عملية رفح.. الرصاصة الأخيرة في جعبة نتيناهو
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
تنصب الأنظار حول ما سيجري في الأيام أو ربما الساعات المقبلة جنوبي قطاع غزة، بعد إطلاق رئيس وزراء الاحتلال لتهديداته بشأن بدء التوغل البري في منطقة رفح الحدودية مع مصر والتي أوت منذ اليوم الأول للعدوان في 7 أكتوبر 2023، عشرات آلاف النازحين من الشمال والوسط.
وقالت قناة "13" العبرية الخاصة إن نتنياهو طلب من رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إعادة تعبئة جنود الاحتياط تمهيدا لشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وذكر هاليفي وفقا للمصدر الإسرائيلي إن رئيس حكومة الاحتلال طلب "إعادة تعبئة قوات الاحتياط التي تم تسريحها استعدادا للعملية المحتملة" في رفح.
وذكر رئيس أركان جيش الاحتلال أن "الجيش سيكون قادرا على التعامل مع أي مهمة، ولكن هناك جوانب سياسية يجب الاهتمام بها أولا"، وفق المصدر نفسه.
من جانبها، حذرت حركة حماس من خطورة ارتكاب الاحتلال لمجازر واسعة ومروعة في مدينة رفح، مؤكدة أن موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها للهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن تبعات هذا الهجوم وما سيترتب عنه من مجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل.
وأشارت حركة حماس في بيان، إلى أن واشنطن توفّر للاحتلال دعما مفتوحا بالسلاح، الذي يُقتل به الشعب الفلسطيني على مدار الساعة.
عملية رفح: "شبه الأخيرة للعدوان البري"
بدوره، قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، مصطفى الزواتي، إن "اقتحام رفح مسألة واردة منذ اليوم الأول من العملية البرية للجيش الإسرائيلي، فقد قسّم الجيش عملياته العسكرية في قطاع غزة إلى عدة أقسام ومراحل، وقد أنهى 3 مراحل ونحن ندخل في المرحلة الرابعة، وهي الشمال والوسط وخانيونس، والآن رفح في الجنوب".
وعزا في حديثه لـ "عربي21" القيام بالعدوان البري لـ "اعتبار أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف الإستراتيجية من اجتياع القطاع، وعلى رأسها قتل قيادات حركة حماس وكتائب القسام، ولم يظفر حتى اللحظة بصيد ثمين كاف يجعله ينهي على إثره الحرب".
وتابع: "رغم أنه قتل مئات الأعضاء في حماس لكن لا يؤثر على بنية تنظيم الحركة، سواء على المستويين السياسي والعسكري، على اعتبار القيادات الكبيرة لا تزال على قيد الحياة".
وأشار الزواتي إلى أنه "لم تحدث إلى الآن أي خلخلة في بنية التنظيم العسكري لحركة حماس"، مؤكداً أن "من الاستحالة أن تقدر إسرائيل القضاء على الحركة".
وذكر الزواتي أن "ما يقوله الجيش الإسرائيلي حول تحقيق إنجازات في معركة خانيونس غير صحيح والدليل هو تهربه من مكان لآخر، علما أن خانيونس تضم 5 ألوية للقسام ولم يصبو إلى ما أراده"، حسب رأيه.
ورجّح أن تكون "المرحلة الحالية هي ما قبل أو شبه الأخيرة لمعركة الاحتلال البرية في قطاع غزة".
متناقضان يحيطان بموقف مصر
وأردف لـ "عربي21"، أن "الهدف الإستراتيجي لدولة الاحتلال من المعركة القادمة، تحت حجة (تحرير الرهائن)، التي تتحجج بها أمام المجتمع الدولي، لتنفيذ عمليات اقتحام وقتل جماعي في القطاع منذ اليوم الأول، يتمثل بالدفع بالغزيين نحو الحدود المصرية، ومسألة التهجير لا تزال هي الهدف الإستراتيجي للمعركة الحالية، وكذلك الضغط على الجانب المصري لفتح الحدود أمام تدفق النازحين".
ولفت إلى أن "مصر ترفض حتى اللحظة فتح الحدود لاعتبارات أمنية وسياسية واقتصادية"، مبينا أنه "لا يوجد عرض مهم ومغرٍ للجانب المصري من أجل أن يتشجع لتدفق الغزيين إلى أراضيها، خاصة أنها تحتضن نحو 9 ملايين لاجئ من مختلف الجنسيات" وفق حديثه.
وأوضح أن هنالك موقفين بشأن الدور المصري في الأحداث الجارية، قائلاً: "الأول يقول إن أن الموقف المصري يتناغم مع الموقف الفلسطيني، إذ يقولون بأنن تحريك الجيش المصري نحو الحدود ما هو إلا مسرحية هزلية من الجانب المصري للتخفيف من حدة التوتر تجاه مواقف القاهرة في مسألة فتح المعابر وفك الحصار عن القطاع".
وأكمل بأنه "في المقابل، يعتبر جانب آخر الموقف المصري بعدم السماح بتدفق اللاجئين مشرف ونبيل لأنه يمنع إفراغ القطاع من سكانه وبالتالي يحول دون إنهاء القضية الفلسطينية".
"التفاوض أفضل من الهجرة القسرية"
في سياق متصل، يذكر الصحفي الفلسطيني عزيز كحلوت، النازح من شمال غزة إلى منطقة رفح، أن "عدد النازحين في محافظة رفح يتخطى المليون و300 ألف مواطن"، محذرا من أن "أي مساس لمناطق رفح سيؤدي إلى مجازر واسعة والكثير من الضحايا في المنطقة".
وأضاف بخصوص النزوح إما بالعودة للشمال أو وسط القطاع أو المضي نحو سيناء، رأى بأنه "أمر لا يحكمه الفلسطينون بأنفسهم، كون ليس لديهم قوة مجابهة".
محلوت لفت إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي هي التي تضغط على المدنيين للتوجه إلى أماكن بعينها".
وفيما يتعلق بدخول الفلسطينيين في سيناء، أشار في حديثه لـ "عربي21"، أن "الأمر يتعلق بالسيادة المصرية وإن حدث مستقبلا فإن الأمر لن يكون سهلا بل سيكون وقعه كبيرا جدا"، حسب قوله.
وعليه، وجد الصحفي الفلسطيني أن "من الأفضل لحركة حماس أن تتفاوض وتقدم بعض التنازلات حقنا للدماء وكذلك منعا لمشروع التهجير القسري".
وتستمر طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات عنيفة في منطقة رفح، وسط أنباء عن اقتراب تنفيذه لعملية اجتياح بري للمدينة المكتظة بأكثر من 1.3 مليون من الأهالي والنازحين قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وكانت مصادر طبية، أفادت الليلة الماضية، باستشهاد نحو 42 مواطنا جراء غارات الاحتلال على المنازل والمركبات في مدينة رفح منذ فجر السبت.
وفي حصيلة غير نهائية، خلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، أكثر من 28,064 شهيدا و67,611 جريحا، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال رفح مصر حماس القسام مصر حماس غزة الاحتلال القسام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
وكالة الأنباء اللبنانية: الاحتلال مسح 37 بلدة ودمر 40 ألف وحدة سكنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت وكالة الأنباء اللبنانية أن 37 بلدة بالجنوب مسحها جيش الاحتلال وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرًا كاملًا، وذلك بحسبما أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل لها، اليوم الثلاثاء.
وتدور اشتباكات بين حزب الله وإسرائيل منذ أشهر، بالتوازي مع حرب الاحتلال الغاشمة على قطاع غزة، وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين منذ حرب 2006، ما يؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر، حيث تزايدت التوترات بين إسرائيل وحركة حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وتسعى دولة الاحتلال من خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج إلى تقديم نصرًا زائفًا إلى شعبها، في ظل فشلها على حسم معركتها في قطاع غزة، المتواصلة منذ نحو 10 أشهر، وفرض نظريتها للردع رغم الدعم العسكري والاستخباري والسياسي والمالي الأمريكي الواسع.