عادل المصري: مصر تستعد لطفرة في السياحة الثقافية والصحية
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قال الدكتور عادل المصري، المستشار السياحي الأسبق في فرنسا لهيئة تنشيط السياحة المصرية، إن لجنة تسويق الأقصر تبذل جهودا مضنية لزيادة الطلب السياحي على المحافظة، وكانت أولى خطوات العمل إطلاق مبادرة "ابدأ حياتك من الأقصر"، حيث تمت دعوة أكثر من ٢٢ منظم حفل زفاف من عدة دول وعدد من الفعاليات الأخرى، مما نتج عنه زيادة في حركة الطيران بدء من مارس القادم بلغت ٢٥٪ من مدريد ومالاجا وبرشلونة، مشيرا إلى أن إسبانيا احتلت المرتبة الأولى في حركة السياحة الثقافية الوافدة الى مصر تليها فرنسا وإيطاليا ثم الصين واليابان والهند.
وطالب “المصري” في تصريحات خاصة، بإعادة تفعيل مبادرة "شتا في مصر" التي أطلقتها سابقا وزارة السياحة والآثار، لتكون رسالة تذكيرية عن المقاصد السياحية المصرية، بجانب مبادرات تطرح لتشجيع السياحة الداخلية طوال العام وليس في اوقات الأزمات فقط، لافتا إلى أن مصر تواجه تحديات نحو المستهدف من السياحة في الاستراتيجية الوطنية لجذب ٣٠ مليون سائح في ٢٠٢٨، حيث أصبح من الضروري الوقوف على جاهزية القطاع من زيادة الطاقة الفندقية والتوسع فى مقاعد الطيران من الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى إعداد كوادر مدربة المؤهلة فى كافة عناصر منظومة السياحة مع تمهيد الطرق المؤدية للمزارات وغيرها من التحديات، واضعين في الاعتبار التنافس القوى مع دول الجوار، ما جعل الخدمة المميزة هي العنصر الأساسي في جذب السائح، بجانب أهمية رفع الوعي السياحي لدى المتعاملين بشكل مباشر مع السائحين، مشيرا إلى أن منظمة السياحة العالمية أشارت إلى أن من أكثر عوامل الجذب السياحي الى مصر هي حسن الضيافة والتي تجعل السائح يشعر بالراحة في مصر.
وتابع: بات من الضروري العمل على فتح أسواق جديدة لجذب الحركة السياحية منها، خاصة أن فكر السائح تغير عقب فيروس كورونا ومعه تغيرت الاتجاهات العالمية في السفر، متابعا بأن العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير وهو ما ظهر بقوة من خلال ردود الأفعال لدى زوار معرضي توت عنخ امون وذهب الفراعنة واللذان أقيما في فرنسا العام الماضي، وخلقا حالة من الشغف لزيارة المتحف الكبير.
وأكد ان المتحف الكبير يضم ١٠٠ ألف قطعة أثرية، وتم رفع كفاءة التشغيل بالمنطقة المحيطة من فنادق ومطاعم ومراكز خدما للزوار وغيرها، ما جعل المتحف مهيأ لاستقبال نحو ٥ ملايين زائر على أقل تقدير في العام الأول لافتتاحه، غير أنه يجب على القطاع السياحي البدء في الترويج الخارجي للمتحف من الآن باستخدام الأساليب غير التقليدية وبخبرات مصرية إلى جانب الأجنبية.
وحول نمط السياحة الصحية بشقيها العلاجية والاستشفائية، أشار إلى أن الدولة تولي اهتمام كبير لهذا النمط الهام ومن المتوقع ان تستضيف مصر مؤتمر دولي للسياحة الصحية بالعاصمة الادارية مارس المقبل، تحت رعاية رئيس الجمهورية على غرار مؤتمر سياحة اليخوت، كما يجري إعداد منصة الكترونية للسياحة الصحية يتم خلالها الإعلان عن كافة الخدمات التي تقدم لهذا المنتج، كما ان هناك خطوة للاستعانة ببعض الخبرات الأجنبية لعمل دراسة حول الأسواق والشرائح المستهدفة والشرائح التي يتم التركيز عليها وفرص الاستثمار المتاحة فيها طبقا لخطة الدولة المصرية بأن تكون ضمن الخمس دول الأولى عالميا في هذا المجال.
ونوه إلى أن السياحة الصحية حول العالم تحقق ايرادات بنحو ١١٥ مليار دولار، وتستهدف مصر نحو ١١.٣٠ مليار دولار من هذه القيمة، ما يعد دخل لا يستهان بيه حيث لم تحصل مصر على نصيبها العادل من هذا النمط الهام حتى الآن، وسط امتلاكها لخبرات كبيرة في هذا المجال، مضيفا أنه مع أهمية الرؤية الاستراتيجية للقطاع الا انه يجب خلق رؤية وبنية موضوعية ومجتمعية حاضنة لثقافة السياحة بمصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنشيط السياحة الأقصر السياحة الثقافية المتحف الكبير إلى أن
إقرأ أيضاً:
متحف مدرسة حمود بن أحمد البوسعيدي
سالم بن نجيم البادي
زرتُ مدرسة حمود بن أحمد البوسعيدي في ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة، وقد أدهشني ما رأيت من تعاون وتكاتف بين أعضاء الهيئة التدريسية جميعًا وإدارة المدرسة بقيادة مدير المدرسة المُبدع إبراهيم بن سعيد بن علي العلوي، وكان عدد المعلمين 71 معلمًا كما أخبرني مدير المدرسة وعدد الطلبة 700 طالب.
ومع هذه الأعداد الكبيرة وهم يتواجدون في مكان واحد، إلا أنهم ظهروا في انسجام تام وتعاون مطلق، انعكس ذلك على نتائج التحصيل الدراسي للطلبة، وعلى الهدوء والنظام السائد في المدرسة، وعلى ندرة المشكلات التي تحصل عادة في المدارس بين الطلبة، وقد بدت المدرسة نظيفة وجملية، وبها لوحات فنية وكل ردهات المدرسة والمكاتب الإدارية وكل زاوية في المدرسة بها لمسات جمالية.
غير أن أكثر ما آثار إعجابي في المدرسة هو المتحف، وقد أخذني الشاب الملهم أحمد الفارسي في جولة عبر المتحف، وهو الذي بذل المال والجهود الجبارة من أجل إنشاء هذا المتحف، الذي يحتوي على المئات من القطع التراثية النادرة من العصور القديمة وقبل بداية النهضة، ومع بدايتها، ويصعب تعداد الأشياء والقطع الأثرية التي توجد في المتحف فهي كثيرة ومتنوعة ومدهشة.
هذا المتحف، متحف متكامل الأركان وليس مجرد معرض كما يطلقون عليه في المدرسة، لكن المتحف يحتاج إلى تسويق إعلامي واهتمام من الجهات الرسمية ودعوة الناس إلى زيارته مقابل رسوم رمزية من أجل استمراريته ونموه وبقائه، ومن أجل أن تستفيد المدرسة من هذه المبالغ.
وعن صاحب فكرة المتحف الأستاذ أحمد الفارسي؛ فهو جدير بالتقدير والشكر والدعم المادي والمعنوي والإشادة بجهوده المتميزة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ونحن نعتز وتفتخر بوجود أمثاله. وقد أخبرني أنه سوف يواصل مشروعه الرائد هذا وقد رفض الإغراءات المالية التي جاءته من بعض الدول من أجل بيع بعض القطع الأثرية ورفض نقل المتحف خارج المدرسة.
شكرًا جزيلًا لكل العاملين في مدرسة حمود بن أحمد البوسعيدي، وإلى أحمد الفارسي مؤسس متحف المدرسة.
رابط مختصر