أكد رئيس هيئة البث العربي الفضائي محمد العضايلة، وهي إحدى المنظمات والهيئات الأعضاء في المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب التابع لجامعة الدول العربية، أن المؤثرين العرب وصناعي المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي نجحوا خلال الفترة الماضية في كشف زيف الرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على قطاع غزة.

وقال العضايلة، على هامش أعمال الملتقى الإعلامي العربي والملتقى الأول للمؤثرين وصناع المحتوى، واللذين عقدا بالأردن بتنظيم من قطاع الإعلام والاتصال في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وهيئة البث، إن الحرب على غزة أفرزت أجيالا عربية مؤثرة، تستطيع أن تصنع الفرق في الإعلام العربي وتدافع عن الحق العربي عالميا.

وأضاف أن القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعالم العربي عادت مرة أخرى لتكون في أولويات الإعلام العربي بعد سنوات من الأحداث والقضايا العربية الأخرى، منوها بأن المؤثرين وصناعي المحتوى استطاعوا أن يكونوا "رقما صعبا" في توضيح الحقائق بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأشار العضايلة إلى أنه ضرورة الاستفادة من التطور الذي ظهر على المؤثرين وصناعي المحتوى عقب هذا النجاح الذي تحقق، حيث أصبحوا منصة عربية قوية لإرسال الرسائل وتوضيح الحقائق بشأن القضايا العربية، وخصوصا القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة أن يتم العمل على هذا النجاح من خلال التعاون العربي المشترك في مجال الإعلام والتأثير.

وأوضح أن هيئة البث العربي الفضائي سعت من خلال الملتقى، الذي عقد على مدار أيام بالعاصمة الأردنية عمان، إلى تبني مسارات تنموية رائدة تنطلق في ضوء فاعلية العمل الإعلامي وما تمثله سلطة الإعلام اليوم من دور مفصلي يفرض نفسه على المشهد العام، لافتا إلى ضرورة أن يستثمر في سلم المواكبة بما يتواءم مع ترددات الثورة الرقمية ومخرجاتها بالتناغم مع مستوى متوازن من معايير الشفافية والحيادية التي تتطلب جهودا في توحيد الخطاب الإعلامي العربي أمام سلسلة الأزمات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وبين العضايلة أن الملتقى عمل على تقريب وجهات النظر وتوفير مساحة أمنة للحوار والمعالجة القائمة على غربلة غزارة المحتوى الرقمي في الفضاء الشاسع وانتقاء مفرداته الناجعة، واستثمار ما يتسلح به من أدوات ومنابر وسقوف مكشوفة من الحريات تفوقت في مجتمعاتها.

كما أكد أن الهيئة، وفي إطار عملها العربي، حريصة على التواصل مع كافة الأشقاء العرب من أجل خدمة الإعلام العربي، متابعا: أن الإعلام العربي المشترك أصبح حاليا ضرورة قصوى يجب العمل عليها في ظل اتساع الأزمات والتحديات.

وأشاد العضايلة بالقرار الذي أصدره مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الـ50 التي عقدت بالقاهرة، وفي إطار تنفيذ الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، والذي يؤكد على ضرورة تنفيذ منتدى المؤسسات الحكومية للتنمية المستدامة بهدف تعزيز العمل العربي المشترك بما يخدم قضايا الدول العربية الأعضاء، وتشجيع وتعزيز الشراكات العامة بين القطاع العام والخاص.

واختتم رئيس هيئة البث العربي الفضائي تصريحه بالقول، إن الحرب على غزة كشفت لنا مدى قوة الإعلام العربي وتأثيره في الرأي العام العالمي، وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك ما يتعرض له هذا الشعب من عنف وظلم وخراب ودمار.

يشار إلى أنه تم، أمس الأول الجمعة، اختتام فعاليات اجتماع اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني واجتماع فريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب والحلقة النقاشية المتخصصة في الأمن السيبرانين وذلك ضمن الاجتماعات المدرجة بقرار من مجلس وزراء الإعلام العرب.

وكانت قد انطلقت، يوم الثلاثاء الماضي، أعمال الملتقى العربي للإعلام 2024 بالعاصمة الأردنية عمان تحت عنوان المؤثرين وصانعي المحتوى، والمنظم بالتعاون بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قطاع الإعلام والاتصال والهيئة العربية للبث الفضائي الأردنية، بحضور الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال السفير أحمد رشيد خطابي، ووزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند المبيضين، ولفيف من الوزراء والسفراء العرب والإعلاميين والمؤثرين وصناع المحتوى العرب.

اقرأ أيضاًواشنطن بوست: تزايد المعارضة العالمية للهجوم الإسرائيلي المخطط على رفح بغزة

«أسوشيتيد برس»: تحذيرات لإسرائيل من وقوع كارثة إذا أقدم جيشها على مهاجمة رفح في غزة

وسائل إعلام عبرية: الاحتلال استولى على 200 مليون شيكل من بنك فلسطين في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة القضیة الفلسطینیة الإعلام العربی الدول العربیة الإعلام العرب

إقرأ أيضاً:

علبة أحمد سعيد من صوت العرب إلى ضجيج أحمد موسى

حين انطلقت الإذاعة المصرية بجملتها المرتبكة الأولى: "آلو آلو.. هنا الإذاعة"، كانت مجرد تجربة ناشئة تابعة لوزارة المواصلات، لكن مع مرور الوقت، ومع تحويلها إلى هيئة مستقلة، أصبحت قوة ناعمة لا تُضاهى. وجاء إطلاق إذاعة "صوت العرب" عام 1953 ليشكل نقلة نوعية، حيث تحولت إلى مشروع ثوري يحمل رسالة تحررية عابرة للحدود، تخشاه القوى الاستعمارية كما حدث في الجزائر، حين منع الاحتلال الفرنسي بيع أجهزة الراديو التي تلتقط بثها.

في ذروة مجدها، دعمت "صوت العرب" حركات التحرر بإطلاق إذاعات مخصصة، مثل إذاعة الجزائر التي بدأت بثها من القاهرة عام 1967 لدعم الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، وإذاعة فلسطين التي انطلقت عام 1960 كأول منصة إذاعية تعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني. كما لعبت الإذاعة دورا بارزا في دعم نضال المغرب ضد الاستعمار الفرنسي، إذ ساهمت حملاتها في عودة السلطان محمد الخامس من المنفى ورفع الحماية الفرنسية عن البلاد، وهو ما دفع السلطان إلى الإشادة بدورها، واصفا إياها بالبشير الذي ألهم شعبه للثورة ونيل الاستقلال. ولم يقتصر دور الإذاعة على الوطن العربي، بل امتد إلى دعم نضالات الشعوب الأفريقية، لتصبح رمزا للتحرر والوحدة.

قاد هذا المشروع أحمد سعيد، الذي لم يكن مجرد مذيع، بل رمزا لمرحلة استثنائية في تاريخ الإعلام العربي، حيث نجح في جعل صوته رمزا للقومية والتحرر حتى عُرفت أجهزة الراديو في الشوارع الشعبية بـ"علبة أحمد سعيد"، وكان صوته يمثل الأمل والتحرر في آن واحد، بينما كانت شخصيته تخترق السياسة الدولية إلى حد رفض البرلمان البريطاني وجوده في وفد مصري عام 1965 بسبب تأثيره في الرأي العام، متهما إياه بالتحريض على الجنود البريطانيين.

لكن كما صنع أحمد سعيد أسطورته بصوته ورسائله، بدأ سقوطها مع نكسة يونيو 1967. وتحولت "صوت العرب" إلى منصة للتضليل، تبث بيانات عن انتصارات وهمية، مثل: "سندخل القدس عصرا"، و"فتحنا باب الحجز لحفل أم كلثوم في تل أبيب الخميس القادم". اعتذر لاحقا أحمد سعيد قائلا: "كنت أقرأ ما يصلني من بيانات رسمية"، لكن ذلك الاعتراف لم ينقذ الإعلام المصري من انحدار المصداقية. وكان شهادة على حقيقة أن الإعلام أداة في يد السلطة.

يمكنك أن تنتقد أحمد سعيد، أو تلتمس له العذر، لكنه بلا شك كان صوتا يحمل قضية ومشروعا. ولا يمكن مقارنة أحمد سعيد بأي وجه من وجوه الإعلام المصري الحالي، لكنه يبقى جزءا من بداية التحول الذي انتهى بأحمد موسى، وهنا نرى الفارق الحقيقي؛ أحمد سعيد كان صوتا صنعه مشروع قومي، بينما أحمد موسى هو منتج طبيعي لغياب المشروع ولأزمان المسخ. موسى ليس إعلاميا بقدر ما هو ظاهرة شعبوية، تنطق بالجهل والاستقطاب والتحريض، وإذا كان الإعلام المصري في بداياته يتبع وزارة المواصلات، فإن الإعلام الحالي بقيادة أحمد موسى يبدو وكأنه يتبع وزارة الصرف الصحي.

الإعلام المصري الذي كان يوما صوت العرب جميعا، يحمل همومهم ويدافع عن قضاياهم، أصبح اليوم أداة تُعاديهم، فأحمد موسى، بوق النظام الحديث، جسّد هذا الانحراف بعدائه الصريح للشعوب العربية. الفلسطيني بالنسبة له "إرهابي"، حيث وصف المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بأنها خطر على الأمن القومي المصري، واتهمها بالتآمر على الدولة المصرية. والسوري عند موسى ليس ثائرا يبحث عن الحرية، بل "تكفيري إرهابي" يدمّر وطنه. أما الجزائري، فقد دعا موسى صراحة إلى قتله خلال الأزمة التي أعقبت مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر عام 2010، حين استغل خلافا رياضيا لتحويله إلى عداء شعبي مقيت، في موقف يعكس استعداء فجا لشعب وقف يوما بجانب مصر في معاركها الكبرى، هذا التحول الكبير في الخطاب الإعلامي المصري يعكس تراجع الدور الريادي لمصر في خدمة قضايا الأمة والتحرر، وغياب الرؤية الاستراتيجية للأنظمة المتعاقبة على حكم مصر.

على النقيض، استطاعت قنوات مثل "الجزيرة" أن تحتكر أكثر من نصف مشاهدات العالم العربي، لأنها تبنت قضايا الشعوب وعبّرت عن همومهم، فالفارق ليس في التكنولوجيا، ولا في الزمن، بل في الروح التي كانت تدفع إعلاما يقاوم الاستعمار إلى إعلام يخدم الاستبداد.

هبط الإعلام المصري من قمة المجد، حين كان "صوت العرب" رمزا للوحدة والتحرر، إلى قاع الانحدار، حين صار صوتا للكراهية والعدوان. وبين إذاعة الجزائر في القاهرة عام 1967، وتحريض أحمد موسى على الجزائر عام 2010، تكمن قصة انحدار مؤلمة من إعلام يحمل رسالة أمة إلى إعلام يهدد وحدتها.

مقالات مشابهة

  • عبد الله حسن: لا بد أن يظهر العرب القضية الفلسطينية كمحور القضايا
  • إقبال كبير من المبدعين على جائزة شمس للمحتوى العربي
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة شخصين بجروح خطيرة في عملية طعن بتل أبيب
  • السياحة تشارك في "قمة المليار" بالإمارات العربية المتحدة
  • وزارة السياحة والآثار تشارك في قمة المليار بدبي بالإمارات العربية المتحدة
  • وزارة السياحة تشارك في قمة المليار بدبي بالإمارات العربية المتحدة
  • «الصحة العربي» يرسل طلاباً إماراتيين إلى معسكر ناسا الفضائي
  • علبة أحمد سعيد من صوت العرب إلى ضجيج أحمد موسى
  • الشباب العربي والإعلام الجديد دور ملهم في توظيف منصات التواصل
  • «Twist Tv» تعزز ريادتها في المحتوى العربي بعرض حصري لفيلم «آخر الخط»