رغم الضجة الإعلامية الكبرى التي أثارتها العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، لكن واقع الحال يشي عكس ذلك، فقد ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن إمدادات روسيا من الغاز الطبيعي المسال إلى فرنسا زادت بنسبة 41% على أساس سنوي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.

وقال أرتيوم ستودينيكوف مدير الإدارة الأوروبية الأولى بالخارجية الروسية، إن توريد الغاز المسال من روسيا إلى فرنسا تزايد في الأشهر التسعة من عام 2023 بنسبة 41 بالمائة بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2022.

وأضاف ستودينيكوف في حديث لوكالة نوفوستي: في نهاية عام 2022، أصبحت روسيا المورد الثاني للغاز الطبيعي إلى فرنسا بعد الولايات المتحدة بسبب استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي.

وأشار ستودينيكوف إلى أن نقطة الاستلام الرئيسية للإمدادات الروسية من الغاز المسال، هي محطة مونتوار دو بريتان، التي استقبلت 1.68 مليار متر مكعب في عام 2022، و0.89 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال في النصف الأول من عام 2023.

 بدورها، ذكرت صحيفة تلغراف في وقت سابق، نقلا عن بيانات يوروستات، أن دول الاتحاد الأوروبي اشترت أكثر من نصف صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال في عام 2023، حيث أصبحت إسبانيا وفرنسا ثاني وثالث أكبر المشترين للغاز الطبيعي المسال الروسي بعد الصين.

وبلغة الأرقام، اشترت إسبانيا ما قيمته 1.8 مليار يورو من الغاز الطبيعي المسال الروسي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023.

واحتلت فرنسا المركز الثاني في الاتحاد الأوروبي، حيث اشترت الغاز الطبيعي المسال الروسي مقابل 1.5 مليار يورو، كما جاءت بلجيكا في المركز الثالث بمشتريات قيمتها 1.36 مليار يورو.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الغاز الروسي امدادات الغاز الروسي اوروبا روسيا الغرب العقوبات الغربية فرنسا من الغاز الطبیعی المسال الطبیعی المسال الروسی من عام 2023

إقرأ أيضاً:

حرب خفية في أفريقيا.. كيف تنافس روسيا فرنسا على السيطرة؟

في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين باريس وموسكو، أطلق برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي، تصريحات قوية اتهم فيها روسيا بشن "حرب غير تقليدية" لطرد بلاده من القارة الأفريقية.

ووفقا له، فإن موسكو لم تكتفِ بمجرد منافسة النفوذ الفرنسي، بل اتبعت إستراتيجية عدائية تهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، مستخدمة أدوات سياسية وعسكرية، واقتصادية، لتحقيق أهدافها.

في تصريحاته لإذاعة "آر تي إل" (RTL) الفرنسية، أكد ريتايو، أن روسيا تستخدم "أشكالا جديدة من الحرب"، تعتمد على التضليل الإعلامي والتحركات العسكرية غير المباشرة، والدعم السياسي للحكومات الأفريقية المناهضة لباريس.

إضعاف النفوذ

وأوضح وزير الداخلية الفرنسي، أن هذه الإستراتيجية ساعدت موسكو على إضعاف الوجود الفرنسي في مناطق حيوية مثل مالي، وبوركينا فاسو، وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث شهدت السنوات الأخيرة إلغاء اتفاقيات عسكرية مع باريس واستبدالها بشراكات أمنية مع روسيا.

وتحدث عن حملة دعاية منظمة قادتها موسكو لإقناع الرأي العام الأفريقي بأن فرنسا تستغل موارد القارة دون تقديم فوائد حقيقية لشعوبها، وهو ما ساهم في تأجيج المشاعر المعادية لباريس، ودفع بعض الدول إلى البحث عن بدائل أمنية واقتصادية، أبرزها روسيا.

إعلان

إحدى أبرز الأدوات الروسية التي سلط عليها وزير الداخلية الفرنسي الضوء هي مجموعة فاغنر، القوة العسكرية الخاصة التي عملت كذراع غير رسمية لموسكو في أفريقيا. حيث قدمت هذه المجموعة، المرتبطة بالكرملين، خدمات أمنية لحكومات أفريقية مقابل حصولها على امتيازات اقتصادية، أبرزها استغلال الموارد الطبيعية كالذهب واليورانيوم.

وحسب ريتايو، فإن وجود فاغنر في أفريقيا لم يكن مجرد تعاون أمني، بل إستراتيجية متكاملة تهدف إلى إضعاف فرنسا، بتأليب الأنظمة الحاكمة عليها، وتقديم بدائل أمنية أكثر مرونة، دون فرض شروط دبلوماسية كما تفعل الدول الغربية.

تحدٍ متصاعد

أمام هذا التحدي المتصاعد، تجد فرنسا نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في إستراتيجيتها الأفريقية. فمنذ عقود، شكلت المستعمرات الفرنسية السابقة ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لباريس، حيث اعتمدت على تحالفات عسكرية ودبلوماسية لضمان استمرار نفوذها، إلا أن التغيرات السياسية في أفريقيا، وظهور لاعبين دوليين جدد مثل روسيا والصين، قلص من هيمنة باريس التقليدية.

ووفقا لوزير الداخلية الفرنسي، فإن فقدان بلاده مراكز نفوذها في أفريقيا لم يكن لمجرد أخطاء سياسية داخلية، بل كان بفعل "حرب هجينة" قادتها روسيا، مستفيدة من التراجع الغربي العام في المنطقة، خاصة بعد التحولات التي شهدتها مالي وبوركينا فاسو.

هل خسرت فرنسا معركتها الأفريقية؟

من الواضح أن النفوذ الفرنسي في أفريقيا لم يعد كما كان، في ظل صعود قوى جديدة مثل روسيا والصين وتركيا. ومع تصاعد المنافسة الجيوسياسية، سيكون على باريس إعادة تشكيل إستراتيجيتها بعيدا عن إرثها الاستعماري، وإلا فقد تجد نفسها خارج اللعبة في هذه القارة.

ما هو مؤكد حتى الآن، أن أفريقيا لم تعد ساحة نفوذ فرنسي خالص، وأن التحدي الروسي أثبت قدرة موسكو على زعزعة التوازنات التقليدية في القارة، في معركة نفوذ لا يبدو أنها ستنتهي في القريب العاجل.

إعلان

مقالات مشابهة

  • حرب خفية في أفريقيا.. كيف تنافس روسيا فرنسا على السيطرة؟
  • بسبب الغاز.. انهيار جدران شقة سكنية في حريق بالإسكندرية
  • قطر تبدأ تزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن
  • المغرب يعلن عن استثمارات بـ6 مليار دولار لتطوير البنية التحتية الطاقية
  • وزير الكهرباء المهندس عمر شقروق لـ سانا: ستساهم دولة قطر بدعم قطاع الطاقة في سوريا عبر توفير 2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً
  • القائم بأعمال السفارة القطرية في سوريا خليفة عبدالله آل محمود الشريف يعلن عن مبادرة لتوفير إمدادات معتمدة من الغاز الطبيعي لسوريا عبر الأراضي الأردنية لمدة محددة، بهدف المساهمة في توليد طاقة كهربائية بدءاً من 400 ميغاواط ورفعها تدريجياً مقدمة من صندوق قطر
  • أوروبا والتقارب الأمريكي الروسي
  • استقرار أسعار الغاز الطبيعي بعد اتفاق أمريكا وأوكرانيا على وقف إطلاق النار
  • لافروف: الغاز الروسي كان أساس ازدهار الاقتصاد الألماني
  • مصر تجري محادثات لاستئجار وحدة غاز مسال ألمانية