صحيفة الخليج:
2024-12-23@15:16:40 GMT

تنظيم الوقت أهم عوامل المذاكرة الصحيحة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

تنظيم الوقت أهم عوامل المذاكرة الصحيحة

أبوظبي - شيخة النقبي

حددت مؤسسة التنمية الأسرية 3 مهارات يجب أن يلتزم بها الطالب أثناء المذاكرة والدافعية والحوافز، مؤكدة أن لكل طالب مقومات النجاح الخاصة به، واكتشاف تركيبته المميزة وتعزيز ثقته بنفسه، ودعمه لوضع خطة تناسبه سيشجعه على الالتزام بالدراسة والسعي لأهدافه وأحلامه.
وأوضحت أن المهارة الأولى للمذاكرة الصحيحة هي بيئة الدراسة، حيث تعتمد على احترام أوقات الدراسة، ووجود مكان مخصص للدراسة بعيداً عن الضوضاء، وتوفير إضاءة جيدة في المكان وتنسيقها بألوان مريحة تشجع على الدارسة.


وأضافت أن مهارة تنظيم الوقت ترتكز على تحديد عدد الساعات المطلوب إنجازها يومياً، وعمل خطط يومية وجداول دراسية بما يناسب طبائعهم، ومراعاة فروقهم الشخصية، لتساعد الأبناء على استثمار الوقت، والموازنة بين أوقات الدراسة والترفيه، ووجود روتين يومي للمهام يسهل على الأبناء إنجاز واجباتهم المدرسية.
وتابعت أن مهارة الدافعية والحوافز تشمل على تحديد الأبناء لأهدافهم الشخصية المستقلة، ما يحفزهم للعمل والدراسة بجد كوسيلة للوصول لهذه الأهداف، وبناء ثقة الأبناء في أنفسهم هي الوقود الذي يحركه تجاه أهدافهم، حيث إن ترسيخ هذا المبدأ عند الأبناء يسهل عليهم تجاوز العقبات والنجاح بعد الإخفاق، ويجب معاونة الأبناء في الصعوبات والتحديات التي تواجههم في الدراسة لتجاوزها، وإيجاد حلول لها.
وأشارت المؤسسة إلى أن هناك عدة أسئلة تساعد الطالب على اكتشاف عوامل نجاحه الشخصية، أولها إذا كان سمعياً بصرياً، أم حسياً حركياً؟، لاكتشاف نمط التعلم واختيار طريقة المذاكرة، والسؤال الثاني، ما الوقت المناسب للدراسة؟ والسؤال الثالث، هل يفضل المذاكرة بمفرده أم مع الأصدقاء؟

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مؤسسة التنمية الأسرية

إقرأ أيضاً:

جدلية الخطاب الأبوي بين المسؤولية والاعتذار


 

أحمد بن محمد العامري

الأسرة هي الخلية الأولى التي يتكون فيها الإنسان وفيها تنشأ أولى علاقاته الاجتماعية والنفسية، فالعلاقة بين الزوجين تشكل العمود الفقرى لهذه المؤسسة حيث يتشاركان مسؤولية التربية والرعاية بما يضمن لأفراد الأسرة بيئة صحية ومستقرة. ومع ذلك، يظهر في هذه العلاقة أحياناً خطاب يعكس اختلافات في التصورات بين الزوجين حول دور كل منهما في حياة الأبناء، ومن أكثر العبارات لفتاً للانتباه هو خطاب الزوجة الذي يتبدل بين "أولادك" عند الحديث عن المشكلات أو الأعباء، و"أولادي" عند الحديث عن الإنجازات أو اللحظات المشرقة أو العكس، هذا التباين الظاهري في اللغة يعبر عن أبعاد نفسية واجتماعية وثقافية عميقة تستحق التأمل.

عندما تلجأ الزوجة إلى استخدام عبارة "أولادك" أثناء مواجهة المشكلات أو تحمل أعباء المصاريف فإنها تعبر عن محاولة نفسية لتخفيف الضغط الواقع عليها، علم النفس يفسر ذلك على أنه آلية دفاعية تُعرف بالإسقاط، حيث يُلقى جزء من المسؤولية على الطرف الآخر لتخفيف الشعور بالعبء أو الفشل، هذا الخطاب قد يعكس كذلك شعوراً بعدم التوازن في تقسيم المهام داخل الأسرة، حيث تحمل الأم العبء الأكبر من العناية اليومية بالأبناء وتنتظر من الأب أن يشارك بشكل أكبر عند ظهور التحديات.

على الجانب الآخر، عندما تقول الزوجة "أولادي" في لحظات الفخر أو الاعتزاز بإنجازات الأبناء فإنها تعبر عن ارتباط عاطفي عميق معهم وشعور بأنها المساهم الأكبر في تربيتهم ونجاحهم، هذه اللغة تتماشى مع ما يُعرف في علم النفس بنظرية الإنجاز الذاتي، التي تبرز كيف يرى الفرد إنجازات الآخرين، خاصة المقربين منه، كامتداد لجهوده الشخصية وهويته، هذا الفخر ينبع أيضاً من القرب اليومي والعاطفي الذي يربط الأم بالأبناء، وهو نتاج الدور التقليدي الذي يجعلها الأقرب إلى تفاصيل حياتهم.

على المستوى الاجتماعي، يعكس هذا الخطاب توزيع الأدوار داخل الأسرة كما تحدده الثقافة، كثير من المجتمعات تُعتبر الأم الحاضن العاطفي الأول للأبناء والمسؤولة عن تفاصيل حياتهم اليومية، بينما يُنظر إلى الأب كمصدر للسلطة والمسؤول عن توفير الموارد وحل الأزمات. لذلك، عندما تواجه الأم تحديات مع الأبناء، ترى في الأب شريكاً يتحمل المسؤولية عن الأزمات التي لا تستطيع السيطرة عليها بمفردها، مما يجعل عبارة "أولادك" أداة ضمنية لدعوته إلى التدخل. في المقابل، يُبرز استخدام "أولادي" في اللحظات الإيجابية شعوراً بأن الأم هي الأقدر على فهم الأبناء ورؤية جهودها في نجاحاتهم.

لكن الأثر الحقيقي لهذا الخطاب لا يتوقف عند الزوجين، بل يمتد ليطال الأبناء أنفسهم. اللغة التي يُخاطب بها الأبناء تؤثر بشكل كبير على تكوين شخصيتهم وشعورهم بالانتماء داخل الأسرة، فعندما يسمع الأبناء عبارة "أولادك" في سياقات سلبية قد يشعرون بأنهم عبء أو مصدر للمشكلات، مما يضعف ثقتهم بأنفسهم أو يعزز شعورهم بالانفصال عن أحد الوالدين. على النقيض، استخدام "أولادي" في سياقات إيجابية يعزز شعور الأبناء بالفخر والانتماء لكنه قد يُشعرهم أحياناً بأن العلاقة بينهم وبين الأب أقل قوة إذا لم يُظهر الأب نفس التقدير.

إن الخطاب الأبوي المتوازن يلعب دوراً محورياً في تعزيز استقرار الأسرة وبناء الثقة بين أفرادها، واستخدام لغة تشاركية مثل "أولادنا" يعكس إحساساً مشتركاً بالمسؤولية ويُظهر للأبناء أنهم ثمرة شراكة بين الوالدين، كما أن إظهار التقدير المتبادل بين الزوجين لجهود كل منهما في التربية يعزز روح التعاون ويُزيل أي شعور بالتنافس أو تحميل المسؤولية. من المهم أيضاً أن يتم التعامل مع المشكلات المتعلقة بالأبناء كقضايا مشتركة بعيداً عن إلقاء اللوم، ما يُظهر نموذجاً إيجابياً للأبناء حول كيفية حل المشكلات بطريقة بناءة.

الثقافة المجتمعية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل هذا الخطاب، حيث تحدد معايير الأدوار بين الرجل والمرأة داخل الأسرة. في المجتمعات التي تتبنى نماذج تشاركية حديثة، يظهر خطاب أكثر توازناً بين الزوجين، بينما في الثقافات التقليدية قد يميل الخطاب إلى تقسيم الأدوار بشكل يبرز الفروقات بين الأب والأم، ولكن مع تطور المفاهيم الأسرية وتزايد الدعوات للمساواة في الأدوار، يمكن تعزيز خطاب أكثر تشاركية يعكس تغيرات إيجابية في بنية الأسرة.

في النهاية، حديث الزوجة مع الزوج حول الأبناء بين "أولادك" و"أولادي" ليس مجرد تفصيل يومي عابر، بل هو مرآة تعكس التفاعلات النفسية والاجتماعية داخل الأسرة، ومن خلال العمل على تطوير هذا الخطاب ليكون أكثر شمولية وتوازناً، يمكن تعزيز الروابط الأسرية وضمان بيئة إيجابية لنمو الأبناء.
الأبناء ليسوا مجرد مسؤولية فردية، بل هم ثمرة شراكة تحمل في طياتها تحديات وإنجازات مشتركة، والنجاح الحقيقي في التربية يتحقق عندما يشعر كل فرد في الأسرة، سواء كان أباً أو أماً أو ابناً، بأنه جزء من كيان واحد يُبنى على الحب والدعم والمسؤولية المشتركة.
ahmedalameri@live.com

مقالات مشابهة

  • مع اقترابها.. دعاء تيسير الامتحان على الأبناء
  • «صُنّاع المحتوى الاقتصادي» يستعرض عوامل النجاح والانتشار الإعلامي
  • الإمارات.. "صناع المحتوى الاقتصادي" يستعرض عوامل النجاح والانتشار المهني
  • عوامل تُشجع جعجع على الترشّح... فهل ينتخبه باسيل؟
  • شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. ما هي الخطوات الصحيحة للتقديم؟
  • لا تحفظ «البيض» عند «باب الثلاجة».. إليك الطريقة الصحيحة للحفاظ عليه طازجا!
  • جدلية الخطاب الأبوي بين المسؤولية والاعتذار
  • 4 أوقات يحرم فيها الجماع .. واحذر هذا التوقيت كفارته «4 جرامات ذهب»
  • حكم دفن الميت ليلا .. احذر 3 أوقات لا تدفن فيها المتوفى
  • أذكار المساء مكتوبة كاملة.. ردد أفضل الأذكار النبوية الصحيحة