الحرة:
2024-12-27@11:37:25 GMT

6 سنوات عجاف.. الجفاف يفتك بالموسم الزراعي في المغرب

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

6 سنوات عجاف.. الجفاف يفتك بالموسم الزراعي في المغرب

يحتفظ المزارع عبد الرحيم محافظ، بقليل من الأمل في تساقط أمطار تنقذ ما يمكن إنقاذه من محصول الحبوب، في ظل جفاف "عنيف" للعام السادس تواليا، يهدد هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المغربي.

على طول الطريق الرابطة بين الدار البيضاء ومزرعته في ضواحي مدينة برشيد (غرب)، تبدو مساحات شاسعة من الحقول عارية، بعدما كانت تغطيها عادة في هذه الفترة من السنة "سنابل حبوب تناهز 60 سنتيمترا"، كما يوضح محافظ.

لا يكاد يبرز أي نبات في مزرعته الممتدة على نحو 20 هكتارا، تماما كما هي الحال في حقل المزارع حميد ناجم (52 عاما) الذي يعرب عن قلقه إزاء "موسم قاس لم يسبق أن شهد مثله".

وترتوي 88 بالمئة من مزارع هذه المنطقة الممتدة على 155 ألف هكتار بالأمطار مباشرة، وهي أحد أهم مصادر الحبوب في المملكة، وفق وزارة الزراعة.

أما المزارع المسموح سقيها بمياه السدود، فتراجعت مساحتها من 750 ألفا إلى 400 ألف هكتار في مجموع مناطق البلاد، وفق ما أعلن وزير الزراعة محمد صديقي قبل أسبوعين، بسبب "جفاف استثنائي وعنيف منذ 6 أعوام".

وحتى يناير، شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة، مقارنة مع متوسط سنة عادية، وفق ما أوضح وزير التجهيز والماء، نزار بركة.

وتفاقم هذا الوضع بسبب تبخر المياه المخزنة في السدود، في ضوء ارتفاع في معدل الحرارة بـ1,8 في المئة مقارنة مع متوسط الفترة بين العامين 1981 و2010.

وحتى الثامن من فبراير، لم تتجاوز نسبة ملء السدود 23 في المئة، مقابل 32 بالمئة للفترة نفسها من العام الماضي.

وفي ظل أخطار شح مياه الشرب، قامت السلطات بإغلاق الحمامات العمومية ومحال غسل السيارات 3 أيام في الأسبوع في عدة مدن، مع منع سقي الحدائق وملاعب الغولف بمياه الشرب.

شهدت المملكة تراجعا في تساقط الأمطار بـ57 في المئة "أثر وخيم"

لكن هذه الإجراءات الرامية لضمان مياه الشرب لا تغير شيئا من "الخطر الذي يهدد" مردود الموسم الزراعي الحالي، وفق تعبير الخبير في القطاع عبد الرحيم هندوف، علما أن الزراعة تستهلك حصة الأسد من موارد البلاد المائية.

وينبه هندوف إلى أن هذا الموسم انطلق أصلا بتضاؤل المساحة المخصصة لزراعة الحبوب إلى حوالى 2,3 مليون هكتار فقط، مقابل متوسط 4 إلى 5 ملايين هكتار في الأعوام الأخيرة، مما "سيكون له أثر وخيم على الاقتصاد" كون القطاع الزراعي يوظف نحو ثلث العاملين في المغرب، ويساهم بنحو 14 بالمئة من الصادرات.

وبعد 5 سنوات عجاف، كان عبد الرحيم محافظ (54 عاما) يأمل سماء أكثر سخاء هذا الموسم لعله يستدرك ما تراكم من خسائر، خصوصا أنه اعتمد تقنية جديدة لزرع البذور بدون حرث أولي، مما يمكنه من الاستفادة من الرطوبة الطبيعية للتربة.

لكن "محصول هذا الموسم ضاع سلفا" كما يقول آسفا، دون أن يفقد "الأمل في تساقط الأمطار خلال فبراير ومارس بما يوفر على الأقل علفا للماشية".

ويبدو الوضع أقل قسوة بالنسبة لكبار المزارعين، كما هو شأن حميد مشعل الذي يمكنه الاعتماد على المياه الجوفية لإنقاذ محصول 140 هكتارا من الحبوب والجزر والبطاطس، في ضواحي مدينة برشيد.

ويستفيد مشعل من حصة محددة بخمسة آلاف طن من المياه يتم ضخها من باطن الأرض لكل هكتار "من أجل تدبير أفضل" لهذه المادة الحيوية كما يوضح، مع إقراره بأن هذه الزراعة تشكل ضغطا قويا على الثورة المائية المحلية.

وبسبب الجفاف، صار مضطرا إلى اللجوء للمياه الجوفية لسقي نحو 85 بالمئة من مزرعته، "بينما كانت تكميلية فقط في السنوات الماطرة"، على حد قوله.

مع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاما

ومع تجدد الجفاف للعام السادس تواليا، يطرح مجددا النقاش حول فاعلية السياسة الزراعية المعتمدة في المملكة منذ 15 عاما، والتي تستهدف بالأساس رفع الصادرات من خضروات وفواكه تستهلك حجما كبيرا من المياه، بينما تشهد الأخيرة "تراجعا مطلقا"، كما ينبه الخبير الزراعي محمد طاهر سرايري.

تقدر حاجات المغرب من المياه بأكثر من 16 مليار متر مكعب سنويا، 87 بالمئة منها للاستهلاك الزراعي، لكن موارد المياه لم تتجاوز نحو 5 ملايين متر مكعب سنويا خلال الأعوام الخمس الأخيرة.

وتراهن المملكة على تحلية مياه البحر لمواجهة هذا العجز، وتخطط لبناء 7 محطات تحلية جديدة بنهاية 2027 بطاقة إجمالية تبلغ 143 مليون متر مكعب سنويا، فيما تتوافر حاليا 12 محطة بطاقة إجمالية تبلغ 179,3 مليون متر مكعب سنويا، وفق معطيات رسمية.

لكن مواجهة المعضلة "يتطلب مراجعة السياسة الزراعية في العمق"، كما يؤكد هندوف آسفا "لكون الحكومة تسير في اتجاه مخالف للواقع".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: متر مکعب سنویا بالمئة من فی تساقط فی المئة

إقرأ أيضاً:

محافظ جنوب سيناء: حققنا طفرة بالقطاع الزراعي خلال 2024

أكد اللواء الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن القطاع الزراعي يعد أحد ركائز التنمية الشاملة بالمحافظة، مشيرًا إلى تسليط الضوء على مشروعات الثروة الحيوانية واستصلاح الأراضي الزراعية في 2024، مضيفا أن مساحة الأراضي القابلة للزراعة بمحافظة جنوب سيناء تبلغ حوالي 365 ألف فدان، بخلاف مئات الآلاف من الأفدنة المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية والمراعي بالسهول والجبال.

أهمية مشروع إنتاج تقاوي بنجر السكر بسانت كاترين

وأشار في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن مشروع إنتاج تقاوي بنجر السكر بمدينة سانت كاترين يساهم في تأمين احتياجات السوق المحلي وتقليل الاستيراد. كما لفت إلى أن مدينة سانت كاترين تتميز بموقعها الفريد على ارتفاع يزيد عن 1600 متر فوق سطح البحر، ما يقلل من درجة الحرارة، مما يجعلها مثالية لإنتاج تقاوي بنجر السكر على غرار مناطق الإنتاج العالمية.

توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي

وأضاف أن المحافظة شهدت تطورًا في مجال عصر الزيتون، حيث تم تجديد معصرة الزيتون بقرية أبو صويرة في 2023 بطاقة تصنيعية 2 طن زيتون في الساعة. كما تم توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية، حيث تم توزيع 21,000 شيكارة سماد "سلفات النشادر" المدعم بنصف الثمن على مزارعي مدينة طور سيناء في 2024، بالإضافة إلى وضع أولوية لتوزيع الأراضي المستهدفة لزراعة محصول القمح للموسم الشتوي.

تنفيذ مبادرة 100 مليون شجرة بمدن جنوب سيناء

أوضح المحافظ أنه تم توفير 40,000 شتلة أشجار مثمرة وتوزيعها على مدن أبو رديس، أبو زنيمة، الطور ودهب ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لزراعة 100 مليون شجرة مثمرة. كما تم متابعة تشغيل منحل بمديرية الزراعة بمدينة طور سيناء بعدد 4 خلايا كنواة لتوسعة نشاط الخدمات البستانية بالمحافظة، إضافة إلى متابعة وحدة خدمات إنتاج الزهور بالمديرية على مساحة 250م² لتوفير الأزهار والشتلات بأسعار مناسبة للمزارعين.

المدارس الحقلية

كما تم تنفيذ 30 مدرسة حقلية في مجالات الإنتاج الحيواني والنباتي خلال 2024 في مدن رأس سدر، الطور، ونويبع. بالإضافة إلى إنتاج دفعة جديدة من دجاج التسمين بعدد 13,500 دجاجة بمزرعة التسمين بالمنطقة الصناعية بطور سيناء، واستخراج 4 تراخيص تشغيل مزارع الدواجن والإنتاج الحيواني في مدن المحافظة.

كما قامت مديرية الزراعة بتدريب عدد "38" من مزارعي مدن طور سيناء ورأس سدر وعقد العديد من الندوات في مجال المرأة والأسرة والزراعات المختلفة وشبكات وطرق الري الحديث والبدء في أعمال عدد 15 ميسر لتنفيذ المدارس الحقلية علي مستوى مدن المحافظة لتنمية الثروة الحيوانية، وإطلاق ندوات تحث علي أهمية زراعة الأشجار بمدارس مدينة الطور وهيئة قصور الثقافة.

في مجال القوافل الزراعية

وتم إطلاق "66" قافلة زراعية إرشادية بمدن "رأس سدر وأبو زنيمة وطور سيناء" تستهدف مزارعي الأودية والتجمعات البدوية لنشر الممارسات الزراعية الحديثة وحث المزارعين علي زراعة محصول القمح للنهوض بمحصول القمح للموسم القادم بالإضافة إلى الزيارات والمتابعة الميدانية.

إنجازات مديرية الزراعة في مجال المكافحة:

مشيراً إلى أن تمت مكافحة القوارض بمجلس مدينة شرم الشيخ الجديد باستخدام المبيدات المتاحة بالمديرية كإجراء وقائي مؤقت لحين التعاقد علي إجراء أعمال المكافحة الشاملة ومعالجة بؤر الإصابة علي مستوي القطاع الزراعي بالمحافظة تعاونياً، بالإضافة لفحص عدد 44394 نخلة بمدن المحافظة وعلاج 303 نخلة ضد سوسة النخيل الحمراء باستخدام مبيد رينوكام 48% ومكافحة حشرة النمل الأبيض علي مساحة 36550م2 بمدن المحافظة.

في مجال توفير مستلزمات الإنتاج 

أكد المحافظ أنه تم توزيع 1,050 طن سماد "سلفات النشادر" مدعم بنصف الثمن على مزارعي مدينة طور سيناء خلال العام الزراعي 2024، وتوفير مستلزمات الإنتاج من خراطيم ري، مخصبات، ومبيدات تعاونياً من خلال الإدارات الزراعية بمدن الطور، رأس سدر، ونويبع.

وأشار إلي توفير التقاوي للمحاصيل الصيفية بالجمعيات التعاونية الزراعية وحصر الإنتاج الحيواني والزراعي بالمحافظة لعام 2024 وجاء إجمالي عدد المربين 2106 مربي وعدد المزارعين 3146 مزارع بإجمالي مساحة منزرعة 37011 فدان علي مستوي مدن المحافظة.

حصاد القمح بمدن المحافظة

تم حصاد 800 فدان قمح في 2024 بزيادة 190% عن العام الماضي، وتم توريد 150 طن قمح بزيادة 160% عن العام الماضي، بالإضافة إلى توزيع بطاريات تربية الدجاج البياض على المنتفعين.

وأضاف المحافظ أن التجمعات التنموية الجديدة بالمحافظة بلغت "6" تجمعات تم تطويرها من خلال شركات ومؤسسات قامت بالمشروعات التنموية الزراعية بها وهي كالآتي:

- شركة تنمية الريف المصري الجديد هي معنية باستصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان كمرحلة أولى من 4 ملايين فدان وهي شركة مساهمة مصرية 100% ممثلة في وزارة المالية

- والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية

- ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

- وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية" حيث تمتلك الشركة مساحة 24411.75 فدان بمنطقة سهل القاع بمدينة طور سيناء ضمن المناطق المستهدف تنميتها خلال الفترة الحالية.

مقالات مشابهة

  • سويلم يوجه بتكثيف التعامل الفعال مع النقاط الساخنة بالموسم الصيفي المقبل
  • ليبيا تسعى للاستدامة بمبادرة خضراء لزراعة 100 مليون شجرة على 150 ألف هكتار
  • شركة إماراتية تستثمر 100 مليون دولار لإنشاء محطة تحلية المياه بالمغرب
  • بورصة دبي تواصل مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي
  • ظاهرة غامضة تحدث مرتين سنويا سببت حيرة العلماء لسنوات.. أين تحدث؟
  • تأجير قطعة أرض بقيمة 36 دينارا سنويا
  • سهل صلالة الزراعي مورد داعم للاقتصاد المحلي في سلطنة عُمان
  • روتين العناية ببشرة الأطفال في فصل الشتاء.. «احمي ابنك من الجفاف»
  • الإعفاءات العسكرية للحريديم.. أزمة اقتصادية تكلف إسرائيل 8 مليارات دولار سنويا
  • محافظ جنوب سيناء: حققنا طفرة بالقطاع الزراعي خلال 2024