هآرتس: نتنياهو يفضل شعارات النصر الجوفاء على حياة الأسرى لدى حماس
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قالت هآرتس إن كل الدلائل تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ينوي المخاطرة بالتضحية بائتلافه اليميني المتطرف من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأن المحتجزين بالنسبة له يمكنهم الانتظار.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في عمود لكاتبها آموس هاريل- أن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز سيصل القاهرة في محاولة لتحريك المحادثات المتعلقة بإطلاق المحتجزين، بعد أن قدمت حماس مطالب عالية السقف أو شبه مستحيلة، تعتقد الإدارة الأميركية أنها رغم ذلك لم تغلق الباب، ولكن نتنياهو لديه انطباع مختلف أو هو مقيد باعتبارات سياسية تتعلق بخوفه من تنازلات قد تؤثر على علاقاته مع الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه.
وكجزء من محاولة تخويف حماس، أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد للاستيلاء على رفح والاستعداد لإجلاء السكان المدنيين من المنطقة، لأن إجلاءهم جزء من مطلب أميركي إذا أرادت إسرائيل السير في هذه الخطة، كما تفيد تقارير عن تحرك عشرات الدبابات المصرية إلى الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء بهدف منع هروب سكان غزة إلى مصر.
نوايا واضحة
وأشار الكاتب إلى أن نوايا نتنياهو واضحة في الطريقة التي تتصرف بها أبواقه، وفي الضغط الذي يقوم به مكتبه على أعضاء حكومة الليكود ليعلنوا معارضتهم لصفقة المحتجزين المقترحة، بل إن المعلقين بالقناة 14 يقومون بتحضير الرأي العام لضرورة التخلي عن فكرة إعادة المحتجزين إلى الوطن، من أجل تحقيق النصر النهائي، كما أن "الأذرع المشبوهة لجهاز قذف السموم منخرطة في حملة افتراء على عائلات المحتجزين" كما ذكرت منظمة المراقبة الإسرائيلية.
ولا عجب في هذه الظروف أن الأميركيين غاضبون -كما يقول الكاتب- وأنه لا يمر يوم دون أن يهاجم الرئيس جو بايدن أو غيره من كبار المسؤولين سلوك نتنياهو بشكل مباشر، وهذا الغضب يترجم إلى خطوات أكثر شدة ضد المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.
وأشار الكاتب إلى أن نيومي نيومان التي كانت قبل عامين كبيرة المحللين في جهاز الأمن الشاباك دعت -في مقال على الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- إلى التركيز على عودة المحتجزين وعلى تحييد قادة حماس في قطاع غزة، بقيادة يحيى السنوار.
وترى نيومان أن قادة حماس داخل قطاع غزة لديهم تحفظات على فكرة إعادة توزيع السلطة في القطاع وتقاسمها مع السلطة الفلسطينية، في حين أن القادة خارج القطاع، وعلى رأسهم خالد مشعل، أكثر انفتاحا على هذه الفكرة.
العبء على الجنود
ويصر المتحدثون باسم نتنياهو على إخفاء أو التقليل من أهمية العبء الثقيل الذي يتحمله جنود إسرائيل، حيث يشتكي جنود الاحتياط الذين تم تسريح معظمهم من الطريقة غير الكفؤة التي تتعامل بها الدولة مع الأضرار التي لحقت بأسرهم وشركاتهم أثناء غيابهم، كما يشعر الكثيرون في وحدات الجيش المجندة بالغضب بشأن الظروف الأساسية مثل الغذاء والنظافة، ومن بلادة كبار القادة فيما يتعلق بالحاجة إلى منح هؤلاء الجنود فترات من الراحة.
وعلى المدى الطويل، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد "بعدالة" الشروع في هذه الحرب، فإن أزمة آخذة في التطور، في الوقت الذي يطلق فيه نتنياهو الوعود بحرب طويلة تؤدي إلى النصر الكامل، خاصة أن شعورا بالمرارة يتنامى مع عودة جنود الاحتياط إلى منازلهم ردا على خطوات التحالف والجيش.
ورغم هذه الظروف، يخطط الجيش الإسرائيلي -كما يقول الكاتب- لبقاء الجنود في الوحدات القتالية بالخدمة الاحتياطية لمدة 35 يوما على الأقل سنويا، ولرفع السن التي تنتهي عندها الخدمة الاحتياطية من 40 إلى 46 سنة، كما أن هناك تحركا منسقا لضمان إعفاء شامل من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية.
ويتساءل الكاتب: هل تكون هذه هي القشة التي ستقصم ظهر البعير، وتدفع حركة احتجاج شعبية أوسع ضد نتنياهو؟ خاصة أن هناك فشلا جديدا أضيف إلى الإنجازات المشكوك فيها لهذه الحكومة، بعد أن خفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز تصنيف إسرائيل، ومع ذلك أعلن رئيس الوزراء أن القرار لا علاقة له بالوضع الاقتصادي، في حين أن وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش مقتنع بأن هذا مجرد بيان سياسي مناهض لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية تتهم نتنياهو بالمراوغة: عقابه لسكان غزة يهدد حياة مواطنينا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
«تهديد وحشد للقوات وتلويح بعودة الحرب، يصاحبها محاولات الالتفاف على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».. أساليب مراوغة يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتنفيذ خططه الساعية إلى استئناف حرب غزة وتقويض جهود الوسطاء، فضلا عن استمرار خداع الداخل الإسرائيلي.
قناة القاهرة الإخبارية، عرضت تقريرا بعنوان «تواصل مراوغات نتنياهو في تقويض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام»، والذي سلّط الضوء على مراوغات نتنياهو وتصريحاته المستمرة بهدف تقويض جهود الوسطاء.
وبيّن التقرير أنّه رغم سريان المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بعد 15 شهرا من العدوان على قطاع غزة، لا يكاد يمر يوما إلا ويخرج نتنياهو بتصريحات أو قرارات تقوض جهود الوسطاء ومساعي إرساء السلام وتهدئة حدة الصراع في المنطقة.
صحيفة هارتس الإسرائيلية، ذكرت أنّ نتنياهو قد شكل صورته السياسية خلال أكثر من عام على أنّه الضامن الأول لأمن إسرائيل، وبالتوازي تشير له الدوائر اليمينية المتطرفة بأن عودة القتال في غزة واستمرار تصعيد العملية العسكرية في الضفة الغربية، هما السبيل الوحيد لحفظ أمن إسرائيل من جانب ومستقبله السياسي من جانب آخر.
وأوضح التقرير أنّ هارتس ذكرت في أحد مقالاتها، أنّ حكومة نتنياهو رغم فشلها في استعادة المحتجزين خلال أشهر الحرب على القطاع، لجأت إلى اختلاق ذرائع للإجراءات العقابية التي اتخذتها مؤخرا ضد سكان غزة، وشملت إعاقة دخول المساعدات، وقطع الكهرباء عن غزة، ما يهدد بالأساس حياة بقية المحتجزين الذين ما زالوا هناك.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أنّ جميع الأطراف قد ضاقت ذرعا من أفعال نتنياهو وتعنته بما فيها الإدارة الأمريكية التي لجأت للمرة الأولى بإجراء مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بعيدا عن تل أبيب.