مختصون: المهرجانات السينمائية تعزز العلاقات بين الدول وتساهم في الترويج السياحي للبلد المستضيف
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
◄ الكندي: المهرجانات تساهم في الارتقاء بصناعة السينما وتعزيز التنافسية
◄ عبدالرحمن: المهرجانات يجب أن تقدم إضافة للمجتمع
◄ البحار: مهرجانات السينما تفتح باب الفرص أمام الصناع والفنانين
◄ فارس: المهرجانات حدث استثنائي وفرصة للترويج السياحي
◄ النجار: الاختيار الصحيح للأفلام وتنوع الفعاليات من عوامل نجاح المهرجانات
الرؤية- ريم الحامدية
يُؤكد عدد من المختصين أن المهرجانات السينمائية تعد فرصة للارتقاء بصناعة السينما في مختلف دول العالم، ومنصة للتواصل بين الشركات والمنتجين لاكتشاف المواهب الفنية، لافتين إلى أن هذه المهرجانات تعزز العلاقات بين الدول وتفتح المجال للترويج السياحي للبلد المستضيف.
ويقول المنتج والمخرج محمد بن سليمان الكندي، إن المهرجانات السينمائية تساهم في الارتقاء بالحراك السينمائي في الدول العربية ودول الخليج بشكل خاص، مضيفًا: "بدأت الصناعة السينمائية في السعودية بإنتاج الأفلام الطويلة وعرضها في دور السينما وفي المنصات السينمائية، وتحاول الإمارات السير على نفس النهج، وإذا ما تحدثنا عن المهرجانات السينمائية في الخليج فإنَّ البذرة كانت في البحرين من خلال مهرجان (الواحد يتي)، ومن ثم في سلطنة عمان، وهو ما شجع الكثير من الشباب للمشاركة في هذه المهرجانات، وهذه الجهود أوجدت حراكا لتنظيم مهرجانات أخرى خليجية مثل البحرين السينمائي وغيرها لدعم الشباب وعرض أعمالهم وتشجيعهم لتطوير صناعة السينما في مجال إنتاج الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية، ودخلت بعد ذلك مدرسة الأنيمشين نظرا لانتشار المهرجانات واشتعال المنافسة".
ويوضح الكندي أن هذه المهرجانات لها أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني، حيث تستفيد العديد من الشركات والمؤسسات من هذه الفعاليات، وتعزز الحركة التجارية والسياحية، كما أنها فرصة ليتعرف ضيوف المهرجان على المقومات الطبيعية والسياحية في البلد المستضيف للمهرجان.
وحول قوة المهرجانات، يرى الكندي أن معايير جودة المهرجانات تختلف من حدث إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، مبينا: "هناك مهرجانات على مستوى كبير من ناحية الجوائز المقدمة والأسماء المشاركة ومكان الإقامة، وكلما زاد التنوع في المهرجان زادت قوته".
من جهته، يشير محمد عبدالرحمن، ناقد ومستشار إعلامي مصري، أن المهرجانات السينمائية هدفها وصول نوعيات مختلفة من الأفلام للجمهور المحب للسينما بعيدا عن الأفلام التجارية، كما أن الأفلام التي تعرض في المهرجانات تناقش قضايا بعينها وتعتمد على لغة سينمائية مختلفة عن التي تداعب الجمهور بتفكيره العام، موضحًا أن المهرجانات السينمائية لابد أن تكون لها إضافة للمجتمع الذي تقام فيه، فهي فرصة لتسليط الضوء على المخرجين وصناع السينما".
ويذكر عبد الرحمن: "لا يمكن إقامة مهرجان في مدينة صغيرة غير مكتظة بالسكان ولذلك يجب اختيار المكان المناسب، كما يجب أن يكون موضوع المهرجان شيقاً وأن تتناسب الأفلام مع تطلعات الجمهور وما يواكب العصر، ويجب أن تكون إدارة المهرجان قوية، إذ إن فشل المهرجانات يكون بسبب عدم إلمام الإدارة بالقدر الكافي عن صناعة السينما، وبسبب إقامة المهرجان في بلد لا يوجد فيها العدد الكافي من دور السينما بالإضافة إلى سوء اختيار نوعية المهرجانات".
ويؤكد طارق البحار، صحفي بحريني متخصص في مجال السينما، أن المهرجانات السينمائية أكثر شمولا مما يتخيله الكثيرون لأنها تعكس الكثير من الجوانب الإيجابية في الحياة من خلال العمل الفني، كما أنها تجمع بين صانعي الأفلام والمختصين في الصناعة والجماهير من جميع أنحاء العالم، مضيفا: "تعتبر هذه التجمعات بمثابة منصات للاحتفال بالفن السينمائي واستكشاف الروايات الثقافية المتنوعة، فالسينما هي الفن الأكثر ديمقراطية، وتستخدم اللغة الأنسب للجماهير ويمكن الوصول إليها في كل مكان، ويمكن للمهرجانات السينمائية تعزيز قيم الديمقراطية والسلام والحرية والحفاظ عليها، كما يعد حضور مهرجان مع جمهور من الأشخاص المتشابهين في التفكير من جميع مناحي الحياة وسيلة رائعة لتوسيع دائرة النفوذ السينمائي، وبالطبع هناك شيء مثير حول مشاهدة الأفلام مع جمهور جماعي".
ويوضح البحار أن الحضارات لا يمكن أن تزدهر بدون الفنون، والفيلم السينمائي هو الشكل الفني الأنسب في العصر الحديث، كما أن معارض الفنون تشبه المهرجانات السينمائية لأنها تعرض الكنوز الثقافية وتعكس الإبداع ووجهات النظر المتنوعة، مبينا: "المهرجانات تعتبر حدثا ثقافيا، لأنها توفر تجربة أكثر صدقًا للجمهور، وتمثل المهرجانات السينمائية الاحتفالات النهائية للسينما، ليس فقط كوسيلة جماعية، ولكن أيضًا كمجموعات من النصوص الإبداعية والمشاركين في إطار عالمي أكبر، جنبا إلى جنب مع مؤسسات سينمائية وفنية وثقافية، وهي فرصة فريدة للتواصل مع محترفي الصناعة والموزعين والمخرجين، وملتقى تفتح فيه الفرص أبوابها على مصراعيها أمام الصناع".
ويضيف البحار: "مهرجانات الأفلام تلعب دورًا مُهمًا في تعزيز التواصل بين صانعي الأفلام والجمهور واكتساب قاعدة أكبر من الجماهير، والالتقاء مع شركات ومنتجين للارتقاء بالعمل الفني إلى آفاق أبعد، وبناء شبكة اتصالات واسعة، إذ يجمع هذا الحدث بين صانعي الأفلام والمنتجين والموزعين وغيرهم من المتخصصين في الصناعة تحت سقف واحد، مما يخلق بيئة فنية ناضجة، كما يمكن لصانعي الأفلام المستقلين التواصل مع الأفراد المتشابهين في التفكير الذين يشاركونهم شغفهم ورؤيتهم، مما يتيح لهم الحصول على رؤى ونصائح ونقد إيجابي لتطوير العمل".
ويقول: "بالنسبة إلى صانعي الأفلام المُستقلين، فيعد الوصول إلى جمهور أوسع خطوة حاسمة في رحلتهم نحو النجاح، وتقدم مهرجانات الأفلام منصة لا مثيل لها لهم لعرض أفلامهم لجمهور متنوع ومشارك، وتجذب المهرجانات انتباه وسائل الإعلام، مما يعزز فرص تسليط الضوء على الأعمال الفنية وفرص اكتشاف صناع الأفلام المُستقلين من قبل شركات الإنتاج، كما تساهم في انطلاق المواهب الناشئة، والمهرجان فرصة للاعتراف بالعمل الفني وفرصة للحصول على جوائز رسمية بناءً على تقييم مهني وفني، حيث تضيف الجوائز المكتسبة في المهرجانات مصداقية ومكانة إلى محفظة صانع الأفلام، مما يُعزز سمعتهم ويجذب انتباه محترفي الصناعة".
من جانبها، تؤكد مريم فارس، كاتبة صحفية بجريدة الأهرام المصرية، أن مهرجانات السينما هي فرصة ثرية ودسمة للتبادل الثقافي والفني بين مختلف الدول، خاصة احتضانها لعدد كبير من صناع الأفلام الشباب والنجوم، ولذلك تكون فرصة لتبادل الخبرات والأحاديث عن الفن السابع بالإضافة للتعاون المشترك بينهم فيما بعد، ولذلك تظل السينما مرآة لثقافة ومجتمع كل بلد، وهي فرصة للتثقيف والتفاعل أكثر من كونها حدث ترفيهي، كما أن المهرجانات تعد منصة لصانعي الأفلام المستقلين والناشئين لعرض أعمالهم والتواصل مع المتخصصين في هذا المجال، وتقوم بدور هام للحفاظ على تاريخ السينما وتعزيز التبادل والتفاهم بين مختلِف البلدان، مضيفة: "لا شك أن المهرجانات فرصة جيدة للترويج السياحي لكل بلد يقام فيه أي مهرجان سينمائي، وهذا ما شهدناه في المملكة السعودية بمهرجانها البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، فلقد سلط المهرجان الضوء على مدينة جدة التراثية وأصبحت مكاناً يقبل عليه السياح، وينطبق أيضًا على مدينة الجونة بمصر ومهرجانها الدولي".
وعن معايير نجاح المهرجانات السينمائية، توضح مريم فارس أن الاختيار الموفق للأفلام من مختلف الفئات والدول والتنوع فيها، هو المعيار الأهم لنجاح أي مهرجان سينمائي حتى في دوراته الأولى، مبينة: "لا شك أن السجادة الحمراء وحضور النجوم العالميين جانب مهم في نجاح المهرجان، ولكن ستظل فرصة مشاهدة أفلام قوية ومميزة واختيارها هي العامل الأهم، هذا بالإضافة للفعاليات التي تقام على جانب المهرجان منها سوق الأفلام والحوارات الخاصة مع الجمهور ويجب تشكيل هوية خاصة بالمهرجان تنبع من أقسام جديدة وتوجهات مختلفة".
ويقول أحمد النجار، ناقد مصري، أن المهرجانات تقوم بدور حيوي في الارتقاء بصناعة السينما وبات دورها السنوات الأخيرة أكثر أهمية بعد إطلاق الكثير منها منصات خاصة لدعم تجارب سينمائية واعدة، وهو ما يظهر جليا هذا العام بتواجد فيلم عربي مهم مثل "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضمن القائمة القصيرة في مسابقة الأوسكار ضمن فئة الأفلام الوثائقية، فهذا الفيلم ولد كفكرة ومشروع عبر مهرجان سينمائي هو مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، موضحا: "تساهم المهرجانات أيضا من خلال مسابقاتها المختلفة في تسليط الضوء على تجارب وصناع أفلام مميزين كما هو الحال في تجارب مخرجين عرب من أجيال مختلفة مثل هيفاء المنصور وأبو بكر شوقي وسامح علاء وعمرو الزهيري وأمجد أبو العلاء ومحمد كردفاني وجميعها أسماء نالت جوائز من مهرجانات عالمية مثل كان وفينيسيا وبرلين وغيرها من أسماء صناع أفلام تعرفنا عليهم من خلال مسابقات المهرجانات".
ويلفت النجار أن من أهم معايير نجاح المهرجانات: جودة الأفلام المشاركة سواء في المسابقات المختلفة من أفلام طويلة أو قصيرة، ومستوى الحضور من النجوم والنقاد، وانتظام برامج المهرجانات من عروض وندوات وورش عمل، وأن يقام المهرجان في مدينة مركزية جاذبة للجماهير، مبينا أن تنوع المهرجانات يخلق نوعا من المنافسة فيما بينها لتقديم الأفضل دائما، وبالتالي يسعى كل مهرجان إلى دعم أو البحث عن أفضل الأفلام للمشاركة في فعالياته، وهناك مهرجانات تنفق جزء كبير من ميزانيتها للفوز بعروض أولى لأفلام بعينها، كما إنها تتنافس من خلال منصاتها لدعم عدد أكبر من المشاريع الجديدة دون النظر إلى جنسية صانعيها، لأن المهم هو المساهمة في تقديم عمل سينمائي مميز يحسب للمهرجان وبالتالي للصناعة بشكل عام.
ويتابع قائلا: "كثير من صناعات السينما في منطقتنا نشأت وترعرعت في أحضان مهرجاناتها، فما نراه حاليا من تطور مذهل في صناعة السينما بالمملكة العربية السعودية، ساهم فيه مهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلى جانب دعم جهات وهيئات أخرى، لكن يظل للمهرجان الدور الفاعل فيها بتوفير التنافس والدعم لصناعة سينمائية واعدة أصبحت منافسا قويا لصناعات مضت عليها سنوات طويلة، أضف إلى ذلك أن التنوع مطلوب في مجال صناعة الأفلام وبالتالي هو مطلوب أيضا في المهرجانات السينمائية، خاصة وأن هناك أفلاما تحقق جماهيرية عريضة جدا وتظلمها المهرجانات بعدم إدراجها ضمن مسابقاتها، ومنها على سبيل المثال الفيلم الكوميدي، كما أن المهرجانات المتخصصة في أفلام المرأة وأفلام الشباب أو التي تجمع بين أبناء القارة الواحدة أو الموجهة خصيصا للطفل تلعب دورا مهما لذلك تواجدها والتنافس فيما بينها أمر مطلوب ولا يؤثر في سمعتها حيادية الجوائز واستمرار برنامجها بشكل ثابت ومحدد".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: نجاح المهرجان صناعة السینما فی المهرجان فی الصناعة الضوء على تساهم فی من خلال کما أن
إقرأ أيضاً:
مدير «القاهرة السينمائي»: الدورة الحالية تعبر عن تضامن مصر مع القضية الفلسطينية
قال الناقد الفني عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي، إن الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لاقت رد فعل مميزا من المتابعين والجمهور والضيوف.
الاهتمام بفلسطينوأوضح «زكريا»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد عبده ومنة الشرقاوي: «الاهتمام بفلسطين في المهرجان كان أمرا طبيعيا، فالشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة، كما سبق أن جرى إلغاء دورة كاملة تضامنا مع فلسطين وأهل غزة».
إعلان موقف ضد ما يحدثوتابع مدير مهرجان القاهرة السينمائي: «كان لابد أن يعلن المهرجان في هذه الدورة موقفه ضد ما يحدث، وهذا ما حدث منذ اليوم الأول للافتتاح، والبرامج التي تضمنت أفلاما فلسطينية كثيرة، والجوائز الخاصة بالسينما الفلسطينية، وهو ما تكلل في حفل الختام بتوزيع هذه الجوائز، وحصول عدد كبير من الأفلام الفلسطينية على جوائز».
وذكر الناقد الفني، أنّ أحد الاهتمامات الأساسية في الدورة الحالية أن يتحول المهرجان إلى بؤرة اهتمام والتقاء لأهل الصناعة وأن يساهم في دعم الصناعة السينمائية بمصر ودعم التواصل بين مصر وصناع الأفلام من أنحاء العالم، لذلك جرى توقيع بروتوكول مع مدينة الإنتاج الإعلامي ولجنة السينما المعنية بتصوير الأفلام الأجنبية في مصر.