفاف على منجزات المقاومة الفلسطينية ومحاولات إعادة إنتاج اتفاقية أوسلو.
وممثلا للجمعيات المقدسية في الأردن، فقد تحدث عنها المهندس سامي بهجت أبو غربية محتفيا بإنجازات الحسيني وانخراطه في صفوف المقاومة الفلسطينية، مستعرضا سيرة عائلة الحسيني مع آل أبو غربية التي التقت في محطات المقاومة العديدة والتاريخية، بما في ذلك “مرحلة بناء جيش الجهاد المقدس العام 1947، وتضحيات القائد الشهيد عبدالقادر الحسيني الذي رأى أن جيل التحرير سيكمل مسيرته وأن كتائب القسام ستكمل مسير الجهاد الطويلة”.
وفي كلمة ألقيت بالنيابة عن القيادي في حركة فتح عباس زكي (الذي منعته سلطات الاحتلال من المغادرة الى عمّان ) ألقاها عنه عضو المجلس الوطني الفلسطيني الحاج خالد مسمار، الذي نقل عنه قوله بأن أبو منصور رحل “جسدا” لكنه استقر في الوجدان هو وكل من عمل معه في سيرته النضالية بشخصيته التي اتسمت بالعفة ونقاء السريرة وحسن المعشر والأخلاق.
وأشار المتحدث إلى أن الاحتفاء بسيرة المجاهد تأتي في ظرف تاريخي، معتبرا أن السابع من أكتوبر هو “يوم فاصل” في التاريخ الفلسطيني، ويشبه الحادي والعشرين من آذار من العام 1968 الذي شهد معركة الكرامة الباسلة.
وأضاف مسمار في الكلمة، حديثا له عن زمالته للفقيد الحسيني على مدار عشرين عاما، واصفا العلاقة التي جمعتهما بأنها علاقة “أخوية نضالية طويلة”.
وأعرب المهندس سامر الحسيني في كلمته عن جمعية وديوان عائلة الحسيني، عن امتنانه لكل من شارك في حفل التأبين، وأكد على الدور الاساسي “للعم أبو منصور”، في تأسيس جمعية وديوان العائلة واصفا إياه بمدرسة في التواضع والعطاء والإخلاص والوفاء والصدق والانتماء.
[ ] وقطع الحسيني أمام الحضور باسم عائلته، عهدا بالبقاء على سيرة النضال، وأن تبقى فلسطين كل فلسطين “العنوان الأبدي” لهذا العهد.
كما ألقى كلا من الشيخ نادر بيوض التميمي كلمة أصدقاء الفقيد، أشاد فيها بالمقاومة ونضالات الحسيني،
واستذكرت رائدة طه، ابنة الشهيد علي طه، المحطات الانسانية للراحل وتبنّيه لأسر الشهداء عامة، وأسرة الشهيد علي طه خاصة. كما تحدث اللواء فؤاد البلبيسي عن الراحل في كلمة له عن رفاق المعتقل.
وفي كلمة عائلة الفقيد، تحدثت ابنته “بانة” عن الأثر الذي تركه والدها بعد رحيله، وهو الذي لم “تكن الابتسامة تفارق وجهه المنير حتى في أشد اللحظات ألما من المرض أو من الظروف القاسية التي مر بها”، قائلة إن والدها “كان زاهدا في الدنيا وأن حلمه الوحيد كان العودة إلى فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى”.
وعُرض في بداية التأبين فيلم قصير عن حياة القائد المجاهد غازي عبد القادر الحسيني، تضمن أبرز محطات انخراطه في النضال الفلسطيني ومقتطفات من مقابلة سابقة له .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: القائد الشهید غازی عبد فی کلمة
إقرأ أيضاً:
عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة محاكاة ليوم تحرير فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
#عودة #الفلسطينيين إلى #شمال_غزة محاكاة ليوم #تحرير_فلسطين العظيم الذي نراه قريبًا
كتب م. #علي_أبوصعيليك
سيبقى مشهد عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى أراضيهم في شمال غزة يوم الإثنين الموافق السابع والعشرين من كانون الثاني عام 2025 خالدًا في الذاكرة الحية لجميع الأحرار في العالم في مشهد إعجازي لشعب تعرض لجحيم الإبادة الجماعية على مدار أكثر من خمسة عشر شهرًا على يد كل قوى الصهيونية العالمية وسط صمت عالمي مطبق مثير للاشمئزاز.
غطى الفلسطينيون ساحل غزة وشارع الرشيد في مشهد مهيب بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار وهم سعداء جدًا بعودتهم إلى أراضيهم على الرغم من تدمير بيوتهم تمامًا بواسطة جيش الاحتلال الصهيوني ومرتزقته الذين استخدموا القنابل التي زودتهم بها أكبر القوى الإمبريالية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، حتى وصل حجمها ما يزيد عن مئة ألف طن من القنابل بمتوسط 50 كيلوغراما لكل شخص في غزة، وهو رقم يفوق جميع الأرقام المسجلة في التاريخ البشري لجميع الحروب في أرقام توثق مدى وحشية الصهيونية العالمية التي ينتسب لها كبار الشخصيات المؤثرة في العالم على رأسهم أبرز قيادات الولايات المتحدة الأمريكية المسؤول الأول والمباشر عما جرى للشعب الفلسطيني من إبادة جماعية.
مقالات ذات صلة غزة هي الانسانية 2025/01/28كان هناك تساؤل متكرر في وسائل الإعلام مصدرة الصهاينة أنفسهم ومنهم وزير الخارجية الأمريكي السابق الصهيوني بلينكن عن اليوم التالي بعد توقف الحرب حيث تم تسويق فكرة بتر حركة “حماس” على نطاق واسع حتى في بعض الإعلام العربي المتصهين، وبالتالي البحث عمّن يدير القطاع بعد ذلك وتم تداول العديد من السيناريوهات وصلت بأن يرفض المجرم نتن-ياهو أن يدير القطاع لا حماس ولا حتى “سلطة التنسيق الأمني” التي ارتمت تمامًا في الحض الصهيوني.
ولكن في غزة شعب يصنع المعجزات، التي بدأت من لحظة وقف إطلاق النار وانتشار الشرطة الفلسطينية في القطاع قدر الإمكان وهو المشهد الأول الذي شًكًّل مع أفراح الغزاويين الصدمة الأولى للصهاينة الذين انتظروا رؤية شعب مكسور مذلول ولكن هيهات!
جاء المشهد التالي في مراسم تبادل الأسرى حيث ظهرت قوات المقاومة الفلسطينية في أبهى صورة عسكرية أذهلت حتى أقرب المقربين للمقاومة وأرعبت كل الصهاينة وأعوانهم حتى وصل بالإعلام الصهيوني أن يتساءل عن التضليل الإعلامي الذي تم ممارسته عن حقيقة الانتصارات خلال الحرب، وبلغ المشهد ذروته في ثاني عملية تبادل أسرى في ميدان فلسطين وسط غزة الذي أخرجته المقاومة الفلسطينية بطريقة جسدت حقيقة المنتصر في الحرب بين المقاومة والاحتلال، حيث جسد المقاوم الفلسطيني انتصاراته على الصهيونية العالمية بكل وضوح أمام كل وسائل الإعلام من خلال الأخلاق أولًا وهي الرسالة الأساسية التي أوصى بها سيد الخلق محمد ﷺ.
وجاء المشهد الأكثر إعجازية بعودة مئات آلاف الفلسطينيين الذين تم إجبارهم على النزوح جنوبًا خلال حرب الإبادة، حيث عادوا دفعة واحدة وغطوا شارع الرشيد على ساحل غزة وسط معنويات عالية على الرغم من شدة المصاب الذي ألم بهم وهنا نتحدث عن الانتصار الأكبر وهو الذي تحقق في معركة الوعي بحيث قالها الفلسطيني بكل وضوح: لا نكبة بعد اليوم.
بعد هذه المشاهد نعرج على ما قاله المتعجرف الأمريكي ترامب بأنه يريد نقل أهالي قطاع غزة تارَة إلى أندونيسيا وتارة أخرى إلى الأردن ومصر وكأنه الإله المخلص الذي يمتلك التحكم بكل شيء وعلى الجميع أن يقدم له السمع والطاعة ليس في فلسطين فحسب بل في جميع أنحاء الكون، ولكن الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل التحرير منذ ما يزيد عن ست وسبعين عامًا وقد واجه خلاها من هم أشد إجرامًا من ترامب والنتن وصبر في مواجهة حرب إبادة جماعية لن يقف عاجزًا عن مواجهة كل مخططات التطرف الصهيوني حتى لو تخلى عنه أشقاؤه.
لم تشهد فلسطين منذ النكبة عام 1948 يومًا مشهودًا كما شهده قطاع غزة يوم السابع والعشرين من كانون الأول 2025 وهو المشهد الأسطوري الذي نراه يحاكي يوم التحرير المنتظر لكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة من النهر إلى البحر، وليس وفق المفهوم المبتذل الرخيص لحل الدولتين المزعوم والذي يتناقض مع الموروث العربي والديني الذي لا يتسامح مع القتل العمد، فلا يمتلك أي تنظيم سياسي أو دولة مهما علا شانها أن تقرر نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي روت دماء خيرة أبنائها وبناتها الأرض المقدسة من أجل التحرير الكامل ولا حسب.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com