الصباح الجديد
أشرف عبدالعزيز
إنبرى العديد من الكتاب منتقدين انتهازية (أصحاب فندق كورال ببورتسودان) بتنشيطهم خدمة الانترنت للمواطنين بمبلغ ٢٠ الف جنيه لمدة ساعة واحدة ، ولكنهم نسوا أن فندق كورال هو الظل وليس الفيل.
لم يُسمع لأصحاب هذه الأقلام ضجيجاً أو استنكاراً واسعاً عندما بلغ الفساد في زمن الحرب مداه وأزكم الأنوف، وغزت مواد الاغاثة للأغراض الإنسانية أسواق بورتسودان نهاراً جهاراً تحت مسمع ومرأى المسؤولين بل وبإشراف بعضهم، وحتى عندما كشفوا عن المعلومات وقاموا قومتهم على المفوض لم يكن هدفهم هو كبح جماح الفساد، وإنما إزاحة المفوض لتعيين آخر موالي لهم وأكثر حرصاً على تمرير آلاعيبهم، لدرجة أن والي الخرطوم صرح بأن ما وصله من مواد إغاثة لا يكفي لحاجة 1% من المتضررين، ولكن ما أن إنتهى المؤتمر الصحفي حتى وزع على الحضور من (المحاسيب) 50 كرتونة.
مخازن مواد الاغاثة المكدسة (التالفة) بود مدني كشفت الحقيقة المُرة وأن طعام الجوعى لا يصلهم حتى ولو تقطعت امعاءهم أو أكلوا الجلود وبحثوا عن الذرة في بيت النمل.
صحيح لا أحد يؤيد قطع الاتصالات لان المتضرر الأول منها المواطن، لكن ذات الاحساس الحالي لماذا لم يكن متنامياً كما الآن عندما قطعت الشبكة في كل دارفور ولماذا ساقت شركات الاتصالات تبريراتها الآن بأن كثير من أبراج دارفور خربت وتحتاج لاصلاحات؟
إن عجز حكومة الأمر الواقع لايحتاج لزرقاء يمامة حتى تنظر اليه، وإذا كان نائب الرئيس مالك عقار يتحدث أمام الجميع أنه سلم والي الجزيرة ٤ الف بندقية ومع ذلك حدث الذي حدث فلماذا لا يصطف الناس أمام فندق كورال وهم يتدافعون لتنشيط خدمة الانترنت فالحكومة عاجزة عن إعادته؟ وتدفع المواطن ضحية لها في معركتها الخاسرة وبدلاً من تذهب للمفاوضات والسلام تكابر وهي تجلس على تلة الخراب كما جلس نيرون في أعلى تلال روما وهو يشاهدها تحترق.
ما حدث في فندق كورال تجسيد للعجز الحكومي وانشغال حكومة الأمر الواقع بما يحافظ على ما تبقى من الكرسي على حساب المواطن السوداني الذي ذاق الأمرين جراء هذه الحرب العبثية، وكما ذكرت من قبل إن الحرب القادمة ستكون أسوأ وشعارها (علي وعلى أعدائي)، فالجيش إتجه صوب إيران للحصول على السلاح، أما الدعم السريع فمن الواضح انه لجأ للحرب الاقتصادية التي بدأت بقطع الاتصالات وسيتبعها بمنع صادر الهدي والصمغ العربي وفي الحالتين المتضرر هو المواطن .. على الأقلام الناقدة لكورال أن تطعن في الفيل وليس ظله!!
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رؤية وطنية صادقة
توالي الدولة المصرية تحت قيادة عظيمة منذ سنوات سياسات ومبادرات وأفكار بنائه لمساندة المواطن المصري لتخفيف الأعباء الإقتصادية بمشاريع (خارج الصندوق) بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية، ونتحدث عن بدأ تفعيل وتعميم فكرة (أسواق اليوم الواحد) تلك الفكرة التي تستهدف تنظيم حملات تسويقية مكثفة لمدة يوم واحد، بهدف توفير السلع الرئيسية للمواطنين بأسعار مخفضة وعادلة لتخفيف الأعباء الاقتصادية، ومواجهة صارمة من الدولة ضد جشع التجار والتلاعب بأسعار السلع الرئيسية، وذلك لتعزيز مبدأ العدالة للوصول بالسلع للفئات الأكثر احتياجا بأسعار مخفضة وتعميم فكرة اليوم الواحد في جميع المحافظات.
ولتنفيذ محكم للفكرة على أرض الواقع واستدامتها يتطلب إتباع الآتي:
أولاً.. تخطيط محكم ومسبق لدراسة السوق، وتحديد السلع الأساسية الأكثر طلبًا، وتحديد مواقع متميزة واستراتيجية للوصول بالمشروع في المناطق الأكثر احتياجا.
ثانياً.. ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية والمشاركة الفعالة من القطاع الخاص، والجمعيات الأهلية في تمويل السلع للمشروع لضمان استمراريته، وضرورة الرقابة وتشكيل لجان لمتابعة الالتزام بالأسعار ووجود السلع ومنع التلاعب.
ثالثاً.. التنفيذ الميداني والتوعية الإعلامية وذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن أماكن وتوقيت المشروع، وكيفية استفادة المواطنين منه مع التأكيد على الالتزام بالأسعار المخفضة لتعزيز الشفافية.
رابعاً.. التكرار لضمان الاستمرارية بمعنى انطلاق المشروع بشكل دوري أو ربع سنوي وبناء شركات مستدامة مع الموردين والجمعيات لضمان توفير السلع بشكل دائم لتحقيق الهدف.
وعن إيجابيات مثل هذه الأفكار الذهبية، فهي تحسن الاقتصاد من خلال خفض التضخم وزيادة القوة الشرائية حيث يتيح المشروع للمواطنين شراء المزيد من السلع بأسعار منخفضة مما يعزز النشاط الاقتصادي، وتعزيز أيضا العدالة الاجتماعية، حيث تعمل على تقليل الفجوة بين الفئات الغنية والفقيرة من خلال توفير السلع بأسعار عادلة.
وتسهم أيضا تلك المبادرات فى تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، وذلك من خلال شعور المواطن بدعم الحكومة له والتفكير الدائم لمصلحة المواطن البسيط ومساندته ضد جشع وطمع التجار في مواجهة تباين الأسعار.
ونجد للمواطن المصري دور هام وفعال في نجاح أي مبادرة تهدف الي مساندته والارتقاء به من حيث الإلتزام بدوره كمستهلك واعي في ضرورة شراء الاحتياجات الأساسية فقط مما يعمل هذا السلوك الواعي من جانب المواطن علي تجنب حدوث نقص في الموارد، ودعمه للمنتج المحلي يصب علي النفع العام وتقوية الإقتصاد الوطني الذي يعمل علي تعزيز المواطن وقدرته علي النهوض بذاته.
علينا أيضا ضرورة نشر الوعي الدائم والتصدي للشائعات المغرضة والمعلومات المغلوطة التي تؤثر بالسب علي مجهودات الدولة في التنمية وتعرقل مسيرة التنمية المستدامة، وضرورة الالتزام بالقوانين من جانب كل فرد منا لتحقيق العدالة وضمان استفادة الجميع ولدعم واستمراريه مثل هذه المشاريع البنائه التي تصب بالنفع على الجميع.
وفي الختام أود وبكل فخر وامتنان وبلسان كل مواطن مصري بسيط توجيه الشكر لمجهودات الحكومة الصادقة في إطلاق مبادرات ومشاريع تستهدف تحسين أحوال المواطن المصري رغم كل التحديات التي تحاوطنا من جميع الاتجاهات نجد حرص دائم وإصرار من الدولة علي النهوض بالمواطن، ودفع عجلة الإنتاج لتخفيف الأعباء الإقتصادية، ولاستثمار أفضل في مستقبل الوطن وأبنائه.
نعلم أن الطريق طويل والتحديات كبيرة ولكن بتكاتف وتضافر جميع الجهات نستطيع بناء وطن قوي، وجيل قادر علي التحدي والثراء الحقيقي المستدام ولأنها أرض التاريخ والحضارة ومنارة الأمل، نعدك أننا نسير معك علي درب البناء والعطاء والتحلي بالصبر ونزرع في أرضك أحلامنا ونحصد بمجهودنا مستقبل واعد للأجيال وهذا هو ما يستحقه جيل الفراعنة.
حفظ الله تعالي مصر وشعبها العظيم وأعان قائدها المخلص.