قالت هآرتس إن كل الدلائل تشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ينوي المخاطرة بالتضحية بائتلافه اليميني المتطرف من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأن المحتجزين بالنسبة له يمكنهم الانتظار.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في عمود لكاتبها آموس هاريل- أن مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز سيصل القاهرة في محاولة لتحريك المحادثات المتعلقة بإطلاق المحتجزين، بعد أن قدمت حماس مطالب عالية السقف أو شبه مستحيلة، تعتقد الإدارة الأميركية أنها رغم ذلك لم تغلق الباب، ولكن نتنياهو لديه انطباع مختلف أو هو مقيد باعتبارات سياسية تتعلق بخوفه من تنازلات قد تؤثر على علاقاته مع الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه.

وكجزء من محاولة تخويف حماس، أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد للاستيلاء على رفح والاستعداد لإجلاء السكان المدنيين من المنطقة، لأن إجلاءهم جزء من مطلب أميركي إذا أرادت إسرائيل السير في هذه الخطة، كما تفيد تقارير عن تحرك عشرات الدبابات المصرية إلى الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة سيناء بهدف منع هروب سكان غزة إلى مصر.

نوايا واضحة

وأشار الكاتب إلى أن نوايا نتنياهو واضحة في الطريقة التي تتصرف بها أبواقه، وفي الضغط الذي يقوم به مكتبه على أعضاء حكومة الليكود ليعلنوا معارضتهم لصفقة المحتجزين المقترحة، بل إن المعلقين بالقناة 14 يقومون بتحضير الرأي العام لضرورة التخلي عن فكرة إعادة المحتجزين إلى الوطن، من أجل تحقيق النصر النهائي، كما أن "الأذرع المشبوهة لجهاز قذف السموم منخرطة في حملة افتراء على عائلات المحتجزين" كما ذكرت منظمة المراقبة الإسرائيلية.

ولا عجب في هذه الظروف أن الأميركيين غاضبون -كما يقول الكاتب- وأنه لا يمر يوم دون أن يهاجم الرئيس جو بايدن أو غيره من كبار المسؤولين سلوك نتنياهو بشكل مباشر، وهذا الغضب يترجم إلى خطوات أكثر شدة ضد المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية.

وأشار الكاتب إلى أن نيومي نيومان التي كانت قبل عامين كبيرة المحللين في جهاز الأمن الشاباك دعت -في مقال على الموقع الإلكتروني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- إلى التركيز على عودة المحتجزين وعلى تحييد قادة حماس في قطاع غزة، بقيادة يحيى السنوار.

وترى نيومان أن قادة حماس داخل قطاع غزة لديهم تحفظات على فكرة إعادة توزيع السلطة في القطاع وتقاسمها مع السلطة الفلسطينية، في حين أن القادة خارج القطاع، وعلى رأسهم خالد مشعل، أكثر انفتاحا على هذه الفكرة.

العبء على الجنود

ويصر المتحدثون باسم نتنياهو على إخفاء أو التقليل من أهمية العبء الثقيل الذي يتحمله جنود إسرائيل، حيث يشتكي جنود الاحتياط الذين تم تسريح معظمهم من الطريقة غير الكفؤة التي تتعامل بها الدولة مع الأضرار التي لحقت بأسرهم وشركاتهم أثناء غيابهم، كما يشعر الكثيرون في وحدات الجيش المجندة بالغضب بشأن الظروف الأساسية مثل الغذاء والنظافة، ومن بلادة كبار القادة فيما يتعلق بالحاجة إلى منح هؤلاء الجنود فترات من الراحة.

وعلى المدى الطويل، وعلى الرغم من الاعتقاد السائد "بعدالة" الشروع في هذه الحرب، فإن أزمة آخذة في التطور، في الوقت الذي يطلق فيه نتنياهو الوعود بحرب طويلة تؤدي إلى النصر الكامل، خاصة أن شعورا بالمرارة يتنامى مع عودة جنود الاحتياط إلى منازلهم ردا على خطوات التحالف والجيش.

ورغم هذه الظروف، يخطط الجيش الإسرائيلي -كما يقول الكاتب- لبقاء الجنود في الوحدات القتالية بالخدمة الاحتياطية لمدة 35 يوما على الأقل سنويا، ولرفع السن التي تنتهي عندها الخدمة الاحتياطية من 40 إلى 46 سنة، كما أن هناك تحركا منسقا لضمان إعفاء شامل من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية.

ويتساءل الكاتب: هل تكون هذه هي القشة التي ستقصم ظهر البعير، وتدفع حركة احتجاج شعبية أوسع ضد نتنياهو؟ خاصة أن هناك فشلا جديدا أضيف إلى الإنجازات المشكوك فيها لهذه الحكومة، بعد أن خفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز تصنيف إسرائيل، ومع ذلك أعلن رئيس الوزراء أن القرار لا علاقة له بالوضع الاقتصادي، في حين أن وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش مقتنع بأن هذا مجرد بيان سياسي مناهض لإسرائيل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … بغداد التي في ذاكرتي ماجدة

#بغداد التي في ذاكرتي #ماجدة

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 8 / 4 / 2017

تاريخان لا يمكن لي أن أنساهما ما حييت؛ وفاة أمي و #سقوط_بغداد..

مقالات ذات صلة إسحاق بريك .. لن نتمكن من البقاء بوجود هؤلاء القادة.. “حماس باقية في غزة” 2025/01/03

لا يمكن أن أنسى تقاسيم السماء في ذينك النهارين الثائرين حزناً، المتأرجحين بين نيسان وحزيران، لا يمكن أن أنسى تيهي في الشوارع، المفاوضة على نصف ساعة أخرى من الحياة، تكذيب قراءات الجهاز، وتكذيب أخبار التلفاز، لا يمكن أن أنسى فشلي في تهدئة الدمع المائج في سدّ العين كنزف مكبوت تحت الجلد.. كانت بغداد أمّاً وكانت أمي وطناً..

**

كنت كلما سمعت غناءً حزيناً ينساب من حنجرة مطرب عراقي أقول في نفسي: ما الذي يحزنهم وهم النائمون على وسادة دجلة، المستيقظون على هدير الفرات؟ ما الذي يجعل القصب البغدادي النابت على الضفاف يعزف لزفير الريح أنّات وجع؟ وهو رمش النهر وسيف الماء، ما الذي يدعوهم لكل هذا الألم في الغناء وبلادهم عباءة العرب، جديلة القصيدة، حبر التاريخ ومحرابه ما الذي يجعلهم يقطرون شجناً الى هذا الحد والعراق مضافة المجد ومتحف الانتصارات؟ لأكتشف لاحقاً أن كل ذلك الحزن الأسمر المسكوب في فناجين الحناجر، ما هو الا مقدّمة تاريخية لما سيجري لبغداد.. وكأنه توطئة للفقد ومقدمة إجبارية لقادم الأيام. فبغداد التي كانت تشبهنا، وتنفض عن سقوطنا الغبار وتنهضنا بعد كل حرب.. سقطت في الحرب..

**

يقولون أن العواصم لا تتغير، ولا يتغيّر حبّها.. أُحتلت او تحرّرت، ازدهرت أم تدمرت! إنهم يكذبون.. أنا لا أستطيع أن أزوّرَ عواطفي.. أنا مثلاً أحبّ أن أتذكّر أمي الفتية الجميلة الباسمة، ولا أحبّ أن أتذكّرها عجوزاً مريضة عابسة.. أنا أحب أمي لأحبّها. لا أحب أمي لأشفق عليها
كما يمشي العقرب على ذراع بطل أحببته في فيلم قتال وصرخت بملء صوتك أمام الشاشة حتى ينتبه، صرخنا ونحن نرى أول دبابة تمشي على ذراع بغداد.. صرخنا حتى تنهض أمّنا الجميلة، تنتبه لهذا السّم الذي يحبو فوق شرايينها، لكنها لم تكن تسمعنا، قلت بأعلى صوتي في التاسع من نيسان: ما زالت أول دبابة يا أمي، قومي واسحقيها.. سيهابك سرب العقارب، لن تجرؤ عليك غيرها صدقيني، ذراعك الممتد من حمورابي إلى المنصور لن تشلّه آلية واحدة، لكنها لم تسمعني.. ربضت فوق مرفق النهر تماماً، أفرغت سمّها كله في حلمنا، نزل الجنود بلباسهم الجيشي الأصفر المموه حتى يخدعوا الصحراء، وجوه حمراء كقطع الدم، يبتسمون للدخول رغم الرمل المقاوم الذي أثقل الرموش.. رفعوا العلم على الجسور، على التمثال، على فندق القدس، على الحواري التي تنبض عروبة، على شارع أبي النواس على الحوانيت البغدادية، على غيمة هارون الرشيد، على قوس النصر العالي، على جبهة “أبي رغال” الذي مهّد لهم الطريق ورسم لهم الخرائط، على عقال “سراقة” الذي اقتص أثر حرّاس المدينة.. ثم رسموا بفوهة البندقية على رمل الخريطة وجه المنطقة الجديد..

**

يقولون أن العواصم لا تتغير، ولا يتغيّر حبّها.. أُحتلت او تحرّرت، ازدهرت أم تدمرت! إنهم يكذبون.. أنا لا أستطيع أن أزوّرَ عواطفي.. أنا مثلاً أحبّ أن أتذكّر أمي الفتية الجميلة الباسمة، ولا أحبّ أن أتذكّرها عجوزاً مريضة عابسة.. أنا أحب أمي لأحبّها. لا أحب أمي لأشفق عليها.. وكذلك العواصم. أحبّ بغداد لأحبها. لا أحب بغداد لأشفق عليها.. منذ التاسع من نيسان، وفي ذاكرتي بغداد الماجدة.. لا أستطيع أن أتخيلها بغداد السبية، أتذكرها بغداد السيدة. لا أريد أن أراها جارية بعد أن اشتراها لصوص من لصوص.. لا أحب بغداد الغريبة البليدة المجروحة المذبوحة.. أحب بغداد “بعبايتها” العربية وبصوتها الدافئ، لا أطيقها بالثوب الفارسي واللكنة الأمريكية. أحب بغداد التي كانت تنام قربنا في صفحات الكتب، تقفز معنا بأطلس الخرائط، بغداد التي تمشّط عروبتنا بأصابع النخل، بغداد الخلافة والشعر والبيت الأوسع.. أحب بغداد الحكايا الليلية بغداد التي كانت تغني بصوت كل الأمهات العراقيات:

“دلِلول يا الولد يا بني دلِلول…يُمّه عدوك عليك وساكن التشول.. يُمّه أنا من أقول يمّه يموت قلبي والله يُمّه. يُمّه يحقّلي لا صير دّلي.. ترى أطلق الدنيا وأولّي.. يمه على ظليمتي من دون حلّي…يُمه هب الهوا واندّكت الباب.. ترى حسبالي يا يمّه خشة أحباب.. يُمّه أثاري الهوا والباب كذّاب..”

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

مضى #186يوما …

بقي #90يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

مقالات مشابهة

  • هيئة عائلات الأسرى لدى حماس تستعد للاعتصام أمام مقر نتنياهو مساء اليوم
  • والدة المحتجزة ليري الباج: نحتاج لأفعال من نتنياهو وحكومته لإعادة المحتجزين
  • نتنياهو يوافق على تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي قبيل توجهه لقطر
  • خبير: نتنياهو يعتمد سياسة المراوغة والمماطلة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حماس
  • مظاهرات أمام مقر نتنياهو وأنباء عن منحه تفويضا كافيا لإبرام صفقة التبادل
  • مئات الإسرائيليين يتظاهرون لمطالبة نتنياهو بصفقة تبادل أسرى
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … بغداد التي في ذاكرتي ماجدة
  • اعلام عبري: نتنياهو سيعقد مشاورات بشأن صفقة تبادل الأسرى.. الجمعة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تنتقد نتنياهو وتغلق طريقا في تل أبيب (شاهد)
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو لن يوقف الحرب إلا بأمر من ترامب