مكالمة غامضة تقود إسعاف الشرقية لإنقاذ أفراد أسرة من الموت المحقق «تفاصيل»
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
ملحمة إنسانية سطرها رجال هيئة الإسعاف المصرية بمحافظة الشرقية فجر أمس الجمعة، وكانت بمثابة طوق نجاه لإنقاذ 6 أفراد من أسرة كاملة مكونة من زوج وزوجة وثلاث أطفال وسيدة مسنة؛ من موت مُحقق، جراء تعرضهم للاختناق بعد استنشاقهم لانبعاثات كربونية ضارة خلال فترة الليل وهم نأمون.
البداية من منزل شخص يدعى أشرف حسن، يقطن في عزبة العوضية بقرية ميت حبيب التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، حيث خلد إلى النوم بصحبة أسرته بعد أن أنهى يوم عمل شاق في صيانة دراجته البخارية «التوكتوك» التي يعمل عليها ويكتسب قوت يومه، وبعد عمل إصلاح «عْمرة» لمحرك «التوكتوك»، قرر تركه يعمل في فناء منزله بهدف تلين المحرك.
لم ينتبه أشرف حسن مالك «التوك توك» إلى تسرب الانبعاثات السامة الصادرة من المحرك إلى غرفته البسيطة، خاصة وأن «التوك توك» موجود
في فناء «صالة» المنزل ومشترك مع باقي غرف المنزل بأنهم تحت سقف خرسانة واحد وباب خارجي مغلق، وبعد ساعات من تشغيل المحرك، فقد حسن وأسرته الوعي نتيجة استنشاق الأدخنة المنبعثة من تشغيل المحرك، واصابهم حالة من الإختناق، إلا أنه تمكن من الزحف لامتار قليلة حتى قوي على استخدام تلفونه المحمول، واتصل على 123 الخط الساخن لمرفق الإسعاف، وأخبارهم في جملة صغيرة بأنه لا يقوي على الحراك وتعرض وأسرته لإختناق، ومع إستفسار مسؤولي الخط الساخن عن أسمه ومكانه، فأخبره بأنه أشرف حسن ومن قرية العوضية ومن بلبيس، وأن سبب الاختناق تشغيل «التوك توك» طوال الليل.
إنها لحظات فارقة لرجال الإسعاف، خاصة وأن المكالمة جاءت غامضة وفي وقت متأخر من الليل، وبالتحديد في الثالثة ونصف فجرًا، والأصعب في الأمر إنها لم تحدد موقع منزل صاحب الاستغاثة، ولا تفاصيل عن قريته التي يجهلها كثيرا من الناس، وهي مكالمة تشبهة المكالمات الكاذبة التي ترد لمسؤولي غرفة عمليات الإسعاف أو الخط الساخن، ورغم ذلك قرر مسؤولي غرفة العمليات بإسعاف الشرقية التسليم بصحة المكالمة حتى وإن كان بنسبة 1%.
وعلى الفور، تم الدفع بعدد 6 أفراد من الأطقم الإسعافية على متن 3 سيارات إسعاف مزودة بأسطوانات أكسجين، لتمشيط القرية موقع الاستغاثة، وبالرغم من وجود شبورة كثيفة وظلام دامس في هذا التوقت، والذي غلف الطريق وصولا إلى مكان البلاغ مع اقتراب الفجر، وقسموا أنفسهم إلى و3 فرق بغرض الوصول إلى مكان صاحب الاستغاثة قي أقرب وأسرع وقت، ولم يجد المسعف وحيد محمد قطب سبيلًا للوصول إلى البلاغ سوى طرق أول باب يصادفه بالقرية، وبعدها شارك أهل هذا المنزل وعدد من الأهالي المسعفين في عملية البحث.
وبعد فترة من الوقت وليست بالكثيرة، تم الوصول إلى صاحب البلاغ، خاصة وأن والدلالة التي كانت سببًا في الوصول إليه إنه يمتلك «توكتوك»، فقام الجميع بالطرق على باب منزل بسيط مبني من الطوب اللبن، ويصدر منه صوت محرك «التوكتوك»، ولم يستجب أحدًا من الداخل لطرقات الباب، وما هي إلا ثواني وتمكن الأهالي من فتح باب المنزل ليجد المسعف نفسه أمام أسرة كاملة ملقاه على الأرض فاقدين الوعي، ثلاث أطفال، وسيدة مسنة، والزوجة، والزوج كان مستلقيًا وبجواره الهاتف الذي أجرى منه الاستغاثة، وعندها أسرع المسعف بإخراجهم صوب سيارة الإسعاف، واستدعى باقي سيارات الإسعاف التي كانت تُمشط القرية، وقاموا بعمليات إسعاف لأفراد الأسرة، وتم تزويدهم بالأكسجين ومتابعة علاماتهم الحيوية.
هنا ومن قلب بيت صاحب الاستغاثة؛ 3 سيارات إسعاف شقت بأضواءها ومصابيحها المتوهجة ظلام القرية الدامس، وداهمت بأصوات أبواقها المميزة الطريق صوب المستشفى، لتعلن عن حدث جلل غير اعتيادي، ويتم نقل أفراد الأسرة إلى مستشفى بلبيس المركزي القريب من قريتهم، حتى يتم استكمال اسعافهم وتلقي الخدمة الطبية كاملة.
أسرة بأكملها كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، لولا فضل الله، الذي سخر لهم في تلك الأجواء الملبدة بالغيوم؛ رجال أشداء لم يألوا جهداً في تلبية تلك الاستغاثة الغامضة.
وهنا الدكتور عمرو رشيد رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، جميع من شارك في مهمة إسعاف الأسرة، بقوله: تابعت بتقدير واعتزاز كافة تفاصيل تلك الملحمة، واطمأننت
على تعافي أفراد الأسرة صاحبة الواقعة، وعودتهم لمنزلهم سالمين، أحيي فيكم ذلك الضمير وتلك الروح الطيبة، التي تشبثت بأمل ضعيف حيال صحة ودقة البلاغ، أسرة بأكملها كادت أن تفقد حياتها بسبب ظاهرة مجتمعية سلبية تؤرق مؤسستنا وهي البلاغات الكاذبة، لولا العناية الإلهية التي قادتكم للسير وراء بصيص أمل حتى وإن كان ضعيف".
وتابع: خالص التحية والشكر والتقدير لكل من ساهم في تلك الملحمة بمشاركة متميزة من مسؤولي غرفة القيادة والتحكم.
متلقي الاستغاثة الهاتفية رضا سليم محمد، مسؤول القيادة وإدارة الحدث هيثم كمال المسلمي، ومن المسعفين وحيد محمد قطب وهو أول من تمكن من الوصول لمصدر الاستغاثة، وتعرض لإغماء بعدما وزملاؤه من إنقاذ الأسرة وخروجهم لسيارات الإسعاف،
وزملاؤه «شعبان محمد إسماعيل، وليد عبد العزيز سلامة»، ومن السائقين «تامر محمد علي، وجمال محمد عبد الجليل، ومحمد صبري محمد».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مركز بلبيس محافظة الشرقية غرفة عمليات استنشاق الخط الساخن إسعاف الشرقية شبورة كثيفة الموت المحقق بلبيس
إقرأ أيضاً:
يطردني باستمرار من مسكن الزوجية تفاصيل شكوى سيدة لمحكمة الأسرة
"زوجى فى كل خلاف يطردنى من مسكن الزوجية، ويشهر بى، ويلقى على يمين الطلاق، ثم يعود ويطالبنى بالعودة له -بالإكراه- وعندما أرفض يلاحقنى بدعوى طاعة، لأذوق العذاب بسبب تصرفاته، وإصراراه على إلحاق الضرر بي".. كلمات جاءت على لسان إحدى الزوجات، فى دعوى إثبات طلاق ضد زوجها، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر.
وتابعت الزوجة: "قررت الهروب من جحيم الحياة الزوجية بسبب عنفه، وفضلت خوض معركة قضائية معه لإثبات تطليقه لي- بعد أن ألقى على يمين الطلاق عشرات المرات ورفض إثباته- وطالبت بحقوقى الشرعية المسجلة بعقد الزواج".
وأضافت الزوجة: "ربنا ينتقم منه دمر حياتى، ورفض الإنفاق على طفلته، ولاحقته بدعاوى قضائية لإثبات موقفى القانونى والحصول على نفقة طفلتى، بعد تعسفه فى حقى وتهديده لى لدفعى للتنازل عن حقوقى مقابل حضانة ابنتي".
وأشارت: "شهر بى باتهامات كيدية، وهددنى بسلب حق الحضانة، وانهال على بالضرب المبرح وإلحاق الأذى والضرر المعنوى والمادى بى، وقدمت التقارير الطبية وشهادة الشهود للحصول على حقوقى من متجمد نفقات ومنقولات ومصوغات ومسكن الزوجية-منفردة- بسبب خشيتى على نفسى من عنفه".
ووفقا للمادة 22 من القانون رقم 1 لسنة 2000، تنص على أنه: "مع عدم الإخلال بحق الزوجة فى إثبات مراجعة مطلقها لها بكافة طرق الإثبات، لا يقبل عند الإنكار ادعاء الزوج مراجعة مطلقته، ما لم يعلمها بهذه المراجعة بورقة رسمية، قبل انقضاء ستين يوماً لمن تحيض وتسعين يوماً لمن عدتها بالأشهر من تاريخ توثيق طلاقه لها، وذلك ما لم تكن حاملاً أو تقر بعدم انقضاء عدتها حتى إعلانها بالمراجعة".
مشاركة