دور الإعلام المقاوم في ندوة فكرية بصنعاء
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
وفي افتتاح الندوة، التي حضرها رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى –مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، وعضو اللجنة نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان، أشار القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور عبد الحفيظ الرميمة إلى أهمية انعقاد الندوة بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد القائد الذي أطلق مشروعه القرآني في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي .
وأشار إلى أن الشهيد القائد منذ صدح بشعار الصرخة صارت تتوالى صفحات اليمنيين مفعمة بالعزة والكرامة والظفر في مسار متجدد من الفاعلية ومضاعفة لانتصارات قيم الحق والعدل و الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني امتثالاً لأوامر الله في كتابه العزيز.
وتطرق الدكتور الرميمة إلى محاولات ومساعي الطغاة والمستبدين من وأد المشروع القرآني خلال مراحله الأولى ، ولكن بفضل إيمان المؤسس ووعد وثبات المنتمين إليه تجلت عوامل قوة في ثبات و انتصار المشروع وعامل حسم في تغيير واقع الأمة المستلب هويتها والخروج من السكون إلى الحركة ومن التيه إلى الإيمان ومن التبعية إلى الريادة في ظل القيادة الربانية.
وأكد رئيس الجامعة أننا في زمن تجلت فيه الذات المسلمة والمؤمنة التي تشكلت على الهدي القرآني واعية حرة قادرة في حياتها ومماتها الوثوق بالله والتوكل عليه والوقوف مع الحق والدفاع عن المستضعفين، منوهاً بالأعمال المشرفة والمواقف النبيلة للشعب اليمني وقيادته الحكيمة في كل جبهات العزة والكرامة انتصاراً لغزة ومظلومية الشعب الفلسطيني بمعادلة تؤسس لمرحلة مختلفة في مسار الصراع العربي الإسرائيلي .
كما أكد أن الاعلام المقاوم استطاع في ظل الهيمنة على جميع وسائل الإعلام وتقنياته أن يحدث خرقاً في كشف زيف الإعلام الغربي الذي بدل الحقائق واستبدل المصطلحات وقدم خطاباً واقعيا يعتمد على الحقيقة ويخدم قضايا الأمة ويسمي الأشياء بمسمياتها ويضعها في موضعها الصحيح وسجل حضوراً في تشكيل الرأي العام الجمعي العربي والعالمي .
وفي الندوة، التي حضرها عدد من المسئولين وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وجمع من الطلاب والطالبات، قُدمت عدد من أوراق العمل ، تناولت الورقة الأولى الحقائق الغائبة في الخطاب الإعلامي العربي حول القضية الفلسطينية مقدمة من أستاذ الإذاعة والتلفزيون بجامعة صنعاء الدكتور علي الحاوري .
وتطرقت الورقة الثانية التي قدمها رئيس دائرة الشؤون الإعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الجمهورية زيد الغرسي، إلى "دور الإعلام اليمني في معركة الأقصى " ودوره بالتوازي مع بقية إعلام محور المقاومة في مواجهة الإعلام الأمريكي والإسرائيلي والغربي.
واعتبر الإعلام جبهة مهمة ورئيسية وأساسية قد توازي العمل العسكري كونها تخوض معركة الوعي، باعتبارها من أهم المعارك مع الكيان الصهيوني والأمريكي.
واثنى على دور الإعلام اليمني الذي تفرد بهذه المعركة وتوحد بمختلف توجهاته وتشكيلاته السياسية والحزبية كما توحد الشعب اليمني في هذه المعركة تضامنا مع الأقصى ومع محور المقاومة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وركزت الورقة الثالثة على معركة " طوفان الأقصى وانعكاساته على الخطاب الإعلامي" لوكيل وزارة الثقافة ممثل الرابطة حمدي الرازي، فيما تطرقت الورقة الرابعة إلى دور الإعلام في تشكيل الرأي العام العالمي نحو مظلومية الشعب الفلسطيني مقدمة من الدكتور مطهر عقيدة.
فيما استعرضت الورقة الخامسة المقدمة من نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين " دور الإعلام الغربي في تغييب قضايا الأمة الإسلامية من خلال الحرب الناعمة" مستعرضاً فيها أساليب الحرب الناعمة ، وفوائد معركة طوفان الأقصى للأمة العربية والإسلامية؛ إذ أوقفت قطار التطبيع مع إسرائيل وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة.
تخلل الفعالية مداخلات من قبل الحاضرين شددت على ضرورة المشاركة الفاعلة في نشر النصائح وفضح مؤامرات ومخططات العدو الصهيوني واطماعه الاستعمارية وإظهار صورة الكيان الإسرائيلي الحقيقية الضعيفة والمهزومة التي زيفها الإعلام الغربي والعربي على مدى قرون بأن إسرائيل قوة عسكرية لاتقهر .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی دور الإعلام
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.
لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.
بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.
بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.
في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.
وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.
لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.
لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.
اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.
ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.
وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.
لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.
هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب