تقدمت الصومال، اليوم الأحد، بأحر التعازي والمواساة القلبية لحكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة في استشهاد ضباطها العسكريين في العاصمة مقديشيو في عمل إرهابي شنيع ليلة أمس.

وقالت وزارة الخارجية الصومالية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الصومالية «صونا»: إن العمل الإرهابي الشنيع الذي أودى بحياة هؤلاء الضباط الإماراتيين تدينه الصومال بشكل قاطع، مشيرة إلى أن أعمال العنف الجبانة هذه ليس لها مكان في مجتمعنا، ونحن نعرب عن إدانتنا الشديدة لهذا العمل الدنيء.

وأضافت الوزارة، إننا نكرم شجاعة وتضحيات الضباط الإماراتيين الذين فقدوا أرواحهم في هذا الهجوم، إن تفانيهم في تدريب المجندين الجدد من القوات المسلحة الصومالية يجسد التزامهم بتعزيز الاستقرار والأمن في بلادنا، ونحن نشيد بشجاعتهم ونقدر الدور الذي لا يقدر بثمن الذي لعبوه في دعم قواتنا المسلحة.

وتابعت الخارجية الصومالية: وفي خضم هذا الوقت العصيب الذي اتسم بالمحن والحزن، نعرب عن خالص تعازينا وتعاطفنا الصادق مع أسر الضباط الشجعان الذين سقطوا وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة بأكمله. سائلين الله عز وجل أن يتغمد الشهداء برحمته التي لا حدود لها، ويمنحهم السكينة والطمأنينة الأبدية في فسيح جناته، ويلهم أهلهم وأحبائهم الصبر والسلوان.

وأشار البيان إلى أنه تضامنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة، تقف جمهورية الصومال حازمة وموحدة وملتزمة بالتعاون الوثيق للتغلب على هذه التحديات وتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً، مؤكدة عزمها المشترك على مكافحة الإرهاب والحفاظ على السلام والأمن.

اقرأ أيضاًمصر تدين التفجير الإرهابي في العاصمة الصومالية مقديشو

مجلس الشؤون الخارجية يثمن جهود مصر لدعم الصومال ولتعزيز السلم والأمن في المنطقة

القوات الأمنية الصومالية تحبط مخططاً للمليشيات الإرهابية في العاصمة مقديشيو

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصومال مقديشو الخارجية الصومالية خارجية الصومال وزارة الخارجية الصومالية ضباط الإمارات

إقرأ أيضاً:

الصومال والحلم الكبير

بعد 5 أيام من استقلال أرض الصومال عن بريطانيا اندمجت طواعية مع دولة الصومال في دولة واحدة في 1 يوليو عام 1960، وانتهت مؤقتا الحدود التي رسمها البريطانيون والإيطاليون.

إقرأ المزيد من "بيبي الثاني" إلى "معمر القذافي".. أطول فترات الحكم في التاريخ

يطلق على المنطقة التي تضم حاليا الصومال وإثيوبيا وإريتريا اسم القرن الإفريقي، وتعرف أيضا باسم شبه الجزيرة الصومالية، وتعد هذه المنطقة رابع أكبر شبه جزيرة في العالم.

إقليم أرض الصومال كان خضع للحماية البريطانية منذ عام 1884، وكان يدار من عدن ويتبع إداريا الهند البريطانية، فيما كان الإيطاليون قد فرضوا سيطرتهم على القسم الآخر من الصومال في ثمانينيات القرن التاسع عشر. ولفترة وجيزة بين عامي 1940 – 1941 انتزع الإيطاليون من البريطانيين ذلك الإقليم.

انتهت الفترة الاستعمارية وتكونت جمهورية الصومال في 1 يوليو 1960. التطور اللاحق حدث في عام 1969 بوصول الجنرال محمد سياد بري إلى السلطة في انقلاب عسكري.

جمع بري جميع السلطات في قبضته وأراد بناء "الاشتراكية" وقرر توسيع بلاده من خلال تبني فكرة الصومال الكبير وضم إقليم أوغادين في إثيوبيا حين يعيش سكان من أصول صومالية ومناطق مماثلة تابعة لجيبوتي وكينيا.

 حرب أوغادين مع إثيوبيا اندلعت في يوليو عام 1977، وانتهت في العام التالي بخسارة الجيش الصومالي لجميع الأراضي التي كان تمكن من السيطرة عليها. تلك الحرب الخاسرة كان لها مضاعفات خطيرة على مستقبل سياد بري ومستقبل الصومال برمته.

داخليا تسببت سياسات القمع والاستبداد التي مارسها نظام الجنرال محمد سياد بري في ظهور  فصائل مسلحة متمردة على السلطة المركزية بحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي في أكثر من منطقة وخاصة في أرض الصومال "الصومال البريطاني" سابقا. تلك الفصائل المسلحة تلقت الدعم من إثيوبيا.

مدينة هرجيسا في أرض الصومال تحولت منذ عام 1988 إلى معقل رئيس للحركة الوطنية الصومالية المعارضة. قوات من الجيش الصومالي بقيادة صهر بري الجنرال محمد مورغان، قصفت بعنف المدينة ما أسفر، بحسب تقديرات، عن مقتل 50 ألف شخص.

فشل مشروع الجنرال محمد سياد بري واندلعت حرب أهلية في الصومال عام 1991 أسفرت عن الإطاحة بنظامه وتفكك الجيش الصومالي، ودخول البلاد في فوضى عارمة وموجات عنف متتالية.

في ذلك العام أعلنت أرض الصومال انفصالها وهي على هذا الحال حتى الآن على الرغم من عدم اعتراف أي دولة بها باستثناء مذكرة التفاهم التي وقعت مع إثيوبيا في 1 يناير 2024 وقضت باعتراف أديس أبابا بانفصال الإقليم مقابل منحها حق  الوصول إلى البحر الأحمر عبر ميناء بربرة.

وسائل إعلام غربية كانت وصفت أرض الصومال "صوماليلاند" بأنه "بلد لا وجود له"، على الرغم من أنه كيان يعيش بصورة مستقلة، وله جيش وقوات أمن، إلا أنها دولة معلنة من طرف واحد فقط.

تتمسك أرض الصومال بانفصالها، ويطالب قادتها بالاعتراف الدولي، على النقيض من الكيان الثاني "بونتلاند" الذي يتمتع باستقلال ذاتي لكنه لا يسعى رسميا إلى الانفصال.

وسائل إعلام غربية ترى أن دولة أرض الصومال غير المعترف بها دوليا تتمتع باستقرار أكثر من جارتيها، مشيرة إلى أنها تمكنت من القضاء على القرصنة قبالة شواطئها ومنعت حركة الشباب من نشر نفوذها داخل حدودها.

بالمقابل يرفض الصومال بحزم دعوات الانفصال ويصر على استعادة وحدته الترابية وعودة إقليمي أرض الصومال وبونتلاند إليه.

المصدر:RT

مقالات مشابهة

  • رئيس «العدل والمساواة» يشيد بدعم الإمارات للسودان وينتقد «دبلوماسية» الخرطوم
  • الصومال والحلم الكبير
  • الصومال: لا مفاوضات مع «الشباب» الإرهابية
  • لانا نسيبة تلتقي بمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • لانا نسيبة تلتقي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • خط طيران مباشر بين مصر والصومال بداية من يوليو القادم
  • في رسالة إلى مجلس الأمن.. الإمارات تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام في السودان
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني
  • حين يتصادم المشروع الوطني مع الاستعماري
  • ثاني الزيودي يبحث فرص تعزيز العلاقات الإماراتية الأميركية