عمّان- حظيت الخطوة التي قام بها المركز الوطني لتطوير المناهج في الأردن (مؤسسة رسمية تابعة لوزارة التربية والتعليم) بإدراج معركة "طوفان الأقصى" ضمن مساق مادة "التربية الوطنية والمدنية" لطلبة الصف العاشر، بردود فعل إيجابية، وأعرب نشطاء وتربويّون وطلبة مدارس عن ارتياحهم للإجراء الحكومي الذي يوثق أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في فلسطين.

وأشار الكتاب الذي اطلعت عليه "الجزيرة نت" إلى رد الفعل الإسرائيلي العنيف على دخول المقاومة الفلسطينية إلى غلاف غزة، والذي تمثل بهجوم تدميري شامل على قطاع غزة.

المركز الوطني للمناهج. في التربية الوطنية لصف العاشر
نص لا غبار عليه وتاريخ صادق #أكتوبر7 لعنة الصهاينة pic.twitter.com/DPTXtvIjHj

— سالم النوارسة (@salm_96s) January 27, 2024

إحياء القضية

تربويا، يرى خبراء أن خطوة المركز الوطني لتطوير المناهج في الأردن، تُعد أمرا مهما بعدما غُيّبت القضية الفلسطينية خلال السنوات الماضية، خاصة أن أحداث "طوفان الأقصى" قد أحيت في نفوس الجيل الحالي من طلبة المدارس والشباب على حد سواء، روح النضال والإيمان بدور المقاومة، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني.

ويسرد المنهاج الجديد تطور القضية الفلسطينية وجذورها، والأطماع الإسرائيلية في فلسطين، والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، إضافة إلى استمرار الأردن في تحمل مسؤولياته تجاه فلسطين، ودفاعه عن القضية في المحافل الدولية.

وتعليقا على ذلك، قال عضو المركز الوطني لتطوير المناهج، وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران إن "إضافة أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2023 لا تشكل أي عقبة، وهي خطوة تنسجم مع تفكير وزارة التربية والتعليم".

وأضاف للجزيرة نت: "الخطوة التي قام بها المركز الوطني لتطوير المناهج بالحديث عن القضية الفلسطينية، والدور الأردني في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، تأتي في سياق الحديث عن تطور القضية الفلسطينية، وهي منسجمة مع تفكير الوزارة، والمركز الأعلى للمناهج، والدولة الأردنية".

ووصفت الخبيرة التربوية الدكتورة هدى العتوم خطوة المركز من خلال إدراج أحداث "طوفان الأقصى" في منهاج الصف العاشر بـ"الإيجابية والهامة"، مضيفة للجزيرة نت أن "الحديث عن المقاومة، وطوفان الأقصى في منهاج الصف العاشر، يأتي في الوقت الذي تعج فيه مناهج الاحتلال الإسرائيلي بالحديث عن العرب على أنهم أعداء لإسرائيل، والتأكيد على العداوة التاريخية بيننا وبينهم، فلا أقل من التأكيد من طرفنا على أننا نسعى لإنشاء جيل يؤمن بما قامت به المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر عبر مناهجنا التدريسية، وإعادة الروح إلى القضية الفلسطينية في المناهج التعليمية".

وأعربت العتوم عن أمنيتها في ألا تقوم وزارة التربية والتعليم بحذف الفقرة التي تتحدث عن طوفان الأقصى في الفترة المقبلة نتيجة ضغوط قد يتعرض لها المركز الوطني لتطوير المناهج، أو حتى وزارة التربية والتعليم، موضحة أن "عملية طوفان الأقصى لها أثر كبير لا يمكن محوه في نفوس الأجيال الجديدة، وولدت لديهم تساؤلات عديدة، حول غياب القضية عن مناهجهم، وضعف الروايات التي تتحدث عنها".

‎⁨الخبيرة التربوية هدى العتوم تشيد بإضافة طوفان الأقصى إلى المناهج التعليمية (الجزيرة) ارتياح شعبي

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الخطوة الجديدة بإضافة فقرة خاصة عن طوفان الأقصى، وزيادة جرعة الحديث عن القضية الفلسطينية في المناهج المدرسية، وعبروا عن فخرهم بتوثيق الحادثة التي ستخلد في أذهان الأجيال القادمة عبر التاريخ.

وعزا المعلم المدرسي نور الدين نديم الخطوة الحكومية بتضمين طوفان الأقصى في المناهج المدرسية إلى "تغير في الموقف الأردني تجاه العلاقة مع الاحتلال".

وقال: "نحن نتحول من علاقة داخل إطار اتفاقية "وادي عربة" التي تلزم الأردن بشروط ظالمة على حساب القضية الفلسطينية، ومصالحه الوطنية في المياه والطاقة، إلى نوع آخر حتى لو كان في موضوع تربوي تابع لوزارة التربية والتعليم، من خلال فقرة من 5 أسطر تتحدث عن طوفان الأقصى، رغم أن ذلك لا يكرس حجم الألم الذي يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة، إلا أن الخطوة إيجابية".

وأعرب نديم عن استغرابه من عدم وصول الكتاب إلى يد الطلبة والمعلمين إلى الآن رغم أنّه أُضيف إلى الموقع الرسمي التابع لوزارة التربية، مستدركا بالقول: "البعض يتحدث عن أن التأخير في تسلم الكتاب للطلبة له علاقة بالطباعة فقط".

المعلم نور الدين نديم: طوفان الأقصى يمثل خطوة إيجابية حتى في الأمور التربوية (الجزيرة) رؤية إيجابية

ورأت هند القريوتي، وهي والدة طالب في الصف العاشر، أن عملية طوفان الأقصى أثارت لدى ابنها العديد من الأسئلة حول القضية الفلسطينية، وحقيقة الصراع مع العدو الإسرائيلي، وأهمية الدفاع عن الوطن، وبالتالي أصبح تفاعل الشباب وطلبة المدارس مع القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى مختلفا تماما من خلال الحرص على المشاركة في المسيرات الداعمة لغزة، والتجاوب مع حملات المقاطعة الشعبية لمنتجات الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، حسب تعبيرها.

وقالت الفقرة التي وردت في الكتاب المدرسي الأردني: "تجاهلت إسرائيل قرارات مجلس الأمن الدولي المتكررة، ورفضت الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وواصلت اضطهادها للشعب العربي الفلسطيني، وارتكاب المجازر بحقه يوما بعد يوم، والاعتداء على المسجد الأقصى، ما دفع حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى اقتحام المستعمرات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع بتاريخ 7 (أكتوبر) تشرين الأول 2023 م، وأسر أعداد من المستوطنين والجنود الإسرائيليين، وهو ما أثار ردة فعل عنيفة لدى العدو الإسرائيلي تمثلت بهجوم تدميري شامل على قطاع غزة، أسفر عن عشرات الألوف من الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتية، بما في ذلك المدارس، والمساجد، والكنائس، والمستشفيات، والمساكن المدنية".

و"طوفان الأقصى" هي عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة التربیة والتعلیم السابع من أکتوبر طوفان الأقصى فی الفلسطینیة فی تشرین الأول الصف العاشر فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس

تجمعت خلال الأشهر الماضية من عمر العدوان على غزة، عدة قضايا، يشعر الفلسطينيون بأهمية عرضها أمامهم مجددا.. أولى هذه القضايا مسألة البحث في شؤونهم الداخلية، وتأثير تداعيات جرائم الإبادة في غزة، مع تصعيد العدوان على الوجود الفلسطيني كله في الضفة والقدس. وثاني هذه القضايا حاجتهم لمراجعة معمقة لمظاهر القضية الفلسطينية وجوانبها المختلفة التي أضاف إليها العدوان المستمر خطرا يستدعي تلك المراجعة، ولما أكسبها صمود شعبها ومقاومته، زخما من التعاطف الدولي المنقطع النظير في رفض العدوان، والمُطالب بمحاصرة الاحتلال ومعاقبته عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، تكمن أهمية مواكبة المواقف الدولية المساندة للحقوق الفلسطينية التي انفردت بها دول بعينها حول الأرض من الاعتراف بفلسطين إلى الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ومقاطعة الاحتلال.

الأحداث والتطورات على القضية الفلسطينية وشعبها، شديدة التأثير، وتفرض استيعابا لها من كل القوى الفلسطينية لما فرضه اتساع العدوان وشموليته من مستلزمات ضرورة التمسك بثوابت وأهداف نضالية تجعل من هذه المتغيرات تصب في المصلحة العليا للشعب وقضيته، بدلا من التلاطم المستمر بجدران العجز والتخندق فيه، وذلك ما يستوجب أيضا قدرا من التعبئة المطلوبة على الساحة الفلسطينية وشتاتها.

لعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني
ولعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني..

تقييم المواجهة الحاصلة للعدوان على غزة، على أنها مشكلة بالغة التعقيد وتخص طرفا فلسطينيا بعينه، وليست متعلقة بالجانب المصيري للشعب وقضيته، يزيد من فجوة الثقة التي حفرها مسار الوهم الفلسطيني والعربي بالسلام والتطبيع مع المؤسسة الصهيونية الاستعمارية، فجوة أربكت لثلاثين عاما محاولات ردمها العبثي بالابتعاد عن وقائع محددة على الأرض بالغة التعقيد والتشابك. فليس المهم للفلسطينيين فقط أن يكون هناك تعاطف مع تطلعاتهم ومعاناتهم على المستوى الدولي أو العربي، الأهم أن يُدرك الفلسطينيون سلطة وفصائل وقوى بأن دورهم في المجابهة هو في مظهر الوحدة المفقود، وفي الإصلاح الداخلي لمسارهم السياسي والحزبي والفصائلي، وبأن أي عملية سلخ لمقاومتهم عن الشعب الفلسطيني، هي تكرار للتخلي السابق عن مصادر القوة الذاتية والطبيعية لشعبٍ تحت الاحتلال.

ولعله من المستغرب على الساحة الفلسطينية وداخل أروقة السياسة العربية الرسمية، أن يجد الفلسطينيون أنفسهم في حالة اضطرار مستمر لتأكيد بديهيات مقاومتهم لعدوٍ استيطاني استعماري واضح في خططه وسياساته، كوضوح جرائمه في غزة، وفي ابتلاعه كل الأرض في جوف الاستيطان في الضفة والقدس، بديهيات تقابل في التفتيت والتشتيت للوعي الرسمي الفلسطيني والعربي بالمخاطر.

فالعمل العربي والفلسطيني المستمر بإيجاد تسوية ما تضمن تدجين الفلسطينيين باستعمال مفردات صهيونية وأمريكية خاطئة عنهم وعن مقاومتهم وعن "السلام"، واستسهال استعمال تلك المفردات لإدانة مقاومة الفلسطينيين لعدوهم، ومجابهة جرائمه التي تدين الغرق في الأوهام، النقطة المركزية تبقى بالإقلاع عن التمسك بالوحدة الفلسطينية كعنوان دون عملٍ تهتدي إليه الحالة الفلسطينية، والإقرار بأن كل الحالة الفلسطينية الحالية لم تعد بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة للتنشيط والتجديد، وبأن المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس للنضال ومواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني من شأنه أن يحمي القضية من مقتلهاوالعمل بشتى أساليب الضغط والابتزاز والتسلط والهيمنة على الضحايا.. هي نفس الأساليب التي قادت المشروع الصهيوني للتغول أكثر عليهم وعلى أرضهم، وهي التي أوصلت دهشة البعض من سياسات صهيونية وأمريكية لأزمة افتقاد أجوبة لأسئلة تطرح نفسها ولا تلقى ردا عليها.

فالتصدي بحزم لميوعة السياسة الفلسطينية والعربية وبعملية تصحيح ذاتي من خلال تصليب وتقوية الوحدة الفلسطينية، وبشروط إصلاح منظمة التحرير واستعادة مؤسساتها لدورها الطبيعي في القضية الفلسطينية وفي استعادة ثقة الشارع الفلسطيني بها.. مطالب وشروط تواجه كلما نودي بها؛ بمواقف متكلسة وكسولة، واتهامات بالتآمر تنسف كل جهدٍ ومسعى لتنشيط الحوار، وبالتخلي عن المضمون الأساسي منه وبالتالي يكون مصيره العطب

النقطة المركزية تبقى بالإقلاع عن التمسك بالوحدة الفلسطينية كعنوان دون عملٍ تهتدي إليه الحالة الفلسطينية، والإقرار بأن كل الحالة الفلسطينية الحالية لم تعد بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة للتنشيط والتجديد، وبأن المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس للنضال ومواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني من شأنه أن يحمي القضية من مقتلها، وهي نقطة تُقفل الباب أمام كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتضع حدا لاستغلال التباين الموضوعي عند قطاعاته لإلغاء فعاليته والحد من طموحاته المشروعة بالتحرر من الاحتلال.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • يوم جديد من عملية طوفان الأقصى
  • خالد مشعل: ترتيبات البيت الفلسطيني يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء الحرب
  • مشعل: ترتيب البيت الفلسطيني بعد طوفان الأقصى ضرورة لا يمكن تأجيلها
  • لعنة غزة .. ومصائرها الجيوسياسية!
  • مسير عسكري بمديرية الحشاء في الضالع تضامناً مع غزة
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي لـ 37718 شهيدًا و86377 مصابًا
  • المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس
  • ردود فعل إيجابية من المواطنين على خفض ساعات قطع الكهرباء "كتر خيرهم" .. فيديو
  • 18 عامًا على عملية "الوهم المتبدد".. و"طوفان الأقصى" أمل الأسرى
  • أبرز تطورات عملية طوفان الأقصى