6 سنوات عجاف.. الجفاف يفتك بالموسم الزراعي في المغرب
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يحتفظ المزارع عبد الرحيم محافظ، بقليل من الأمل في تساقط أمطار تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف "عنيف" للعام السادس تواليا، يهدد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي.
على طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء ومزرعته في ضواحي مدينة برشيد (غرب)، تبدو مساحات شاسعة من الحقول عارية، بعدما كانت تغطيها عادة في هذه الفترة من السنة "سنابل حبوب تناهز 60 سنتيمترا"، كما يوضح محافظ.
لا يكاد يبرز أي نبات في مزرعته الممتدة على نحو 20 هكتارا، تماما كما هي الحال في حقل المزارع حميد ناجم (52 عاما) الذي يعرب عن قلقه إزاء "موسم قاس لم يسبق أن شهد مثله".
وترتوي 88 بالمئة من مزارع هذه المنطقة الممتدة على 155 ألف هكتار بالأمطار مباشرة، وهي أحد أهم مصادر الحبوب في المملكة، وفق وزارة الزراعة.
أما المزارع المسموح سقيها بمياه السدود، فتراجعت مساحتها من 750 ألفا إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب "جفاف استثنائي وعنيف منذ 6 أعوام".
وحتى يناير، شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة، مقارنة مع متوسط سنة عادية، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء، نزار بركة.
وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1,8 في المئة مقارنة مع متوسط الفترة بين العامين 1981 و2010.
وحتى الثامن من فبراير، لم تتجاوز نسبة ملء السدود 23 في المئة، مقابل 32 بالمئة للفترة نفسها من العام الماضي.
وفي ظل أخطار شح مياه الشرب، قامت السلطات بإغلاق الحمامات العمومية ومحال غسل السيارات 3 أيام في الأسبوع في عدة مدن، مع منع سقي الحدائق وملاعب الغولف بمياه الشرب.
شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة "أثر وخيم"لكن هذه الإجراءات الرامية لضمان مياه الشرب لا تغير شيئا من "الخطر الذي يهدد" مردود الموسم الزراعي الحالي، وفق تعبير الخبير في القطاع عبد الرحيم هندوف، علما أن الزراعة تستهلك حصة الأسد من موارد البلاد المائية.
وينبه هندوف إلى أن هذا الموسم انطلق أصلا بتضاؤل المساحة المخصصة لزراعة الحبوب إلى حوالى 2,3 مليون هكتار فقط، مقابل متوسط 4 إلى 5 ملايين هكتار في الأعوام الأخيرة، مما "سيكون له أثر وخيم على الاقتصاد" كون القطاع الزراعي يوظف نحو ثلث العاملين في المغرب، ويساهم بنحو 14 بالمئة من الصادرات.
وبعد 5 سنوات عجاف، كان عبد الرحيم محافظ (54 عاما) يأمل سماء أكثر سخاء هذا الموسم لعله يستدرك ما تراكم من خسائر، خصوصا أنه اعتمد تقنية جديدة لزرع البذور بدون حرث أولي، مما يمكنه من الاستفادة من الرطوبة الطبيعية للتربة.
لكن "محصول هذا الموسم ضاع سلفا" كما يقول آسفا، دون أن يفقد "الأمل في تساقط الأمطار خلال فبراير ومارس بما يوفر على الأقل علفا للماشية".
ويبدو الوضع أقل قسوة بالنسبة لكبار المزارعين، كما هو شأن حميد مشعل الذي يمكنه الاعتماد على المياه الجوفية لإنقاذ محصول 140 هكتارا من الحبوب والجزر والبطاطس، في ضواحي مدينة برشيد.
ويستفيد مشعل من حصة محددة بخمسة آلاف طن من المياه يتم ضخها من باطن الأرض لكل هكتار "من أجل تدبير أفضل" لهذه المادة الحيوية كما يوضح، مع إقراره بأن هذه الزراعة تشكل ضغطا قويا على الثورة المائية المحلية.
وبسبب الجفاف، صار مضطرا إلى اللجوء للمياه الجوفية لسقي نحو 85 بالمئة من مزرعته، "بينما كانت تكميلية فقط في السنوات الماطرة"، على حد قوله.
مع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاماومع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا، يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاما، والتي تستهدف بالأساس رفع الصادرات من خضروات وفواكه تستهلك حجما كبيرا من المياه، بينما تشهد الأخيرة "تراجعا مطلقا"، كما ينبه الخبير الزراعي محمد طاهر سرايري.
تقدر حاجات المغرب من المياه بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنويا، 87 بالمئة منها للاستهلاك الزراعي، لكن موارد المياه لم تتجاوز نحو 5 ملايين متر مكعب سنويا خلال الأعوام الخمس الأخيرة.
وتراهن المملكة على تحلية مياه البحر لمواجهة هذا العجز، وتخطط لبناء 7 محطات تحلية جديدة بنهاية 2027 بطاقة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنويا، فيما تتوافر حاليا 12 محطة بطاقة إجمالية تبلغ 179,3 مليون متر مكعب سنويا، وفق معطيات رسمية.
لكن مواجهة المعضلة "يتطلب مراجعة السياسة الزراعية في العمق"، كما يؤكد هندوف آسفا "لكون الحكومة تسير في اتجاه مخالف للواقع".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: متر مکعب سنویا بالمئة من فی تساقط فی المئة
إقرأ أيضاً:
الجرب يفتك بمئات الأسرى الفلسطينيين في سجن إسرائيلي
قالت مؤسستان حقوقيتان فلسطينيتان إن مرض الجرب المعروف بـ"السكايبوس" يفتك بالأسرى الفلسطينيين في سجن النقب الإسرائيلي، والذين "يتعرضون لجرائم طبية ممنهجة وعمليات تعذيب على مدار الساعة".
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك أنه "من بين 35 معتقلا تمت زيارتهم من قبل المحامين في الأيام الماضية هناك 25 مصابون بمرض الجرب".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أمنستي تناشد الدول الأكثر ثراء نجدة الدول المنكوبة مناخيا بأفريقياlist 2 of 2بينهم فارون من لبنان.. شبكة حقوقية: 213 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهرend of listوأضاف البيان "جميع من تمت زيارتهم خرجوا للزيارة معصوبي الأعين ومقيدي الأطراف، وجميعهم تعرضوا لعمليات إذلال وتنكيل من خلال عملية سحب مهينة تتم بحقهم وإجبارهم على الجلوس على ركبهم حتى الخروج من القسم".
وجاء في البيان أن "هذه عينة صغيرة عن المئات من الأسرى المصابين الذين يتعرضون لجرائم طبية ممنهجة وعمليات تعذيب على مدار الساعة من خلال استخدام إدارة السجون المرض أداة لتعذيبهم".
ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب الإسرائيلي بنحو 3 آلاف أسير من أعمار مختلفة.
وذكر البيان أن "إفادات الأسرى جميعهم تضمنت تفاصيل قاسية جدا حول معاناتهم من المرض، دون تلقي أي نوع من العلاج ودون محاولة إدارة السجون معالجة الأسباب التي ساهمت وتساهم في استمرار انتشار المرض".
إجراءات عقابيةومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 اتخذت السلطات الإسرائيلية العديد من الإجراءات ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها، ومنها تقليص مواد التنظيف وأوقات الاستحمام وكميات الطعام وغيرها من الإجراءات، إضافة إلى اكتظاظ السجون مع الارتفاع الملحوظ في عمليات الاعتقال.
واستعرض البيان مجموعة من العوامل التي أدت إلى انتشار مرض الجرب بين الأسرى، ومنها "قلة مواد التنظيف وعدم تمكن الأسرى من الاستحمام بشكل دائم وانعدام توفر ملابس نظيفة، فمعظمهم لا يملكون إلا غيارا واحدا لعدم وجود غسالات، حيث يضطرون لغسل الملابس بأيديهم".
وأضاف البيان "كما تمنعهم إدارة السجن من نشرها (الملابس) كي تجف لذلك تبقى رطبة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى، كما لا تستجيب إدارة السجن لمطالبات الأسرى المتكررة بتوفير العلاج أو حتى إخراجهم للعيادة".
وتضمّن البيان مجموعة من شهادات الأسرى -دون الإشارة إلى أسمائهم- قدموا خلالها تفصيلا لما يتعرضون له داخل السجون الإسرائيلية.
كما تضمّن البيان نموذجا لأوضاع الأسرى المرضى من خلال حالة الأسير عبد الرحمن صلاح (71 عاما).
وذكر أن صلاح "من جنين، وهو من الأسرى القدامى ومن محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، ويعتبر من أسوأ الحالات المرضية في سجون الاحتلال، والذي يتعرض فعليا لعملية قتل بطيء".
وبحسب البيان، فإن صلاح "يعاني من ضعف شديد في النظر وضعف في السمع، إلى جانب مشكلات صحية عدة أخرى تفاقمت بعد الاعتداء الذي تعرض له في سجن (النقب) بعد الحرب على يد قوات (النحشون)".
وقال البيان إن الاعتداء على صلاح "تسبب له بنزيف جزئي في الدماغ وفقدان مؤقت للذاكرة، إلى جانب أعراض أخرى أثرت بشكل كبير على إمكانية تلبية احتياجاته الخاصة، حيث نقل في حينه إلى مستشفى شعاري تسيدك ثم إلى سجن الرملة، ومكث هناك فترة، ورغم حالته الصعبة أعادوه إلى سجن (النقب)، وقد أصيب الأسير صلاح بمرض الجرب الذي ضاعف معاناته التي لا توصف".
وتشير الإحصائيات الفلسطينية الرسمية إلى أن "عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 10 آلاف و100، وذلك حتى بداية أكتوبر/تشرين الأول 2024، منهم 94 أسيرة و270 طفلا".