عربي21:
2025-04-27@18:41:48 GMT

معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية على المحك

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

حكومة الحرب الإسرائيلية تتجه سريعا نحو قمة الجنون عبر الاستعداد لقصف واجتياح مدينة رفح التي تحتضن نحو مليون ونصف المليون فلسطيني حاليا، وهناك عنصران ضاغطان بشدة على تلك الحكومة ورئيسها نتنياهو نحو هذا الجنون، أولهما مفاوضات الهدنة الجارية حاليا وأحدث جولاتها في القاهرة، وثانيهما قرب انتهاء المهلة التي حددتها محكمة العدل الدولية لها لتقديم تقرير عن مدى التزامها بالإجراءات التي طلبتها المحكمة لحماية المدنيين الفلسطينيين وتجنب الإبادة الإنسانية، والسماح بدخول مواد الإغاثة.



تريد حكومة الحرب الإسرائيلية تحقيق صورة نصر على الأرض أو انتقام واسع يشفي غليلها قبل إعلان الهدنة التي قد تتطور تحت الضغط إلى وقف دائم للعدوان؛ لم تحقق تلك الحكومة حتى الآن أهدافها المعلنة، وهي تدمير قدرات حماس العسكرية، وحرمانها من أي دور سياسي مستقبلي في قطاع غزة، وتحرير الأسرى الإسرائيليين.

عنصر الوقت حتى الآن ليس في صالحها، فلقد راهنت عليه لينتهي مخزون حماس التسليحي، وكتائبها العسكرية، لكن حماس ومعها فصائل المقاومة الأخرى لا تزال ترشق العمق الإسرائيلي بالصواريخ، ولا تزال تخوض مواجهات مباشرة مع قوات الاحتلال في شمال غزة ووسطها وجنوبها، بل إن الحياة تعود تدريجيا في شمال القطاع الذي ادعى جيش الاحتلال السيطرة التامة عليه
وعنصر الوقت حتى الآن ليس في صالحها، فلقد راهنت عليه لينتهي مخزون حماس التسليحي، وكتائبها العسكرية، لكن حماس ومعها فصائل المقاومة الأخرى لا تزال ترشق العمق الإسرائيلي بالصواريخ، ولا تزال تخوض مواجهات مباشرة مع قوات الاحتلال في شمال غزة ووسطها وجنوبها، بل إن الحياة تعود تدريجيا في شمال القطاع الذي ادعى جيش الاحتلال السيطرة التامة عليه، وكان من مظاهر تلك العودة ظهور قوات شرطة فلسطينية تابعة لحماس، وتأدية صلاة الجمعة الماضية في مخيم جباليا وغيره.

الجنون الإسرائيلي سينفجر هذه المرة في رفح المكتظة بأهلها وبالنازحين إليها، وقد أمر نتنياهو الجيش بالتحضير لإخلاء المدينة من المدنيين، وبدء عملية عسكرية للقضاء على كتائب القسام التي يزعم تركزها الآن في تلك المنطقة، ورغم أنه لم يحدد موعدا لهذه العملية إلا أن التقديرات تشير إلى أنها ستكون خلال أيام قليلة.

تستهدف العملية العسكرية المرتقبة إيقاع خسائر مروعة، غير مسبوقة، تجبر الفلسطينيين على الهرب إلى سيناء، وهي الخطة التي رسمها نتنياهو وحكومته منذ بداية العدوان رغم معارضة الفلسطينيين والمصريين لها.. سيناريو واحد ظهر بصيغ مختلفة خلال الأيام الماضية لتنفيذ خطة التهجير؛ من خلال توجيه ضربات مكثفة توقع عددا ضخما من الشهداء (نظرا لحجم الاكتظاظ الكبير فإن من المتوقع أن صاروخا أو قذيفة واحدة يمكن أن توقع في المرة الواحدة عددا من الضحايا يساوي ما وقع منذ بداية العدوان)، ثم توجيه ضربات للجدار الحدودي لفتح ثغرات تمكن الفلسطينيين من الهرب إلى مصر التي لن تستطيع في هذه الحالة ردهم إلى الجحيم.

البعض يرى أن تلويح جيش الاحتلال بهذه العملية الجديدة مجرد تهديد لدفع حماس لتقديم تنازلات في جولة المفاوضات الجديدة؛ بعد أن قدمت خلال الأسبوع الماضي ردها على مقترحات اتفاق باريس، وكان ردها قويا لم يتنازل عما أعلنته منذ البداية، وهو ضرورة أن تنتهي أي هدنة مؤقتة بوقف دائم للعدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، والسماح للمهجرين بالعودة إلى مناطقهم، بينما تريد حكومة الكيان الخروج المشكلة الآن لدى مصر أنها ستجد نفسها مضطرة إلى الدخول في مواجهة عسكرية حتمية مع الكيان في حال إصراره على تنفيذ خطته، وحال التحرك عسكريا في محور فيلادلفيا، الذي أعلنته مصر خطا أحمرمن جولة المفاوضات بما يمكنها اعتباره انتصارا بإطلاق سراح أسراها، وهو أحد الأهداف المعلنة لها، وستضيف إليه مزاعمها بقتل النسبة الأكبر من عناصر كتائب القسام، وتحطيم الأنفاق.. إلخ، لترسم في النهاية صورة نصر زائف أمام جمهورها، وهو ما تحرمها منه المقاومة حتى الآن.

المشكلة الآن لدى مصر أنها ستجد نفسها مضطرة إلى الدخول في مواجهة عسكرية حتمية مع الكيان في حال إصراره على تنفيذ خطته، وحال التحرك عسكريا في محور فيلادلفيا، الذي أعلنته مصر خطا أحمر. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مصر هددت بتعليق اتفاق السلام مع الكيان في حال اجتياح قواته لمدينة رفح والتسبب في هجرة الفلسطينيين إلى أراضيها، كما أنها عززت حضورها العسكري في منطقة الحدود بنحو 40 دبابة وناقلة جند، وأجهزة رؤية ليلية.

الحرب ليست الخيار الأمثل لنظام السيسي الذي يدرك فضل الكيان الصهيوني عليه شخصيا، والذي يدرك أيضا ضعف جبهته الداخلية نتيجة سياساته القمعية لجميع التيارات الوطنية، ولكن أنباء صحفية أشارت إلى حدوث تباين في الرأي داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بين من يرون معالجة الهياج الإسرائيلي عبر العمل السياسي ومن يرون ضرورة المواجهة العسكرية عند اللزوم. ومن الواضح أن تلويح مصر بورقة اتفاقية السلام هو الموقف الأكثر جدية حتى الآن من مصر تجاه الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة، وقد سبق أن اخترقت قوات الاحتلال الحدود المصرية من قبل أكثر من مرة واشتبكت مع عناصر عسكرية مصرية.

اتفاقية السلام إذن على المحك لأول مرة منذ توقيعها في آذار/ مارس 1979، ورغم الانتقادات الكبيرة لهذه الاتفاقية من القوى الوطنية المصرية منذ توقيعها، ورغم أن مصر الرسمية حافظت على احترامها لتلك المعاهدة، إلا أن الكيان الصهيوني اخترق تلك الاتفاقية مرات عديدة من قبل، وتساهلت مصر مع تلك الاختراقات حتى تتجنب المواجهة العسكرية.

إعلان مصر أن ممر فيلادلفيا خط أحمر وإن جاء متأخرا زمانا ومكانا (كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر هو خان يونس منذ بداية العدوان)، إلا أنه أصبح يمثل التزاما عسكريا في رقبة النظام أمام المصريين الذين أغضبتهم الانتهاكات الإسرائيلية السابقة للحدود المصرية منذ بدء العدوان على قطاع غزة،
تنص الاتفاقية في مادتها الثالثة على ضرورة احترام كل من الطرفين لسيادة الطرف الآخر وسلامة أراضيه، واستقلاله السياسي، والامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها -أحدهما ضد الآخر- على نحو مباشر أو غير مباشر، وتعهد كل طرف بعدم صدور فعل من أفعال الحرب، أو الأفعال العدوانية، أو أفعال العنف، أو التهديد بها من داخل إقليمه، أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة على أراضيه، ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر، والامتناع عن التنظيم أو التحريض أو المساعدة أو الاشتراك في فعل من أفعال الحرب، أو الأفعال العدوانية، أو النشاط الهدام أو أفعال العنف لمواجهة ضد الطرف الآخر في أي مكان. وليس خافيا الآن مدى الاختراق الإسرائيلي العمدي لهذا البند وغيره.

إعلان مصر أن ممر فيلادلفيا خط أحمر وإن جاء متأخرا زمانا ومكانا (كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر هو خان يونس منذ بداية العدوان)، إلا أنه أصبح يمثل التزاما عسكريا في رقبة النظام أمام المصريين الذين أغضبتهم الانتهاكات الإسرائيلية السابقة للحدود المصرية منذ بدء العدوان على قطاع غزة، والذين يرزحون تحت وطأة أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة؛ لكنها لا تصرف اهتمامهم عن أمن وسيادة وطنهم، ولا عن مناصرة أشقائهم في قطاع غزة.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية رفح غزة مصر مصر إسرائيل غزة رفح تهديدات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منذ بدایة العدوان قوات الاحتلال المصریة من عسکریا فی حتى الآن قطاع غزة فی شمال مصر أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي

أثار حديث ابنة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي عن تعرضه للضرب والتنكيل بشكل يومي المخاوف على حياته، وطرح سردها عن وضع والدها الصحي والجسدي تساؤلاً عن ما إذا كان الاحتلال يحاول اغتياله.

وكانت ابنة البرغوثي قد نقلت عن أحد محامي والدها أنه "يتعرض لمعاملة وحشية، وضرب مفرط بواسطة أدوات قمعية مثل الأحزمة والعصي الحديدية، ويتعمد الاحتلال إفراغ القسم بالكامل من الأسرى، ليُترك البرغوثي مع السجانين لوحده وتنطلق عملية تعذيبه".

ولفتت إلى أن هذه الممارسات الوحشية، أدت إلى كسور شديدة في عظامه، مما جعله غير قادر على الحركة أو الوقوف بشكل طبيعي.



من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن حال الأسير عبد الله البرغوثي كحال بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية ما بعد السابع من أكتوبر، حيث يُمارس عليهم جميعا سلسلة من العقوبات.

وأوضحت الهيئة في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هذه العقوبات تتمثل بالاعتداء بالضرب والتنكيل بالأسرى، بالإضافة إلى تقليل كميات الطعام ما أدى إلى خسارة جميع الأسرى الكثير من أوزانهم، كذلك انتشرت بينهم الأمراض والأوبئة.

وأكدت أنه لا يتم تقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى بشكل عام والأسير عبد الله البرغوثي بشكل خاص، الذي تقوم إدارة السجون الإسرائيلية بالاعتداء عليه بشكل يومي وممنهج والتنكيل به ونقله من سجن إلى أخر.

وأكملت الهيئة، أيضا تم سحب مواد التنظيف وهذا أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأسرى في السجون الإسرائيلية، كما أن الاحتلال لا يقدم العلاج الطبي اللازم للأسرى المرضى الذين أصيبوا بالمرض الجلدي (الجرب).



وحول وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي، قالت هيئة شؤون الأسرى لـ"عربي21"، بحسب مشاهدة المحامي الذي قام بزيارته تظهر على جسده آثار الضرب بوضوح، بالإضافة الى انتشار المرض الجلدي، وهناك علامات ظهور للدمامل، أيضا لا يتم تقديم العلاج الطبي له، علما أنه خسر من وزنه ما يقارب 70 كيلو منذ السابع من أكتوبر.

وأثار حديث المحامي عن وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي تساؤلات حول ما إذا كان الاحتلال يتعمد اغتياله، خاصة أنه كان دائما يرفض إدراجه في أي صفقة تبادل لأسرى، وكان يتعمد وضعه في زنزانة انفرادية لسنوات ويمنع أهله من زيارته لفترات طويلة.

بدورها قالت هيئة الأسرى رداً على هذه التساؤلات، "طلبنا زيارته وننتظر تحديد موعد للزيارة حتى نعرف كل التفاصيل حول ما يحدث معه".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد كثف قمعه وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، ونال أسرى قطاع غزة النصيب الأكبر من هذا التنكيل والمعاملة الوحشية.

حيث احتجز الاحتلال أسرى قطاع غزة في معسكر سدي تيمان سيء السمعة، ووضعهم في أقفاص حديدية وعاملهم بطريقة وحشية وغير ادمية، حيث قام بتعذيبهم بكل الوسائل الجسدية والنفسية، كما هناك روايات تناقلها الأسرى عن تعرض بعضهم للاغتصاب.

ونقلت قناة الجزيرة عن رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 15 ألف عملية اعتقال في قطاع غزة وحده.

ووفقا لزغاري فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تقديم معلومات دقيقة عن عدد أسرى قطاع غزة، مؤكدا أن عمليات التعذيب والتنكيل قد تصاعدت منذ السابع من أكتوبر، علما أنه نتيجة للإهمال الطبي استشهد ما لا يقل عن 63 أسيرا فلسطينياً آخرهم الشاب مصعب عديلي (21 عاما).

مقالات مشابهة

  • اتفاق قسد على المحك.. الرئاسة السورية: تحركات خطيرة تهدد سيادة البلاد
  • بالأسماء: شهداء وإصابات في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • ما هي معاهدة نهر السند بين باكستان والهند التي أعلنت نيودلهي تعليقها
  • هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
  • السلام الآن حركة حقوقية أسسها ضباط إسرائيليون
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • آلة القتل الإسرائيلية مستمرة في مجازرها وعشرات الشهداء في قطاع غزة
  • من نموذج السيادة المصرية على طابا إلى غزة والتهجير.. أبرز ما قاله السيسي بذكرى تحرير سيناء
  • منذ أبريل الماضي.. مقتل 316 جنديا وعنصرا من المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية