جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@05:44:40 GMT

سفراء الوطن

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

سفراء الوطن

 

أحمد بن موسى البلوشي

 

الوطن هو أكثر من مجرد مكان نعيش فيه، إنه الشعور العميق بالانتماء والولاء للمجتمع الذي ننتمي إليه، والتزام بالمسؤولية تجاهه. فعلينا أن ندرك أن رفعة وازدهار الوطن يعتمد بشكل كبير على جهود كل فرد في المجتمع وخارجه، ولذا يجب علينا جميعًا المساهمة بكل ما نستطيع لتعزيز الوطن وتقديم الإضافة الإيجابية لمجتمعنا.

صحيح أن كلمة سفير تُطلق على الأشخاص الذين يشغلون مناصب رسمية خارج دولهم كسفراء أو دبلوماسيين، ولكن كل مُواطن موجود خارج بلده فهو سفير ومُمثل لها، وتقع على عاتقه مسؤولية نشر ثقافة بلده وتعزيز علاقاته مع الآخرين، والمحافظة على القيم والتقاليد الوطنية التي نعتز بها، وتقديم صورة إيجابية عن بلدهم في التعامل مع الآخرين وذلك من خلال تفاعلهم اليومي، سواء عبر التواصل الشخصي، أو من خلال المشاركة في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك يجب على كل مواطن أن يلعب دورًا فعّالًا في بناء جسور التفاهم وتعزيز العلاقات بين الدول، ونقل صورة جميلة لوطنه.

يُسافر العديد من المواطنين حول العالم لأسباب مختلفة، سواء للعمل، أو الدراسة، أو السياحة، أو العلاج، أو لأي سبب كان، ويسعى البعض منهم إلى الاستفادة من تجارب جديدة وثقافات متنوعة، ويسعى كذلك الكثيرون منهم لنقل ثقافتهم وعاداتهم إلى شعوب العالم المختلفة، وهي رسالة نبيلة يسعى لها الجميع، ولكن ما نشاهده من فترة لأخرى من بعض التصرفات لبعض المواطنين التي قد تؤثر سلبًا على سمعة الوطن والمواطنين غير مقبولة فهي تُلقي بظلالها على سمعة البلد وثقافته. والأغلبية من المواطنين يقولون بأن هذه التصرفات الفردية لا تمثل البلد وثقافته ولا المواطن وعادته، نعم صحيح بأنها لا تمثل البلد والمواطن، ولكن تكرارها قد يولد صورة مختلفة للبعض عن هذا البلد وعراقته وعادته، فكلنا يؤمن بأن كل بلد فيها الصالح والطالح، ولكن كل مواطن يحب أن تكون بلده أجمل بلد في عيون الآخرين.

كلنا يعرف أن هذا الموضوع ليس بالجديد، وكُتب عنه الكثير، ولكن لموقف صادفني في إحدى دول العالم لمواطنين من بلدي أزعجني كثيرًا، وأجبرني على الكتابة عن هذا الموضوع، وفي نفس الوقت هو تذكير بعضنا البعض بالمسؤولية تجاه الوطن، والشعور بالالتزام والفخر، ويحفزنا على العمل بجد واجتهاد لتحقيق التطلعات والأهداف الوطنية.

إنَّ كل فرد يحمل مسؤولية فعالة في بناء وتطوير الوطن، ونقل صورة حسنة عنه، سواء كان ذلك من خلال المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، أو من خلال العمل الجاد في ميادين العلم والتكنولوجيا، والاقتصاد، والثقافة، والفنون، وإن تمثيل الوطن يُعتبر مسؤولية وواجب كل فرد منِّا لذا، نحن جميعًا، بغض النظر عن مواقعنا الرسمية، لدينا القدرة على أن نكون سفراء لبلدنا وأن نساهم في تعزيز صورته وعلاقاته الدولية من خلال تفاعلنا الإيجابي وتصرفاتنا الحسنة مع العالم من حولنا.

يجب على جميع المواطنين أن يُدركوا أن تصرفاتهم خارج وطنهم تُمثل بلدهم وثقافته، لذلك، يجب عليهم الحرص على التصرف بشكل مقبول واحترام قوانين البلد المُضيف وعاداته وتقاليده. من خلال ذلك، يُمكنهم المساهمة في تعزيز التواصل بين الثقافات وترك انطباع إيجابي عن بلدهم وثقافة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ"اليوم": المملكة أبهرت العالم بإنجازاتها السياحية والتنموية

أكد عدد من الخبراء والأكاديميين أن مرور تسع أعوام على انطلاق رؤية المملكة 2030 يمثل مناسبة وطنية عظيمة تستدعي الوقوف أمام ما تحقق من إنجازات استثنائية على كافة المستويات.
وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم" أن الرؤية، التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأشرف على تنفيذها عرابها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أسهمت في تحقيق قفزات نوعية، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، بل في إعادة صياغة مكانة المملكة عالميًا، وترسيخ دور المواطن السعودي كمحور رئيس في برامج التنمية.
أخبار متعلقة ”مركز الابتكار“.. 10 منتجات رقمية و5 مبادرات تُطلق خلال 2025السلامة المهنية ومكافحة الحرائق أبرزها.. اشتراطات صارمة لترخيص المصانعوأكد المتحدثون أن القطاع السياحي، كأحد أهم مسارات الرؤية، شهد تطورًا مذهلًا جعل من المملكة وجهة عالمية متفردة، ومصدر إلهام للعديد من الدول الطامحة للتنمية والتحول الشامل.إنجاز غير مسبوقوقال الخبير والمستثمر السياحي سعيد بن علي عسيري: مرور ذكرى 9 أعوام على بداية انطلاق برامج رؤية المملكة 2030 تاريخ عظيم في وطن عظيم والتي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وبإشراف عراب الرؤية سمو ولي العهد الطموح رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان؛ لقد حققت الرؤية أكثر من أهدافها مبكرًا وضمن محاورها الثلاثة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
سعيد عسيري
وبين أن العالم اليوم يعيش متغيرات وتيرتها سريعة جدًّا، لقد حقّقت الرؤية طوال الأعوام التسعة الماضية العديد من الإنجازات على أكثر من مستوى وبأبعاد ذات تأثير ملموس، شملت الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية، بل وأصابت العالم بالدهشة من وتيرة الإنجازات، وأضحت محل الاقتباس الحرفي والعملي من هذه الرؤية ليس على المستوى الإقليمي المشغول بنا وبهذه الرؤية الطموحة والغير مسبوقة بل على المستوى العالمي، والشواهد كثيرة ومعروفة".
وأضاف عسيري: ومن هنا يأتي أثر صناعة السياحة كمشروع وطني ملهم وضمن خطط وبرامج الرؤية وكيف تم تعزيز دوره بشكل محترف خلال هذه الحقبة لخدمة المجتمع والقطاع وبالتالي أثره الإيجابي على الاقتصاد الوطني، وبه تحققت أرقام في الناتج المحلي ملفتة ومن عدة اتجاهات، كون السياحة من القطاعات الأكثر ديناميكية في الاقتصاد وجاذبة له بل وتساهم في جذب الاستثمارات وصناعة الفرص محليًا ودوليًا، مع تحفيز الأنشطة الاقتصادية المختلفة كقطاع الإقامة والنقل والسفر والأغذية والترفيه والسياحة العلاجية.
وعنصر آخر هو جرعة ثقافية لعناق العالم بمكتسبات وعادات وقيم الوطن التي هي في واقعها مضرب مثل، وقد نجحنا في المعادلة باقتدار".
وتابع عسيري قائلًا: لقد أجادت الجهات المعنية والمجتمع في تناول مرحلة النقلة السياحية بشكل مسؤول وأبرزت الجوانب المنسية في تاريخ هذا الوطن العظيم، وما يكتنزه من آثار وحضارات غنية وعالمية الأثر والتشويق وبمقومات سياحية أينما ذهبت تجدها مشعة بالقيم والتاريخ، والأجمل بأنها بأيدي أبناء وبنات الوطن.
لذلك أضحت مدن ومحافظات المملكة مجموعة وجهات سياحية عالمية الأثر والسمعة والمكتسب، مع تسعة أعوام تعد في تاريخ الأمم نقلة نوعية غير مسبوقة وملهمة، وكنا محظوظين في معايشتها لكي نبهر العالم معًا وسط كم هائل من الاستحقاقات الحالية والقادمة نتيجة لهذه الرؤية السعودية السعيدة 2030".نقلة نوعيةمن جهتها، قالت الدكتورة الهنوف المفلح، أستاذ مساعد بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود: حققت المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في القطاع السياحي والترفيهي، تجلّت في مشاريع كبرى مثل 'نيوم'، و'القدية'، و'العلا'، وغيرها مما عزز من مكانتها كوجهة عالمية جاذبة.
د. الهنوف المفلح
وشهد القطاع السياحي تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية، وتنويع الفعاليات والمهرجانات، وفتح أبواب المملكة للعالم بثقافتها الغنية وتنوعها الجغرافي".
وأضافت المفلح: لذا من المتوقع في المرحلة المقبلة ازدهار السياحة البيئية، والثقافية، والرياضية، وسياحة المغامرات، خصوصًا مع توجه المملكة للحفاظ على تراثها الطبيعي وتعزيز تجربة السائح.
إن ما تحقق خلال العقد الماضي يعكس رؤية طموحة وخطى ثابتة نحو مستقبل مزدهر، جعل من المملكة نموذجاً يُحتذى به في تحويل التحديات إلى فرص للنمو والريادة".
وتابعت: وكما نلاحظ، انعكاس هذا التطور على تنوع الفعاليات والمواسم السياحية، وتحديث البنية التحتية، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين والزوار من مختلف أنحاء العالم.
وتؤكد هذه الإنجازات الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، وحرصها على ترسيخ أسس تنمية مستدامة تُسهم في رفعة الوطن ورفاه المواطن، وتحقق مكانة المملكة العربية السعودية الإقليمية والدولية".

مقالات مشابهة

  • أنشأوا حسابا وهميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسرقة المواطنين.. قرار عاجل ضد 6 متهمين
  • 97 % من الأدوية متوفرة في السوق المصرية .. شعبة الأدوية تطمئن المواطنين
  • جمال سليمان يوضح أسباب انفعاله على سيدة مصرية طلبت التقاط صورة (شاهد)
  • وليد الركراكي: نهجنا التواصل وعرض مشاريعنا على اللاعبين مزدوجي الجنسية... نحترم قراراتهم
  • شاهد بالصورة والفيديو.. قائد الجيش السوداني “البرهان” يواصل كسر “البروتوكول” ولتقط أجمل “سيلفي” مع المواطنين وساخرون: (حميدتي تعال اتصور كدة كان تقدر)
  • خبراء لـ"اليوم": المملكة أبهرت العالم بإنجازاتها السياحية والتنموية
  • استشاري علاقات أسرية: العائلة بداية غرس حب الوطن في الأطفال
  • أقوى تلسكوب شمسي في العالم يلتقط أدق صورة للشمس
  • مصطفى بكري: المصالحات أنهت الثأر في قنا بوعي المواطنين ورموز الوطن
  • أخبار التوك شو: الرئيس السيسي يضع إكليلًا من الزهور على قبر السادات.. والأرصاد تحذر المواطنين من حالة الطقس