مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يكرم المخرج المغربي حسن بنجلون
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
أقيم، اليوم، الأحد، المؤتمر الصحفي لتكريم المخرج حسن بنجلون، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورتها الثالثة عشرة، بحضور السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، و المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، وأدارت الحوار الإعلامية المغربية وفاء مراس.
في البداية قالت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، "إن السينما المغربية تطورت بشكل كبير، والمكرم في هذه الدورة المخرج حسن بنجلون من رموز السينما في المغرب، وأحد كبار مخرجيها الذين حققوا نجاحات كبيرة بالتواجد في المظاهر السينمائية الدولية، وكذلك فإن مشاركته في المهرجان هذا العام ليست بالجديدة، إذ كنا سعداء أن شارك بأفلامه من قبل المهرجان.
وأضافت "الحسيني": "إن صناعة السينما أصبحت واحدة من أهم مصادر الدخل في المملكة المغربية، والمهرجانات السينمائية هناك من أهم الفعاليات التي تدعمها الدولة، إذ تخطى عدد المهرجانات الفنية هناك أكثر من 55 مهرجانا سنويا، وتعتبر تلك المهرجانات واحدة من أهم عوامل توفير العملة الصعبة هناك".
وناشدت "الحسيني" الحكومة المصرية بأن يكون هناك اهتمام أكبر بالمهرجانات الفنية باعتبارها أحد مصادر إدخال العملة الصعبة للبلاد، وأن يتم الاستفادة من تجربة المهرجانات المغربية والتي ساهمت في تحسين الوضع الاقتصادي هناك، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
من جانبه أعرب السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، عن سعادته لمشاركة السينما المغربية في المهرجان، من خلال تكريم أحد كبار رموزها المخرج حسن بنجلون، ويتم الاحتفاء بها بعرض مجموعة من أفضل الأفلام التي أنتجت في السنوات الأخيرة ضمن "بانوراما السينما المغربية" التي تقام على هامش المهرجان، قائلا: "السينما المغربية تتطور عاما بعد عام، وأثبتت وجودها، لذلك نحن نكرم أحد رموزها وهو المخرج حسن بنجلون".
فيما قالت الإعلامية المغربية وفاء مراس، "إن الدولة المغربية تقدم دعما كبيرا لصناعة السينما في الفترة الأخيرة، وهناك دعم غير محدود يقدم من حكومة المملكة وجلالة الملك للسينمائيين، فضلا عن جهود وكفاح المحبين لفن السينما، وذلك من أجل أن يثبتوا مكانتهم في الوطن العربي، وهو ما حدث بفضل رموز كبيرة في المغرب. والمكرم هذا العام من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية المخرج الكبير حسن بنجلون يعد من كبار السينمائيين المغاربة الذين استطاعوا أن يحلقوا بالسينما المغربية في سماء المهرجانات الدولية".
وفي بداية حديثه عبر المخرج المغربي حسن بنجلون عن سعادته بوجوده في مصر وتكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قائلا: "كنا بحاجة لخلق مهرجان إفريقي ليكون رابطا بين السينما الإفريقية والمصرية التي تعتبر مدرستنا الأولى والأم لعالم الفن السابع، لذلك أشكر القائمين على مهرجان الأقصر على ما بذلوه من أجل إقامة هذا الحدث واستمراره". وتابع: "وأنا سعيد بوجودي وتكريمي في المهرجان هذا العام بين مجموعة من الأسماء المميزة مثل المخرج الكبير خيري بشارة".
وأوضح المخرج حسن بنجلون عن أفكاره التي يعبر عنها من خلال أعماله: "حواسي وهمومي دائما مرتبطة بالواقع المغربي، ونحن كصناع سينما نحاول دائما أن نقدم أعمالا مفيدة تعبر عن مشاكل وخصوصيات المجتمع، وأردنا أن نكسر التابوهات، لذلك قدمت فيلما عن الحاصلين على شهادات ولا يجدون عملا، وحينما عُرض في مصر أحدث ضجة كبيرة في المغرب ومع الرقابة".
واستطرد "بنجلون": "تحدثت في الكثير من أفلامي عن الكثير من القضايا التي تخص الناس في المغرب، وعالجت في بعضها الكثير من أفكاري التي حاولت طرحها من خلال رؤيتي للمجتمع هناك، وأعتقد أننا نقدم سينما هادفة، ومن المهم أن نقيس تطور المجتمع."
وتابع: "نحن محظوظون لأننا نمتلك سينما نعبر بها عما نريده ولدي تراكمات في الطفولة من القصص، وأحببت من خلالها القطب الصوفي جلال الدين الرومي، خصوصا أن أفكاره كانت تتماشى مع طبيعتي المحبة، لذلك قدمت فيلما عنه أحكي فيه عن الحب والحقيقة".
وأكد صاحب "جلال الدين": "أنا فخور أن السينما المغربية تتطور، والشباب المغاربة أصبح لديهم رؤية الآن، ويحبون أن يقدموا ما يخدم صناعة السينما ويساهم في تطوير وتنوير المجتمع.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مهرجان الأقصر للسینما الإفریقیة السینما المغربیة فی المغرب
إقرأ أيضاً:
مهرجان الفن الفلسطيني في نيروبي.. الفن أداة للمقاومة والصمود
نظمت مجموعة "الفن والمقاومة والصمود" في العاصمة الكينية نيروبي، بين 17 و25 يناير/كانون الثاني 2025، حدثا ثقافيا فريدا بعنوان "مهرجان الفن الفلسطيني". وكان المهرجان، الذي امتد أسبوعا، فرصة لإبراز الثقافة الفلسطينية الغنية وتسليط الضوء على النضال الفلسطيني من خلال السينما والموسيقى والمأكولات التقليدية.
المهرجان ووقف إطلاق النارتزامن المهرجان مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة وبدء صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. وقد ركز منظمو المهرجان على استخدام الفن وسيلة للتواصل ونقل المعاناة الفلسطينية في غزة من خلال برامج متنوعة استهدفت جميع الفئات العمرية والخلفيات الثقافية. واستقطبت الفعالية جمهورا متنوعا من سكان نيروبي، بما في ذلك الأجانب المقيمون في كينيا والفنانون والصحفيون والكينيون أنفسهم.
فيلم الافتتاح: "من المسافة صفر"افتُتح المهرجان بعرض فيلم "من المسافة صفر"، وهو مجموعة من الأفلام القصيرة التي أخرجها مبدعون فلسطينيون من غزة تحت إشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. وتناولت هذه الأفلام الحياة اليومية في القطاع خلال الحرب، مسلطة الضوء على ثنائية الأمل واليأس، الحياة والمقاومة. وشكّل الفيلم نافذة للجماهير للاطلاع على معاناة الفلسطينيين، لكنه في الوقت نفسه أبرز قدرتهم على الإبداع والابتكار رغم قسوة الظروف التي يواجهونها.
إعلانوعقب عرض الفيلم، نُظمت حلقات نقاشية مفتوحة شارك فيها أحد مخرجي العمل مباشرة من غزة عبر تقنية الفيديو. وتناولت النقاشات تأثير الاحتلال الإسرائيلي على الحياة اليومية للفلسطينيين، وناقش الحضور سبل الانتقال من التعاطف مع القضية الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات عملية لدعمها.
إيزابيل، وهي أميركية تدير شركة ناشئة في نيروبي، تحدثت عن تأثير الفيلم عليها في مقابلة مع الجزيرة نت. وأعربت عن شعورها بالثقل والمسؤولية تجاه الحرب على غزة، مشيرة إلى أن جنسيتها الأميركية تجعلها ترى بلادها شريكة في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين، من خلال الدعم الأميركي المستمر. وقالت: "رغم أن النظام العالمي يبدو غاشما وعصيا على التغيير، أعتقد أن الفن يمكن أن يكون نافذة لخلق عالم أفضل".
خلال أسبوع المهرجان، تخللت الفعاليات ورش عمل مخصصة للأطفال (الجزيرة) فعاليات لتعزيز التواصل الثقافيخلال أسبوع المهرجان، تخللت الفعاليات ورش عمل مخصصة للأطفال، هدفت إلى تعريف الأجيال الناشئة بالثقافة الفلسطينية من خلال أنشطة تعليمية وترفيهية. وتضمنت هذه الورش تعليم الأطفال كيفية إنشاء أفلام قصيرة باستخدام الصور المتحركة، حيث تم عرض أعمالهم في إحدى قاعات السينما في نيروبي، مما أضاف بعدا إبداعيا وتجربة فريدة لهم.
إلى جانب ذلك، نظمت المجموعة عشاء فلسطينيا قُدّمت فيه أطباق تقليدية مثل المسخن، مما أتاح للحضور فرصة مميزة للتعرف على التراث الفلسطيني من خلال المطبخ. وعبر الزوار عن إعجابهم بالنكهات الغنية التي قدمتها الأطباق، وأشاروا إلى أن الطعام يعكس جزءا جوهريا من الهوية الفلسطينية، مما جعل التجربة تجمع بين المذاق الثقافي والتاريخي.
وكان الفنان الفلسطيني المقيم في فرنسا، رسمي دامو، من أبرز ضيوف المهرجان. دامو، الذي كان أحد المشرفين على إخراج فيلم "من المسافة صفر"، شارك في محاضرات وجلسات نقاشية حول أهمية الفن في توثيق الذاكرة الفلسطينية وتعزيز الصمود. كما أجاب عن تساؤلات الحضور المتعلقة بحياة الفلسطينيين اليومية، وخاصة في غزة. وقال دامو خلال إحدى مداخلاته: "الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو جسر يصلنا بالعالم. إنه وسيلة لتسليط الضوء على المعاناة، لكنه يعبر أيضا عن الأمل الذي ينبض في داخلنا. من الضروري أن نستمر في إنتاج أعمال فنية تروي قصتنا للعالم".
إعلانولم يكن المهرجان مجرد سلسلة من الفعاليات الثقافية، بل كان تجربة إنسانية عميقة تركت أثرا واضحا في نفوس المشاركين. الصحفية والكاتبة الكينية آنا موشيكي، التي شاركت في المهرجان، وصفت تجربتها بقولها: "تأثرت برؤية الأطفال في الفيلم وهم يواجهون الألم من دون أن يفقدوا أحلامهم. شعرت بالذهول حين علمت أن سكان غزة يعيشون تحت الضجيج المستمر للطائرات المسيرة. الفن لديه القدرة على معالجة أي قضية، فهو يذكرنا دائما بأن خلف كل صراع سياسي هناك وجوه إنسانية تحمل آمالا وأحلاما. أعتقد أن تنظيم هذا المهرجان كان خطوة شجاعة، وآمل أن يصل تأثيره إلى العالم".
نقاش مع الفنان رسمي دامو إثر عرض الفيلم (الجزيرة)أثار المهرجان أيضا نقاشات حول دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية، حيث أكد المشاركون على انحياز بعض التغطيات الإعلامية وأشاروا إلى أهمية الفن في تقديم روايات بديلة تظهر الجوانب الإنسانية للصراع. ماريا، وهي كولومبية تعيش في نيروبي، قالت للجزيرة نت: "أؤمن بفلسطين الحرة وأدعمها. لكن مع وجود تغطية إعلامية غير متوازنة، يصبح من الضروري الاستماع إلى القصص الفلسطينية ومشاهدتها." وأضافت: "الفن أداة قوية للتواصل مع العالم. إنه وسيلة للتحدث إلى قلوب الناس ومنفذ للفلسطينيين للتعبير عن أنفسهم، ولذلك أعتقد أنه جزء أساسي من دعم القضية الفلسطينية".
بهذه الفعاليات والنقاشات، نجح المهرجان في الجمع بين الثقافة والتوعية، وساهم في إيصال الرسائل الإنسانية الفلسطينية إلى جمهور أوسع.
المهرجان أثار نقاشات حول دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية (الجزيرة) الفن أداة للتغييرعلى مدار أسبوع كامل، أعاد المهرجان صياغة مفهوم المقاومة من خلال الفن، مشددا على أن الثقافة والفنون ليست فقط وسيلة للتعبير عن المعاناة، بل هي أيضا وسيلة لتغيير الروايات وتحدي الصور النمطية. فقد علق شيسلي، وهو مواطن من موريسيوش مقيم في نيروبي، قائلا: "الفن الفلسطيني أظهر لي كم نحن متشابهون كبشر. ومع ذلك، فمن الأفضل أن يتجاوز الفن مجرد ربط الناس بالقضية، وأن يحفز الأشخاص الذين يشعرون بالعجز أو يعتقدون أنه ليس بوسعهم فعل الكثير للمساعدة".
إعلان رسالة إنسانية تتجاوز الحدودأثبت "مهرجان الفن الفلسطيني" في نيروبي أن الفن هو أكثر من مجرد وسيلة للتعبير بل أيضا وسيلة فعالة للتواصل، والمقاومة، وإبراز المعاناة الإنسانية. إذ لم يكن هذا المهرجان، بأفلامه وورش عمله وتجربته الثقافية مجرد فعالية عابرة، بل كان تأكيدا على أن التضامن الإنساني يبدأ بفهم القضية، وأن الفن هو أقوى الجسور التي يمكن أن تربط القلوب والعقول، مهما كانت الجنسية أو المعتقد.